وزير الأوقاف : الإعلام الرشيد يعي طبيعة كل مرحلة وما تقتضيه المصلحة الوطنية
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
كرَّم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم السبت المشاركين في دورة أكاديمية الأوقاف الدولية من أعضاء اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجاردن سيتي بحضور الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي.
وخلال حفل التكريم هنأ وزير الأوقاف المشاركين في دورة أكاديمية الأوقاف الدولية من أعضاء اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي بانتهاء هذه الدورة المتميزة، التي عُقدت بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الرابع والثلاثين "الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي"، مما كان له أكبر الأثر في الجمع بين الجوانب النظرية والجوانب التطبيقية والفنية في هذه الدورة التي جاءت بعنوان: "أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني"، مرحبًا بالدكتور/ عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي متمنيًا للجميع مزيدًا من التوفيق في أداء الرسالة النبيلة لهذا المنتدى الإعلامي الهام.
وأكد وزير الأوقاف أنه من الختام نستلهم البدء فمن ختام أعمال المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين وإعلان وثيقة القاهرة لأخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني انطلقت هذه الدورة المتميزة بعنوان: "أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني"، ومن ختام هذه الدورة نستلهم البدء في تنفيذ الدورة القادمة بإذن الله تعالى تزامنًا مع انعقاد المسابقة العالمية للقرآن الكريم ديسمبر المقبل.
وقال إن الإعلام صناعة وفن ورسالة , ولا ينكر دوره وأهميته إلا مغيب عن الواقع , فلا شك أن الإعلام الهادف الرشيد أحد أهم مكونات الشخصية السوية , وأن الإعلام واحد من الأسلحة العصرية في المعارك والقضايا الفكرية والثقافية وتجييش الرأي العام أو تهيئته, وأن فقه المرحلة يحتاج إلى التوازن بين الإعلام الكاشف والإعلام الباني , فلا يمكن لأحد أن ينكر دور الإعلام الرشيد في بناء المجتمعات والدول بصفة عامة وبناء الفكر الرشيد بصفة خاصة , كما لا يمكن لأحد أن يتجاهل خطر استخدام بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل في العمل على هدم الدول أو إفشالها , وبخاصة الإعلام الممول من تلك المنظمات أو الدول الراعية للإرهاب، فالإعلام بصفة عامة جزء من الوطن ومن أهم مكوناته, والإعلاميون هم نخبة من أبنائه ومثقفيه ومستنيريه, فمن يبصّر بقضايا الوطن الحقيقية ويواجه مخططات أعدائه إن لم يكونوا هم في الطليعة من ذلك؟
ونرى أن الإعلام الرشيد لا يمكن أن يقوم على مجرد تصيد الأخطاء أو حتى مجرد رصدها وينتهي دوره عند هذا الحد معتبرًا الإثارة غاية لا وسيلة‘ فالإعلام الرشيد هو ذلكم الإعلام الذي يسهم في اقتراح الحلول , ومعالجة المشكلات , ويهيئ الطريق وينيره أمام القائمين على شئون البلاد والعباد والمؤسسات , وهو الذي يذكر الإنجاز كما يبرز الإخفاق , والذي يشد على عضد المجتهدين كما ينعي باللائمة على المقصرين، الإعلام الرشيد هو الذي يعي طبيعة كل مرحلة وما تقتضيه المصلحة الوطنية , واختيار الأوقات المناسبة لمعالجة القضايا، الإعلام الرشيد يعني الموضوعية دون تهويل أو تهوين أو إفراط أو تفريط، لافتا أن الإعلام الرشيد هو الذي يسمو صاحبه فوق الانطباعات الشخصية إلى درجة المعالجة الموضوعية , وهو الذي ينصف المختلف معه عندما يحسن أو يكون الحق في جانبه , كما ينصف المتفق معه أو حتى الموالي له ولا سيما إن كانت الصحيفة حزبية أو خاصة.
وأشار وزير الأوقاف أن أن مفهوم الإعلام العصري يتجاوز عالم الصحافة والتلفاز إلى آفاق أوسع وأرحب تشمل كل آليات التواصل الحديثة والعصرية مقروءة ومسموعة ومرئية بشتى الآليات والأدوات والوسائل، فإذا كانت القيادة مسئولية وأمانة، فإن ممارسة النقد والتحليل أيضًا مسئولية وأمانة، وكلنا مسئولون أمام الله (عز وجل)، كل عن الأمانة التي ولاه الله إياها، كما أننا مسئولون عن بناء وطننا، والعمل على نهضته ورقيه من خلال سبل البناء والإصلاح لا الهدم والنقض، ولا النفعية أو حب الظهور، على أن الغالبية العظمى صارت تميز الغث من السمين، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ".
وفي كلمته وجه الدكتور عمرو الليثي الشكر والتقدير لمصر ورئيسها وحكومتها، ولوزارة الأوقاف المصرية وعلى رأسها وزير الأوقاف وفريق عمله الذي ظهر على مستوى عالٍ من الاحترافية في استضافة هذه الدورة، كما رحب بضيوف مصر الكرام معربًا عن سعادته بوجوده في الاحتفال بختام دورة: "أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني"، مشيدًا بهذه الدورة وبتميزها، حيث شهد أعضاؤها مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الرابع والثلاثين والذي تناول هذا الموضوع الدقيق، الذي يفرض نفسه على الساحة الرقمية بقوة، فالتطور الرقمي في تقدم يومي، وما أكثر تأثير الإعلام الرقمي على حياة الناس، والذي ألقى على الإعلاميين وصانعي الإعلام مسئولية كبيرة ألا وهي كيفية الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي في هذا الفضاء المفتوح، فالمشهد لم يعد مقصورًا على المهنين، بل أصبح كل من يحمل جوالًا يصول ويجول به في فضاء متسع من المنصات والتي تخترق كل بيت، لذلك أصبح من مهامها تحديد آليات للتعامل معهم محاولين الالتزام بأخلاقياتنا، وهذا يعني أن نضع في اعتبارنا العواقب المحتملة، وأن نتأكد من أننا نستخدم قوتنا من أجل صالح مجتمعاتنا التي لم تصبح في عصبة آمنة في زمن العولمة.
وأكد رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي أنه قد تم التطرق في هذه الدورة إلى مجموعة واسعة من موضوعات أخلاقيات الإعلام وتحديات العصر الرقمي، مشددين على أهمية الحقيقة والدقة والإنصاف في تقاريرنا، وكيف ينمو الإعلامي أخلاقيا في عصر الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، فضلا عن الحاجة إلى حماية الخصوصية ومراعاة أخلاقيات المهنة في العالم الجديد، مؤكدًا أن إدراك التحديات في عالم الإعلام الرقمي خطوة أولى في إيجاد وسائل للتعامل معها، مختتمًا حديثه بأنه واثق من تأثير هذه الدورة وهذه الحلقة العلمية إيجابيًّا على مهنية المتدربين جميعًا، وأن تكون إضافة لهم في سبيل التمسك بأخلاقياتنا في المشهد الحالي، معززين قيمة الإيجابية في مجتمعاتنا، آملا أن تكون الوسائط الرقمية مساحة أكبر مسئولية ونفعًا لمجتمعاتنا جميعًا.
وفي ختام الحفل كرم وزير الأوقاف المشاركين في الدورة الرابعة لاتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي التي عُقدت بأكاديمية الأوقاف الدولية في الفترة من 9 إلى 16 سبتمبر 2023م.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الاوقاف أكاديمية الاوقاف الدولية أخلاقیات التعامل مع الفضاء الإلکترونی وزیر الأوقاف أن الإعلام هذه الدورة
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يبحث مع رئيس مؤسسة إندونيسية سبل تعزيز التعاون الديني وتدريب الأئمة
استقبل الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وفدًا رفيع المستوى من إندونيسيا برئاسة الدكتور شفر الدين كامبو، رئيس مؤسسة "السلام في العالمين" ووزير الإصلاح البيروقراطي وتنمية الموارد البشرية الإندونيسي السابق.
تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجال التعاون الديني وتدريب وتأهيل الأئمة، بما يخدم مصالح الشعبين المصري والإندونيسي ويعزز التفاهم بينهما.
في بداية اللقاء، رحب الدكتور الأزهري بالوفد الإندونيسي، مشيدًا بالعلاقات العميقة التي تجمع بين مصر وإندونيسيا تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس برابوو سوبيانتو.
كما استعرض انطباعاته الإيجابية عن زيارته الأخيرة لإندونيسيا، حيث أُوكلت إليه مهمة تمثيل مصر في تهنئة الرئيس الإندونيسي الجديد.
أعرب الأزهري عن تقديره لحفاوة الاستقبال التي حظي بها هناك، مؤكدًا أنها تعكس أصالة الشعب الإندونيسي وكرم ضيافته.
أكد وزير الأوقاف على أهمية التعاون بين وزارة الأوقاف المصرية ومؤسسة "السلام في العالمين" في مجالات تدريب الأئمة، وتطوير المهارات اللغوية والدينية لديهم، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يعزز العلاقات بين الشعبين ويعود بالنفع على الأمة الإسلامية.
من جانبه، عبّر الدكتور شفر الدين كامبو عن سعادته بهذا اللقاء، مشيدًا بالمكانة الرفيعة التي يحظى بها الدكتور أسامة الأزهري في قلوب الإندونيسيين.
وأكد تطلعه لتطوير التعاون بين وزارة الأوقاف المصرية والمؤسسة الإندونيسية، خاصة في مجالات تدريب الأئمة على تعلم اللغة العربية، بما يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة ويساعد في نشر قيم السلام والتعايش.
كما عبّر كامبو عن فخر الشعب الإندونيسي بانتماء عدد كبير من أبنائه للأزهر الشريف، وأعرب عن تقدير الشعب الإندونيسي لعلماء الأزهر ودورهم المحوري في نشر التعاليم الإسلامية السمحة.
حضر اللقاء عدد من الشخصيات البارزة من الجانبين، من بينهم الدكتور سيف مالتا والدكتور براستا هداية من مجلس إدارة مؤسسة "السلام في العالمين"، وسعادة الدكتور أنانج ركزا، رئيس ديوان مساجد إندونيسيا، وغيرهم من الشخصيات البارزة، مما يؤكد على اهتمام البلدين بتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات الدينية والتعليمية.
يعد هذا اللقاء خطوة مهمة في تعزيز الشراكة بين مصر وإندونيسيا، بما يخدم السلم المجتمعي ويسهم في نشر القيم الإسلامية السمحة، وتأكيدًا على عمق العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الشقيقين.