في ذكراه .. قصة فؤاد المهندس وشويكار من أول نظرة إلى الزواج
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
تحل اليوم السبت 16 سبتمبر، ذكرى وفاة الفنان الكبير فؤاد المهندس، الذي ولد في 6 سبتمبر عام 1924، ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2006، عن عمر يناهز الـ 82 عاما.
يعد فؤاد المهندس، واحدًا من أبرز فناني الكوميديا فى العالم العربى، حيث قدم عددا كبيرا من الأعمال، وكان أكثرها نجاحًا التى جمعته بزوجته السابقة شويكار وتمكنا من تكوين ثنائى فنى ناجح.
قصة حب فؤاد المهندس وشويكار
تحدثت الفنانة شويكار في مداخلة هاتفية على فضائية "أون أي" العام الماضي، وقالت إنه أثناء المشاركة في العمل الفني المسرحي «أنا وهو وهي»، طلب منها الفنان الكبير فؤاد المهندس الزواج أمام الموجودين في المسرح، مشيرة إلى أنه قال لها: "تتجوزيني يا شوشو".
وأكدت شويكار، خلال المداخلة الهاتفية، أنها تزوجت من المهندس في العمل الفني الذي تلا مسرحية «أنا وهو وهي»، منوهة إلى أنه هو أول من شجعها على تقديم الأعمال الفنية الكوميدية بالرغم من أنها كانت تخشى ذلك.
شويكار تتحدث عن حبيب عمرها فؤاد المهندس
كشفت الفنانة شويكار في لقاء متلفز مع برنامج "ست الحسن"، قبل عدة سنوات، عن أهم صفات الراحل فؤاد المهندس، قائلة: «لقد قابلته لأول مرة في مسرحية "السكرتير الفني"، بعد أن رشحني لها الفنان عبد المنعم مدبولي"، مضيفة: "كنت قد شاهدته قبل ذلك في فيلم "الشموع السوداء" مع الكابتن صالح سليم والفنانة الراحلة أمينة رزق وأعجبت بأدائه آنذاك واتصلت به لأخبره بأنه كان أفضل ممثل في الفيلم».
وأوضحت شويكار: "رغم تألقه على خشبة المسرح وجرأته، إلا أنه في الواقع كان إنسانا خجولا جدا» وتابعت: «أنا كنت باحبه في صمت وخجلت أن أفصح له عن ذلك ولا أعرف كيف أظهر له حبي".
واسترجعت شويكار أغلى ذكرياتها معه قائلة: "كان لا يأكل إلا من يدي وكنت سعيدة جدا بهذا، فبعد انتهائي من عملي كنت ادخل المطبخ وأطبخ له ما يحب من أصناف كان يفضلها ويطلبها مني"، مشيرة إلى أنها ما زالت تصنع تلك الأكلات لأولاده حتى الآن، حيث إنها مازالت على صلة جيدة بهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فؤاد المهندس ذكرى فؤاد المهندس ذكرى وفاة فؤاد المهندس الفنان فؤاد المهندس شويكار الفنانة شويكار فؤاد المهندس
إقرأ أيضاً:
الطلاق العاطفي.. عزلة داخل إطار اجتماعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تبدو مؤسسة الزواج في ظاهرها حصنًا للطمأنينة وواحة للأمان، لكن داخل هذا الكيان الذي يفترض أن يكون ملاذًا، تتشكل أحيانًا عزلة أكثر ضراوة من تلك التي يواجهها الإنسان بمفرده. الطلاق العاطفي، ذلك الطيف الصامت الذي يخيم على العلاقات الزوجية، ليس مجرد فتور في المشاعر، بل هو غربة حقيقية يعيشها شريكان تحت سقف واحد، وقد تكون أكثر قسوة من الطلاق التقليدي.
في فلسفة الزواج، تبدو العلاقة الزوجية انعكاسًا لفكرة الوحدة في التنوع، حيث يجتمع شخصان مختلفان ليشكلا كيانًا مشتركًا يتغذى على الحوار، والاحترام، والعاطفة.. لكن ماذا يحدث عندما يتآكل هذا الكيان بفعل غياب التفاعل الحقيقي؟
يتحول الزواج حينها إلى قوقعة خاوية، مجرد إطار اجتماعي يتمسك به الشريكان خوفًا من المجتمع أو حفاظًا على الأطفال، بينما القلوب تنبض في عزلة، وكأن كلاهما يسير في درب لا يلتقي أبدًا بدرب الآخر.
الطلاق العاطفي ليس مجرد غياب للحب، بل هو حالة وجودية يتلاشى فيها الشغف، ويُختزل فيها التواصل إلى مجرد كلمات سطحية، أو ربما صمت مدوٍ. إنه نوع من الانفصال الداخلي الذي يترك الإنسان يتساءل عن جدوى استمراره في علاقة فقدت عمقها.
اللافت أن الطلاق العاطفي لا يحدث فجأة، فهو نتيجة تراكمات صغيرة تبدأ بإهمال التفاصيل اليومية، أو بتجاهل احتياجات الآخر، حتى يصبح الشريكان غريبين داخل علاقة من المفترض أن تجمعهما.
غالبًا ما يُلقى اللوم في حالة الطلاق العاطفي على ظروف خارجية، مثل العمل، وضغوط الحياة، أو تربية الأطفال. لكن الحقيقة أعمق من ذلك. في جوهر الأمر، قد يكون الشريكان شركاء في صناعة هذه الفجوة، سواء عن قصد أو عن غير قصد.
فعندما تُختزل العلاقة الزوجية إلى أدوار نمطية، يتحول الزواج إلى مؤسسة بيروقراطية، حيث يصبح الشريكان موظفين يؤديان واجباتهما دون روح.
في كثير من الأحيان، يتجنب الأزواج الحديث عن المشكلات خوفًا من تفاقمها، مما يؤدي إلى تراكمها وتعمّق الفجوة بينهما.
وعندما يتوقف أحد الشريكين أو كلاهما عن العمل على تطوير نفسه أو الحفاظ على هويته الشخصية، تصبح العلاقة عبئًا، حيث يشعر الطرف الآخر بأنه مسؤول عن سد فجوة عاطفية لا يمكنه ملؤها.
في مجتمعاتنا العربية، يُعتبر الطلاق التقليدي وصمة اجتماعية، مما يجعل الطلاق العاطفي خيارًا غير مُعلن لكثير من الأزواج. يعيشون تحت وطأة ضغوط اجتماعية تمنعهم من اتخاذ قرار الانفصال، رغم أنهم منفصلون عاطفيًا منذ زمن طويل.
هذا التناقض يعكس قصورًا في فهمنا للعلاقات الزوجية، حيث يُنظر إلى الزواج كواجب اجتماعي أكثر من كونه شراكة حقيقية تستدعي التفاعل العاطفي.
ربما تكون البداية في فهم الزواج كحالة ديناميكية تتطلب إعادة التفاوض باستمرار حول الاحتياجات، والحدود، والتوقعات. في هذا السياق، يمكن طرح تساؤل: هل يمكننا تجاوز الطلاق العاطفي؟
الإجابة تكمن في إدراك أن العلاقات الزوجية ليست ثابتة، وأن التغيير قد يكون مفتاحًا لإعادة إحياء الحب والشغف.
فالحوار الحقيقي ليس مجرد كلمات، بل هو استماع بفهم، واستجابة باحترام. حين يشعر الشريك بأن صوته مسموع، تتجدد الثقة والدفء في العلاقة.
والتذكير بسبب بدء العلاقة في المقام الأول يمكن أن يكون عاملًا محفزًا لإعادة النظر في العلاقة بشكل إيجابي.
إن العلاقات القوية هي تلك التي تقبل هشاشة الإنسان وضعفه. فمشاركة المخاوف والأحلام بصراحة تعيد بناء جسور التواصل.
لذا فإن الطلاق العاطفي ليس فشلًا بقدر ما هو دعوة لإعادة النظر في معنى الزواج. قد يكون الزواج في جوهره مساحة للحرية العاطفية والتواصل الإنساني، لا مجرد قيد اجتماعي.
إن الاعتراف بوجود الطلاق العاطفي هو الخطوة الأولى نحو معالجته. بدلًا من الهروب إلى صمت قاتل، يمكننا العمل على بناء علاقات زوجية أكثر صدقًا وعمقًا، حيث يصبح الزواج رحلة مستمرة من النمو والاكتشاف المشترك.
في النهاية، قد لا يكون الحل المثالي في إنقاذ كل علاقة تعاني من الطلاق العاطفي، لكن الأهم هو أن ندرك قيمة الإنسان داخل العلاقة، وألا نتركه وحيدًا في مواجهة العزلة، سواء كان داخل الزواج أو خارجه.