الرؤية- ريم الحامدية

يخوض الرحالة العماني ناصر النعماني العديد من التجارب الاستثنائية من خلال التنقل بين الدول والتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى، كما أنه لا يغفل عن التعريف بالثقافة العُمانية وما تمتلكه بلادنا من تاريخ وحضارة منذ العصور القديمة، وذلك من خلال اصطحاب بعض الكتب التي تُعبر عن الهوية العمانية وتتضمن معلومات عن عُمان وتاريخها، وتوزيعها على بعض الأشخاص في الدول التي يزورها.

ويوضح النعماني- في حوار مع "الرؤية"- أنه زار 74 دولة ويطمح لاستكمال سلسلة زياراته والوصول إلى الرقم 100، مؤكدا أنه اكتشف حبه للسفر والتنقل بين الدول عام 1998 عندما ابتعث من الجامعة إلى فرنسا لأول مرة، ليبدأ في البحث عن ثقافة الفرنسيين وتفاصيل الوجهة التي سيذهب إليها، ليكون هذا البحث بمثابة الشرارة التي أشعلت في قلبه حب السفر والترحال، إذ إنه كان يترصد كل فرصة من الممكن استغلالها للسفر، وتحول الأمر إلى ترحال وتغطية لكل ثقافات الشعوب في الدول التي يزورها ليتنقل من بلد إلى آخر ويكشف لمحبي السفر الكثير من جوانب هذه البلدان.

ولد الرحالة ناصر النعماني في نزوى، ودرس الهندسة المدنية وعمل في جامعة السلطان قابوس، ثم في هيئة الدقم ويقول: "كان هدف السفر من البداية هو التعليم، ثم جاء شغف الترحال والتعرف على ثقافات العالم، ومشاهدة الطبيعة التي تتمتع بها كل دولة والتعرف على تاريخها، وتكوين صداقات جديدة، ومشاركة هذه المجتمعات في مناسباتهم مثل الأفراح أو في بعض الأعياد الخاصة بهم لأتعرف بشكل أكبر على ما يفعلونه في هذه المناسبات".

ولا ينفي النعماني وجود العديد من التحديات التي تواجه أي رحالة، مبيناً أن اللغة هي العائق الأكبر والأصعب لمن يحب السفر والتنقل بين الدول، خاصة في الدول التي لا تتحدث باللغة الإنجليزية. ويقول: "كنت أحاول قدر المستطاع توصيل الرسالة أو السؤال للأشخاص الذين أقابلهم في السفر، وأحياناً أستخدم لغة الإشارة، لكن مؤخرًا ظهرت العديد من التقنيات التي تُساعد محبي السفر في التعامل مع الآخرين مثل خدمة الترجمة من جوجل، ولذلك أصبح الوضع أسهل من قبل".

وعن استعداده للسفر، يوضح أنه يحب الانتهاء من استعدادات السفر في وقت مبكر من حيث توفير الأموال وحجز التذاكر وعدم تكرار زيارة الدول والقراءة الكافية عن ثقافة الشعوب التي سيزورها، والبحث عن تجارب الآخرين الذين زاروا هذه الدولة للتعرف بشكل أكبر على بعض التفاصيل التي قد لا يصل إليها عبر البحث العادي، مضيفاً أنه يحب السفر الفردي وليس الجماعي لأنه يمنح مجالاً للاعتماد على النفس والتعرف على ثقافات الآخرين، بالإضافة إلى أن السفر الفردي فرصة للتعرف على الذات وتحمل المسؤولية".

وأشار الرحالة العماني إلى أنه يُسافر في بعض الأحيان مع أصدقائه أو مع مجموعات محبة للسفر، متابعاً: "الرحلات الجماعية ليست بالضرورة أن تكون مع صديق في الوطن، قد تكون مع أصدقاء السفر الذين جمعهم حب الترحال، لكن يجب اختيار الأصدقاء المُناسبين، كما أن للعائلة نصيب وافر من رحلاتي فقد خصصت سفرات خاصة لهم سواء للزوجة أو مع الأبناء، لأن هذا من واجبي تجاههم، وتكون الرحلات العائلية فرصة لقضاء الأوقات السعيدة والاقتراب أكثر من الأبناء والاستماع إليهم، وتدريبهم على مهارات الاعتماد على النفس والتعامل مع الآخرين".

ومن وجهة نظر النعماني، فإن أكثر الوجهات جمالا هي سويسرا والتي أطلق عليها اسم "الأرض التي ليست في الأرض" لشدة جمالها وسحر طبيعتها، لافتًا إلى أن الحياة هناك مكلفة جدا.

كما أنه عبر عن حبه للبلاد والعواصم التي تتضمن شواهد تاريخية مثل القلاع والحصون.

وكانت آخر رحلات الرحالة ناصر النعماني قبل أشهر إلى روسيا، وقد لاقت هذه الزيارة رواجا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال: "تلقيت دعوة من زميلي في موسكو لزيارة روسيا وقبلت الدعوة، وعلى الرغم من أن الكثيرين حذروني من زيارة روسيا في الوقت الحالي لكنه خاض التجربة ووجد أن الأمور هناك مستقرة إلى جانب التعامل الراقي من قبل الروسيين، كما أنه انبهر بأسواق موسكو وشوارعها والكنائس والحدائق والنهر الذي يمر بوسط المدينة.

ويحرص النعماني على توثيق رحلاته من خلال المحاضرات أو المقاطع المرئية عبر منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى شراء معلم بارز يدل على ثقافة الدولة التي يزورها، ليكوّن في منزله متحفا مصغرا، وفي الفترة المقبلة يخطط لزيارة فيتنام واليابان والصين، للتعرف على ثقافاتهم.








 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بدء تصوير المسرحية العمانية "أبوحاير حاير"

الرؤية- ناصر العبري

تتواصل التحضيرات لعرض مسرحية "أبوحاير حاير"، والتي تناقش العديد من القضايا المجتمعية، بهدف تسليط الضوء على الحلول بأسلوب فكاهي.

وقال الدكتور هلال عبدالله العريمي كاتب ومخرج المسرحية في تصريح لـ"الرؤية: "هذه سابقة  للفنانيين العمانيين أن تكون هناك مسرحية خاصة وبدون جمهور نقوم بتصويرها لمنصة خاصة بالفنون والشعر، وهي خطوة جديدة أن يتابع الجمهور مسرحية عن طريق اشتراك في قناة ومنصة في اليوتيوب وهي تجربة جديرة للبحث والاستمرار لإعطاء الشباب والفنانيين العمانيين الفرصة بالظهور في القنوات الفضائية وشبكات التواصل المختلفة والوصول لأكبر شريحة من المجتمع العماني والعربي، وننشر ثقافتنا العمانية الأصيلة وعاداتنا والموروث وبساطة وتسامح الانسان العماني ".

وذكر المخرج التلفزيوني والمشرف العام على العمل المسرحي محمد المعشني أبوعزام: "سعينا من خلال قناة البيداء أن يكون للفنان العماني  تواجد كبير ومؤثر   ونسعى جاهدين لتبني المواهب الفنية في كل المجالات من خلال القناة لنشر رسالة المسرح والفن العماني في المحافل الدولية".

يشار إلى أن مسرحية ابوحاير حاير من تأليف وإخراج  الدكتور هلال عبدالله العريمي وبطولة أحمد المرهون ومحمد الدريبي العمري وفهد العريمي ومجموعة من الفنانيين من محافظة ظفار، وفي الإشراف العام محمد تمان المعشني أبوعزام.

وسيتم  تصوير وإنتاج المسرحية في استوديو البيداء وسيتم بثها على منصة قناة البيداء وتعتبر بادرة من البوادر الجديدة في بث مسرحيات عمانية على منصات وقنوات عن طريق الاشتراك الشهري والسنوي .

مقالات مشابهة

  • بث مباشر.. رئيس الوزراء يلتقي عددا من المستثمرين بالقطاعات المختلفة
  • نقابة أسيوط تعقد اجتماعًا لمناقشة المسئولية الطبية والتعريف بملاحظات ومقترحات الأطباء
  • نقابة أسيوط تعقد اجتماعا لمناقشة المسؤولية الطبية والتعريف بملاحظات ومقترحات الأطباء
  • المركز التكنولوجي المتنقل يجوب قرى واحات الوادي الجديد ضمن فعاليات بداية
  • منتخب اليمن للشباب يختتم معسكره الداخلي في صنعاء استعدادا للسفر إلى العراق
  • بدء تصوير المسرحية العمانية "أبوحاير حاير"
  • «الجمعية المصرية للحساسية»: الدولة تسعى لاكتشاف الأمراض المؤدية للإعاقة لحماية الأطفال
  • "نملة الصحراء" تدعم رقاقة خارقة لاكتشاف السرطان وتعزيز الأمن
  • تعليم مطروح: قطار قوافل التربية النفسية يجوب مدارس المحافظة
  • الثقافات والتقاليد: احتفالات كرة القدم حول العالم