بدأت عائلة تاجر المخدرات المكسيكي الشهير باسم «إل تشابو»، نشاطها في تجارة الممنوعات منذ فترة طويلة، عندما تمكن مؤسس العائلة من عقد أولى صفقاته بينما كان في عمر 15 سنة، ليبدأ في إغراق المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية بأصناف المخدرات، باستخدام طرق وحيل مختلفة للهرب من الشرطة، حتى أصبح ضمن قائمة أغنياء العالم.

وُلد خواكين أرشيفالدو جوزمان لويرا الأب، الذي أسس عائلة «إل تشابو»، في عائلة فقيرة، لأب له نشاط في تجارة المخدرات، حيث تم طرده من منزل العائلة عندما كان في سن المراهقة، وأجبر على شق طريقه الخاص في الحياة، ولكن مع قلة فرص العمل، لجأ إلى بيع المخدرات، بحسب ما ذكرته قناة «سكاي هيستوري» في تقرير عن تاريخ عائلة أشهر تاريخ مخدرات في المكسيك.

بدأ زراعة المخدرات في عمر 15 سنة

وعندما بلغ جوزمان عمر 15 سنة، بدأ في إنشاء مرزعته الخاصة لزراعة الماريجوانا، وفي هذه السن المبكرة، حصل على لقب «إل تشابو» بسبب تكوينه الجسماني وبنيته الممتلئة، ولم يمض وقت طويل قبل أن يدخل عالم الجريمة المنظمة.

في أواخر السبعينيات، بدأ «إل تشابو» بالعمل لدى هيكتور بالما «بلوندي»، وتولى الإشراف على حركة المخدرات داخل منطقة «سينالوا»، شمال غرب المكسيك، على الحدود الأمريكية المكسيكية، وسرعان ما اكتسب جوزمان الطموح والقسوة والعنف، حيث كان يطلق النار على أي مهرب مباشرةً في رأسه، إذا تأخر في توصيل المخدرات.

بحلول أوائل الثمانينيات، كان يعمل لدى «جالاردو»، الأب الروحي لتجارة المخدرات في المكسيك في ذلك الوقت، ورئيس ما يُعرف بـ«كارتل جوادالاخارا»، وتم تعيين جوزمان مسؤولاً عن الخدمات اللوجستية، كما كان يتم تكليفه بتنسيق شحنات المخدرات من كولومبيا إلى المكسيك.

وعندما تم القبض على «جالاردو» في عام 1989 بتهمة قتل أحد عملاء إدارة مكافحة المخدرات، تم تقسيم الأراضي التي يسيطر عليها «كارتل جوادالاخارا»، مما سمح لجوزمان وعدد قليل من الآخرين بتشكيل «كارتل سينالوا».

كيف أغرقت عائلة «إل تشابو» أمريكا بالمخدرات؟

ومن خلال إشرافه على تجارة المخدرات على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة، أصبح جوزمان على رادار السلطات الأمريكية، حيث يعتبر أحد أقوى مهربي المخدرات في المكسيك، على مدى السنوات القادمة، واستفاد جوزمان من حملات القمع ضد الكارتلات الكولومبية، لزيادة حصته في السوق.

وسرعان ما كانت إمبراطوريته تنقل شحنات الكوكايين متعددة الأطنان من كولومبيا إلى الولايات المتحدة، عبر قنوات نقل متعددة، ويرجع جزء من نجاحه إلى إبداعه في مجالات النقل، ومن الأمثلة على ذلك، تهريب مسحوق الكوكايين داخل طفايات الحريق، وعلب الفلفل الحار.

وبحسب مساعد المدعي العام الأمريكي، آدم فيلس، فقد أرسل جوزمان أكثر من خط من الكوكايين لكل شخص في الولايات المتحدة في أربع شحنات فقط، وزعم الإدعاء  الأمريكي أن «إل تشابو» دفع رشوة قدرها 100 مليون دولار للرئيس المكسيكي السابق، بينيا نييتو، عندما تولى منصبه في عام 2012، إلا أن الرئيس الـ57 للمكسيك ينفي بشدة هذه الادعاءات.

أقوى منظمة لتهريب المخدرات في العالم

وشارك «كارتل سينالوا» في إنتاج وتوزيع أصناف مختلفة من المواد المخدرة، مثل «الميثامفيتامين والهيروين والإكستاسي والماريجوانا»، ولم يمض وقت طويل قبل حتى يمتد نشاطه إلى 5 قارات في أنحاء العالم، وما يقرب من 50 دولة، مما جعلها أقوى منظمة لتهريب المخدرات في العالم.

وتم إلقاء القبض على جوزمان بينما كان في زيارة لدولة جواتيمالا، في 9 يونيه 1993، وتم تسليمه إلى المكسيك، وحُكم عليه بالسجن لمدة 20 سنة، في سجن شديد الحراسة بتهم المخدرات والقتل.

وعلى الرغم من أنه أمضى فترة طويلة من حياته خلف القضبان، إلا أن التأثير القوي لـ«إل تشابو» لم يخف، لأنه كان يحرص على تقديم رشاوى باهظة الحراس، من أجل احفاظ على أسلوب حياته الفخم، ولديه زيارات زوجية، كما يجري ترتيب اجتماعات عمل تسمح له بمواصلة إدارة إمبراطوريته المتنامية باستمرار، حتى استطاع الهرب من السجن بعد تقديم رشاوى للحراس.

«إل تشابو» ينضم لقائمة أغنياء العالم

وفي عام 2009، أعلنت مجلة «فوربس» بشكل مثير للجدل، ضم «إل تشابو» إلى قائمتها لأغنى أغنياء العالم، ووضعت ثروته الصافية عند مليار دولار، رغم أن صعوده إلى قمة عالم الجريمة كان بتكلفة مذهلة، حيث أطلق العنان لحروب متعددة بين عصابات المخدرات، أودت بحياة الآلاف.

ونفد حظ «إل تشابو» بعدما تم إلقاء القبض عليه مرة أخرى في 22 فبراير 2014، بينما كان يتواجد في أحد الفنادق في منطقة على شاطئ البحر في «مازاتلان»، بمنطقة «سينالوا»، شمال غرب المكسيك، بعد عملية واسعة النطاق متعددة البلدان.

ورفضت المكسيك طلبات الولايات المتحدة لتسليم جوزمان إلى أمريكا، وتعهد الرئيس المكسيكي، إنريكي بينيا نييتو، بأنه لن يسمح بهروب «إل تشابو» مرة أخرى، وقال إن «هروباً آخر سيكون أكثر من مؤسف ولن يغتفر»، وشدد على الحكومة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان عدم تكرار ما حدث في المرة السابقة.

نجل «إل تشابو» في قبضة الولايات المتحدة

وفي 11 يوليو 2015، عزز إل تشابو سمعته، بعدما تمكن من الهرب مرة أخرى عبر نفق للتهوية أسفل زنزانته، بطول ميل على الأقل، ولكن فترة هروبه لم تستمر طويلاً، حيث لحقت به السلطات في 8 يناير 2016 بمدينة «لوس موتشيس» الساحلية، بمنطقة «سينالوا».

وبعد تبادل لإطلاق النار مع مشاة البحرية المكسيكية، تم اعتقال جوزمان مرة أخرى، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وانضم إليه اليوم نجله، أوفيديو جوزمان لوبيز، ووضع تحت قبضة السلطات ووزارة العدل الأمريكية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إل تشابو المكسيك الولايات المتحدة الولایات المتحدة المخدرات فی إل تشابو مرة أخرى

إقرأ أيضاً:

حفلات، رقص، وسيارات مستأجرة بمليارات الليرات.. تقرير يكشف كيف أهدرت بلدية إسطنبول أموال سكان المدينة

كشف تقرير التدقيق المالي لبلدية إسطنبول الكبرى لعام 2024 عن أرقام مثيرة للجدل، حيث أظهر التقرير أن البلدية سجّلت عجزاً مالياً بلغ 59 مليار ليرة تركية خلال العام الماضي، بينما قفز إجمالي ديونها إلى مستوى غير مسبوق وصل إلى 264 مليار ليرة.

جاء ذلك خلال اجتماع مجلس بلدية إسطنبول الكبرى، الذي عُقد برئاسة نائب رئيس المجلس نوري أصلان داخل مبنى البلدية بمنطقة سراج هانه، حيث تم استعراض تقرير التدقيق أمام أعضاء المجلس.

عجز ضخم وتراجع في تغطية النفقات

وفي تعليقه على التقرير، أوضح عضو مجلس البلدية عن حزب العدالة والتنمية، محمد كاينار، أن بلدية إسطنبول حققت إيرادات بلغت 179.6 مليار ليرة تركية خلال عام 2024، مقابل مصروفات وصلت إلى 238.9 مليار ليرة، أي بعجز يُقدّر بنحو 59 مليار ليرة٬ وذلك بحسب خبر نشرته صحيفة تركيا وترجمه موقع تركيا الان

وتابع كاينار ساخراً من التصريحات السابقة حول “بركة الميزانية” قائلاً:
“كان البعض يروج لفكرة أن بركة حلت على ميزانية إسطنبول، ولكن الحقيقة أن العجز المالي بلغ 33%، أي أن الإيرادات لم تكن كافية لتغطية النفقات، والفارق كبير جداً مقارنة بما كانوا ينتقدونه عندما تجاوز عجز ميزانية الدولة نسبة 5%.”

وأضاف كاينار أن حصة الأسد من إيرادات بلدية إسطنبول، وتحديداً 155 ملياراً و317 مليون ليرة، جاءت من الحكومة المركزية عبر عائدات الضرائب وحصص الإدارات المحلية، ما يعادل 86.46% من إجمالي الإيرادات، وهو ما وصفه بالاعتماد الكبير على موارد الدولة وليس على موارد البلدية الذاتية.

كما انتقد كاينار عدم تقديم البيانات المالية الخاصة بـ31 شركة تابعة للبلدية، وكذلك معلومات مجالس الإدارة والامتيازات الاجتماعية الخاصة بأعضائها إلى لجنة التدقيق، معتبراً ذلك غياباً واضحاً للشفافية.

“الديون ارتفعت بنسبة 704% خلال 5 سنوات!”

وفيما يخص ديون البلدية، أكد كاينار أن إجمالي الديون تضاعف بشكل هائل خلال السنوات الخمس الأخيرة. حيث أوضح أن ديون البلدية كانت تبلغ 26.7 مليار ليرة في نهاية عام 2018، بينما قفزت إلى 215 مليار ليرة بنهاية عام 2024، بنسبة زيادة بلغت 704%.

وأشار إلى أن هذا الرقم لا يشمل ديون شركات İSKİ (مياه إسطنبول) وİETT (مواصلات إسطنبول)، مضيفاً:
“إذا احتسبنا ديون İSKİ وİETT، يرتفع إجمالي الدين إلى 264 ملياراً و916 مليون ليرة.”

اقرأ أيضا

تطور لافت

الثلاثاء 15 أبريل 2025

ملايين الليرات للحفلات وتذاكر الطيران!

مقالات مشابهة

  • المسيلة.. حجز 2000 قرص “إكستازي” وتفكيك شبكة لترويج المخدرات
  • كونكاكاف يرفض تنظيم كأس العالم بـ64 فريقاً في أمريكا الجنوبية
  • حزب الله ينشط خارج لبنان.. تقريرٌ يحدّد المكان!
  • يصعب أن نتخيل عالم ما بعد أمريكا.. لكن يجب أن نتخيله!
  • تقرير يكشف عن الخسائر “الإسرائيلية” في الحرب على غزة ولبنان
  • تقرير طبي يكشف تفاصيل مأساوية عن مقتل "مسعفي غزة"
  • تقرير أممي يكشف ملابسات دعاوى التعذيب ضد لجنة أبورغيف في حقبة الكاظمي
  • في ظلّ ما يجري في أمريكا: العالم إلى أين؟
  • رسوم امريكية جديدة بنسبة بـ21% على واردات الطماطم من المكسيك
  • حفلات، رقص، وسيارات مستأجرة بمليارات الليرات.. تقرير يكشف كيف أهدرت بلدية إسطنبول أموال سكان المدينة