أردوغان يلوح بتخلي أنقرة عن مساعي الانضمام للاتحاد الأوروبي
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
لوَّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، بتخلي بلاده عن مسار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي "إذا لزم الأمر"، داعيا السويد إلى "الوفاء بإلتزاماتها" قبل مصادقة البرلمان التركي على عملية انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والمتوقعة في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
حديث أردوغان جاء خلال مؤتمر صحفي في مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول، قبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعها الجمعية العامة للأمم المتحدة.
والأربعاء الماضي، انتقد الاتحاد الأوروبي في تقرير أوضاع حقوق الإنسان في تركيا، واعتبر أنه "لا يمكن استئناف مسار مفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد في ظل الظروف الراهنة"، وأوصى بإطلاق مسار لإيجاد صيغة "أكثر واقعية" عوضا عن العضوية.
وهو ما علق عليه أردوغان قائلا إن "الاتحاد الأوروبي يسعى إلى الانفصال عن تركيا".
وأضاف أن أنقرة ستجري تقييمها للتطورات، و"إذا لزم الأمر يمكن أن نفصل طريقنا عن طريق الاتحاد الأوروبي".
ومنذ سنوات تواجه محاولات تركيا الانضمام إلى التكتل الأوروبي عقبات عديدة؛ جراء خلافات بين أنقرة وبروكسل في ملفات أبرزها حقوق الإنسان.
اقرأ أيضاً
قضايا شائكة.. الاتحاد الأوروبي وتركيا يواصلان مباحثات تسهيل التعاون التجاري
عضوية السويد
وبخصوص طلب السويد الحصول على عضوية "الناتو"، قال أردوغان: "ليس من الممكن أن نقول نعم أو لا ما لم يقرر البرلمان التركي".
وتركيا عضو في "الناتو" وموافقتها ضرورية لانضمام السويد إلى الحلف.
وتابع أردوغان: "قبل كل شيء على السويد القيام بواجبها المترتب عليها.. حسنا هل تقوم السويد بذلك حاليا؟ يقولون لنا مرارا إنهم أعدوا قانونا (لمكافحة الإرهاب).. لا تكفي صياغة القانون، بل يجب تطبيقه".
وأردف: "مهما قاموا بتعديلات دستورية أو قانونية في السويد فإن إرسالهم إرهابيين إلى المظاهرات تحت حماية الشرطة السويدية يعني أنهم لا يقومون بواجبهم ويعني أيضا استمرار مظاهرات الإرهابيين في شوارع ستوكهولم".
وتقول أنقرة إن ستوكهولم تتساهل مع أنشطة حزب العمال الكردستاني المعادية لتركيا في السويد.
اقرأ أيضاً
ضوء تركيا الأخضر لعضوية السويد بالناتو.. ماذا يعني؟
إقليم قره باغ
كما تطرق أردوغان إلى ملف إقليم قره باغ الذي حررته أذربيجان من أرمينيا، بقوله: "اقترحنا على الأطراف عقد اجتماع ثلاثي حول قضية قره باغ ويمكن توسيعه ليكون رباعيا".
وجاء ذلك ردا على سؤال حول تصاعد الاحتقان مجددا في الإقليم الأذربيجاني وتواصله مع رئيسي أذربيجان وأرمينيا وموقف الأخير حيال الجهود الرامية إلى إرساء سلام دائم في المنطقة.
وقال أردوغان إنه اقترح عقد لقاء يجمع قادة تركيا وروسيا وأذربيجان وأرمينيا، وإن أنقرة لم تتلق بعد ردا إيجابيا ولا سلبيا، مضيفا أنه سيبحث الموضوع مجددا مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف.
((4))
المصدر | الخليج الجديد + الأناضولالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا الاتحاد الأوروبي عضوية السويد الناتو الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
تعليق عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي هل هي خطوة نحو استعادة الشرعية الدستورية
زهير عثمان
في خطوة تعكس التزام الاتحاد الإفريقي بمبادئه الراسخة، أعلن تعليق عضوية السودان إثر الانقلاب العسكري الذي قاده الفريق عبد الفتاح البرهان في أكتوبر 2021. يمثل هذا القرار رسالة واضحة برفض أي محاولات لتغيير السلطة خارج الأطر الدستورية، وهو موقف يعزز مكانة الاتحاد كحارس للتحول الديمقراطي في القارة الإفريقية.
خلفية القرار
يستند تعليق عضوية السودان إلى المادة الرابعة من ميثاق الاتحاد الإفريقي، التي ترفض بشكل صارم أي تغييرات غير دستورية للحكومات. منذ تأسيسه، اتخذ الاتحاد موقفًا مماثلًا مع دول عدة، مثل مالي وغينيا وبوركينا فاسو، مؤكدًا التزامه بحماية الشرعية الدستورية.
في السودان، أدى الانقلاب العسكري إلى تعطيل مؤسسات الحكم المدني وتراجع الآمال في تحقيق الديمقراطية بعد الثورة التي أطاحت بنظام عمر البشير. تصاعد الانتهاكات الحقوقية وتعثر الحوار بين المكونات السياسية، إلى جانب غياب خطوات حقيقية لاستعادة الحكم المدني، كلها عوامل دفعت الاتحاد الإفريقي لاتخاذ هذا القرار.
أبعاد القرار
سياسيًا ودستوريًا
القرار يؤكد التزام الاتحاد بحماية التحولات الديمقراطية. السودان، الذي كان يُنظر إليه كواحدة من التجارب الواعدة في التحول السياسي، بات يعاني من تراجع خطير في المسار الديمقراطي. تعليق العضوية يعزز الضغط على النظام العسكري ويضعف شرعيته محليًا ودوليًا.
قانونيًا
هذا القرار ينسجم مع آلية الاتحاد الإفريقي للتعامل مع الانقلابات، ما يعزز مصداقيته كمنظمة تعمل على تعزيز القانون والنظام الدستوري في القارة.
إقليميًا ودوليًا
السودان يُعد لاعبًا مهمًا في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بقضايا مثل القرن الإفريقي وحوض النيل. تعليق عضويته يقلل من تأثيره الإقليمي ويشجع الأطراف الدولية الأخرى على اتخاذ مواقف مشابهة للضغط على النظام العسكري.
محليًا
القرار يضعف موقف البرهان داخليًا، حيث يُظهر نظامه معزولًا وغير معترف به إقليميًا. كما أنه يعزز شرعية القوى المعارضة التي تطالب بالعودة إلى الحكم المدني. بالإضافة إلى ذلك، غياب الدعم الإقليمي سيعمق الأزمة الاقتصادية في البلاد، مما قد يدفع الشعب إلى تصعيد الحراك الشعبي ضد الحكم العسكري.
التداعيات والسيناريوهات المستقبلية
استجابة النظام الحاكم:
قد يسعى الفريق البرهان لتقديم تنازلات شكلية بهدف تخفيف الضغوط الدولية والإقليمية، لكنه قد يواجه صعوبات في استعادة الثقة داخليًا وخارجيًا.
موقف المعارضة والقوى المدنية
المعارضة السودانية ستستفيد من القرار لتوحيد صفوفها والضغط على النظام العسكري لإطلاق حوار شامل يفضي إلى تسوية سياسية تُعيد الحكم المدني.
الدور الدولي
من المتوقع أن تتكامل جهود الاتحاد الإفريقي مع مؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لدعم السودان في العودة إلى المسار الديمقراطي.
رسالة الاتحاد الإفريقي
يُبرز تعليق عضوية السودان موقف الاتحاد الإفريقي كمدافع أساسي عن الديمقراطية في القارة. هذا القرار ليس فقط رفضًا للانقلاب العسكري، بل هو دعوة للنظام السوداني للعودة إلى طريق الشرعية الدستورية من خلال حوار شامل ومشاركة جميع الأطراف السياسية.
إن تعليق عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي يعكس تطلع القارة الإفريقية إلى مستقبل يسوده الاستقرار والديمقراطية. لكنه أيضًا يضع على عاتق السودانيين مسؤولية استغلال هذه الفرصة للضغط من أجل استعادة الحكم المدني. مستقبل السودان يعتمد على قدرة شعبه وقواه السياسية على تجاوز الانقسامات والعمل سويًا لإعادة بناء البلاد على أسس ديمقراطية ومؤسساتية.
zuhair.osman@aol.com