بقلم: ماهر المهدي
(زمان التركية)ــ كيف يمكن لحامل أكثر من درجة علمية كبيرة أن يكون فقيرًا في اللغة الأم وفي كل اللغات الأخرى؟ كيف يمكن لحامل أعلى الدرجات العلمية أن يعجز عن كتابة فقرة جيدة من عدة أسطر بلغته الأم حتى، وليس بلغة أجنبية؟ ألا يطرح هذا سؤالًا حول ما ندرسه وما يحصله الطالب وما يخرج به إلى سوق العمل وإلى الحياة العملية؟ أليس هذا مستفزًا وداعية حيرة واستغراب؟ البعض حارب ويحارب اللغات الأجنبية وهو يعتقد أنه يخدم اللغة العربية، ولكنه -في الحقيقة- ربما ساعد في القضاء على الاهتمام باللغات في مجملها، بما في ذلك اللغة الأم.
فالاهتمام قد يولد الاهتمام، والزهد والنفور قد يولدان زهدًا ونفورًا .
من الطبيعي أن الناس تتوجه إلى الجانب الفائز، لأنه القرب منه غنيمة وسمعة طيبة ومصدر خير، سواء تمثل هذا الخير في فرصة عمل أو فرصة للدراسة أو للعلاج أو لبدء تجارة جديدة أو حتى للزواج.
فليس تعلم اللغة الأجنبية عيبًا ولا انتقاصًا من اللغة الأم في أي بلد ولا هو منافس لها أبدًا، وإنما هو معين للغة الأم وسند لها في رحلة البقاء والتطور في الداخل وفي الخارج. فمن يهتم باللغة الأجنبية لديه القدرة على تطوير لغته الأم، ولو أهملها في وقت ما -لأسباب تخصه أو لا تخصه- وهو ما هو يشهده المرء في الغالب المعتاد. واللغات جميعًا تقع على قناة من الاتصال -بشكل أو بآخر- بحيث أن تعلم لغة قد يساهم بشكل ما في جانب تحصيل وفهم لغة أو لغات مختلفة. كما أن تعلم اللغات المختلفة قد يساعد من يعملون في مجالات البحث ذات الصلة بالعلوم الإنسانية والأدبية على فهم واستنتاج مواضعًا هامة لم يكن للباحث أن يدركها ، لولا علمه بلغة أو بلغات أخرى. بل إن هناك من الناس من درسوا ويدرسون لغات جديدة بشكل مستمر -دون توقف عند السن وعند موانع وحواجز يقف عندها كثيرون- لأن التعلم نفسه متعة. ولو أننا لم نخرج عن المألوف المعتاد وعن دائرة لغته، لما وصل العالم إلى جل ما توصل إليه اليوم من اكتشافات مذهلة ومفيدة للعالم أجمع .
إن التشجيع على دراسة اللغة الأجنبية هو تشجيع أيضًا على دراسة اللغة الأم وهو مبرر وسبب وحافز ومشجع على دراسة اللغة الأم واتقانها، ولو على مستوى الحاملين للدرجات الجامعية المختلفة.
Tags: اللغات الأجنبيةاللغة العربيةتعلم اللغاتالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: اللغات الأجنبية اللغة العربية
إقرأ أيضاً:
مركز تعليم اللغة العربية ينظم زيارة للطلاب الوافدين إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب
في إطار توجيهات الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بتفعيل مشاركة الطلاب الوافدين في كافة الأنشطة والفعاليات الطلابية، وتوفير بيئة تعليمية داعمة تدمج بين التعلم والابتكار والإبداع واكتساب الخبرات المهنية والإنسانية التي تثري شخصياتهم، وتعزز قيمة التجربة التعليمية والثقافية المتميزة في مصر، نظمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ممثلة في المركز الثقافي المصري لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، زيارة للطلاب الوافدين إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56.
شارك في الزيارة لفيف من أعضاء هيئة التدريس والإداريين، وطلاب من جنسيات متعددة شملت؛ (جورجيا، وأرمينيا، والصومال، وأوغندا، وفيتنام، وتركيا، وقرغيزستان، ونيجيريا).
أكد الدكتور أحمد عبد الغني، رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين، أن الزيارة تأتي في إطار دعم المركز للأنشطة الثقافية وتوفير فرص مجانية للطلاب الوافدين لتنمية معارفهم وإثراء وعيهم الفكري.
وأوضح أن الزيارة تهدف إلى تثقيفهم وتشجيعهم على القراءة، وتعريفهم بأهمية معرض القاهرة الدولي للكتاب كحدث ثقافي بارز.
وأشار إلى أن زيارة المعرض هي إحدى الأنشطة التي ينظمها المركز لدعم الثقافة والتعلم خارج القاعات الدراسية، وتهيئة الطلاب لمواكبة أحدث المستجدات الثقافية والعلمية،مؤكدًا أن المركز يولي اهتمامًا كبيرًا بالأنشطة الطلابية وتطوير الجانب الثقافي لديهم، ويحرص على دمجهم ومشاركتهم في مختلف الفعاليات والأحداث المحلية، مشيرًا إلى استمرار تنظيم مثل هذه الزيارات والفعاليات الثقافية كجزء من استراتيجية التعلم الشامل التي يعتمدها المركز ويدعمها.
وخلال الزيارة، تجول الطلاب في أقسام المعرض المختلفة، واكتشفوا أجنحة دور النشر المحلية والدولية، وأجنحة القطاعات والدول المشاركة، بالإضافة إلى حضور عدد من الفعاليات الثقافية والعروض الفنية المتنوعة، كما اطلعوا على المؤلفات والمطبوعات في مختلف مجالات المعرفة، واقتنوا بعض الكتب والمراجع التي تسهم في توسيع آفاقهم المعرفية وتساعدهم في دراستهم.
وقد عبَّر الطلاب عن سعادتهم بالمشاركة في هذه الزيارة، مؤكدين استفادتهم من الاطلاع على مجموعة متنوعة من الكتب، حيث أتاح المعرض لهم فرصة ثمينة للاطلاع على أحدث الإصدارات التي تلبي اهتماماتهم وتعمق معرفتهم باللغة العربية الفصحى.