يناير المقبل.. سلطنة عمان تستضيف مؤتمر الشرق الأوسط للفضاء
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
مسقط ـ «الوطن» :
تستضيف سلطنة عمان ممثلة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مؤتمر الشرق الأوسط للفضاء بمشاركة كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع الفضاء من الوكالات الحكومية وشركات القطاع الخاص حول العالم، وذلك للترويج لقطاع الفضاء في الشرق الأوسط ودور سلطنة عمان كبوابة استراتيجية لجذب الاستثمارات في تطبيقات وتقنيات الفضاء إلى المنطقة.
ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر خلال الفترة من 8 إلى 10 يناير من العام القادم بالتعاون مع شركة يوروكونسلت وهي شركة استشارات عالمية رائدة في مجال الدراسات الاستراتيجية لقطاع الفضاء والأقمار الصناعية ودراسات الجدوى للقطاع، حيث ستعمل هذه الشراكة على الاستفادة من خبرة الشركة وسمعتها في تنظيم وإقامة الفعاليات العالمية منذ عام 1997 للمستويات التنفيذية في قطاع الفضاء.
وستعمل يوروكونسلت في هذا المؤتمر بمنهجيتها الراسخة في هذا المجال على مشاركة متحدثين رفيعي المستوى من مختلف قطاعات الفضاء بشقيه العلوي والسفلي، بما في ذلك الوكالات الحكومية وشركات القطاع الخاص والمستثمرين، حيث يتوقع أن يحضر هذا الحدث أكثر من 350 خبيرا من جميع أنحاء الشرق الأوسط ومن مختلف أنحاء العالم.
وستركز موضوعات المناقشة على جميع القضايا الرئيسية لتطوير قطاع الفضاء في الشرق الأوسط بما في ذلك استراتيجيات الفضاء، وتمويل قطاع الفضاء، واتجاهات السوق والفرص في صناعة الفضاء، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ومراقبة الأرض وغيرها من المجالات. كما سيقام إلى بجانب المؤتمر معرض للشركات المحلية والعالمية المتخصصة تحديداً في تقنيات وعلوم الفضاء، بهدف جذب الاستثمار، وإقامة شراكات تجارية جديدة ، وزيادة الوعي بالتطورات التكنولوجية التي تحدث في أنحاء القطاع.
وقال سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني، وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات: تهدف الوزارة من خلال تنظيم هذا المؤتمر إلى تحقيق العديد من الأهداف، أبرزها تعزيز مكانة السلطنة في هذا القطاع ووضعه على خريطة الفضاء العالمية والإقليمية لما تتمتع به البلاد من ميزات تنافسية ومقومات من شأنها إضافة قيمة لصناعة الفضاء. كما يهدف هذا المؤتمر إلى رفع مستوى الوعي في مجتمع الفضاء الدولي حول الفرص في قطاع الفضاء بالمنطقة.
سيكون المؤتمر منصة فريدة لجميع الشركاء من الحكومة والصناعة للتواصل مباشرة وتطوير مجالات للتعاون.
من جانبه قال باكوم ريفيون، الرئيس التنفيذي لشركة يوروكونسلت: يسعدنا العمل مع سلطنة عمان لتنظيم أول مؤتمر للفضاء في الشرق الأوسط. حيث تعد المنطقة مركزًا حيويًا للنشاط الفضائي والاستثمار، مع إمكانات هائلة للنمو. متطلعا إلى المساعدة في تسليط الضوء على دور سلطنة عمان كبوابة للنشاط الفضائي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتعزيز النشاط الفضائي الحالي والمستقبلي في المنطقة للجمهور العالمي.
الجدير بالذكر أن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أطلقت مطلع العام الجاري السياسة الوطنية والبرنامج التنفيذي لقطاع الفضاء وتسعى إلى تحفيز النشاط الفضائي محليا، مع ضمان مكانته البارزة على خريطة الفضاء العالمية من خلال المساعدة في جذب خدمات وتطبيقات جديدة إلى منطقة الشرق الأوسط. وسيعقد المؤتمر بعد عام واحد من إعلان الوزارة عن أهداف السياسة وسيكون بمثابة منصة رئيسية لبرنامج الفضاء العماني لإطلاع المجتمع الدولي على مجموعة الأنشطة الفضائية المخطط لها في عمان ومنطقة الشرق الأوسط على نطاق أوسع.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: وتقنیة المعلومات الشرق الأوسط قطاع الفضاء سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط؟
من يشاهد الفيلم التسويقي عن غزة والذي يلعب بطولته كل من ترامب وملهمه آيلون ماسك وذراعه التنفيذي نتنياهو، مع ما يتضمنه من مشاهد خيالية عن أبنية مرتفعة بنماذج ناطحات سحاب، أو من مشاهد ولا في الأحلام لمنتجعات سياحية بنماذج غربية، مع مروحة من الصور غير الواقعية يحاول أن يرسمها هذا الفيلم ، لا يمكن إلا أن يتوقف حول الهدف من هذا التسويق، والذي لا يمكن أن يكون فقط للدعابة أو للتسلية، وخاصة في هذا التوقيت الاستثنائي من المشاريع السياسية الصادمة التي يروج لها ترامب، والتي يعمل فعلياً على السير بها وتنفيذها.
فماذا يمكن أن يكون الهدف أو الرسالة من هذا الفيلم التسويقي؟ وأية رسالة أراد إيصالها الرئيس ترامب؟ وما المشاريع الأمريكية الغامضة (حتى الآن) والتي تنتظر منطقة الشرق الأوسط برعاية أمريكية؟
بداية، وبكل موضوعية، لا يمكن إلا النظر بجدية إلى المستوى الحاسم بنسبة كبيرة، والذي يفرضه ترامب في أغلب الملفات التي قاربها حتى الآن، وبفترة قصيرة جداً بعد وصوله إلى البيت الأبيض رئيساً غير عادي.
أول هذه الملفات كان التغيير الفوري لاسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، مع كامل متتمات هذا التغيير في المراجع العلمية والجغرافية المعنية كافة، وذلك حصل خلال رحلة جوية له فوق الخليج المذكور.
ملفات الرسوم الجمركية مع كندا والمكسيك ودول أخرى، والتي دخلت حيز التنفيذ مباشرة بعد توقيعه الأوامر التنفيذية الخاصة بها، بمعزل عما يمكن أن يكون لهذا الملف من ارتدادات سلبية على تجارة الولايات المتحدة نفسها.
ملف التهديد الجدي بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وتداعياته التي ما زالت قائمة، مع ملف التهديد الجدي بالعمل لجعل كندا الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية.
ملف قناة بنما وفرض انتزاع المميزات التجارية التي كانت الصين قد اكتسبتها من اتفاق رسمي مع سلطات بنما بعد إلغاء الأخيرة الاتفاق.
أهم هذه الملفات أيضًا، والتي فرض الرئيس ترامب تغييرًا دراماتيكيًا فيها بوقت قياسي، هو ملف الحرب الروسية – الأوكرانية، حيث وضعها على سكة الحل القريب، بعد أن كان البحث في إمكانية إيجاد حل قريب لها مستحيلاً، وذلك بمعزل عن الصفقات التجارية الضخمة (وخاصة في المعادن الحيوية مثل الحديد والصلب أو النادرة مثل الليثيوم) ، والتي يبدو أنه على الطريق لفرضها مع أوكرانيا، واجتماع البيت الأبيض الأخير، العاصف وغير المتوازن مع الرئيس الأوكراني، والذي اضطر مرغمًا لإنهاء زيارته إلى واشنطن بعد أن أهين وهُدّد بعدم العودة إلا بعد إعلان استعداده لقبول الصفقة كما هي، والتي ستكون بديلًا عن استمرار هذه الحرب، ولو على حساب أوكرانيا وأراضيها، وأيضاً ستكون على حساب اقتصاد وموقع الأوروبيين حلفائه التاريخيين في حلف شمال الأطلسي.
أما في ما خص فيلم ترامب التسويقي عن غزة، والمقارنة مع الجدية التي أظهرها في متابعة ومعالجة الملفات الدولية المذكورة أعلاه، فيمكن استنتاج عدة مخططات ومشاريع أمريكية مرتقبة، في غزة بشكل خاص، أو في فلسطين وسورية ولبنان بشكل عام، وذلك على الشكل الآتي:
مشروع تهجير أبناء غزة بحجة تسهيل وتنفيذ إعادة الإعمار، رغم ما واجهه من رفض فلسطيني وعربي وإقليمي،ما زال قائماً بنسبة نجاح مرتفعة، والتسريبات حول دعمه قرارًا مرتقبًا لنتنياهو بالانسحاب من تسوية التبادل قبل اكتمالها، بعد فرض شروط جديدة، تؤكد أن ما يُخطط أمريكياً وإسرائيلياً لغزة هو أمر خطير، ولتكون المعطيات التي خرجت مؤخراً وقصدًا للإعلام، عن موافقة أمريكية سريعة لإسرائيل، لحصولها على صفقة أسلحة وذخائر وقنابل شديدة التدمير على وجه السرعة، تؤشر أيضاً وبقوة، إلى نوايا عدوانية إسرائيلية مبيتة، بدعم أمريكي أكيد.
أما بخصوص ما ينتظر سورية من مخططات، يكفي متابعة التوغل الإسرائيلي الوقح في الجنوب السوري، دون حسيب أو رقيب، لا محلي ولا إقليمي ولا دولي، والمترافق مع استهدافات جوية كاسحة لكل ما يمكن اعتباره موقعًا عسكريًا، أساسيًا أو بديلًا أو احتياط، وكل ذلك في ظل تصريحات صادمة لمسؤولين إسرائيليين، بمنع دخول وحدات الإدارة السورية الجديدة إلى كل محافظات الجنوب، وبحظر كل أنواع الأسلحة والذخائر من مختلف المستويات في جنوب سورية، مع التصريح الواضح بتأمين حماية كاملة لأبناء منطقة السويداء دفعاً لهم لخلق إدارة حكم ذاتي مستقل عن الدولة السورية.
أما بخصوص لبنان، فالعربدة الإسرائيلية مستمرة، في ظل الاحتلال والاستهدافات الواسعة وعلى مساحة الجغرافيا اللبنانية، رغم وجود لجنة مراقبة خماسية عسكرية، برئاسة ضابط أمريكي وعضوية فرنسي وأممي ولبناني وإسرائيلي. وليكتمل المشهد الغامض (الواضح) حول مخططات الرئيس ترامب المرتقبة للمنطقة، يكفي متابعة تصريح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن الجهود المبذولة لانضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام، مرجحًا أيضاً انضمام لبنان وسورية إلى الاتفاق، بعد الكثير من التغييرات العميقة التي حدثت في البلدين المرتبطين بإيران”.