بلومبيرج: السيارات الكهربائية تنذر بحرب تجارية وشيكة بين أوروبا والصين
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
كشفت بلومبيرج أن احتمال فرض الاتحاد الأوروبي، تعريفات جمركية على السيارات الكهربائية الصينية بقيمة 7.2 مليار دولار يمكن أن يتحول إلى حرب تجارية وشيكةمتبادلة بين أوروبا والصين، ويعيد إلى الواجهة مجددًا الحرب السابقة التي بدأها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وفي حال توصّل التحقيق الذي يجريه الاتحاد إلى التأكد من دعم الحكومة الصينية لمصانع السيارات الكهربائية والذي سيستغرق أكثر من 7 أشهر إلى عام، سيقرر الاتحاد الأوروبي قراره بفرض التعريفة الجمركية على الواردات الصينية من السيارات الكهربائية، ما سيكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي، نظرًا للانتقام الصيني وإقرار مبدأ المعاملة بالمثل.
ويمثل قطاع السيارات بشكل مباشر أو غير مباشر ما يقرب من 14 مليون وظيفة أو 6.1% من القوى العاملة في الاتحاد الأوروبي. وتخشى الشركات الأوروبية في الولوج إلى هكذا قرار قد يضر بمصالحها في الصين، فالتأثير المحتمل على المصدرين الأوروبيين كبير أيضًا. في العام الماضي، شحن الاتحاد الأوروبي بضائع بقيمة 240 مليار دولار إلى الصين، مما يجعلها ثالث أكبر سوق لأوروبا في الخارج، بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وفقًا للبيانات التي جمعتها مراقبة بيانات التجارة، وهي منصة مقرها جنيف تجمع الأرقام الرسمية.
انتقام صيني في الطريقوترى الوكالة الأمريكية أن فرض رسوم جمركية جديدة على المركبات الكهربائية الصينية، سيكون له تأثير أكبر بكثير من أي من الإجراءات السابقة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لمكافحة الدعم على الواردات الصينية. في المقابل، انتقدت الصينالخطوة المتوقعة، قائلة إنها ستضر بالعلاقات بين البلدين، ولدى بكين عدة طرق للانتقام.
وكان التحذير الذي أطلقته منظمة التجارة العالمية في جنيف في وقت سابق من الأسبوع المنقضي واضحا لا لبس فيه: إن انقسام الاقتصاد العالمي إلى فصائل تجارية متنافسة من شأنه أن يقلل الدخل الحقيقي بنسبة 5٪.
منظمة التجارة العالمية: لا لاحتكار تصنيع منتجًا في مكان واحديأتي ذلك، في وقت دعت فيه المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نجوزي أوكونجو إيويالا، دعت إلى عدم احتكار منتج بعينه من قبل دولة ما. وقالت: «ليس من الصواب أن يتم إنتاج منتج بنسبة 90% في مكان واحد وأن يعتمد الجميع على هذا»، مؤكدة أنه من المحتم في مثل هذه المواقف أن يتم إعادة تحويل سلاسل التوريد.
المفوضية الأوروبية: السيارات الصينية رخيصة بسبب الدعم الحكوميفي المقابل، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن السوق العالمية ممتلئة بالسيارات الصينية الرخيصة التي ظلت أسعارها «منخفضة بشكل مصطنع بسبب الدعم الحكومي الضخم».
إلى ذلك، أطلق الاتحاد الأوروبي ما تخشى بعض الصناعات الأكثر شهرة في الكتلة المكونة من 27 دولة- بدءًا من شركة إيرباص إلى منتجي مستحضرات التجميل وصانعي النبيذ- من أن يؤدي إلى نهاية عقابية للحرب التجارية مع الصين.
الشركات الأوروبية تخشى الرد الصينيوتسعى الشركات الأوروبية جاهدة لتقييم مدى تعرضها لوابل من التعريفات الجمركية المحتملة بين اثنتين من أكبر الشركات في العالم.
وذلك لأن حكومة الرئيس الصيني شي جين بينج، أظهرت تصميمًا على الرد على التدابير التجارية العقابية- مثل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من خلال فرض قيود متبادلة. إن أقوى أداة يمكن أن تستخدمها بكين هي تقييد الوصول إلى سوقها المحلية الضخمة.
من جانبه أشار وزير المالية الفرنسي برونو لومير، في حديثه إلى تلفزيون بلومبرج يوم الجمعة، إلى أنه ربما قد وصل عصر جديد، عصر «يبدأ فيه الاتحاد الأوروبي في التفكير في مصلحته الخاصة»، فيما قالت المفوضة التجارية السابقة للاتحاد الأوروبي، سيسيليا مالمستروم، في مقابلة مع بلومبرج نيوز، إنه من خلال التحقيق في الدعم الصيني، أرادت بروكسل «إرسال إشارة قوية». ومع تدفق الواردات الصينية- على عكس الولايات المتحدة حيث يتم فرض رسوم جمركية بنسبة 27.5٪، قالت: «هناك خوف من المنافسة».
وقال الخبير التجاري سام لوي، الشريك في شركة فلينت جلوبال الاستشارية في لندن، إن رد الصين "قد يكون انتقاما رسميا، أو مجرد جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للشركات الأوروبية التي لها حضور كبير في الصين". وفي الوقت نفسه، قلل الاتحاد الأوروبي من احتمال الرد الصيني القاسي على دعم السيارات الكهربائية الذي يحقق فيه الاتحاد.
وقال باولو جنتيلوني، المنسق الاقتصادي للاتحاد الأوروبي، للصحفيين: «لا يوجد سببا محددا للانتقام». «لكن الانتقام ممكن دائمًا في مثل هذه المواقف». وظلت التوترات بين أوروبا والصين تختمر لسنوات بعد انهيار اتفاق الاستثمار الثنائي بين أوروبا والصين بسبب مزاعم الاتحاد الأوروبي عن العمل القسري في شينجيانغ.
مساوة الدعم وفق قواعد عادلةوقال لومير الفرنسي لقناة BTV: «علينا أن نضمن أن التجارة تستند إلى قواعد عادلة نحن لسنا هنا لإثارة أي نوع من الحرب التجارية، نحن هنا فقط لضمان تنفيذ القواعد العادلة من قبل جميع الشركاء».
وقال هيدو هوبين، نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى منظمة التجارة العالمية: «النقطة الأساسية هي مسألة العدالة التي يتم بها بيع المنتج في السوق الأوروبية». «إذا وجد التحقيق أنه كانت هناك إعانات، بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية، يمكنك، إلى حد ما، مساواة مبلغ الدعم».
اقرأ أيضاًالاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم مساعدات إلى ليبيا جراء عاصفة دانيال
الاتحاد الأوروبي: الإعلان المشترك لروسيا والصين أساس لتحالف قوي معادي للديمقراطية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي المفوضية الأوروبية منظمة التجارة العالمية منظمة التجارة العالمیة السیارات الکهربائیة الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
كيف يؤثر اندماج نيسان وهوندا المحتمل على صناعة السيارات العالمية؟
الاقتصاد نيوز - متابعة
تبحث شركتا نيسان موتور وهوندا موتور، وهما من كبرى شركات السيارات اليابانية، إمكانية اندماج كبير من شأنه أن يُحدث صدمة في صناعة السيارات العالمية، حيث تسعى الشركتان لتعزيز تنافسيتهما في ظل التحول الكامل نحو السيارات الكهربائية.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيكاي اليابانية، تخطط الشركتان للدخول في مفاوضات رسمية بشأن الاندماج، ومن المتوقع توقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين في وقت قريب، استناداً إلى مصادر مقربة من الموضوع.
ثالث أكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم
إذا تم الاندماج، فقد يُشكّل هذا التحالف ثالث أكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم من حيث المبيعات، مع مبيعات سنوية تصل إلى 8 ملايين سيارة، وفقاً لتقديرات شركة Citi بعد شركة تويوتا موتور اليابانية وفولكس فاغن الألمانية، التي تواجه تحديات وأزمات حالية.
في تصريحات مشابهة، لم تؤكد أو تنفِ شركتا نيسان وهوندا التقرير المنشور في صحيفة نيكاي، ما يترك مجالاً للتكهنات حول جدية هذه الخطوة.
يأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه كبرى شركات السيارات ضغوطاً متزايدة من المنافسة العالمية، خاصةً من صانعي السيارات الكهربائية مثل شركة تسلا الأميركية وشركة BYD الصينية. وكانت شركتا نيسان وهوندا قد وقّعتا في مارس آذار الماضي شراكة استراتيجية للتعاون في إنتاج المكونات الرئيسية للسيارات الكهربائية.
ومع ذلك، من المتوقع أن يواجه الاندماج الضخم العديد من العقبات. فقد أعرب المحللون عن مخاوفهم بشأن احتمال التدقيق السياسي في اليابان، نظراً لإمكانية خفض الوظائف إذا تم التوصل إلى اتفاق، في حين يُنظر إلى حل تحالف نيسان مع شركة تصنيع السيارات الفرنسية رينو على أنه محوري لهذه العملية.
تطوير التقنيات اللازمة لمستقبل السيارات الكهربائية
وصف بيتر ويلز، أستاذ الأعمال والاستدامة في مركز أبحاث صناعة السيارات التابع لكلية إدارة الأعمال بجامعة كارديف، تقارير الاندماج المحتمل بين شركتي نيسان وهوندا بأنه تطور "مهم للغاية".
وأشار لـ CNBC إلى أن هذه الخطوة قد تُساعد الشركتين على توحيد أصولهما، وتوفير التكاليف، وتطوير التقنيات اللازمة لمستقبل السيارات الكهربائية.
وقال ويلز، إن هناك الكثير من التكهنات حول وضع شركة نيسان خلال الأشهر الأثني عشر الماضية. وأوضح أن نيسان تحاول موازنة علاقتها مع شريكتها رينو، لكنها تواجه صعوبات كبيرة.
"تواجه الشركة مشاكل في السوق المحلية والدولية، وليس لديها مجموعة المنتجات المناسبة للمنافسة. هناك الكثير من إشارات التحذير والأعلام الحمراء حول وضع نيسان حالياً، وكان لا بد من اتخاذ خطوة ما. السؤال هو: هل سيكون هذا الاندماج هو الحل؟"
أسهم نيسان عند أعلى مستوياتها في 40 عاماً
رغم أهمية هذا التطور، شدد ويلز على أن نجاح الاندماج لا يزال موضع شك، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها نيسان في مختلف الأسواق.
قفزت أسهم شركة نيسان بنسبة 23.7% يوم الأربعاء، مسجلة أفضل يوم تداول للشركة منذ ما لا يقل عن 40 عاماً، وفقاً لشركة البيانات FactSet، ومع ذلك، لا تزال الأسهم المدرجة في طوكيو منخفضة بنحو 25% منذ بداية العام.
في المقابل، تراجعت أسهم هوندا بنسبة 3.2% في تداولات ما قبل السوق في نيويورك.
فيما يتعلق بمدى إمكانية أن يكون الاندماج بين نيسان وهوندا حلاً لمواجهة المنافسة من مصنعي السيارات الكهربائية الصينيين، وصف بيتر ويلز من كلية إدارة الأعمال بجامعة كارديف هذه الخطوة بأنها "حل تقليدي".
وأشار ويلز إلى أن هناك مخاوف من أن الشركتين ربما تأخرتا في اتخاذ هذه الخطوة، قائلاً:
"مخاوفي هي أنهم ربما تأخروا قليلًا. ليس لديهم التكنولوجيا الحالية أو الترتيبات المناسبة أو المنتج الملائم للتنافس في أسواقهم الرئيسية".
وأضاف: "بالنسبة لنيسان على وجه الخصوص، فهي متأخرة عن مواكبة السوق الأميركية. هذه هي أكبر مشكلاتهم، ولن يتمكنوا من إصلاح ذلك بسرعة".
عقبات أمام اندماج نيسان وهوندا المحتمل
شارك أكيرا كيشيموتو من JPMorgan وجهات نظر مماثلة بشأن العقبات التي قد تعترض اندماج نيسان وهوندا، قائلًا: "العوائق التي يجب التغلب عليها ستكون مرتفعة".
وأضاف في مذكرة بحثية نُشرت يوم الأربعاء: "على أقل تقدير، نعتقد أن نيسان تحتاج إلى توضيح مصير علاقتها الرأسمالية المعقدة للغاية مع رينو، والتي تشمل الحكومة الفرنسية، كما يجب أن تقدم تفاصيل حول اقتراح إعادة الهيكلة الذي أعلنته".
كما أشار كيشيموتو إلى أن هوندا بحاجة إلى تحديد كيفية إدارة استثماراتها الكبيرة في المركبات الكهربائية والبطاريات في كندا.
وأكد البنك أنه ينتظر الآن أي إعلانات ملموسة من أي من الشركتين.