هاجم رئيس تحرير صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله،  ابراهيم الأمين، دولة الإمارات، قائلا إن مشكلتها تجاه المقاومة في لبنان أنها اتّخذت شكلا عدائيا غير مبرّر، مضيفا أنه "لم يسبق لجهة كحزب الله أن أضرّت بهذا البلد".

واعتبر الأمين في  مقال له نشره السبت، أن مشكلة الإمارات "لا تنحصر في العقل الخبيث والمريض لقادتها، بل يعود إصرارها على ما تقوم به، بدرجة كبيرة، إلى أنها تجد نفسها في موقع الطرف غير المردوع، وغير الخائف على دفع ثمن جرائمه".



وقال: "هي تتّكل ضمنا على أن خصومها ليسوا في وارد القيام بأي رد فعل يتسبب لها بمشكلات كبيرة... وهو اعتقاد راسخ عند قياداتها السياسية والأمنية، لكن من قال إن هذا قدر محتوم؟!".



وذكر أن "الأخبار التي يرويها العدوّ الإسرائيلي عن أنشطة في الإمارات وغيرها، يتبيّن أنها – بمعزل عن مدى صحّتها أو دقّتها – لم تكن بالشكل الذي يتسبّب لدبي بمشكلات كبيرة، وليس لدى قوى المقاومة في لبنان وفلسطين جدول أعمال خاص بهذه الدولة".

وأضاف أنه "منذ 15 سنة على الأقل، أطلقت الإمارات برنامجا في لبنان وعلى أراضيها وفي فلسطين وسوريا واليمن، يستهدف توجيه ضربات مباشرة إلى المقاومة كقوى سياسية أو عسكرية، وإلى البيئة الشعبية للمقاومة".

وأوضح أن "الغباء الأمني لدى هذه الدولة يجعلها تضرب خبطَ عشواءَ في معظم الأحيان. وقد تورّطت في برنامج قهر تعسّفي ضدّ كل من تعتقد، لحسابات غير معروفة، أنه يخدم المقاومة بطريقة أو بأخرى، ووصلت إلى حدّ استخدام المقاومة حيلة لمعاقبة الكثيرين على خلفيّة ملفات غير سياسية".

كما اعتبر أن اللبنانيين "يعيشون كذبة أن الفرق بين جيلَي الآباء والأبناء من حكام الخليج العربي، سببه عدم وجود علاقة حقيقية للأبناء بلبنان. لكن تدقيقا جديا، يكشف أن حجم التعامل والإنفاق المالي الذي رعاه الخليجيون خلال العقدَين الماضيين في لبنان، يعكس وجود اهتمام مركزي، لا يتصل فقط بفكرة السياحة والخدمات وخلافه من الأساطير اللبنانية، بل بدور سياسي واقتصادي. أما الخدمات، فمتوفرة أصلا في بلاد عربية أخرى، وبلاد غربية أيضا".

وأضاف أنه "عندما يتوتر لبنانيون إزاء ما يقولون إنه لامبالاة خليجية ببلدهم، يفترضون أن الأمر متعلق بانهيار الدولة والخدمات. وهؤلاء يتناسون أن بيروت لم تكن مقصداً للترفيه فقط، بل كانت مقصداً لبعضهم من أجل العلم، وللبعض الآخر من أجل الاستثمار الذي يحقق عائدات سريعة أيضاً. ومن يتحدث كثيراً عن الودائع الخليجية التي خرجت من مصارف لبنان، لا يريد أن يروي لنا، مرة واحدة، عن حجم الأرباح التي حققها هؤلاء خلال ثلاثة عقود، بناءً على السياسات التي صنعها ابنهم البارّ رفيق الحريري، وطبّقها فريق من المصرفيين بقيادة رياض سلامة، وبحماية نادي أمراء الحرب والمال".

وتسائل: "هل يخرج من يمكن أن يقول لنا، بدقة، كم هو حجم الأموال العائدة لشخصيات خليجية، من أهل الحكم أو القريبين منهم، التي حُوّلت الى الخارج بعد أزمة تشرين 2019؟ وهل هناك من يجرؤ على مقارنة حجم الودائع التي نقلها أبناء هذه الدول إلى مصارف لبنان، بحجم الودائع التي نقلتها أنظمة عربية مستبدّة إلى هذه المصارف، ولا أحد يأتي على سيرتها اليوم؟".

وأشار إلى أن "ما تغيّر عمليا هو موقع لبنان في الصراع الكبير في المنطقة. فالسعودية والكويت والإمارات كانت تتصرّف مع لبنان على أنه جزء من المحور الذي تقوده الولايات المتحدة، وأن الوصيّ الغربيّ جعله ساحة لكل من ينتمي الى ناديه ليفعل ما يريد من بناء مراكز قوى له داخل الحكم والمؤسسات على أنواعها، أو رعاية ملل وفق خريطة مذهبية واجتماعية معينة، أو تمويل استثمارات تبقيه في مربع الاقتصاد الريعي".



وأضاف "ما استجد في مقاربة هذه الدول للبنان، هو ما حصل خلال العقدَين الأخيرين. وتحديدا بعد عام 2006، مع تحوّل نوع التطلّب الغربي من هذه الدول في مواجهة حالة المقاومة في المنطقة، سواء في لبنان أو في فلسطين. ومنذ تلك الأيام، بدأت وتيرة مختلفة في التعامل مع قوى المقاومة، وفي مقدّمها حزب الله، ثم انتقلت بقوة إلى حركة حماس بوصفها أيضا جزءا من تنظيم الإخوان المسلمين". 

وذكر أنه "عندما اضطرّت إمارة دبي إلى الكشف عن شبكة كبيرة للاستخبارات الإسرائيلية اغتالت المقاوم محمود المبحوح عام 2010، فعلت ذلك نتيجة مجموعة من العناصر، أبرزها أن دبي كانت تسمح لكل أجهزة مخابرات العالم بالعبور عبرها، شرط عدم تنفيذ عمليات على أراضيها. وهو أمر سبق أن حصل مع تنظيم القاعدة أيضا. لكن ما تغيّر فعليا هو أن حماس طُردت من دبي، بينما فُتحت الأبواب على مصراعيها للوجود الأمني الإسرائيلي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية اللبنانية حزب الله الإمارات لبنان حزب الله الإمارات حق الرد سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی لبنان

إقرأ أيضاً:

حزب الله ينكل بقوات الاحتلال التي حاولت التوغل في الجنوب اللبناني

الثورة  /متابعات

أعلن مجاهدو حزب الله أمس، مصرع 17 ضابطا وجنديا من قوات النخبة الإسرائيلية التي حاولت التوغل في جنوب لبنان ووقعوا في عدد من الكمائن التي نصبها لهم المجاهدون، حيث تمكنوا من تفجير عبوتين ناسفتين بقوة مشاة صهيونية حاولت التسلل باتجاه مارون الراس، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.

وقال حزب الله في بيان له: إن قوة صهيونية تسللت إلى محيط بلدة مارون الراس بجنوب لبنان، حيث جرى تفجير العبوتين فيها.

وأضاف أن مجاهديه فجّروا عبوة ناسفة في قوة من لواء غولاني كانت تحاول الالتفاف من الجهة الغربية للبلدة وأوقعوهم بين قتيل وجريح.

جاء ذلك بعد يوم من إعلان الكيان، مقتل 8 عسكريين، بينهم 3 ضباط؛ جراء تعرضهم لكمين من مقاتلي “حزب الله” إثر محاولتهم التوغل في بلدات جنوب لبنان.

كما أعلن “حزب الله” أمس، مهاجمة تجمعين لقوات العدو بقذائف مدفعية وصواريخ، وأطلق رشقات صاروخية كثيفة وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية استهدفت مواقع عسكرية للعدو ومستوطنات، وسط تعتيم صارم من الرقابة العسكرية “الإسرائيلية” على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

وقال “حزب الله” في بيان إن مقاتليه استهدفوا فجر أمس “تجمعا لقوات العدو الإسرائيلي في موقع حانيتا (في الجليل الغربي شمال إسرائيل) بقذائف المدفعية، وحققوا فيه إصابة دقيقة”.

كما استهدف مجاهدو الحزب أمس “تحركات لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة مسكاف عام بصلية صاروخية، وحققوا فيها إصابة مباشرة”، حسب بيان ثان.

كما استمر حزب الله في إطلاق رشقات صاروخية على العديد من الأهداف الإسرائيلية في عمق فلسطين المحتلة من بينها قاعدة سخنين للصناعات العسكرية الواقعة في خليج عكا شمال فلسطين المحتلة وأهداف عسكرية في محيط مدينة صفد.

في المقابل وتأكيدا لإعلان حزب الله، أفادت وسائل إعلام العدو الصهيوني بوقوع “حدث خطير وغير عادي” في “الشمال”، وقالت إن مروحيات نقلت جنودا قتلى وجرحى بعد “حدث أمني صعب ومؤسف”، مشيرة إلى أن جنودا من لواء غولاني تعرضوا لتفجير عبوة ناسفة في لبنان.

 

وشن جيش العدو الإسرائيلي، أمس، سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق محافظة جبل لبنان، كما شن طيران العدو سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية استهدفت حي معوض ما تسبب في انهيار مبنى بشكل كامل، كما طالت حارة حريك وبرج البراجنة وحي الأمريكان والغبيري.

وأوضحت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن غارات صهيونية استهدفت مناطق الجاموس والكفاءات والشياح في ضاحية بيروت الجنوبية.

وارتفع عدد ضحايا غارة “إسرائيلية” على منطقة الباشورة وسط بيروت، بعد منتصف ليل الخميس إلى 6 شهداء و7 جرحى، ضمن 17 غارة استهدفت العاصمة اللبنانية، ولاسيما الضاحية الجنوبية حتى الفجر.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان الخميس، إن الغارة التي استهدفت شقة سكنية في منطقة الباشورة ببيروت أسفرت عن “6 شهداء و7 جرحى”. كما أدت أيضا إلى أضرار جسيمة بمبانٍ محيطة وسيارات متوقفة في المكان.

واستشهد أكثر من 40 عامل إسعاف وإطفاء بنيران إسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الماضية في لبنان، على ما أفاد وزير الصحة ما يرفع عدد عمال الإسعاف والإنقاذ الذين استشهدوا منذ بدء التصعيد الصهيوني قبل نحو عام إلى 97.

وقال الوزير فراس الأبيض في مؤتمر صحافي “في الأيام الثلاثة الماضية سقط أكثر من 40 شهيدا في لبنان من العاملين في سيارات الإسعاف أو الإطفاء”.

وأشار إلى أنّ “إجمالي عدد المسعفين وعمال الإطفاء” الذين قتلوا حتى الآن “بلغ 97″، موضحا أنّ الحصيلة تتضمن مسعفين في هيئات رسمية تابعة للدولة وأخرى مرتبطة بالمقاومة وأطراف لبنانية أخرى

 

مقالات مشابهة

  • صحيفة إسرائيلية تزعم اغتيال القيادي بحزب الله هاشم صفي الدين
  • صحيفة: أبو ظبي تدعم فصل جبهة لبنان عن غزة ومستعدة لتقديم مساعدات سخية
  • حزب الله ينكل بقوات الاحتلال التي حاولت التوغل في الجنوب اللبناني
  • صحيفة عبرية: جثة جندي كادت تسقط بيد مقاتلي حزب الله
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • صحيفة لبنانية تكشف تفاصيل جديدة حول "كمائن حزب الله" ضد الجيش الإسرائيلي
  • رغم لاءات بايدن.. بزشكيان يحسم موقفه بمواجهة مخطط نتنياهو لضرب قلب محور المقاومة
  • مريم المهيري: الابتكار الزراعي ركيزة أساسية في المسيرة التنموية للإمارات
  • صحيفة مقربة من حزب الله: لم يعد أمام المقاومة سوى خيار الهجوم القاسي
  • "فتح الانتفاضة": الرد الإيراني منعطف تاريخي في سياق الصراع مع الاحتلال