زار فريق أحفاد الحضارة المصرية المعالم الأثرية والسياحية بمدينة الإسكندرية، وذلك فى إطار خطة فريق أحفاد الحضارة المصرية برئاسة الآثارى محمد حمادة لتدريب طلبة الإرشاد السياحى والآثار والتاريخ على العمل فى مجال الإرشاد مجانًا لتيسير الحصول على رخصة الإرشاد.

جاء ذلك برعاية ودعم حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان للفريق فى نشر الوعى الأثرى والسياحى فى ربوع الوطن بعمل سلسلة من المحاضرات أون لاين يحاضر بها المتخصصون فى الآثار والسياحة وتنظيم سلسلة زيارات تعريفية للمواقع الأثرية والسياحية .

 تضمن البرنامج زيارة الفريق لعمود السوارى ومقابر كوم الشقافة وقلعة قايتباى ومتحف الإسكندرية القومى، وقامت الآثارية سامية جمال عضو فريق أحفاد الحضارة المصرية بشرح تخطيط الإسكندرية ومقبرة تيجران وكوم الشقافة وقلعة قايتباى، بينما قامت أمينة متحف الإسكندرية القومى الآثارية زينب بشرح معالم المتحف للفريق .

يشار إلى أن فريق أحفاد الحضارة المصرية هم مجموعة شباب عشقوا الآثار وفكروا فى كيفية نقل هذا العشق لكل شباب مصر ، اجتمعوا تحت قيادة مؤسس الفريق محمد حمادة وهو طالب بكلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة والفريق مكون من طلبة كليات السياحة والآثار وأقسام الآثار والتاريخ بالجامعات المصرية يتركز نشاطهم فى مجموعة من الرحلات المجانية لمعظم مناطق مصر لتدريب الخريجين على العمل فى الإرشاد السياحى والحصول على الرخصة ونشر الوعى الأثرى والسياحى بين شباب الجامعات من مختلف التخصصات وقد زاروا فى رحلاتهم مجمع الأديان بمنطقة مصر القديمة ومنطقة القلعة والسلطان حسن والرفاعى ومنطقة الأهرامات وسقارة ومنطقة الإسكندرية والرحلة القادمة إلى الغردقة كذلك ينظموا سلسلة من المحاضرات الحضورى وأون لاين بالتعاون مع حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان وقد حاضر بها كبار العلماء عن الآثار المصرية القديمة والآثار اليونانية والرومانية تعرفوا من خلالها على آثار سيناء والإسكندرية ودور المراة فى مصر القديمة وألعاب الأطفال فى مصر القديمة كما يقوم الفريق بعقد دورات تدريبية عن كيفية التعامل مع الإعلام المرئى والمسموع والمقروء لاكتساب مهارة الحديث والكتابة والإبداع فيه مع تدبير لقاءات تيلفزيونية لهم للحديث كل حسب تخصصه فى قنوات النيل المتخصصة.

ويشير الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية لـ"البوابة نيوز" إلى أهمية عمود السوارى وهو النصب التذكارى الرومانى الذى يقع بمنطقة السرابيوم وقد شيد من قطعة واحدة من الجرانيت الأحمر، طوله 20,75م وقطره عند القاعدة 2,70م وعند التاج 2,30م والارتفاع الكلى للعمود بالقاعدة والتاج 26,85م. 

وقد أطلق على عمود السوارى فى فترة الحروب الصليبية عمود بومبى وذلك لاعتقاد الصليبيين أن بومبى القائد الرومانى الذى لجأ إلى مصر هربًا من يوليوس قيصر قد قتله المصريون ووضعوا رأسه فى جرة وضعت فوق العمود تأثرًا بما تم مع الإمبراطور الرومانى تراجان حيث وضع رماد جثته فى جرة وضعت فوق عمود تراجان بروما. وأما التسمية بعمود السوارى فقد أطلقها المسلمون حين فتح مصر لارتفاعه الشاهق، وبخصوص تأريخ العمود فقد وجدت نقوش عديدة بقاعدة العمود تؤرخ لعصور مختلفة أقدمها نقش باسم سنوسرت الثانى من الأسرة الثانية عشر.

وهناك نقش بالجانب الغربى من القاعدة باللغة اليونانية غير مكتمل لـتآكل سطح القاعدة، وهو مكون من أربعة أسطر ومن خلال ترجمته يتضح أن هذا العمود أقيم بعد قيام ثورة القائد الرومانى " أخيل" فى الإسكندرية ولاقت ترحيبًا من الشعب الإسكندرى مما أدى لقدوم الإمبراطور دقلديانوس إلى مصر وحاصر الإسكندرية ثمانية أشهر وأدت الثورة لدمار المدينة وتخريب منشئاتها، وقد قام دقلديانوس بإعادة تنظيم المدينة فأشاد الشعب المصرى بجهوده وأقاموا هذا العمود ونقشوا هذا النص عليه لتخليد أعماله، كما أن النص يشير إلى تمثال كان يعلو العمود للإمبراطور دقلديانوس. 

ويوضح الدكتور ريحان أن مقابر كوم الشقافة تقع بحى كرموز غرب الإسكندرية والتسمية بكوم الشقافة ترجع لكثرة كسرات الفخار المكتشفة، أما كلمة الكتاكومب فقد أطلقت عليها لتخطيطها الرومانى وتعبر الكتاكومب عن المقابر الرومانية التى حفرها المسيحيون الأوائل فى روما فى أعماق الأرض، ومعنى كلمة كتاكومب الحفر فى الصخر. وكشف عن المقبرة عام 1900 نتيجة تعثر أحد الحمير فى سقف المقبرة وتتكون من ثلاثة طوابق منحوتة فى الصخر تحت الأرض، وظهر بها خليط من الفن المصرى القديم واليونانى والرومانى، يتم النزول إليها عن طريق سلم مكون من 99 درجة وبالمقبرة فتحات لإسقاط الجثث ويلقى من خلالها أهل المتوفى عليه النظرة الأخيرة قبل الدفن وهناك صالة تعرف خطأ بصالة كراكلا عثر بها على عظام عديدة كان يعتقد أنها عظام آدمية لأشخاص قتلوا فى استاد الإسكندرية على يد كراكلا وبدراسة العظام عن طريق علماء الأنتثروبولوجى اتضح أنها عظام خيول، كما قامت بعثة آثار فرنسية بتصوير رسومات ونقوش حوائط المقبرة بالأشعة البنفسجية، ووجدوا من ضمن مناظرها منظرًا لعجلة ترمز للمعبودة نمسيس معبودة الانتقام ومن بعض وظائفها حماية الرياضة، مما يستنتج منه أن الصالة كانت مخصصة لدفن الخيول التى تشارك فى السباقات الرياضية.

 ونحتت هذه المقبرة فى الفترة من 69 إلى 96م واستكملت فى عصر هادريان من 117 إلى 138م ويبدو أنها استخدمت حتى القرن الرابع الميلادى، ويعتقد أنها كانت لأحد الأسرات الثرية ثم تحولت إلى جبانة عامة. وأوضح الدكتور ريحان حكاية المثل "اكسر وراه قلة" حيث كان أقارب المتوفى فى الفترة الرومانية يحضرون إلى مقابر كوم الشقافة والمقابر الرومانية ومعهم أوانى فخارية بها طعامهم وشرابهم يتناولونها أثناء الزيارة وبعدها يقوموا بتكسيرها فى المكان ولا يحملونها معهم.

 وينوه الدكتور ريحان إلى أهمية قلعة قايتباي أشهر معالم الإسكندرية السياحية والتى تقع عند مدخل الميناء الشرقي من ناحية الغرب على نهاية الطرف الشمالي الشرقي من شبه جزيرة رأس التين بحي الجمرك، أنشأها السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي عام (882هـ -1477م)‘ موقع فنار الإسكندرية الذى تهدم أثناء زيارته الأولى للإسكندرية. وأقيمت القلعة على مساحة 17550متر مربع وبنيت على هذه المساحة أسوار القلعة الخارجية واستحكاماتها الحربية وكذلك البرج الرئيسي والذي بني على أنقاض الفنار القديم، وأن البرج الرئيسي للقلعة بني من الحجر الجيري يرتفع 17م ويتكون من ثلاثة طوابق، وبني الطابق الأول على طراز المدارس المملوكية، ويضم المسجد وخرزة صهريج المياه وغرفة الطاحونة والممر الشرقي، ويتوصل للطابق الثاني عن طريق سلم حجري. ويشتمل على ممرات تدور حول صحن الجامع ومجموعة من القاعات وسقاطة الزيت والشخشيخة (ملقف الهواء) ويحتوى الطابق الثالث على عدة ممرات تحتوي على 28 حجرة مربعة الشكل بها مزاغل السهام كما يحوي مقعد السلطان المطل على صحن القلعة. وتابع الدكتور ريحان بأن متحف الإسكندرية القومي يقع بشارع فؤاد تقاطع شارع السلطان حسن المقابل لكلية طب الأسنان بمحطة الرمل، وكان المتحف قصرًا لأحد أثرياء الإسكندرية وهو تاجر الأخشاب أسعد باسيلي والقصر علي الطراز الإيطالي، وقد تم الانتهاء من بناء القصر عام 1928 وبلغت مساحته حوالي 4000متر مربع واستخدم الطابق الأرضي كمخبأ أيام الحرب العالميه الثانية.

 أقام أسعد باسيلي في هذا القصر حتي عام 1954 ثم باعه بمبلغ 53 ألف جنيه ليكون مقرًا للقنصلية الأمريكية ثم اشتراه المجلس الأعلي للآثار بمبلغ 12 مليون جنيه وحوله إلي متحف تم افتتاحه أول سبتمبر 2003 يحتوى على مقتنيات جلبت من عدة متاحف منها المتحف المصري والمتحف الاسلامي والمتحف القبطي بالقاهرة والمتحف اليوناني الروماني والآثار الغارقة والآثار الإسلامية بالإسكندرية ويضم المتحف أكثر من 1800 قطعة أثرية . 

وتلقى الآثارية سامية جمال من فريق أحفاد الحضارة المصرية الضوء على أهم مقتنيات المتحف ومنها تمثال يمثل الكاتب المصري ومجموعة من الأواني عثر عليها بهرم الملك زوسر، ومجموعة من التماثيل تعبر عن تحول الفن في عصر الدولة الوسطى من المثالية الى الواقعية كما يظهر ذلك بوضوح في تمثال الملك امنمحات الثالث ، كما يضم المتحف رأس للملكة حتشبسوت ورأس للملك اخناتون ومجموعة تماثيل لتحتمس الثالث والإله آمون والملك رمسيس الثاني ، علاوة على مجموعة من التماثيل لملوك العصر المتأخر ونموذج لمقبرة تضم مومياء ومجموعة توابيت وتمائم مختلفة وينفرد متحف الإسكندرية القومي بعرض قاعة خاصة للآثار الغارقة، وقسمًا للآثار القبطية والإسلامية وآثار العصر الحديث وقاعة للعملات ومجموعة متنوعة من مقتنيات أسرة محمد علي يفتح المتحف أبوابه للزوار من 9 صباحًا حتى 5 مساءً، أسعار الدخول 120 جنيه للمواطن الأجنبى 60 جنيه للطالب الأجنبى، 50 جنيه للمواطن المصرى، 10 جنيه للطالب المصرى. مع الأخذ فى الاعتبار أن الدخول مجانى لطلبة الآثار والسياحة والتاريخ بشرط إثبات ذلك بكارنيه الكلية.

377307562_1244387112982660_3079110874620617099_n 377297205_306921398638495_6494180132831857387_n 377283635_1715794885526634_3271632005358261198_n 377235595_696437072392643_3683155493750641730_n 377228749_1026243041846760_6263712700093822775_n

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

دينا ريحان تمثل مصر في معرض روسيا وأعضاء بريكس في بعد ثقافي - (صور)

كتب- محمد شاكر:
افتتح أمس معرض "روسيا وأعضاء بريكس في بعد ثقافي" بمقر البيت الروسي في روما، وشاركت في الحدث الدكتورة دينا ريحان، الفنانة والنحاتة المصرية، التي قدمت عملاً فنياً يعكس التراث المصري بروح معاصرة.

يقام المعرض احتفالاً برئاسة روسيا هذا العام لمجموعة بريكس، وافتتح المعرض سفراء العشر دول أعضاء البريكس بروما، حيث ألقى كل سفير كلمة في بداية الفعالية.

وأكد بسام راضي سفير مصر بروما بكلمته أهمية انضمام مصر لدول البريكس علي الصعيد الاقتصادي والثقافي عن دور الفن كقوة ناعمة في خلق الروابط بين الدول من الخلال الحوار الثقافي.

وأثنى السفير الروسي فيناي كومار على مشاركة الدكتورة دينا، مشيرًا إلى أهمية تجسيد التراث المصري بطريقة معاصرة، مما يعكس التنوع الثقافي الغني للبلاد.

كما عبر السفير المصري في روما، بسام راضي، عن سعادته وفخره بمشاركة الفنانة، موضحاً أن عملها يعبر عن الأصالة والهوية المصرية ويعزز من صورة مصر في الساحة الثقافية الدولية.

وتشارك الدكتورة دينا في المعرض بعمل نحت خزفي يحمل عنوان "الوحدة"، والذي يتناول فكرة الاتحاد بين البشر من مختلف الأعراق والخلفيات والديانات.

استلهمت الفنانة تصميمها من وحدة المشربية المعمارية المصرية، حيث مزجت بين الفن القبطي والفن الإسلامي من خلال نقوش مستوحاة من النسيج القبطي.

وما يميز هذا العمل هو ترك لون الفخار دون طلاءات، مما يحمل دلالة رمزية قوية، حيث يعكس فكرة أن الإنسان خُلق من الطين، في إشارة إلى وحدة البشرية.

ويعكس هذا العمل التزام الفنانة بقضايا الهوية والانتماء، ويعبر عن رؤية تتجاوز الحدود الثقافية والدينية.

كما يعكس معرض "روسيا وأعضاء بريكس في بعد ثقافي" أهمية الفن في بناء جسور التواصل الثقافي، وتعتبر مشاركة الدكتورة دينا ريحان تجسيدًا حيًا لهذه الفكرة، مما يجعلها فخرًا لمصر وللفنانين العرب.

يذكر أن الفنانة دينا ريحان هي دكتور بكلية التصميم والفنون الإبداعية بجامعة الأهرام الكندية ومعارة من كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، اجرت رسالة الدكتوراة في تخصص النحت الخزفي بأكاديمية روما للفنون الجميلة بايطاليا وكذلك جامعة كارديف ميتروبوليتان بالمملكة المتحدة ولها العديد من المشاركات الدولية والمحلية.

مقالات مشابهة

  • بالصور.. نجوم السينما العالمية في زيارة إلى مكتبة الإسكندرية
  • مدير البيت الروسي بالإسكندرية يزور متحف آثار طنطا ويُشارك في فعاليات ندوة علمية
  • معبد أتريبس بسوهاج.. يجسد روعة الحضارة المصرية القديمة
  • دينا ريحان تمثل مصر في معرض روسيا وأعضاء بريكس في بعد ثقافي - (صور)
  • 3 فئات رئيسية.. 4 معايير لتصنيف المواقع الأثرية
  • بالصور.. ولد علي يزور لاعبي شبيبة القبائل قبل الموعد الهام
  • بالصور ..ولد علي يزور لاعبي شبيبىة القبائل قبل الموعد الهام
  • بالصور.. إقامة الملتقى الرابع لابناء الجالية المصرية في السعودية بمنطقة القصيم
  • الأحد.. تنظيم مسابقة "متحف السادات" بمكتبة الإسكندرية
  • الدكتور عمر الغنيمي يدعم فريق السلة في البطولة العربية