إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

يجري الحوثيون محادثات مع مسؤولين سعوديين في الرياض تتعلق بإنهاء حرب اليمن، يأملون من خلالها "تجاوز التحديات". ويأتي ذلك في أول زيارة علنية منذ بداية التدخل العسكري السعودي في هذا البلد ضد الجماعة الموالية لإيران.

   من جانبها، أكدت السعودية في وقت متأخر مساء الخميس أنها تستضيف وفدا حوثيا لمناقشة عملية السلام في اليمن بعد تسع سنوات من اندلاع الحرب في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

   ويذكر أن اليمن غارق في حرب على السلطة بين الحوثيين والحكومة منذ منتصف العام 2014، تسببت بمقتل وإصابة مئات الآلاف، وبأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب تقديرات الامم المتحدة.

   وهذه أول زيارة علنية لوفد من الحوثيين إلى المملكة منذ باشرت السعودية في آذار/مارس 2015 حملة عسكرية على رأس تحالف لوقف تقدم الجماعة المتحالفة مع إيران في البلد المجاور لها.

   وتأتي هذه الزيارة بعد حوالى خمسة أشهر على زيارة قام بها وفد سعودي إلى صنعاء للبحث في عملية السلام.

   وقال المسؤول السياسي البارز في صفوف الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في اليمن محمد علي الحوثي "أملنا أن يتم النقاش الجدي لما فيه مصلحة الشعبين وتجاوز التحديات".

اقرأ أيضااليمن.. النازحون "المنسيون" في مأرب

   وكتب على منصة "إكس" في وقت مبكر الجمعة "لا يمكن ان يكون الحوار الا مع تحالف العدوان باعتبار قرار العدوان والحصار وايقافه بيده".

   ولفت إلى أن الحوار في السعودية الذي سيجري بوساطة عمانية، يتركز على صرف مرتبات الموظفين الحكوميين والافراج عن جميع الاسرى والمعتقلين و"خروج القوات الأجنبية" والإعمار وصولا الى الحل السياسي الشامل.

   وكانت قناة "الإخبارية" السعودية الحكومية ذكرت مساء الخميس أن المملكة تستضيف "وفداً مفاوضاً يمثل المكوّن اليمني الحوثي، وذلك بهدف استكمال المباحثات الرامية لإيجاد حلّ سياسي ووقف شامل لإطلاق النار والانتقال من مرحلة النزاعات الى الاستقرار".

   بدورها ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الرياض "وجهت دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة لاستكمال (...) اللقاءات والنقاشات".

   وقال مسؤول في مطار العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين في وقت سابق إن طائرة عمانية نقلت "وفدا حوثيا يضم عشرة أشخاص بالإضافة إلى خمسة عمانيين" من صنعاء إلى الرياض، فيما أفاد مسؤول حوثي بأنّ "مدة الزيارة خمسة أيام".

   وتؤدي سلطنة عمان دور الوسيط في النزاع.

    "الصيغة النهائية" لوقف شامل ودائم لإطلاق النار 

   من جهتها، رحبت الحكومة اليمنية في بيان الجمعة "بجهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان والمساعي الأممية، والدولية الهادفة لدفع المليشيات الحوثية نحو التعاطي الجاد مع دعوات السلام، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني".

   وجددت التأكيد على "نهجها المنفتح على كافة المبادرات الرامية إلى إحلال السلام العادل والشامل (...) وبما يضمن إنهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والتنمية في اليمن".

   وفي واشنطن، رحب البيت الأبيض بدوره بالزيارة، داعيا في بيان "جميع أطراف هذا النزاع إلى تعزيز وتوسيع الهدنة التي جلبت قدرًا من السلام للشعب اليمني، ووضع حد لهذه الحرب في نهاية المطاف". 

   أفاد مسؤول في الحكومة اليمنية مطّلع على فحوى المحادثات بين الحوثيين والسعودية، أنّ الغاية من الزيارة "عقد جولة مفاوضات مع السعودية والتوصّل لاتفاق نهائي بشأن تفاصيل الملفين الإنساني والاقتصادي".

   وتابع أن المحادثات تتركز على مسألة تسديد رواتب موظفي حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا عن طريق السلطة، وهي نقطة شائكة، وتدشين وجهات جديدة من مطار صنعاء الذي ظل مغلقا لسنوات قبل أن يسمح التحالف العام الماضي بفتح أجوائه للطائرات إلى الأردن ومصر.

   من جهتها، أفادت مصادر سياسية في صنعاء أنه من المتوقع كذلك أن يناقش الحوثيون مع المسؤولين السعوديين "الصيغة النهائية" لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، على أن يباشر اطراف النزاع بعد ذلك التفاوض مباشرة للتوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة وبدعم من السعودية وعُمان.

   وفي نيسان/أبريل، أنعشت زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء، إلى جانب التقارب الأخير بين الرياض وطهران، الآمال بالتوصل إلى حل سياسي للنزاع الدامي في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية.

   تراجعت حدة القتال في اليمن بشكل ملحوظ بعد وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الأمم المتحدة ودخل حيز التنفيذ في نيسان/أبريل 2022. ولا تزال هذه الهدنة سارية إلى حد كبير حتى بعد انتهاء مفاعيلها في تشرين الأول/اكتوبر 2022.

   لكن الأزمة الإنسانية في البلد الفقير لا تزال تتفاقم، مع تراجع المساعدات الإنسانية بسبب نقص التمويل.

   والخميس، طالبت 98 جهة دولية ومحلية بينها منظمات تابعة للامم المتحدة بزيادة التمويل لمواصلة مساعدة "أكثر من 21,6 مليون شخص، أي 75 بالمئة من سكان اليمن".

 

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: زلزال المغرب فيضانات ليبيا وفاة مهسا أميني ريبورتاج السعودية اليمن الحوثيون دبلوماسية إيران هدنة أسرى فی الیمن

إقرأ أيضاً:

شعلة الألعاب السعودية تعود إلى الرياض

عادت شعلة دورة الألعاب السعودية 2024 إلى العاصمة الرياض، بعد جولة ملهمة امتدت على مدار 30 يومًا عبر مناطق المملكة، قاطعةً أكثر من 3500 كيلومتر، حملت بطياتها أكثر من مجرد رمز رياضي؛ تُمثل القيم السامية التي تجسدها الألعاب السعودية، وتنشر رسالة سلام وصداقة لكل من تصل إليه، وليست مجرد احتفاء بالروح الأولمبية، بل هي رمز للوحدة الإنسانية، تنشر رسائل التحفيز لكل فرد في المملكة للمشاركة في هذا الحدث الرياضي السنوي الاستثنائي.
وسعت الشعلة التي كانت انطلاقتها عام 2022 بدعم سخي من القيادة الرشيدة “أيدها الله”، إلى المساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 من خلال الإسهام الفاعل في برنامج جودة الحياة، وتعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، وتحقيق التميز في عدة رياضات إقليميًا وعالميًا.
وتجولت الشعلة في أغلب مناطق المملكة، حيث احتفت بها أكثر من 17 مدينة، متضمنةً العديد من المسيرات التي جابت أبرز المعالم الثقافية والتاريخية والحضارية والسياحية في المملكة, يرافقها عدد من الأبطال والمؤثرين ممن كانت لهم إسهامات وبطولات وإنجازات كبيرة في خدمة الوطن, أمثال أحمد عيد الذي يعد أول رئيس منتخب للاتحاد السعودي لكرة القدم, الذي كان أول من حمل الشعلة من صاحب السمو الأمير فهد بن سعد بن عبد الله محافظ الدرعية, في انطلاقة جولة الشعلة, والحاصل على ذهبية العالم للعبة الجوجيتسو محمد آل مخلص, وبطل رفع الأثقال البارالمبية وصاحب ميداليتين فضية في بطولة كأس العالم بتبليسي طلال البلوي, وبطل ألعاب القوى والحاصل على ذهبية أسياد آسيا 400م 2023 يوسف مسرحي، وأفضل لاعب في آسيا عام 2000 نواف التمياط الذي سلّم الشعلة في يومها الأخير بعد وصولها للرياض.
كما زارت شعلة الدورة أكثر من 47 معلمًا ثقافيًا وتاريخيًا, كان من أبرزها مطل البجيري بالدرعية, وجبل عكمة وقرية مغيراء للرياضات التراثية في العُلا, وصحراء بجدة في نيوم, ووادي لجب بجازان.
وسيتنافس الرياضيون المشاركون في الدورة هذا العام على جوائز مجموعها يتجاوز 200 مليون ريال، حيث سيحصل الفائز بالميدالية الذهبية على مليون ريال، والفضية على 300 ألف ريال، والبرونزية على 100 ألف ريال، فيما يحصل الفائز بالميدالية الذهبية في فئة الشباب على 100 ألف ريال، والفضية على 50 ألف ريال، والبرونزية على 25 ألف ريال.
يذكر أن دورة الألعاب السعودية تشكل رافدًا مهمًا وأثرًا اقتصاديًا واضحًا في منظومة الرياضة في المملكة، حيث سجلت النسخة الماضية حراكًا اقتصاديًا بلغ ما يقارب 750 مليون ريال، وبمجموع جوائز تجاوز 260 مليونًا، فيما استحدثت 478 وظيفة من إجمالي القوى العاملة التي تجاوز عددها 4950, بالإضافة إلى التفاعل الكبير الذي لاقته بعد مشاركة أكثر من 9 آلاف رياضي وفني وإداري، مثّلوا 147 ناديًا و 25 ناديًا بارالمبيًا, كما شاركت 22 أكاديمية رياضية من مختلف أنحاء المملكة، تنافسوا على منصات الذهب من خلال 52 رياضة وأكثر من 226 منافسة ما بين فردية وجماعية، تضمنت 6 رياضات مخصصة للبارالمبية و 12 رياضة خصصت لفئة الشباب وما يقارب 31 منشأة رياضية مجهزة لاستقبال المنافسات.

مقالات مشابهة

  • شعلة الألعاب السعودية تعود إلى الرياض بعد رحلة امتدت 30 يومًا عبر مناطق المملكة
  • شعلة الألعاب السعودية تعود إلى الرياض
  • اليمن يتطلع لدعم سعودي لـ”بناء جيش قوي ” في مواجهة الحوثيين
  • جماعة الحوثيين: استمرار دعم أمريكا وبريطانيا لإسرائيل يضع مصالحهما تحت دائرة النار
  • في أول تعليق لـ صنعاء على العملية الايرانية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • "إسرائيل" تسلط الضوء على عمليات التزود بالوقود جواً خلال غاراتها على الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • باحث أوروبي: امتلاك الحوثيين صاروخ "فرط صوتي" سيمكنهم من ضرب أهداف برية داخل السعودية (ترجمة خاصة)
  • تحذير من أممي حول الأوضاع في اليمن
  • غروندبرغ: الحرب على غزة ولبنان أعاقتنا في اليمن
  • اليمن : 10سنوات دون نفوذ أمريكي ..!