جريدة الوطن:
2024-12-22@21:44:41 GMT

قمة العشرين وصراع التكتلات الدولية

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

قمة العشرين وصراع التكتلات الدولية

لم يحضر الرئيس الصيني (شي جي بينج) قمَّة العشرين شخصيًّا، التي انعقت مؤخرًاً بالهند، وتمَّ تكليف رئيس وزرائه للمُشاركة بالقمَّة، كذلك فعلت جمهوريَّة روسيا الاتِّحاديَّة، في قمَّة هي الأهمُّ ضِمْن سلسلة القِمم التي عقَدتها مجموعة العشرين خلال السنوات المنصرمة، نظرًا لحساسيَّة الأوضاع الدوليَّة التي تعيش مرحلة صعبة من «المكابشة» السِّياسيَّة وحتى العسكريَّة بَيْنَ أطراف مختلفة.

وفي إطار الحساسيَّة إيَّاها، والتعقيدات التي يعيشها النظام الدولي قاطبة، تبنَّت مجموعة العشرين، مع انتهاء أعمالها يوم التاسع من أيلول/سبتمبر 2023 إعلانًا توافقيًّا تجنَّب ما أرادته الولايات المُتَّحدة نصًّا بـ»التنديد بالعمليَّة العسكريَّة الروسيَّة الخاصَّة في أوكرانيا»، فكانت أجواء القمَّة، وكما هو متوقَّع تشي بوجود اختلاف في وجهات النظر بشأن الوضع القائم في أوكرانيا، فجاء البيان التوافقي كمخرج لا بُدَّ مِنْه. حين دعا جميع الدوَل إلى الامتناع عن التهديد أو استخدام القوَّة من أي طرفٍ كان، وطالب جميع الدوَل بالالتزام بمبادئ القانون الدولي، بما في ذلك ما يتعلق بسلامة الأراضي والسِّيادة والقانون الإنساني الدولي والنظام مُتعدِّد الأطراف الذي يحمي السَّلام والاستقرار. وعلى كُلِّ حال، خرجت معظم الأطراف المشاركة بأعمال قمَّة العشرين مرتاحة نسبيًّا لِمَا نتج عَنْها، بعدما كانت التوقُّعات تخشى من وقوع انفجار سياسي في أعمالها نتيجة الخلافات البَيْنيَّة تجاه المواضيع الدوليَّة، ومِنْها الصراع في أوكرانيا وملف تايوان وتصدير الحبوب عَبْرَ البحر الأسود، وقضايا الاقتصاد والاستثمارات وتمدُّدها من قِبل الصين وروسيا في إفريقيا وصولًا إلى بعض دوَل القارَّة الأميركيَّة. وزير الخارجيَّة الروسي، سيرجي لافروف، عَدَّ إعلان مجموعة العشرين نجاحًا لموسكو، عادًّا أنَّه وبفضل وحدة الجنوب العالَمي، بما في ذلك الدَّولة المُضيفة الهند ومعها تأثيرات نشوء التكتُّل الدولي الآخر (مجموعة بريكس)، أسهَمَ في نجاح أعمال القمَّة فتمَّ إصدار «إعلان صادق ومتوازن» بشأن الدوَل النَّامية ضِمْن مجموعة العشرين. لكنَّ الإعلان المشترك لدوَل مجموعة العشرين وُوجِهَ ـ كما هو متوقَّع ـ بانتقاد أوكراني، بَيْنَما رأى المستشار الألماني (أولاف شولتس) أنَّ «الفقرات الخاصَّة بحرب أوكرانيا في بيان القمَّة نجاح». وهو ما يعكس حقيقة الموقف الألماني المُتململ من الصراع في أوكرانيا، والمتأفِّف من الدَّوْر الأميركي في تأجيج الصراع خدمة لأهدافها في الصراع مع موسكو ومحاولة تأليب أوروبا بكاملها ضدَّ موسكو وتقديم الأموال لخدمة ذلك الصراع من كيس أوروبا.
وفي النتائج نقول: إنَّ قمَّة العشرين الأخيرة التي عُقدت في الهند، كانت فارقة لجهة محاولة خلق تفاهمات دوليَّة جديدة بعد أن طالت المواجهة الأوكرانيَّة الروسيَّة، وبعد أن وصلت الأزمات في النظام الدولي إلى مدياتها الصعبة، فكان لا بُدَّ من العودة إلى بناء تفاهمات حقيقيَّة تأخذ بعَيْن الاعتبار مصالح شعوب العالم، وإطفاء النيران المشتعلة هنا وهناك، والسَّعي للتعاضد بَيْنَ دوَل العالَم على تجاوز أزماتها الاقتصاديَّة. ولدوَل العشرين في مثال الصين الشَّعبيَّة مصدر إلهام، فاقتصاد الصين كما تُشير المعطيات المنشورة، تجاوز مرحلة إغلاق الاقتصاد بسبب جائحة (كورونا/كوفيد 19) وحافظ على نسبة نُموٍّ بمعدَّل 4,5% خلال السنوات الأربع الماضية، بَيْنَما لَمْ تتجاوز النسبة 1,8% في الولايات المُتَّحدة، كما ارتفع متوسط نُموِّ نصيب الفرد من الناتج المحلِّي الإجمالي السنوي في الصين بنسبة 4,4% بفعل ارتفاع الأُجُور الذي تَحقَّق في الصِّين.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مجموعة العشرین فی أوکرانیا ة العشرین

إقرأ أيضاً:

روسيا تندد بـ "مخطط احتيالي" لدعم أوكرانيا

وصفت السفارة الروسية في لندن، اليوم السبت، اعتزام بريطانيا تحويل أكثر من ملياري جنيه إسترليني (2.5 مليار دولار) لأوكرانيا، بدعم من أصول روسية مجمدة، بأنه "مخطط احتيالي".

وقالت بريطانيا في أكتوبر (تشرين الأول)  إنها ستقرض أوكرانيا 2.26 مليار جنيه إسترليني، ضمن قرض أكبر بكثير من مجموعة السبع مدعوم بأصول مجمدة للبنك المركزي الروسي، وذلك لمساعدة كييف في شراء الأسلحة، وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة.
ووافق زعماء مجموعة الدول السبع، بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، وكبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي على القروض في يوليو (تموز)، وتوجد معظم الأصول الروسية المجمدة نتيجة للحرب في دول الاتحاد الأوروبي.

أكدت إسقاط 57.. أوكرانيا: روسيا أطلقت 113 طائرة دون طيار - موقع 24أكدت القوات الجوية الأوكرانية اليوم السبت، أن روسيا أطلقت هجوماً بـ 113 طائرة دون طيار، خلال الليل، وأنها أسقطت 57 منها، في حين لم تصل 56 أخرى لأهدافها، بسبب التشويش الإلكتروني عليها.

وقالت السفارة الروسية في لندن على وسائل التواصل الاجتماعي: "نتابع عن كثب جهود السلطات البريطانية الرامية لتنفيذ مخطط احتيالي لمصادرة عائدات من الأصول الحكومية الروسية المجمدة في الاتحاد الأوروبي".
وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إن الأموال ستكون مخصصة للجيش الأوكراني فقط، ويمكن استخدامها للمساعدة في تطوير طائرات مسيرة قادرة على السفر لمسافات أطول من بعض الصواريخ بعيدة المدى.
وذكرت السفارة الروسية: "التحرك التشريعي المعقد يفشل في إخفاء الطبيعة غير الشرعية لهذا الترتيب".
ووصفت وزارة الخارجية الروسية الأسبوع الماضي نقل الولايات المتحدة لحصتها من قروض مجموعة السبع البالغة 50 مليار دولار إلى أوكرانيا بأنه "سرقة بكل بساطة".

مقالات مشابهة

  • أوربان: أوروبا خسرت الصراع في أوكرانيا
  • خبير في الشؤون الروسية: لا تفاؤل بقرب إنهاء أزمة أوكرانيا.. وبوتين يتوقع حربا عالمية
  • الصين: الاستراتيجية العسكرية الأميركية أصبحت أكثر تصادمية وتدميراً للنظام الدولي
  • روسيا تندد بـ "مخطط احتيالي" لدعم أوكرانيا
  • إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي أودت بحياة مئات الآلاف
  • استطلاع للرأي: نصف الأمريكيين يؤيدون نهاية سريعة للصراع في أوكرانيا
  • الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الاصطناعية
  • الصين تدعو المجتمع الدولي إلى مساعدة سوريا في استعادة السلام والاستقرار
  • محلل سياسي: الصين تتابع تطورات سوريا وتدعو المجتمع الدولي لمساعدتها
  • رسالة حادة من واشنطن للدول التي تدعم الأطراف المتحاربة بالسودان عسكريا