الناتو.. مناورات عسكرية بوجه مثلث روسيا – الصين – كوريا الشمالية
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" عن استعداده للقيام بأكبر مناورة عسكرية له منذ الحرب الباردة، بمشاركة نحو 41 ألف جندي، و50 سفينة، ومن 500 إلى 700 طائرة، وتحت مسمى "المُدافع الصامد"، إذ تسعى دول الحلف إلى صد الهجوم الروسي فضلاً عن إظهار استعدادها لخوض أي حرب مع روسيا.
ويهدف الحلف من خلال مناوراته إلى إحكام سيطرته على منطقة بحر البلطيق، وقطع الطريق أمام الأسطول الروسي في الوصول إلى البحار الشمالية، فيما تعمل روسيا على تبديد أهداف الغرب وضمان عدم محاصرتها في هذه المنطقة.
Nato to launch biggest military exercise since cold war https://t.co/6o5XLaCWu2
— Financial Times (@FinancialTimes) September 11, 2023 سلسلة من المناوراتوللتعريف بهذه المناورات، يقول اللواء محمد عبد الواحد، المتخصص في الأمن القومي والجماعات الإرهابية والشؤون الإفريقية والإستراتيجية: "تهدف مناورة المُدافع الصامد للناتو، والتي ستقام في شهري فبراير (شباط) ومارس (أذار) 2024، إلى محاكاة شن هجوم على روسيا، حيث سيقوم الحلف باستخدام بيانات جغرافية قريبة جداً من الجغرافيا الروسية، فضلاً عن معلومات حول طبوغرافية وطبيعة الأرض".
وأضاف "ستتم هذه المناورة بين ألمانيا، وبولندا ودول البلطيق، وهي تأتي تزامناً مع سلسلة من المناورات آخرها ما أجري الأسبوع الماضي، بمشاركة 14 دولة من الحلف"، مشيراً إلى أن هذه المناورة تعتبر مهمة وتلخص أشياء كثيرة حول الصراع على بحر البلطيق.
وأوضح "نلاحظ أن لدى الناتو رغبة في عدم وصول روسيا إلى منطقة بحر البلطيق، وهو ما ظهر جلياً في الإعلام الغربي الذي أعلن أن هذه المنطقة عبارة عن بحيرة خاصة بالحلف، ما أثار غضباً كبيراً لدى الجانب الروسي واستدعاه إلى شن مناورات (درع المحيط) العسكرية الشهر الماضي"، لافتاً إلى أن "هدف موسكو من هذه المناورات، هو حماية المصالح الروسية وتبديد شبهة تحويل بحر البلطيق إلى بحيرة خاصة بالناتو فقط".
أهداف سياسيةوكشف اللواء عبد الواحد أن "هذه المناورات لها أهداف.. أولاً نجاح واشنطن في محاولة ردع وتخويف واستفزاز روسيا، وممارسة ضغوط عنيفة عليها، بالإضافة إلى محاصرتها وتشتيت انتباهها عن عملياتها العسكرية في أوكرانيا".
وتابع أن "الهدف الثاني، يكمن في رغبة واشنطن بمحاصرة روسيا في الداخل الروسي وأيضاً في إقليم دونباس، ومن ثم تقليم أظافرها في الخارج، وأما الهدف الثالث فهو رغبتها بمحاولة السيطرة على الممرات المائية الهامة، وأخيراً تسعى الولايات المتحدة إلى تشجيع دول الجوار الروسي على الصمود، لاسيما وأن هذه الدول انتابها القلق من مغبة الهجوم الروسي عليها".
وأوضح أنه "كان هناك قلقاً في بعض دول الحلف خلال العقد الماضي، مع رغبة بعض الدول لإنشاء قوة اتحاد أوروبية بعيداً عن الناتو، وسأم البعض الآخر من هيمنة واشنطن على الحلف، وجاءت الحرب الروسية - الأوكرانية لتكون خطوة نحو توحيد الحلف مرة أخرى تحت السيطرة الأمريكية".
وأضاف "برأيي الشخصي، الولايات المتحدة حققت نجاحاً في استعادة كيان الناتو من خلال المناورات التي تجريها، كما أنها عملت على إعادة توحيده والسيطرة عليه لخدمة مصالحها".
"الناتو" يبدأ مناورات في #بحر_البلطيق https://t.co/rp750R28OF
— 24.ae (@20fourMedia) September 9, 2023 منطقة خاصة بالناتووحول المساقات الإستراتيجية لهذه المناورات، قال اللواء عبد الواحد: "واشنطن ترغب في محاصرة روسيا في إقليم ضيق، والعمل على قطع الطريق أمام وصول أسطولها إلى البحار الشمالية، وأخيراً تحويل بحر البلطيق إلى بحر داخلي خاص بالناتو".
وأضاف "هذه المناورات تأتي للرد على نشاط روسيا في المنطقة، فضلاً عن وجود رغبة أوروبية لمنع موسكو من الوصول إلى البحار الشمالية، وخاصة خليج فنلندا"، لافتاً إلى أن "هناك هدفاً خفياً للمناورات، يتمثل في محاولة جر روسيا لمواجهة جيوسياسية أخرى، أو حرب جديدة في بولندا".
واختتم حديثه بالقول: "على الجانب الآخر، ستسعى روسيا إلى تبديد شبهة أي سيطرة على خليج فنلندا، لذلك تعمل على تكثيف تواجدها في المنطقة، وتعبئة أسطولها البحري بأحدث المعدات العسكرية تحسباً لأي مواجهة مع الناتو مستقبلاً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني دول البلطيق روسيا أوكرانيا حلف الناتو أمريكا بحر البلطیق
إقرأ أيضاً:
مذكرات ميركل تكشف جذور الحرب الأوكرانية
كشفت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، في مقتطف من مذكراتها المقبلة، أنها سعت إلى إبطاء مساعي أوكرانيا للانضمام السريع إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" أثناء فترة ولايتها، بسبب مخاوف من احتمال حدوث رد عسكري من روسيا.
وذكرت صحيفة "دي تسايت" أن المذكرات التي تحمل عنوان "الحرية. ذكريات 2021-1954"، من المقرر إصدارها يوم الثلاثاء المقبل.
وتتناول ميركل في الكتاب القمة الرئيسية للناتو، التي انعقدت في بوخارست عام 2008، والتي ناقشت خلالها طلبات أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى الحلف.
وتقر المستشارة الألمانية السابقة، في مذكراتها المقبلة، برغبة قوية لدى دول وسط وشرق أوروبا في الانضمام السريع إلى حلف الناتو. لكنها أوضحت أنها كانت تعتقد أن توسيع عضوية الحلف يجب أن يعزز الأمن ليس فقط لتلك الدول، بل للحلف ككل.
زيلينسكي: الألغام الأمريكية "مهمة للغاية" لوقف تقدم روسيا - موقع 24أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء، أن الألغام المضادة للأفراد التي قررت واشنطن إرسالها لكييف رغم انتقادات منظمات غير حكومية، "مهمة للغاية" لوقف تقدم الجيش الروسي في شرق البلاد.وأعربت ميركل عن قلقها بشكل خاص بشأن العلاقات بين أوكرانيا وروسيا، مشيرة في الكتاب إلى وجود أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2014. وكتبت أن أي مرشح سابق لعضوية الناتو لم يواجه مثل هذه الظروف، وأن هذه التعقيدات العسكرية كان من الممكن أن تشكل مخاطر على الحلف.
وأشارت ميركل إلى أن نسبة قليلة فقط من السكان الأوكرانيين دعمت الانضمام للناتو في ذلك الوقت، ما عزز مخاوفها. ورغم ذلك، يواجه موقفها تجاه أوكرانيا انتقادات مستمرة في كييف.
وتطرقت ميركل إلى التسوية التي تم التوصل إليها، لكنها اعترفت بتكاليفها الباهظة. وأوضحت أن عدم تقديم خطة عمل واضحة لعضوية أوكرانيا وجورجيا كان بمثابة "انتكاسة" لطموحاتهما، بينما مثل وعد الناتو العام بانضمامهما في المستقبل تحدياً مباشراً للمصالح الروسية، وهو ما اعتبرته استفزازا للرئيس فلاديمير بوتين.
ومن المقرر أن تنشر المذكرات في أكثر من 30 دولة حول العالم، وفقاً للناشر.
Merkels Nato-Kompromiss für die Ukraine war in Putins Augen „Kampfansage“, sagt Merkel heute https://t.co/RCHTJONB91 pic.twitter.com/ZlXqMLwCcy
— WELT (@welt) November 21, 2024يذكر أن ميركل، التي قادت أكبر اقتصاد في أوروبا لمدة 16 عاماً بين عامي 2005 و2021، هي أول امرأة تتولى منصب المستشار في ألمانيا.