تواصلت المساعدات العربية العاجلة في التدفق إلى ليبيا، لمواجهة تداعيات الإعصار المدمر الذي ضرب البلاد، الاسبوع الماضي، وأودى بحياة الآلاف، وأسقط آلاف المصابين والمفقودين.

أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية في بيان للفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة، الجمعة، وصول 38 طائرة إغاثة من 17 دولة لمساعدة منكوبي الفيضانات التي اجتاحت مدنا بشرقي البلاد.

وأفاد البيان بوصول "طائرة إغاثة من 17 دولة و5 سفن آخرها من إيطاليا مزودة بطائرة مروحية تصل في الساعات المقبلة".

ففي السعودية، غادرت مطار الملك خالد الدولي، الطائرة الإغاثية السعودية الأولى متجهة إلى مطار بنينا الدولي في مدينة بنغازي الليبية.

ووفق وكالة الأنباء السعودية "واس" (رسمية)، فإن إرسال الطائرة جاء إنفاذا لتوجيهات قيادة المملكة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بتقديم مساعدات غذائية وإيوائية لإغاثة المتضررين من الفيضانات.

وتحمل الطائرة الإغاثية السعودية الأولى 90 طنا من المساعدات الغذائية والإيوائية لتوزيعها على المتضررين من الفيضانات التي شهدتها ليبيا، وفقا للآليات المتبعة لدى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

اقرأ أيضاً

تضاؤل الآمال في العثور على أحياء جراء فيضانات ليبيا

وسيقوم فريق مختص من المركز بالإشراف على عملية تسليم المساعدات بالتنسيق مع الهلال الأحمر الليبي.

فيما قال أكد مركز الملك سلمان للإغاثة، إن المساعدات التي انطلقت إلى ليبيا "قد تستمر لشهرين"، مع التركيز على أن تكون مساعدات غذائية وإيوائية.

وأضاف المركز أنه سيتم إرسال المساعدات بالتنسيق مع الجهات المختلفة التي تعمل على هذا الأمر وتحديد الأولويات.

يأتي ذلك في وقت أعلنت وزارة الدفاع التركية، وصول سفينتين أرسلتهما إلى ليبيا، وتحملان فرق بحث وإنقاذ ومساعدات إنسانية.

وقالت الوزارة في بيان السبت، إن السفينتين "سنجقدار" و"بيرقدار" التابعتين للقوات البحرية التركية، اللتين انطلقتا من إزمير (غرب) لتقديم الدعم للشعب الليبي المتضرر من كارثة الفيضانات، وصلتا إلى ليبيا.

وأوضحت أن السفينتين على متنهما 360 فردا من كوادر إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) وجمعية "أكوت" للبحث والإنقاذ، ووزارة الصحة التركية، وخفر السواحل وعمال الإطفاء.

اقرأ أيضاً

كيف تجاهل الليبيون التحذيرات وتسببوا في غرق درنة؟

وذكرت أنه بجانب الطواقم المذكورة، تم إيصال 122 مركبة بينها سيارات اسعاف ومركبات انقاذ وتدخل، إلى ليبيا، فضلا عن 3 مستشفيات ميدانية ومواد غذائية وصحية ومستلزمات إيواء.

كما لفتت الوزارة إلى أن سفينة "عثمان غازي" ستنطلق اليوم من إزمير لإيصال مساعدات إلى ليبيا.

وأعربت الوزارة عن تمنياتها بالسلامة للشعب الليبي الصديق والشقيق وترحمت على الضحايا الذين فقدوا أرواحهم في الكارثة، متمنية الشفاء العاجل للجرحى.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد الجمعة، أن بلاده ستواصل تقديم المساعدات لليبيين إثر الفيضانات، مشيرا إلى تخصيص أنقرة 3 طائرات و3 سفن في إطار تقديم الإغاثة الإنسانية لليبيا.

ولفت إلى أن سفن المساعدات ستشمل "122 مركبة، بينها 10 سيارات إسعاف، و30 مركبة إنقاذ وتدخل، و12 شاحنة، بجانب 360 فردا و3 مستشفيات ميدانية، ومختلف المواد الغذائية والصحية والمأوى".

وبالتزامن، أعلن العراق عن جسر جوي لنقل المساعدات الطارئة ومواد الإغاثة، إلى متضرري العاصفة دانيال من أبناء الشعب الليبي.

اقرأ أيضاً

تضمنت آلاف الأطنان من المساعدات.. الخليج يغيث متضرري إعصار ليبيا

وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، في بيان، إنه "استنادا إلى توجيهات رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، ستتوجه السبت، وبشكل عاجل، رحلتان جويتان ضمن جسر جوي لنقل المساعدات الطارئة ومواد الإغاثة، إلى متضرري العاصفة دانيال من أبناء الشعب الليبي الشقيق".

وفي روسيا، أعلنت وزارة الطوارئ، إرسال ثالث طائرة محملة بمستشفى متنقل إلى ليبيا، لمساعدة المتضررين من الفيضانات والسيول التي ضربت مناطق في شرق البلاد.

وقالت الوزارة: "توجهت ثالث طائرة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية، محملة بمستشفى متنقل، إلى ليبيا".

وأوضحت وزارة الطوارئ الروسية، أن المستشفى المتنقل يهدف إلى تقديم المساعدة للسكان المتضررين من الفيضانات في مناطق شرق ليبيا، حيث يضم المستشفى وحدات مختلفة تشمل وحدات جراحية وعناية مركزة.

ووفقا لبيان وزارة الطوارئ الروسية، فقد توجه 35 متخصصا روسيًا، لتقديم الرعاية الطبية للمتضررين من الفيضانات.

وفي 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفا أكثر من 6 آلاف قتيل وآلاف المفقودين، وفق ما أعلنه وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل، في 13 من الشهر نفسه.

اقرأ أيضاً

مستشفى ميداني ومساعدات طبية قطرية في طريقها إلى ليبيا

وفي ظل صعوبة الوصول والاتصالات وعمليات الإغاثة والفوضى السائدة في ليبيا حتى قبل الكارثة، تتضارب الأرقام عن أعداد الضحايا.

وقد أعطى وزراء في حكومة الشرق أرقاما غير متطابقة.

لكن في آخر حصيلة، أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة الشرق الأربعاء، أن أكثر من 3800 شخص قضوا في الفيضانات.

أما المفقودون فبالآلاف، وفق مصادر عدة، بينها الصليب الأحمر الدولي.

وتحدثت المنظمة الدولية للهجرة عن نزوح أكثر من 38 ألف شخص في الشرق الليبي، بينهم 30 ألفا من درنة، فيما قالت الأمم المتحدة إن "ما لا يقلّ عن عشرة آلاف شخص" ما زالوا في عداد المفقودين.

وسبق أن وصفت الأمم المتحدة آثار الفيضانات المدمرة في ليبيا بأنها "كارثة صادمة للغاية ولا يمكن تصوّر عواقبها"، وتقول إن درنة بحاجة ماسة إلى المزيد من المساعدات، وإن تغير المناخ لعب دورا في الكارثة.

وأطلقت الأمم المتحدة، نداء عاجلا لجمع ما يزيد قليلا علي 71 مليون دولار، للاستجابة لاحتياجات المتضررين من الفيضانات.

اقرأ أيضاً

إعصار دانيال.. ليبيا ترسل جثامين 145 مصريا لبلادهم والقاهرة تبعث رئيس أركان جيشها للمساعدة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: ليبيا مساعدات إنسانية السعودية روسيا الأمم المتحدة المتضررین من الفیضانات وزارة الطوارئ إلى لیبیا اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

زراعة قلب إنجاز طبي.. وأخلاقي أيضا

حين يعود قلب للنبض بعد أن توقف، لا يُولد مريض فحسب، بل تُولد لحظة وعي جديدة لمجتمع بأكمله. هكذا يمكن قراءة الإنجاز الذي حققه الفريق الطبي العُماني بإجراء أول عملية زراعة قلب من متبرّع متوفّى دماغيا لمريض كان يعاني من قصور حاد في عضلة القلب. هذا الحدث ليس فقط مؤشرا على تطور القدرات الجراحية، بل يُعد في أحد أبعاده فعلا متقدما لصناعة الحياة من جديد.

لم تكن العملية، إذن، مغامرة طبية؛ بل ثمرة سنوات من التخطيط والتدريب بل هي ثمرة سنوات من التخطيط والتدريب، ونتيجة طبيعية لاستثمار واع في الكفاءات العمانية، وفي بناء منظومة صحية تؤمن بأن الحياة تُصنع بالعقل كما تُصان بالقلب.. وهي أيضا دليل على نضج المنظومة الأخلاقية والتشريعية التي تنظم مثل هذه العمليات المعقدة. كما تعكس نضج المؤسسات الصحية العمانية، التي باتت قادرة على إجراء أعقد الجراحات بتقنيات وطنية متكاملة.

ثمة أمر في غاية الأهمية أيضا وهو أن العملية جاءت بعد أيام فقط من صدور قانون تنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، فيما يمكن أن يكون مواءمة بين التشريع والممارسة، وهذا يشير إلى وعي عُماني متقدم بأن الطب لا يتقدّم دون أخلاقيات، وأن إنقاذ الأرواح لا يمكن أن يُفهم خارج إطار قانوني يحفظ كرامة المتبرّع، ويضمن الشفافية، ويستند إلى معايير عالمية تُراعي العلم كما تراعي الإنسان.

لكن هذا النجاح يضاعف المسؤولية ليس فقط على المؤسسة الطبية في سلطنة عُمان ولكن أيضا على المجتمع بأسره وذلك لاستيعاب أهمية التبرع بالأعضاء، والانتقال من حالة التردّد إلى القناعة، ومن المجازفة إلى الإيمان بأنها فعل إنساني خالص من شأنه أن يعطي الكثيرين أملا في الحياة وفي البقاء.

وإذا كان قلب المتبرع قد نبض بالحياة في جسد آخر فإن في ذلك رمزية مهمة تتمثل في احترام العلم ومكانته في المجتمع الذي يتحلى بقدر كبير من المسؤولية.

لكن هذا الإنجاز الذي حققته المؤسسة الصحية في سلطنة عمان ليس إنجازا لها وحدها ولكنه إنجاز وطني متكامل تجتمع فيه السياسة بالتشريع، والطب بالأخلاق، والعلم بالضمير.

ولأن الطب، في نهاية الأمر، ليس فقط مختبرا وأجهزة، بل أيضا حكاية إنسان، فإن على هذه الحكاية أن تستمر؛ وأن تجد امتدادها في كل متبرع، وفي كل مريض ينتظر، وفي كل قانون يُسنّ، ليظل القلب نابضًا لا في الجسد وحده، بل في ضمير مجتمع بكامله.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تبحث استخدام أموال ليبيا المجمدة لتعويض ضحايا "إرهاب الجيش الجمهوري الإيرلندي"
  • الصحة الفلسطينية: 52.418 شهيدًا حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
  • الوزير الشيباني: نُثمّن كذلك جهود وزارة الخارجية السورية وفريقها، والدعم الذي قدمه السفراء العرب وممثلو الاتحاد الأوروبي. نقدر أيضاً دعم أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة وتفاعلهم الوطني الصادق
  • واشنطن تتواصل مع الصين بشأن الرسوم الكمركية
  • ما تداعيات حزمة المراسيم التي اتخذها الرئاسي الليبي.. وما مصير البرلمان والأعلى؟
  • زراعة قلب إنجاز طبي.. وأخلاقي أيضا
  • "مركز السُّلطان قابوس العالي" للثقافة يدشن الدورة الرابعة عشرة من "اقرأ للناشئة"
  • ارتفاع ضحايا العدوان على غزة إلى 52365 شهيدا و117905 مصابين
  • وزارة الصحة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الأمريكي على منطقة ثقبان إلى 16شهيدا وجريحا
  • الصحة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الأمريكي على منطقة ثقبان إلى 16شهيدا وجريحا