لجريدة عمان:
2024-09-18@05:11:54 GMT

الجبل الأخضر.. سلّة فواكه تنتظر الاستغلال

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

الجبل الأخضر.. سلّة فواكه تنتظر الاستغلال

يتميز مناخ ولاية الجبل الأخضر باعتدال أجوائه طيلة فترة العام مع انخفاض ملحوظ في درجة الحرارة شتاءً لدرجة تكوّن الثلوج في بعض فترات فصل الشتاء؛ ومنذ القدم اشتهر محاصيله الزراعية المتفرّدة،حيث يختلف عن باقي الواحات الزراعية التي تنتشر بين الولايات إذ يُزرع فيه أصنافًا من الفاكهة والخضار قد لا تتناسب مع بيئات خارج الولاية، كما تشتهر بتقطير ماء الورد؛ نظرا لوفرة المساحات المزروعة بهذه الزهرة الثمينة وانتشار أشجار الرمّان.

ويقع الجبل الأخضر على ارتفاع يزيد عن 10 آلاف قدم عن سطح البحر الأمر الذي أوجد في أراضيته الزراعية قابلية للتنوّع في المزروعات، حيث زرع الأهالي إضافة إلى الرمّان المشمش والخوخ والجوز كما توافرت شجرة البوت بكثرة وهي شجرة شوكية تنتج فاكهة فريبة من الكرز لكنها أقل حجمًا من حبّة الكرز.

وبدأ الأهالي في التفكير أكثر في تطوير البيئة المناسبة من خلال إدخال أصناف أخرى من الفاكهة استغلالًا للتبادل المعرفي واحتكاك سكان الجبل بآخرين من بيئات خارج سلطنة عمان تشبه في طبيعتها بيئة الجبل الأخضر كمنطقة تبوك والطائف بالمملكة العربية السعودية وأراضي بلاد الشام، كما عملت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه دورًا في مساندة جهود المزارعين من خلال تزويدهم ببعض التعليمات والخبرات البحثية، فبدأت أصناف أخرى في الظهور، ونجحت بعض الأصناف، وجادت بخيراتها، حيث تتنوّع الفواكه المزروعة حاليا لتشمل التفاح والكمثرى والتين البري والتين الشوكي والبرقوق وأنواع من النكتارين والخوخ والعنب، حيث فتحت هذه المزروعات آفاقًا أفضل للمزارعين خاصة وأنها تجد الإقبال الكبير من المستهلكين لمذاقها الحلو وجودتها وندرتها في مزارع سلطنة عمان.

وفطن الأهالي للقيمة الاقتصادية التي يوفرها الزيتون لذلك توجّه الكثير من المزارعين وغيرهم من أبناء الولاية للاستفادة من قابلية الأراضي لزراعة هذا النوع من الأشجار، حيث بدأت أشجار الزيتون تنتشر بعد أن كانت في السابق يُنظر لها كأشجار زينة وأشجار غير مرغوب فيها وزاد العائد الاقتصادي من هذه الشجرة المباركة، حيث تم افتتاح معصرة لإنتاج زيت الزيتون تابعة لوزارة الثروة الزراعية، وتبع ذلك افتتاح أكثر من معصرة للقطاع الخاص لتلبية طلبات عصر الزيتون، واستخراج الزيوت ومشتقاتها من هذه الشجرة، وينظر لهذه الشجرة على أنها الاستثمار الأمثل في المستقبل.

ولم تكن عملية إدخال أصناف الفاكهة الجديدة واستدامتها عملية سهلة، حيث تطلّبت معرفة كافية بمواعيد زراعتها وكيفية العناية بها ومع ذلك تصدّى المزارع لهذه الصعوبات ونجح في إنتاج هذه الأصناف، وبدأ التفكير في استدامتها وتوسعة الرقعة الزراعية في ربوع الولاية إلا أنه اصطدم بواقع ندرة المياه حيث يعد الجبل الأخضر بطبيعته الجغرافية الصعبة جافًا، ولا يحتفظ بكميات كبيرة من المياه لذلك تبرز هذه المشكلة في أوقات ندرة الأمطار كون أغلب الأفلاج تعتمد على مياه الأمطار في تغذيتها وديمومتها رغم توفّر بعض السدود التخزينية والتجميعية في قرى الولاية، لذلك بدأ المزارعون في مراجعة حساباتهم قبل عملية التوسّع في المساحات المزروعة خشية العودة لنقطة الصفر، كما أن تأخر وصول إمدادات المياه الحكومية للولاية بسبب جغرافية المنطقة ووعورة الطريق لم يكن عاملا مساعدا، وظهرت في الأفق بوادر من خلال إعادة تدوير المياه الرمادية إلا أن الأمر يتطلّب وقتا أطول ليكون ذا جدوى؛ أما المعضلة الثانية فهي وعورة أرض الجبل غالبا، حيث تكتسي الأراضي بغطاء صخري يتطلّب جهدا شاقا وموارد مالية كبيرة من أجل تهيئة هذه الأراضي لتكون قابلة للزراعة، ويتطلّب الأمر أحيانا إلى نقل الكثير من الصخور والحفر لمسافة تزيد على المتر في الأرض من أجل تغيير تركيبة الأرض، وهذا الأمر مكلّف ولا يقدر عليه الكثير من المزارعين.

ومع هذه التحديات يأمل المزارعون في الجبل الأخضر أن تكون ولايتهم سلّة غذائية ترفد أسواق الولايات في عموم سلطنة عمان بأجود أنواع الفواكه، وهذا يتطلّب تضافر جهود القطاع الحكومي والقطاع الخاص مع تطلّعات المواطنين، ومن بينها تهيئة المزارع لتكون بيئة قابلة للزراعة، وزيادة المساحات الخضراء وذلك من خلال توفير أراضٍ زراعية مستصلحة تكون بنظام الانتفاع، ومتابعة تطوّر الزراعة فيها بالإضافة إلى حلول جذرية لمشكلة شح المياه سواءً من خلال حفر آبار ارتوازية تساعد المزارعين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجبل الأخضر من خلال

إقرأ أيضاً:

أحمد أبو اليزيد: الدولة نجحت في توسيع الرقعة الزراعية المصرية

أكد الدكتور أحمد ابو اليزيد أستاذ الإنتاج الزراعي بكلية الزراعة جامعة عين شمس على أهمية  الجهود التي تبذلها  الدولة في استصلاح الأراضي ودعم القطاع الزراعي والفلاح المصري  بتوجيهات القيادة السياسية  لتوفير كافة  مستلزمات الإنتاج الخاصة بالقطاع الزراعي مع مراعاة صغار المزارعين  من خلال اتخاذ قرارات لضمهم داخل منظومة تؤهلهم  وتعطي لهم قدرات لمواجهة التغيرات المناخية.

وقال إن الدولة اتخذت  كل الإجراءات التي تضمن حصول هؤلاء المزارعين على الدعم سواء الدعم الفني أو العيني مع زيادة التوعية والتشجيع علي زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وفي الآونة الأخيرة قامت الدولة  قبل موعد زراعة المحاصيل الاستراتيجية بالإعلان  عن أسعار استرشادية  "أسعار الضمان" لتشجيع المزارعين على زراعة  المحاصيل الخاصة بالمنتجات الاستراتيجية، كما بدأت الدولة تساهم في التسويق لمنتجات المزارعين من خلال  الربط بين الزراعة والصناعة عن طريق المصانع التي تقوم علي استخدام المداخلات القائمة على المنتجات النباتية الزراعية وتتعاقد مع المزارعين من خلال قانون الزراعات التعاقدية  رقم 14 لسنة 2015  والذى أصدره رئيس الجمهورية لضمان استدامة الزراعة مع جودة الإنتاج ،مما  أدي إلى منظومة جديدة "تسمى الإرشاد التشاركي" .
 
وأضاف "أبو اليزيد"  في تصريحات صحفية أن مصر تواجه تحديات في الزراعة بوجه عام حيث ان لدينا محدودية في المياه والرقعة الزراعية  ولذلك اتخذت الدولة خطوات لتوسيع الرقعة الزراعية من خلال المشروعات القومية الزراعية الكبرى  واستهدفت ما يقرب من 4 مليون فدان، وتم تنفيذ مخطط كبير مثل مشروع الدلتا الجديدة 2.2 مليون فدان وداخل نواة هذا المشروع " مشروع مستقبل مصر "، وتم زراعة 500 ألف فدان في هذا المشروع  بالإضافة الى مشروع 1.5 مليون فدان على الظهير الصحراوي لمعظم المحافظات ،كذلك إعادة إحياء مشروع توشكى  ،وصحراء سرابيوم ومحطة معالجة مياه بحر البقر بجانب ما يحدث حاليا  من تنمية في شمال ووسط سيناء لما يقرب 500 ألف  فدان مع  مشروع 100  ألف فدان زراعة محمية، مؤكدا أن هذه المشروعات الاستراتيجية الكبيرة يُزرع فيها المحاصيل الاستراتيجية أدت الي وجود فائض  كبير من بعض  المحاصيل  والتي حدث فيها اكتفاء ذاتي ولذلك تم تصدير جزء كبير من هذه المنتجات وزيادة  الصادرات  لمنتجات عالية الجودة.
 
وأشار "أبو اليزيد" أن العالم حاليا يستهدف تحقيق قدرة اقتصادية عالية لذلك قامت مصر بالتعاون مع الجهات المعنية فى فتح مناشئ جديدة للتصدير وفي خلال 3 سنوات الأخيرة تم فتح ما يقرب من  160 منشئ منهم مناشئ جديدة.

مقالات مشابهة

  • القانون يوضح 14 حالة تعرض الطفل الصغير للخطر (تفاصيل)
  • افتتاح مشروع زراعة 300 شجرة زيتون في المناخر بالجبل الأخضر
  • النقل: البدء برفع كفاءة طريق سيح قطنة بالجبل الأخضر
  • والي القضارف بالانابة يبحث قضايا الكهرباء بمحليات الولاية مع صندوق تنمية الشرق
  • اتفاق لنقل المساعدات الإنسانية إلى السودان.. عبر هذه الولاية
  • محافظ الفيوم: إزالة 246 حالة تعدٍ بالبناء على الأراضي الزراعية بمساحة 12 فدانا خلال شهر أغسطس
  • 100 مغامر في مسار قرية الهجير بالعوابي
  • سعر الدولار الآن.. الأخضر يستقر خلال التعاملات الختامية اليوم الأحد
  • أحمد أبو اليزيد: الدولة نجحت في توسيع الرقعة الزراعية المصرية
  • وزير الزراعة: أتمنى وصول الصادرات الزراعية الطازجة لـ10 مليارات جنيه