تعتزم منظمة "أوزغور دير" (Özgürder) التركية تنظيم فعالية تضامنية مع اللاجئين، السبت، للتعبير عن مناهضة التعصب والعنصرية بحقهم، وهو ما أثار حفيظة ساسة يمينيين أتراك يعبرون علنا عن رفضهم للأجانب في المجتمع التركي.

ويقول الناشط الحقوقي السوري-التركي، طه الغازي، إنه "مع بداية العام (...) تنامت مظاهر الكراهية والتمييز العنصري ضد اللاجئين السوريين في تركيا (.

..) وإبان فترة الانتخابات الرئاسية والتشريعية بات منحى خطاب الكراهية لدى ساسة من أحزاب المعارضة التركية يأخذ مسارا متصاعدا".

وأضاف "بالتنسيق مع منظمة Özgürder سنقيم وقفة تضامنية داعمة لحقوق اللاجئين السوريين، وللمطالبة بوقف كل هذه المظاهر (...) ومساءلة ومحاكمة الساسة العنصريين والفاشيين".

وأثارت دعوة المنظمة التركية لهذه الفعالية حفيظة زعيم "حزب النصر" اليميني، أوميت أوزداغ.

وقال أوزداغ في منشور على أكس "تظاهروا احتجاجا على عنصرية الأقليات واللاجئين ضد الأتراك وسأنضم لكم، مشكلتكم ليست بمحاربة العنصرية بل بالعداء للأتراك".

 

Türk Milletine karşı yapılan azınlık ve mülteci ırkçılığını da protesto edin bende katılayım. Sizin derdiniz ırkçılıkla mücadele deği Türk düşmanlığı @zaferpartisi https://t.co/7QKyodCsLk

— Ümit Özdağ (@umitozdag) September 13, 2023 حملة من وإلى الأتراك

وأوضح الكاتب والباحث في الشأن التركي، معين نعيم، أن الدعوة في الأساس موجهة من منظمة تركية للأتراك.

وقال في حديثه لموقع "الحرة" إن "الدعوة انطلقت من المؤسسة الحقوقية التركية أوزغور دير، وشارك في نشرها الكثير من النشطاء الأتراك والعرب".

وأضاف أن "الهدف من الفعالية هو الدعوة لرفض العنصرية والعرقية من قبل بعض الأطراف، وعلى رأسهم حزب الظفر (النصر) بقيادة أوزداغ".

أوزداغ وأعضاء بحزبه "المعادي للاجئين" يفشلون بالدخول إلى دمشق فشل زعيم "حزب النصر" التركي المعادي للاجئين، أوميت أوزداغ وأعضاء معه بالدخول إلى العاصمة السورية دمشق، بعدما أعلن قبل أيام نيته القيام برحلة تستهدف أيضا محافظات أخرى من بينها حلب واللاذقية.

ويعرف أوميت أوزداغ الذي يتزعم "حزب النصر" بنبرته المعادية والمحرضة على اللاجئين السوريين في تركيا، منذ سنوات.

ومن خلال حسابه عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعمد دائما إلى إثارة قضية إبعادهم من البلاد، كون "سوريا بلدا آمنا بحسب تعبيره". وهناك شخصيات أخرى تتبع ذات المسار، من بينها السياسية المعارضة، إيلاي أكسوي.

أقلية صغيرة

وفي تعليقه على تصريحات زعيم حزب النصر حول هذه الفعالية المرتقبة، يقول نعيم إن أوزداغ وحلفاءه يشكلون "أقلية صغيرة في المجتمع التركي يتغذون من العنصرية ومن صناعة الأزمات".

وتابع أن "في هجومهم على هذا النشاط، لم يهاجموا فقط المجتمع العربي، إنما هاجموا حتى الأكراد والإسلاميين الأتراك الداعين لهذا النشاط واعتبروهم خونة وغير وطنيين".

وعن أي صدام أو احتكاك محتمل بين المشاركين بالوقفة التضامنية واليمينيين المعادين للاجئين، أشار نعيم إلى أنه "لا يمكن توقع ما قد يفعله هؤلاء".

وأكد أن الأجهزة الأمنية التركية أبلغت المنظمين أن "الفعالية ستكون مؤمنة"، وأن "التجارب السابقة أثبتت أن هذه المجموعة المتطرفة (مناصري أوزداغ) تتكلم فقط ولا تفعل شيئا".

ويرى الباحث السياسي التركي، إسلام أوزكان، أن حزب أوزداغ ومناصريه مجرد أقلية، وأن التصريحات العنصرية مرفوضة داخل المجتمع.

ويقول أوزكان في حديثه لموقع "الحرة" إن "التصريحات العنصرية ضد اللاجئين مرفوضة، وتصريحات أوزداغ عامة لا تخلو من المشاكل".

وأضاف أن "العنصرية لا تحل مشكلة اللاجئين السوريين، والمسألة معقدة وبحاجة إلى تدبر وتفكر عميق".

ومن المقرر أن تقام الوقفة التضامنية، السبت، الساعة 5 عصرا (بالتوقيت المحلي)، في منطقة الفاتح بحديقة Saraçhane بإسطنبول، وفقا للغازي.

وأوضح الناشط السوري التركي أن "الوقفة التضامنية (مرخصة) من السلطات، وأن "منظمة Özgürder تعتبر من الجهات المقربة من الحكومة التركية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: اللاجئین السوریین

إقرأ أيضاً:

كتب الكلام.. تأريخ عقلي

عندما كنتُ أقرأ لزكي نجيب محمود في سرده لسيرته الذاتية، بدأت بقصة نفس، فإذا بي أجد بها نقصًا يتعلق بالقصة العقلية المخفية لواحد من المفكرين الكبار، فلما بدأت بقصة عقل وجدت الرجل يشير لذات المسألة، وهي أن قصة نفس تنقصها السيرة العقلية التي عاشها المؤلف، وبعد قراءة هذا الثاني وجدته يبني صورة متكاملة حول التكونات العقلية التي عاشها وكيف يقتنع بمنهج ثم يطوره حتى يصل إلى صورته النهائية، وكان الأمر ذاته عندما كنتُ أقرأ (رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر) لعبد الوهاب المسيري.

وما أن دخل موعد معرض الكتاب، حتى تجولت بين دور التراث، أبحث عن كتب علم الكلام، فأقرأ واحدًا متقدمًا وآخر متأخرًا، وأنا أرى الشيء نفسه الذي رأيته في الكتابين السابقين، لكن في هذه الحالة بشكل أكبر وأشمل وأعمق، يتعلق بمذاهب وفلاسفة وعلماء طبيعة وعلماء دين ولغويين وشعراء، الجميع يطور فكرة معينة، حتى يصل لنقطة يعارضه في بعض تفاصيلها من ينتمي لذات مسلكه المعرفي والفكري.

إن كتب الكلام في التراث الإسلامي وإن كان الزمن قد تجاوز كثيرًا من مسائلها، وأصبحت قراءتها في كثير من الأحيان للمعرفة والتعمق أكثر وللدربة العقلية، لكنها في الوقت ذاته تشكل هذا النوع من التأريخ العقلي لأصحابها وأصحاب المذاهب، بحيث تصبح مكملة لبعضها، والقارئ المتتبع لها يستطيع من خلالها مراقبة الفكرة حتى نهاية تطورها وتوقفها عند مرحلة معينة، ويطرح هذا المقال كتب الكلام المعتزلية أنموذجا عليه.

تطورت الأفكار الكلامية عند المعتزلة بشكل مطّرد ومتسارع، فمنذ بدأ اعتزال واصل بن عطاء لحلقة الحسن البصري في القصة المعروفة، حتى مجادلات عمرو بن عبيد، وصولا لاعتماد الأصول الخمسة، وتطور الأفكار الكلامية حتى دخول الأفكار الفلسفية والفيزياء الطبيعية -كما عند النظّام مثلا- تطورت الأفكار وتداخلت في بعضها، فاختلف المعتزلة أنفسهم في كثير من التفاصيل، حتى انقسموا لمدرستين، ثم انقسموا داخل كل مدرسة منهما، لكن الجميع أبقى على الخط العام فيما يتعلق بالإيمان بالأصول الخمسة، وهكذا فعندما تقرأ في (المغني في أبواب التوحيد والعدل) للقاضي عبد الجبار الهمذاني، تجد أن التاريخ العقلي للمعتزلة مبسوطٌ فيه، ينقد فيه اللاحق السابق، ويصحح التلميذ للأستاذ، والابن لأبيه، حتى تصل إلى الكتب التي بحثت في التاريخ الفكري للمعتزلة، مثل كتاب (معمار الفكر المعتزلي) لسعيد الغانمي، أو كتاب (معتزلة البصرة وبغداد) لرشيد الخيون قبله، تجدها أيضا تصف هذا التاريخ وربما قاربته بمقاربات معاصرة، وفي كل الأحوال، سردته بلغة معاصرة لا تستعصي على القارئ المبتدئ فهمها.

ويُمكن أخذ أنموذج تداخل الأفكار الفلسفية والكلامية في التراث الإسلامي من الناحية اللغوية من حيث درجة تعقيد اللفظ الفلسفي، فقد بدأت الأفكار الكلامية من بساطة لغوية (البساطة لا بمعنى اللغة نفسها، وإنما طريقة طرح الفكرة) منذ عصر النبوة والخلفاء من بعده، فتجد مثلا في نهج البلاغة قول الإمام علي: «الذي ليس لصفته حدٌّ محدود، ولا وقتٌ معدود، ولا أجلٌ ممدود»، أو قول واصل بن عطاء في خطبته الخالية من الراء: «الحمد لله القديم بلا غاية، والباقي بلا نهاية، الذي علا في دنوه، ودنا في علوه، فلا يحويه زمان، ولا يحيط به مكان»، وعلى الرغم من الجدالات في مثل هذه الأقوال، لكنها تبقى في ذاتها خالية من التعقيد الفلسفي أو الكلامي، لأن هذا ما كان قد وصل إليه العقل البشري في ذلك الوقت، لكن عندما تداخلت العلوم مع بعضها واستعملت في إثبات الفكرة الكلامية للمذهب، أو نفي فكرة المذهب الآخر، فإن اللغة أصبحت أكثر تعقيدًا لأنها استعملت المنطق الأرسطي، فانظر مثلا إلى قول أبي الحسين البصري في إثبات المحدِث للعالم كما ينقله عنه ابن الملاحمي: «فإن صح أن الفلك والاسطقسات لم تتباين لأمرٍ يرجع إلى الهيولى، صح أن تباينها لأمرٍ آخرَ، وهو القادر المختار.

وإذا ثبت القادر الجاعل للأجسام على صورها فإما أن يكون قديمًا أو محدثًا، ولو كان محدثًا، لم تنتهِ الحوادث، فلزم أن يكون قديمًا، ولزم بما تقدم أن يكون غير ذي جسم ولا عرض، وهو الله تعالى»، فتجد اختلافًا شاسعا بين الأقوال الأولى والأقوال الأخيرة هذه من ناحية التعقيد الفلسفي والاستدلال بالمنطق حتى يتبدى ذلك في اللغة، وإن شئت فانظر للغة ابن سينا حتى تتبين الأمر بصورة أوضح.

لماذا نقرأ علم الكلام؟- هذا السؤال الذي من أجله كُتب المقال في البداية، ومن خلال العرض السابق يتضح أن الأمر ليس متعلقًا بفهم العقائد فقط أو الانتصار للمذهب الكذائي أو تفنيد أقوال المذهب الكذائي، وإنما الأمر يتعلق بشكل أساسي بتطور العقل في التراث الإسلامي، باعتبار أن كتب الكلام تقدم تأريخًا عقليًا شاملاً، منذ بداية تكوّن الفكرة جنينًا في عقل مفكر، حتى تصل لتكون عجوزًا عند آخر.

فإن هذه الإعادة لقراءة كتب علم الكلام، إضافة لإعلائها الحالة النقدية والفكرية والدربة العقلية، فإنها تشرح تطور الأفكار في التراث الإسلامي ووصولها إلى ما وصلت إليه في العصر الحالي. كما أنها دعوة للمفكرين والكتّاب إذا اهتموا بكتابة سيرهم الذاتية يومًا ما، أن يهتموا أيضا بترجمة سيرتهم العقلية كذلك، حتى تكون قصة النفس وقصة العقل مكتملة وواضحة.

مقالات مشابهة

  • كتب الكلام.. تأريخ عقلي
  • أردوغان: لن نجبر اللاجئين السوريين على العودة
  • ألمانيا والنمسا تبحثان مع دمشق إعادة اللاجئين السوريين
  • وقفة تضامنية لنزلاء الإصلاحية المركزية بالضالع نصرةً لغزة
  • وزير البيئة التركي يكشف عدد المباني المتضررة جراء زلازل إسطنبول
  • السلطات التركية تشن موجة ثانية من الاعتقالات ضمن قضية إمام أوغلو.. طالت العشرات
  • طائرات “بيرقدار” التركية تتدخل سريعًا بعد زلزال إسطنبول
  • آفاد التركية تكشف عن المدن الأقل عرضة لخطر الزلازل
  • وقفة احتجاجية أمام السفارة التركية في الرابية: نناضل من أجل العدالة
  • خبير الزلازل التركي الشهير ناجي غورور يحذر من اقتراب وقوع زلزال كبير في بحر مرمرة