«زروني كل سنة مرة و الحلوة ده قامت تعجن في البدرية والديك بيدن كوكو كوكو» بهذه الأغاني التي لم تنسي من الذاكرة التي غناها فنان الشعب سيد درويش احتفل أهالي كوم الدكة بالإسكندرية، بالذكرى المئوية لفنان سيد درويش، بالقرب من منزل فنان الشعب وذلك بحضور عدد كبير من الفنانين و الموهوبين و محبي سيد درويش للمشاركة في الاحتفال الذي يحرص على إقامته أهالي الحي كل عام بمناسبة مئوية علي رحيله حيث و شهد الحفل استعراضات فنية، وأغاني لفنان الشعب وألحان على العود، وبورتريهات للفنان الراحل، كما تجمع محبي سيد درويش بإحدى الساحات بكوم الدكة للغناء والتفاعل مع الفقرات المقدمة.

ويقول الفنان «ياسر قمر» في تصريحات خاصة لموقع الاسبوع أن احتفالية سيد درويش التي تم تنظمها بمنطقة كوم الدكة مسقط رأسه هي مزيج من الاناس البسطاء و الفنانين و للمثقفين و مبدعون أتوا للمشاركة في احتفالية للفنان الذي كان له تأثير كبير في الفن و الموسيقي و مضيفا أنه يواظب كل عام أن يكون متواجد و يشارك في الاحتفالية وسط أبناء و أهالي منطقة كوم الدكة.

وفي سياق آخر قال المخرج المسرحي «سيد ياقوت» أنه كل عام يشارك في الاحتفالية التي يقدمها أهالي كوم الدكة أن كل عام نحتفل في مسقط رأس فنان الشعب بذكرى ميلاده وذكرى وفاته، ويأتي نجوم الغناء بالإسكندرية لإحياء هذه الاحتفالات بإعادة غناء أغاني سيد درويش، وبرغم أنه رمز لمصر واستطاع أن يغير في الفن وناضل ضد الاحتلال، لكنه بنسبة أهالي كوم الدكة له مكانة خاصة، وأغلب المقاهي تضع له صور بداخلها لافتا أن السيد درويش كانت أغانيه علي مر العصور كان فريدا في عصره و مازل في تلك العصر علي رغم من وجود التكنولوجيا ولكن له تأثير كبير على الأجيال الجديدة و مازلت نغمات و إقاعات سيد درويش باقيه حتي الآن.

و من جانبه قال الشاعر «احمد قدري»، أمين عام احتفالية مئوية سيد درويش، إنه يتم الاحتفال منذ أكثر من 15 سنة مرتين خلال العام، بالتعاون مع جمعية كوم الدكة للتنمية، بحارة الأعور بمنطقة كوم الدكة بالإسكندرية، وبمشاركة العديد من الفنانين أن الاحتفال ضم جميع أشكال الفنون من فن تشكيلي واستعراضي وغناء، بجانب معرض سلع على هامش الاحتفالية، مشيرًا إلى أن الهدف من اليوم هو المشاركة في معركة الوعي، والحفاظ على الهوية المصرية. والاحتفال برمز وطني مثل سيد درويش موضحا أن سيد درويش هو رمز موسيقى كبير جدًا، فهو مطور الموسيقى في مصر، ونقلها من الرتابة إلى الحركة، وكان له دور سياسي واجتماعي في المجتمع فهو قيمة عظيمة جدًا توصيلها الي الجيل الجديد من خلال الاحتفالات التي تقام لفنان الشعب إذا كان في مولده يوم 17 مارس أو في يوم رحيله يوم 10 سبتمبر من كل عام مشيرا أن سيد درويش هو مطور الموسيقى العربية و رمز من رموز الفن في مصر.

و بدورها عبرت الفنانة المسرحية «رشا ياقوت» عن ساعدتها بمشاركتها بأحتفالية سيد درويش بمنطقة كوم الدكة مسقط رأسه تأتي تلك الاحتفالات في الاهتمام بالفنانين ذات قيمة بحجم الفنان سيد درويش لافتا أن الفنان سيد درويش مازلت باقية حتي وقتنا الحالي و رساله الي الأجيال القادمة أن فن سيد درويش متواجد و له تأثير كبير.

ومن جانبه قال الفنان التشكيلي «إبراهيم فرحات» لموقع الاسبوع أننا نشارك كل عام في الاحتفالية التي تنظمها جمعية كوم الدكة للتنمية بالتعاون مع عدد كبير من المجتمع المدني من خلال الفن التشكيلي و تم تنفيذ جدارية بورتريه للفنان سيد درويش بمشاركة عدد كبير من خريجي الفنون الجميلة و الهوي الفن و الرسم الجدري لافتا أن الفن جدري هو من أشهر الفنون و عندما نرسم الصورة البورتريه علي الجدار لابد من الاهتمام بالتفاصيل حيث أن الرسمه التي تم تنفيذها تجسد المعناه التي كان يعيشها فنان الشعب سيد درويش من خلال التفاصيل و النسب في الصورة لتكون شاهده علي عبقرية شيخ الموسيقى علي أرض عروس البحر الابيض المتوسط.

ومن جانبه قال الإعلامي «شريف منصور» في تصريحات صحفية لموقع الاسبوع أنني سعيد بمشاركتي بأحتفالية سيد درويش بمنطقة كوم الدكة وسط البسطاء و الروحانيات الجميلة في أعرق مناطق محافظة الإسكندرية لافتا أن الاحتفالية تخللت عدد من الفنانين الذين استخدموا الفرشاة و الدهانات و الزيت لتنفيذ العدد من الرسومات التي تظهر عبقرية فنان الشعب سيد درويش رغم وجود التكنولوجيا و البرامج المتقدمة لافتا أنه في قمة السعادة بوجود عدد كبير الفئات العمرية من الشباب و الاطفال و كبار السن و فنانين و مثقافين.

وأشار «أحمد إبراهيم» مدير جمعية أهالي كوم الدكة للتنمية، إلى أن الاحتفال هذا العام مميز، وذلك بالتزامن مع مئوية الفنان سيد درويش والذي يعشقه أهل مسقط رأسه وأهل الإسكندرية وشعب مصر الذي تذوق فنه المميز مضيفا أن الحفل شارك به العديد من الفنانين والشعراء ومحبي الفن ويقدم الفنانين من خلاله اعمال فنية من لوحات أو أغنيات واستعراضات مختلفة من الفرعوني والإسكندراني أو اللبس الشعبي في فترة سيد درويش بالطربوش، وجميعها من فقرات ضمن الاحتفال بفنان الشعب.

و يقول «محمد عبد الستار»، رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي كوم الدكة للتنمية لـ «الاسبوع» أن أهالي كوم الدكة تعشق سيد درويش، وتنتمي إليه، وتعيش على ألحانه، والكبار يحرصوا على تعريف الأطفال بسيد درويش، ومشاركتهم في إقامة حفلات غنائية نحيي فيها تراثه الغنائي، لافتًا أن سيد درويش ليس ملحنا فقط، بل كان يكتب أغاني ورجل مسرح وسياسي واجتماعي، فهو هرم من أهرام مصر، وهو مجدد الموسيقى وصانع ومبدع الموسيقى العربية، وملحن النشيد الوطني لافتا إن الحفاظ على تراث سيد درويش وتعليمه للجيل الجديد شىء يحرص عليه أهالي كوم الدكة، وهو الهدف التي تتبناه الجمعية لتنمية الحي الشعبي، وحفظ تراثه الحي، والذي من بينه تراث الفن المصري الأصيل وتاريخ وفن الشيخ سيد درويش، مشيرًا أنهم يحرصوا على الحفاظ على هذا التراث من خلال إحياء ذكرى خالد الذكر سيد درويش في احتفالية تقام كل عام في ذكرى ميلاده ووفاته.

أضاف «عبد الستار» لـ"الاسبوع" أن كل عام يتم تنظيم احتفالية شعبية أمام مقر الجمعية، وبجوار السلالم الهرمية بالحى التي تم تزينها لتكون بشكل السلالم الموسيقية، لتكون بشكل تراثي يليق بتراث وفن الشيخ سيد درويش، لافتًا أن قبل سنوات طويلة كانت تقام هذه الاحتفالية في ساحة تسمى ساحة البربري بالحي لافتا إن الاحتفال بذكرى وفاة الشيخ سيد درويش هذا العام له طابع خاص بمناسبة مرور 100 عام على وفاته، مؤكد أن مصر دائما تصنع رجال لهم بصمة في التاريخ أمثال، سيد درويش، ومصطفى كامل، وغيرهم.

وأضاف رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي كوم الدكة للتنمية لـ «الاسبوع» أن سيد درويش لم يتعلم الموسيقى أكاديمياً، ولم يكتب أو يقرأ النوتة الموسيقية، وقد عاجله الموت قبل تنفيذ السفر إلى إيطاليا لدراسة الموسيقى لعل الدور الأهم لسيد درويش هو أنه صنع من روحه ذلك الجسر الذي مشى عليه بقية المبدعين من بعده، وهذا جهد إنساني جبار يستغرق عمر القائمين به، فيأكل عقله من عمره كما يأكل السيف من غمده". وها نحن الآن بعد قرن من وفاة هذا المبدع ننعم بنتائج تأثيره على من بعده، أضعاف ما نستمتع بنتاجه الشخصي، لأن دوره ببساطة كان مجرد رسم الخريطة الإبداعية الموسيقية العربية من بعده لافتا أن سيد درويش تعلم في الأزهر الشريف، وكان يحكي جدي عنه وعن تواجده باستمرار في المنطقة حتى بعد أن أصبح نجما كبيرا، وكان يصطحب النجوم الكبار ليجلسوا على مقهى منعم سابقا "السيد درويش حاليا" مشيرا إلى أن أغلب ألحان وأغاني "فنان الشعب" كانت لحث المصريين ضد الاحتلال، حيث كان يعبر عن حال الشعب، وأيضا النشيد الوطني الذي اقتبس كلماته من خطاب الزعيم الراحل مصطفى كامل في خطابه على مسرح السيد درويش بالإسكندرية.

وعن منزل سيد درويش أوضح «عبد الستار» أن المنزل الموجود بكوم الدكة هو ليس لسيد درويش، بل هو منزل والده، والذي كان مستأجرا إحدى الشقق الصغيرة به، وهو المنزل الذي ولد به سيد درويش، ومع عوامل الزمن، هُدم المنزل وأصبح أرضا فضاء تملكها إحدى العائلات بكوم الدكة، وهي ليست ملكًا لسيد درويش، مشيرًا إلى أنه شىء نفتخر به أن سيد درويش ووالده من عائلة فقيرة من عامة الشعب، كانوا يسكنون بالإيجار.

و أشار إلى أنه يجب أن يكون لدينا مركز فني إبداعي باسم سيد درويش يطلق عليه "البيت الفني للشيخ سيد درويش"، ويكون به جميع ألوان الفن، ويفضل أن يكون في المكان الذي ولد وعاش فيه، حيث توجد مساحة كبيرة لمنازل مهدمة بجوار موقع منزل سيد درويش ويمكن أن تستغل هذه المساحة لبناء هذا المركز الذي يدعو إليه جميع محبي سيد درويش والفن، ويكون ذلك على خطى التطوير الذي تشهده مصر في ظل الجمهورية الجديدة.

وأكد «إيهاب محمد»، من أهالي كوم الدكة، أن كل عام نحتفل في مسقط رأس فنان الشعب بذكرى ميلاده وذكرى وفاته، ويأتي نجوم الغناء بالإسكندرية لإحياء هذه الاحتفالات بإعادة غناء أغاني سيد درويش، وبرغم أنه رمز لمصر واستطاع أن يغير في الفن وناضل ضد الاحتلال، لكنه بنسبة أهالي كوم الدكة له مكانة خاصة، وأغلب المقاهي تضع له صور بداخلها مطلبا أن حلم أهالي كوم الدكة أن يكون له متحف خاص بمسقط رأسه، مؤكدا أن منزله المهدوم يعتبر مزارا للعرب والأجانب.

ويقول الدكتور «إبراهيم رجب»، الحاصل على دكتوراه في التاريخ والحضارة الإسلامية، إن الشيخ سيد درويش، استخدم القوة الناعمة المتمثلة في الألحان والأغاني لإحياء روح المقاومة داخل المواطن المصري ضد الاحتلال، كما أنه كان متواضع جدا، موضحا أن الأهالي كانت تتجمع حوله على المقهى لكي تستمع إلى أغانيه وألحانه.

والجدير بالذكر أن سيد درويش ولد فى 17 مارس عام 1892، من أبوين فقيرين من عامة الشعب فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى، وألحقه والده بكتاب "سيدى أحمد الخياش" وتلقى فيه خلال عامين ما مكنه من حفظ القرآن الكريم ثم انتقل إلى مدرسة "حسن حلاوة"، وفيها ظهرت موهبته الغنائية، ثم انتقل إلى مدرسة شمس المدارس بمنطقة رأس التين وكان أحد مدرسيها يعمل ليلا بفرقة الشيخ سلامة حجازى، ويحفظ قصائده فكان يلقنها لتلاميذه، واستطاع أن يكتشف موهبة سيد درويش من بينهم، فقربه إليه وتعهده بالرعاية الفنية ولقنه مجموعة من الأناشيد والسلامات ثم الألحان وقصائد الشيخ سلامة حجازى.

فى عام 1905 التحق سيد درويش بالمعهد الدينى بمسجد أبى العباس بالإسكندرية، ثم انتقل إلى مسجد الشوربجى ليستكمل دراسته بالسنة الثانية حيث استكمل حفظ القرآن الكريم وجوده، وظل سيد درويش يؤذن للصلاة فى هذا المسجد طيلة ذلك العام الدراسى، حتى ذاعت شهرته بين مشايخ المعهد وطلبته واكتسب ودهم وصداقتهم.

وفى عام 1907 مات أبوه الحاج درويش البحر تاركا أسرة ليس لها موارد مالية تتعيش منها، وفتح سيد درويش حانوتا للعطارة كان مكسبه قليلا، واضطرته ظروف الحياة الملحة أن يعمل مناولا لعمال البناء، وأثناء العمل كان يغنى بعض الألحان الفولكلورية بصوته الجميل، مما دفع المقاول إلى اختيار سيد درويش ملاحظا للعمال على أن يكتفى منه بالغناء لهم أثناء العمل.

وخلال العمل فى البناء استمع اليه الاخوان سليم وأمين عطا الله وهما جالسان على مقهى مجاورة فأعجب بأدائه الغنائى وصوته وعرضا عليه ليعمل معهما مغنيا فى فرقتهما الجوالة التى كانت تستعد للسفر إلى الشام فلم يتردد سيد درويش فى قبول العرض.

وخلال جولته فى البلاد العربية الشقيقة تبلورت مواهبه الفنية التى ظهرت آثارها وتجلت معالمها فى الألحان التى وضعها لمجموعة من الأناشيد الوطنية والسلامات التى كانت تقدم فى بداية ونهاية الحفلات كتحية غنائية للمتفرجين والحكام.

ومن الأناشيد والألحان الوطنية التى لحنها فنان الشعب: (دقوا الطبول) كلمات عبد الحليم دولار، (يا ناس بلادى ماانسهاشي) كلمات بديع خيرى، (قوم يا مصرى مصر دايما بتناديك) كلمات بديع خيرى، (يا مصر يحميكى لأهلك ) كلمات بديع خيرى، (أحسن جيوش فى الأمم جيوشنا) كلمات محمود بيرم التونسى، (أنا المصرى كريم العنصرين ) كلمات بيرم التونسى، وغيرها من الألحان التى وصل عددها لأكثر من 22 لحنا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مئوية سيد درويش أهالي كوم الدكة الشیخ سید درویش ضد الاحتلال فی الاحتفال من الفنانین فنان الشعب مسقط رأسه عدد کبیر من خلال أن یکون کل عام إلى أن

إقرأ أيضاً:

اللواء درويش حسن: معركة المزرعة الصينية تحولت من ثغرة للعدو إلى فخ

كتب- محمد سامي:

بعد نجاح عملية العبور وفي خضم المعركة، قامت طائرات الاستطلاع الأمريكية بإبلاغ إسرائيل بوجود ثغرة بين الجيشين الثاني والثالث المصريين.

استغلت إسرائيل هذه المعلومات في وضع خطة يوم 11 أكتوبر للعبور إلى الضفة الغربية للقناة، محاولين إحراز أي تقدم عسكري قبل صدور قرار متوقع من الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار.

جاء ذلك بالتزامن مع قرار القيادة السياسية المصرية بتطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر بهدف تخفيف الضغط على الجبهة السورية.

وقد كلفت هذه المهمة للفرقة بقيادة الجنرال أرئيل شارون، التي تضم ثلاثة ألوية مدرعة بقيادة آمنون ريشيف، توفيا رافيف، وحاييم آريز، بالإضافة إلى لواء مظلات بقيادة العقيد داني مات.

كانت المهمة الأساسية لـ"شارون" هي تأمين المحاور الرئيسية التي ستتحرك عليها القوات والمعدات للعبور، وهما محور "أكافيش" (طريق الطاسة- تل سلام) ومحور "طرطور"، الذي تم شقه وتجهيزه قبل الحرب لتحريك الكبارى الضخمة والمعدات إلى نقطة العبور في الدفرسوار.

ومع ذلك، واجهت الخطة الإسرائيلية عقبة كبيرة تتمثل في وجود قطاع اللواء 16 مشاة التابع للجيش المصري، والذي كان يشرف على أجزاء عديدة من المحورين أكافيش وطرطور. كانت الدفاعات الأمامية لهذا اللواء تقع في الجزء الأخير من محور طرطور، لذا كان تدمير اللواء 16 مشاة واحتلال مواقعه الدفاعية من الأهداف الرئيسية لخطة تأمين معبر الدفرسوار.

التقت "مصراوي" باللواء أ.ح. درويش حسن درويش من سلاح المشاة، والذي شارك في معركة "المزرعة الصينية"، ليحدثنا عن تفاصيل المعركة وكيف استطاعت القوات المصرية تحقيق انتصار عسكري جديد وتحويل تلك الثغرة إلى فخ كبير للإسرائيليين.

في البداية، أكد اللواء درويش حسن أن أبرز إنجاز في حرب أكتوبر كان الإعداد الجيد والتحضير المتقن، حيث أن التدريب القاسي الذي خضعوا له قبل الحرب جعل المعركة أسهل مما كانوا يتوقعون. وأوضح أنه كان لديهم قاعدة تقول: "العرق في التدريب يوفر الدماء في المعركة".

تدربت القوات في منطقة مشابهة لخط بارليف في ترعة الخطاطبة، حيث تم بناء ساتر ترابي ونقاط حصينة مشابهة للخط، وتدرب الجنود على العبور واقتحام هذه النقاط وتدميرها، مما جعل التدريب محاكيًا لما سيواجهونه في المعركة.

عندما حان وقت الصفر الذي لم يُعلن عنه إلا قبل ساعات قليلة، وكان اللواء درويش يحمل رتبة النقيب حينها، جاءت الأخبار يوم السادس من أكتوبر في الثانية عشرة ظهرًا بقرار العبور، وأن البداية ستكون في الثانية ظهرًا. انطلقت الضربة الجوية الناجحة، تبعتها التمهيد النيراني، وعبور القوات وفقًا للخطة. كانت قوات المشاة هي أول من عبر قناة السويس، وفق خطة عبور محددة على هيئة موجات موجهة، مؤكدًا أن السبب الرئيسي في النصر هو إعداد المسرح والفرد والمعدات، وكل التحضيرات التي قامت بها الدولة للحرب، مما ساهم في تحقيق انتصار سريع في الأيام الأولى لحرب أكتوبر.

حول معركة "المزرعة الصينية"، أوضح اللواء درويش أن المزرعة كانت قطعة أرض استأجرتها الحكومة المصرية لإجراء اختبارات لاستزراع أراضي سيناء في الخمسينيات، سُميت بالمزرعة الصينية لأن الجنود الإسرائيليين عثروا على أدوات ومعدات مكتوب عليها باللغة اليابانية، وظنوا أنها صينية، مما أطلق عليها هذا الاسم.

أضاف أن العدو الإسرائيلي عندما قرر إحداث ثغرات في معركة الدفرسوار بدأ في دراسة أضعف النقاط لدى الجيش المصري لاختراقها. كانت هذه المعركة مصيرية بالنسبة للعدو، حيث بذل مجهودًا كبيرًا وتكبد خسائر تفوق التوقعات، وكان لديه هدف سياسي يتمثل في إحداث وجود لقواته في تلك المنطقة الحيوية.

لكن، كانت القوات المصرية لها بطولات عظيمة، حيث فشل العدو في اختراق "اللواء 16" باستخدام الوحدات المدرعة، مما دفعه لاستدعاء لواء مظلي للقتال كمشاة مترجلة، وهو ما يعد استخدامًا غير فعال لقوات المظلات. اصطدم العدو بالحد الأمامي لدفاعات القوات المصرية، وواجه حزام النار الكثيف، الذي يغطيه نيران الجنود. وعندما فشلت محاولة اختراق اللواء 16، استدعى العدو لواء مظلات آخر لكن دون جدوى.

وأشار "درويش"، إلى الدور الذي لعبه المشير محمد حسين طنطاوي، الذي كان قائدًا للكتيبة 16 مشاة، حيث أصدر أوامره بوقف إطلاق النار لإغراء القوات الإسرائيلية للتقدم نحو المزرعة الصينية. بالفعل، تقدمت القوات الإسرائيلية حتى أصبحت في مرمى نيران القوات المصرية، وفتح الجنود جميع الأسلحة على قوات المظلات، مما أدى إلى تكبد العدو خسائر فادحة، حيث سقط مئات القتلى ودمرت العشرات من الدبابات والعربات العسكرية.

تحولت الثغرة التي استهدفها العدو لتحقيق انتصار إلى فخ كبير، وصارت المزرعة الصينية مقبرة جماعية للجنود الإسرائيليين، مما أحدث صدمة كبيرة لقادة العدو مثل ديان وشارون. ورغم نجاته، عانى الكولونيل عوزى يائيرى قائد قوات المظلات من آثار نفسية سلبية نتيجة ما حدث لقواته على يد أبطال الجيش المصري.

مقالات مشابهة

  • عقب أدائه صلاة الجمعة.. أهالي طنطا يحتفلون بزيارة وزير الأوقاف
  • لأول مرة في عُمان.. إيلون ماسك يشارك في مؤتمر دولي بمسقط
  • رهبان فرنسيس ودعوا حياتهم مدافعين عن إيمانهم.. تعرف عليهم
  • العالم يحتفي بمئوية جيمي كارتر.. «مزارع» حاول جعل العالم مكانا أفضل
  • ماكرون يحطم الأرقام القياسية فيما يتعلق بعدم الشعبية
  • اللواء درويش حسن: معركة المزرعة الصينية تحولت من ثغرة للعدو إلى فخ
  • شرطي ينهي حياته بإطلاق الرصاص على رأسه داخل سيارته في الرباط
  • يوميات أهالي غزة
  • الحوثي يتحسس رأسه بعد تمكن إسرائيل من تصفية «نصر الله»
  • كريم درويش رئيسا للجنة العلاقات الخارجية