الثورة نت|

اكتست محافظة حجة باللون الأخضر فرحا وابتهاجا بذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم 1445.

تتوالى الاستعدادات بمديريات المحافظة لإحياء ذكرى مولد الرحمة المهداة والسراج المنير في حراك غير مسبوق ابتهاجاً بهذه المناسبة الدينية العظيمة.

ودشنت المكونات الرسمية والمجتمعية بالمحافظة مبكراً الترتيبات للاحتفال بمولد النبي الخاتم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم متجاوزة كافة الصعوبات التي أفرزها العدوان والحصار.

وتنفرد محافظة حجة عن غيرها من المحافظات في إحياء الفعاليات المحمدية بخصوصية منقطعة النظير لما تتمتع به من تنوع في التضاريس التهامية التي تختلف عنها في المناطق الجبلية.

ويعتبر ابناء محافظة حجة ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محطة إيمانية تجسد حب وارتباط أحفاد الأنصار بالأسوة الحسنة والرحمة المسداة والمعلم والقائد محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والتأكيد على السير وفق منهجه وسيرته العطرة.

وتوشحت الشوارع والمآذن والمدارس والقلاع والمرافق الحكومية والخاصة والمحال التجارية والأحياء بمراكز المحافظة والمديريات بالألوان الخضراء مع اقتراب الفعالية الكبرى في 12 من ربيع الأول.

وفي هذا الصدد أشار محافظ حجة، هلال الصوفي، إلى أن العمل جار على قدم وساق لاستكمال الاستعدادات والتجهيز لإحياء ذكرى المولد النبوي بفعالية كبرى وعرس محمدي يليق بمقام ومكانة سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

وأوضح أن هناك لجان في المديريات للترتيب للفعاليات الاحتفالية وأخرى للتحشيد للفعالية المركزية والتجهيز لقافلة الرسول الأعظم التي سيتم تقدّيمها من القرى والعزل والمديريات بمشاركة المكاتب التنفيذية والمجالس المحلية احتفاءً بالمناسبة الدينية الجليلة.

ولفت المحافظ الصوفي إلى أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية للتأكيد على تمسك الشعب اليمني بالنبي الخاتم والهوية الإيمانية والسير على المنهج المحمدي ونهج آل البيت وأعلام الهدى وإفشال المؤامرات التي تستهدف النيل من الجبهة الداخلية وتمزيق النسيج الاجتماعي.

قرابة تسع سنوات من العدوان على اليمن أرضاً وإنساناً لم تثن أبناء حجة من الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية الجليلة، بصورة تعكس قوة الارتباط بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فضلاً عن استمرار الصمود في وجه العدوان وتسيير قوافل العطاء للمرابطين.

وأوضح أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة، إسماعيل المهيم، ومدير عام أمن المحافظة، العميد نايف أبو خرفشة، أن اليمنيين يخوضون منذ سنوات معركة مصيرية يذودون فيها عن الدين والأرض والعرض والسيادة الوطنية.

وأشارا إلى أن عزيمة اليمنيين بالاحتفال بذكرى خاتم الأنبياء والمرسلين أكثر من الأعوام الماضية لتجديد العهد بتولي الله ورسوله والسير على النهج المحمدي، لا سيما بعد إعلان العديد من الأنظمة توليها لأمريكا وتطبيعها مع الكيان الصهيوني.

ولفتا إلى الأنشطة والفعاليات الاحتفالية التحضيرية التي تقام يومياً بالمديريات والقرى والعزل والمكاتب التنفيذية وفق خطط وبرامج تم إعدادها مبكراً استعدادا لرسم لوحة محمدية في الثاني عشر من ربيع الأول في مديرية عبس.

وبينا أن التجهيزات لإقامة مهرجان محمدي بصورة غير مسبوقة نابع من استشعار المسؤولية بأهمية الرد العملي على أعداء الإسلام وتحالف العدوان التي تتعمد الإساءة وبصورة متكررة للرسول الأعظم والقران الكريم بتمسك أهل الحكمة والإيمان بسيد البشرية وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم وتأكيد السير على منهجه ونهج آل بيته وأعلام الهدى.

وتتسع دائرة الاحتفال بهذه الذكرى لتشمل الفعاليات الاحتفالية بهذه المناسبة، المدارس الحكومية والأهلية والمساجد وفروع الهيئات والمؤسسات والمرافق والأحياء والقرى والعزل.

وأوضح مدير مكتب التربية بالمحافظة علي القطيب، أن الفعاليات الاحتفالية تشمل ألف و300 مدرسة عبر تنظيم إذاعات مدرسية ومحاضرات ماراثونات لترسيخ محبة النبي الأعظم في نفوس الطلاب وتعريفهم بأهمية إحياء ذكرى مولده والتعريف بنهجه وسيرته الزكية.

وتتنوع مظاهر الاحتفال بذكرى المولد النبوي، بما ينسجم مع أهمية هذه المناسبة الدينية ومكانتها في قلوب اليمنيين، لتشمل أيضاً القطاعات الحيوية والخدمية مثل صندوق النظافة ومكاتب الصحة والشباب والإرشاد.

وأوضح المدير التنفيذي للصندوق، حمزة شرف الدين، قيام الصندوق بتنفيذ حملات نظافة واسعة بمراكز المحافظة والمديريات وتركيب الزينة الضوئية والقماشية في الشوارع الرئيسية والجولات وقلعة القاهرة، ويتم حاليا عمل الرنج الأخضر على الأرصفة.

فيما أشار مدير مكتب الصحة العامة والسكان ،الدكتور أحمد الكحلاني ،أن المكتب يعمل وفق خطة مسبقة للاحتفال بمولد النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، وتتمثل في تزيين كافة المرافق الصحية في المديريات وتنظيم الفعاليات والأمسيات المتنوعة بالمناسبة الدينية الجليلة.

وقال ” كما تم إقرار منح تخفيضات في كافة المستشفيات احتفاء بمولد الرسول الكريم والاستعداد الكامل لتغطية الفعالية المركزية الكبرى وتجهيز فرق الإسعاف والفرق الميدانية والعيادات المتنقلة”.

من جهته أشار مدير مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة، مراد شلي، إلى أن المكتب ينظم عبر فروعه في المديريات بطولات وأنشطة رياضية وشبابية بالتنسيق مع أندية المحافظة والمجالس المحلية في المديريات، احتفاءً بهذه المناسبة لتعزيز ارتباط الشباب بالرحمة المهداة صلى الله عليه وآله وسلم.

في حين تطرق مدير مكتب الإرشاد، عبدالرحمن شرويد، وعضو رابطة علماء اليمن ،القاضي عبدالمجيد شرف الدين، إلى الأنشطة الإرشادية والتوعوية بهذه المناسبة، مؤكدين أهمية دور الخطباء والمرشدين في التوعية بإحياء ذكرى المولد النبوي في المساجد والمجالس والتأكيد على أهمية السير على نهج المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والاقتداء بمنهجه القويم.

وحث شرويد وشرف الدين أبناء المحافظة على المشاركة الواسعة في الفعالية المركزية والمساهمة في دعم قافلة الرسول الأعظم لإسناد المرابطين في الجبهات.

ويواكب التجهيز للمشاركة في الفعالية المركزية زخم رسمي وشعبي يتمثل في عظمة التضحيات التي يسطرها الجيش وسخاء أبناء اليمن في تسيير قوافل العطاء لهم، بما يعزز من صمودهم وثباتهم ورفع معنوياتهم في التصدي لقوى العدوان والمرتزقة.

وفي هذا الصدد، أكد وكيلا المحافظة، الدكتور طه الحمزي، ومحمد القاضي، حرص قيادة المحافظة على مساندة جهود تجهيز قافلة الرسول الأعظم، بما يعكس ارتباط اليمنيين بالنبي الخاتم وحجم تضحيات أبناء المحافظة في الذود عن الدين والعرض والسيادة الوطنية.

ولفتا إلى تفاعل أبناء مديريات حجة بمختلف مكوناتهم ومشاربهم في تقديم مختلف أشكال الدعم والإسناد بالمال والرجال والعتاد، انطلاقاً من استشعارهم للمسئولية في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله.

وتستشعر المرأة مسؤوليتها بالقيام بدورها في الاحتفال بمولد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وترسيخ الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية في أوساط حفيدات الأنصار.

حيث توسعت مشاركة المرأة بصورة ملفتة في إحياء الأنشطة والفعاليات والندوات المحمدية وأعمال التزيين وتوزيع الحلويات سواء على الجانب الرسمي أو الشعبي أو عبر الهيئات والمؤسسات المحلية.

وأوضحت منسقات الهيئة النسائية الثقافية بالمحافظة أن الهيئة تقوم بعمل فعاليات وندوات وأنشطة متنوعة مع مدارس البنات في أغلب المديريات بهدف التعريف بالسيرة النبوية الشريفة الصحيحة وتصحيح الأفكار المغلوطة التي استهدفت النبي الخاتم.

وبينت أن المحاضرات تركز على تعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي والتراحم والتسامح والمشاركة في تزيبن المدارس بالإضافة إلى تنظيم زيارات لأسر وروضات الشهداء.

 

سبأ: أكرم الحوثي

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: ذكرى المولد النبوي الشريف صلى الله علیه وآله وسلم ذکرى المولد النبوی المناسبة الدینیة الرسول الأعظم بهذه المناسبة فی المدیریات مدیر مکتب

إقرأ أيضاً:

معنى النهي عن الذبح في حديث « لا فرع ولا عتيرة »

قالت دار الإفتاء المصرية إن ما ورد من النَّهي عن ذبح العتيرة في قوله عليه الصلاة والسلام: «لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ» محمول على ما كان من أمر الجاهلية من الذَّبح لغير الله تعالى، أو هو محمولٌ على نفي الوجوب عنها، أو أنها ليست كالأضحية في الاستحباب أو في ثواب إراقة الدم.

وورد عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ» متفق عليه.
والمراد من النهي الوارد في هذا الحديث هو عما كان من أمر الجاهلية من الذبح لغير الله عزَّ وجلَّ، أو يراد منه بيان أنَّ العتيرة غير واجبة، أو أنَّ الثواب فيها أقل من الثواب في الأضحية.

حكم العتيرة ذبيحة شهر رجب
وأوضحت الإفتاء أن العرب كانت تحترم الأشهر الحرم وتعظمها؛ اتباعًا لملة سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ وقد بلغوا من شدة تعظيمهم لها أن اختصُّوها ببعض القربات، كما حرَّموا على أنفُسهم فيها سفك الدماء؛ فكان الرجل منهم يلقى قاتل أبيه في هذه الأشهر ولا يتعرَّض له بالأذى، حتى جاء الإسلام فأقرهم على تعظيمها.

وعن أبي بكرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» متفق عليه.

مظاهر تعظيم العرب لشهر رجب
عرفت العرب منزلة الأشهر الحرم وما لها عند الله من شأنٍ وفضلٍ فعظَّموها، غير أنهم كانوا يبدِّلون ويغيِّرون فيها على حسب أهوائهم، إلا شهر رجبٍ؛ إذ ميَّزوه بمزيدٍ من التعظيم؛ فلم يغيِّروه عن مكانه، ولم يكن يَسْتَحِلُّهُ أحدٌ منهم، وما ذاك إلا لمعرفتهم بما لهذا الشهر من فضلٍ كبيرٍ، وشأنٍ عظيمٍ عند الله تعالى.

تعظيم العرب قبل الإسلام لشهر رجب
ومن مظاهر تعظيم العرب قبل الإسلام لشهر رجب أنْ جعلوا فيه ذبيحةً تُذبح في كل عام تُسمَّى بـ"العتيرة"، ومنهم من كان ينذر النذر أو يوجب على نفسه حقًّا في ماله ويعلق أجله والإتيان به بشهر رجب؛ لما له مِن شأنٍ عظيمٍ ومنزلةٍ رفيعةٍ عندهم.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (9/ 598، ط. دار المعرفة): [العتيرة المُنَذَرُ كانوا ينذرونه، من بلغ ماله كذا أن يذبح من كل عشرة منها رأسًا في رجب، وذكر ابن سيده: أنَّ العتيرة: أنَّ الرجل كان يقول في الجاهلية: إنْ بَلَغَ إِبِلِي مائةً عَتَرْتُ منها عتيرةً، زاد في "الصحاح": في رجب] اهـ.

وأول مَن سَنَّ العتيرة أو الذبح في شهر رجب: (بُورَا بن شُوحَا)، وهو مِن أجداد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد سيدنا عدنان.

قال الإمام الطبري في "تاريخ الرسل والملوك" (2/ 274، ط. دار التراث) في ذكر نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد جده سيدنا عدنان: [ابن بورا؛ وهو بوز، وهو عترُ العتائر، وأولُ مَن سَنَّ العتيرة للعرب، ابن شوحا وهو سعد رجب] اهـ.

حكم العتيرة  ذبيحة شهر رجب

وكان الصحابةُ رضوانُ الله عليهم يسألون النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن كل شيءٍ كانوا يفعلونه في الجاهلية حتى يبيِّن لهم الحلال منه والحرام، وعندما سُئِل صلى الله عليه وآله وسلم عن العتيرة في حجة الوداع: نهى عمَّا كان فيها من الذبح لغير الله، وبيَّن أنها تكون في كل شهور العام؛ فعن نُبَيْشَةَ الهذلي رضي الله عنه قال: نادى رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وَآله وسلم فقال: يا رسول الله، إنَّا كُنَّا نَعتِرُ عَتِيرَةً في الجاهليَّة في رجبٍ؛ فما تأْمرنا؟ قال: «اذْبَحُوا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيِّ شَهْرٍ مَا كَانَ، وَبَرُّوا لِلَّهِ، وَأَطْعِمُوا» أخرجه الأئمة: ابن ماجه والنسائي في "السنن"، وأحمد في "المسند".

 

مقالات مشابهة

  • هل تلقين الميت له أصل في الشرع؟ .. دار الإفتاء تجيب
  • كيفية الدعاء للميت بعد الدفن.. أهم ما يقال عند القبر
  • معنى النهي عن الذبح في حديث « لا فرع ولا عتيرة »
  • مدى صحة مقولة "العمل عبادة" في الشرع والسنة
  • مدى مشروعية مقولة "خد الشر وراح"
  • حكم الشرع في "العتيرة" ذبيحة شهر رجب
  • حكم الصيام تطوعا في رجب وشعبان دون غيرهما
  • حكم دفع تكاليف الفرح للفقراء والمحتاجين
  • حكم ما يُسمى بـ"طلعة رجب" لتوزيع الصدقات عند المقابر
  • استعدادات الطرق الصوفية للاحتفال بذكرى وفاة السيدة زينب