باحث أمريكي: حان الوقت لإعلان حرب على الصين
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
لم تعد المنافسة الشرسة بين الولايات المتحدة والصين سراً، أو أمراً للتكهن، بل صارت علانية واتخذت في بعض الأحيان اتجاهاً يدعو إلى التصعيد الصريح، بدلاً من إدارة المنافسة دبلوماسياً.
ويقول الباحث والمعلق السياسي الأمريكي غوردون جي تشانغ، في تقرير نشره معهد جيتسون الأمريكي، إن وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو قالت خلال رحلتها إلى بكين في أغسطس (آب) الماضي: "أود أن أكون واضحة أننا لا نسعى إلى الانفصال عن الاقتصاد الصيني، أو كبحه".
وأوضح "في الواقع، يجب أن نفعل أكثر من ذلك، إذ يتعين أن تحاول واشنطن إنهاء حكم الحزب الشيوعي الصيني.. حان الوقت لإعلان حرب شعبية ضد الحزب الشيوعي الصيني.. نحن في معركة نحن أو هم".
وأشار إلى أنه من المؤكد أن الحزب الشيوعي يفكر بهذه الطريقة.. ففي مايو (أيار) 2019، أعلنت صحيفة الشعب اليومية، التي تصف نفسها بأنها "الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني"، وبالتالي الأكثر موثوقية في الصين، "حرباً شعبية" ضد الولايات المتحدة.
China is waging "unrestricted warfare" against the US: total war. China's deliberate spread of COVID-19 and support for fentanyl gangs should be seen in that light. The US should be trying to end the Communist Party's rule. We're in an us-or-them fight. https://t.co/PBqIs2TLq4
— Gatestone Institute (@GatestoneInst) September 11, 2023وتحمل هذه العبارة معنى كبيراً.. وبحسب موقع "بي إل آيه ديلي"، وهو موقع إخباري رسمي للجيش الصيني، في أبريل (نيسان) الماضي، فإن "الحرب الشعبية هي حرب شاملة، وتتطلب إستراتيجيتها وتكتيكاتها التعبئة الشاملة لموارد القوة السياسية والاقتصادية والثقافية والدبلوماسية والعسكرية وغيرها، والاستخدام المتكامل لأشكال متعددة من النضال وأساليب القتال".
ويتساءل تشانغ: "ما هي بالضبط الأشكال المتعددة للنضال وأساليب القتال؟"، ويقول إنه على الرغم من أن النظام الصيني ينفي القيام بذلك، فإنه يشن "حرباً غير محدودة" ضد أمريكا.
ويقول إن "الحرب غير المحدودة تعني الحرب الشاملة.. فعلى سبيل المثال، ينبغي النظر إلى نشر النظام المتعمد لكوفيد-19 ودعم عصابات مخدر الفنتانيل الصينية، في هذا الإطار.. ويجب أن نتذكر أنه في الساحة العامة الخاضعة لرقابة مشددة في الصين، تعد إبادة الأمريكيين موضوعاً مسموحاً به، كما تخبرنا التعليقات المتفجرة للأكاديمية البارزة لي يي".
ويتساءل تشانغ: لماذا يجب أن يشعر الأمريكيون بالقلق؟ ويقول إن الحزب الشيوعي، في حال معاداة شديدة لأمريكا، ويؤسس مبرراً لضربها.. وكما قال جيمس ليلي، السفير الأمريكي العظيم في بكين: "يرسل الصينيون اللكمات دائماً.. إنهم الآن يرسلون اللكمات".
ويوجه الصينيون اللكمات عندما تواجه بلادهم مشاكل اقتصادية حادة، وغيرها.. ولأسباب أيديولوجية فإن رئيس الصين لا يريد تبني تلك التدابير التي من شأنها أن تؤدي إلى استقرار الوضع.. وبدلاً من ذلك، يتبع إستراتيجيات من الواضح أنها تزيد الأمور سوءاً.
ويضيف أنه ليس من قبيل المصادفة أن يصبح سلوك الصين الخارجي أكثر عدوانية مع تدهور اقتصاد البلاد وهبوط الأسواق.. فعلى سبيل المثال، تخاطر بكين، باعتراضها السفن الفلبينية التي تعيد تزويد موقع استيطاني في سكند توماس شول ببحر الصين الجنوبي، باندلاع حرب.. وأوضح أنه بينما يوجه نظام شي اللكمات، يبدو الرئيس جو بايدن غافلاً، حيث ردد أثناء وجوده في فيتنام يوم الأحد الماضي في 10 سبتمبر (أيلول) الجاري، قول ريموندو: "لا أريد احتواء الصين".
وذهب بايدن خطوة أخرى إلى الأمام، وتمنى لنظيره الصيني التوفيق، وقال: "أريد أن تنجح الصين اقتصادياً".. ويرى تشانغ أن تعليقات بايدن محيرة في أحسن الأحوال في ضوء تصرفات الصين الخبيثة ضد أمريكا، وإدراكه أن البلاد، كما أعلن في أغسطس (آب) الماضي في حملة لجمع التبرعات للحزب الديمقراطي في ولاية يوتا، هي "قنبلة موقوتة".
وأشار إلى أن "هذا ليس جيداً، لأنه عندما يواجه الأشخاص السيئون مشاكل، فإنهم يفعلون أشياء سيئة".
ومع ذلك، لا تتبنى إدارة بايدن تدابير كافية للدفاع عن الولايات المتحدة في مواجهة مثل هذا الخطر الواضح.. وعلى سبيل المثال، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان في 5 سبتمبر (أيلول) الجاري إن "الولايات المتحدة يجب أن تستمر في مجموعة من القيود التكنولوجية التي تركز بشكل ضيق على مخاوف الأمن القومي".
ويتبنى الرئيس شي جينبينغ سياسة "الاندماج العسكري المدني"، ما يعني أن أي شيء تمتلكه منظمة مدنية يمكن أن يتم توصيله إلى الجيش الصيني.. وفي نظام الحزب الشيوعي ذي التسلسل القيادي الهرمي، يجب على كل فرد وكيان في الصين إطاعة جميع أوامر الحزب.
ويرى تشانغ في هذا تحذيراً لأمريكا، إذ يحتوي الهاتف الذكي "ميت 60 برو" الذي تم إصداره للتو من جانب شركة "هواوي تكنولوجيز"، على رقائق من شركة المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في الصين.. وباعت الشركة هذه الرقائق إلى هواوي في انتهاك للعقوبات الأمريكية، بما في ذلك قاعدة المنتجات الأجنبية المباشرة لوزارة التجارة، وتم تطبيق العقوبات الأمريكية لأن الرقائق في الهاتف الجديد صنعت بتقنية أمريكية.. وسمحت وزارة التجارة الأمريكية بنقل التكنولوجيا الأمريكية إلى الشركة، بشرط عدم وجود عمليات نقل إلى هواوي.
ويقوم نظام شي بتعبئة جميع المدنيين في البلاد من أجل الحرب.. ولا يفوت الزعيم الصيني فرصة للحديث عن ذلك، ومن الواضح أن النظام الصيني يعتزم شن حرب "حركية" على أمريكا، وهو النوع الذي اعتاد الأمريكيون رؤيته في الأفلام.. ومن الواضح أنه لا ينبغي للأطراف الأمريكية، وخاصة الشركات، أن تمكن النظام الصيني من قتل الأمريكيين، أي أنه لا يجب لها الانخراط في أي معاملة من شأنها تعزيز أي جزء من الصين، يجب أن نفكر في كل الصين كجيش.
ويخلص تشانغ إلى أنه يجب على الأمريكيين أن ينظروا إلى عدوهم وفق صورته التي هو عليها، وليس بالطريقة التي يريدونها.. لذلك، تحتاج الوزيرة ريموندو إلى القول إن الولايات المتحدة ستتخذ جميع التدابير للدفاع عن نفسها من الصين، ويجب أن يبدأ بايدن في إخبار العالم بأن الصين هي عدو أمريكا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أمريكا الصين الولایات المتحدة الحزب الشیوعی فی الصین یجب أن
إقرأ أيضاً:
الجيش الذي “لا يرتدي النعال”.. الاستخبارات الصينية تعرض صوراً لعملية استهداف حاملة الطائرات “إبراهام” وكيف اختبأت المدمرات الأمريكية ضمن تشكيلة الأسطول الصيني (تفاصيل مثيرة)
يمانيون../ كشفت منصة صينية تفاصيل دقيقة ومثيرة عما أسمته “الاشتباك اليمني – الأمريكي” الأخير والأضخم، والذي جرى هذا الأسبوع في البحر الأحمر على مقربة من الاسطول الصيني.
حيث نشرت المنصة الصينية باسم الاستخبارات العسكرية الأولى، تقريرا عن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية وكيف اختبأت سفن البحرية الأمريكية ضمن الأسطول الصيني.
ومما ورد في التقرير: ان مدونين أجانب كشفوا صورتين من صور الأقمار الصناعية، لما يمثل صفعة بوجه الأمريكيين والتي تُظهر مغادرة المدمرتين الأمريكيتين “ستوكدايل” و”سبرونز”، اللتان تعرضتا لهجوم يمني في البحر الأحمر إلى خليج عدن.
وقال التقرير: المثير للاهتمام أن الأسطول الصيني رقم 46 كان أيضاً في المنطقة، حيث كانت المدمرة الصينية “جياوزو” من طراز 052D وسفينة الإمداد الشاملة “هونغهو” من طراز 903A تجوبان نفس المياه، وقد اختبأت السفينتان الأمريكيتان ضمن تشكيل الأسطول الصيني.
وأضاف: من الواضح أن السفن الأمريكية، التي تعرضت للهجوم اليمني، وفرت مذعورة قررت الالتصاق بأسطول جيش التحرير الشعبي لتجنب الصواريخ والطائرات بدون طيار التابعة للقوات المسلحة اليمنية.
وأشار التقرير إلى: إن هذا السلوك الذي قام به الجيش الأمريكي وقح للغاية، فقد تسلل إلى التشكيل الصيني وأراد منا أن نقدم “حماية” غير مباشرة “لأفعاله الشريرة”.
وتابع : في الواقع، هذه ليست المرة الأولى التي يفعل فيها الغرب ذلك، ففي السابق، بعد أن “أغلقت” القوات المسلحة اليمنية البحر الأحمر، “اختلطت” السفن التجارية من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى مع السفن التجارية الصينية التي تمر عبر البحر الأحمر. ومن حسن الحظ أن اليمن صديقة نسبياً للصين ولن تهاجم السفن الصينية، ولهذا نجحت أفكار الغرب التافهة. ولكن هناك حالة طوارئ في كل شيء.
متسائلة .. ماذا لو كانت معلومات استخبارات القوات المسلحة اليمنية خاطئة واعتقدوا أن السفينة الصينية هي أسطول أمريكي – أو تعرض الصاروخ لحادث أثناء الطيران وأصابه عن طريق الخطأ؟ ولذلك، يجب علينا أن ندين بشدة هذا السلوك غير المسؤول للغاية من جانب الولايات المتحدة.
وسرد التقرير: في بداية هذا العام، كاد اليمنيون ان يغرقو إحدى السفن الحربية الأمريكية. حيث استغل اليمنيون جنح الليل وأطلقوا صاروخ كروز نحو المدمرة “غريفلي” التي كانت تبحر في البحر الأحمر. . وفي النصف الأول من هذا العام، أعلنوا بفخر أنهم “أصابوا” حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور”، مما أثار ضجة واسعة على الإنترنت. وما زاد من التكهنات هو مغادرة الحاملة “آيزنهاور” البحر الأحمر في صمت تام وسط تشكيك عالمي، مما جعل الكثيرين يعتقدون أنها ربما تعرضت لحادث غير عادي.
ووصف التقرير القوات المسلحة اليمنية بانها لم تعد “الجيش الذي لا يرتدي النعال” كما كانت في السابق، ولكنها قوة حديثة حقيقية تستحق هذا الاسم.
وهي تمتلك صواريخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات بدون طيار، وهي تستغل موقعها الجغرافي الفريد لحراسة المضيق في البحر الأحمر.
وفي الوقت نفسه، فإنه يعكس أيضًا أنه مع تطور الطائرات بدون طيار وأنواع مختلفة من تكنولوجيا الصواريخ، تغيرت قواعد الحرب بشكل كبير، الأمر الذي أدى إلى حد ما إلى كبح طموح الجيش الأمريكي في الاعتماد على حاملات الطائرات لإثارة الصراعات الإقليمية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.