لا تحزن: لأنك جربتَ الحزن بالأمس فما نفعك شيئًا، رسب ابنك فحزنت، فهل نجح بعد حزنك مباشرة؟! مات والدك فحزنت فهل عاد حيًّا بعدها؟! خسرتْ تجارتك فحزنت، فهل عادت الخسائر أرباحًا؟!
لا تحزن: لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب، وحزنت من الفقر فازددت نكدًا، وحزنت من كلام أعدائك فأعنتهم عليك، وحزنت من توقع مكروه فما وقع.
لا تحزن: لأنّ الحزن يريك الماء الزلال علقما، والوردة حنظلة، والحديقة صحراء قاحلة، والحياة سجنًا لا يطَاق.
لا تحزن: وأنت عندك عينان وأذنان وشفتان ويدان ورجلان ولسان، وجنان وأمن وأمان وعافية في الأبدان.
لا تحزن: ولك دين تعتقده، وبيتٌ تسكنه، وخبزٌ تأكله، وماء تشربه، وثوب تلبسه، وزوجة تأوي إليها، فلماذا تحزن؟!
لا تحزن! لأن الحزن كالريح الهوجاء، تفسد الهواء، وتبعثر الماء، وتغير السماء، وتهلك الحديقة الغَنَّاء.
لا تحزن: فإن عمرك الحقيقي سعادتك وراحة بالك، فلا تنفق أيامك في الحزن، ولا تبذر لياليك في الهم، ولا توزع ساعاتك على الغم، ولا تسرف في إضاعة حياتك، فإن الله لا يحب المسرفين حتى في المشاعر فليس من الهين كسر بهجة الروح.
لا تحزن: وأنت تملك الدعاء، وتجيد التضرع إلى الله، وتحسن المسكنة على أبواب مالك الملك، ومعك الثلث الأخير من الليل، ولديك ساعة تمريغ الجبين في السجود.
لا تحزن: فإن المرض يزول، والمصاب يحول، والذنب يُغفر، والدين يُقضى، والمحبوس يُفك، والغائب يقدم، والعاصي يتوب، والفقير يغتني.
لا تحزن: أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع؟! والليل المظلم كيف ينجلي؟! والريح الصرصر كيف يسكن؟! والعاصفة كيف تهدأ؟! إذًا: فشدائدك إلى رخاء، وعيشك إلى هناء، ومستقبلك إلى نعماء.
فلا تحزن..
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
فاجعة تهز مدرسة بالمنيا: وفاة معلم يفارق الحياة أثناء شرح الدرس لطلابه
خيمت أجواء الحزن والصدمة على مدرسة 25 يناير الإعدادية بنات بمدينة المنيا، بعد أن فقدت معلم اللغة الإنجليزية، أحمد رجب (57 عامًا)، حياته بشكل مفاجئ أثناء شرح الدرس داخل الفصل، في رابع أيام شهر رمضان المبارك.
بدأت القصة المؤلمة عندما انهار المعلم فجأة أمام أعين الطالبات الصائمات، اللاتي حاولن إسعافه في حالة من الذعر والصراخ، هرع المعلمون إلى الفصل ليجدوا زميلهم ملقى على الأرض، وقد فارق الحياة.
حاول المعلمون جاهدين إسعاف زميلهم، بينما سيطرت حالة من الهلع والبكاء على الطالبات اللاتي شاهدن هذا المشهد المؤثر. تم استدعاء سيارة الإسعاف على الفور، ولكن القدر لم يمهل المعلم، ليلقى ربه وهو يؤدي رسالته السامية.
ووسط حالة من الذهول، أكدت الطالبات أن معلّمهن كان قبل لحظات يودعهن بابتسامة، ويشرح لهن الدرس بكل تفانٍ وإخلاص.
خيم الحزن العميق على مدرسة 25 يناير، حيث فقدت طالباتها ومعلموها زميلًا وإنسانًا فاضلًا، ودعوا له بالرحمة والمغفرة في هذا الشهر الفضيل، وتضرعوا إلى الله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
تم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق في ملابسات الحادث.