ناجون من زلزال المغرب يروون لـCNN قصصا محزنة عن فقدان أحبائهم وحياتهم الشاقة
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
(CNN)-- كانت خديجة آيت سي علي قد بدأت للتو في إعادة بناء حياتها عندما وقع الزلزال. تُوفي زوجها في حادث سير قبل سبعة أشهر. لقد مضى على زواجهما أقل من عام، وكانت حاملا في شهرها الخامس.
وقالت لشبكة CNN، وهي تقف وسط أنقاض قرية تنزرت الصغيرة في جبال الأطلس التي دمرها زلزال، الجمعة الماضي: "كنت أخطط لبدء البحث عن عمل خلال شهرين أو ثلاثة أشهر".
وأضافت: "اعتقدت أن هذا هو كل ما أحتاجه. ولكن الآن أنا بحاجة إلى منزل. لأننا لا نملك منزلاً".
ولا تملك آيت علي وطفلها البالغ من العمر 3 أشهر، سوى خيارات قليلة للمساعدة، فالجميع هنا يتعاملون أيضا مع ظروفهم الخاصة.
وأردفت السيدة البالغة من العمر 26 عاما: "لقد فقدت والدتي منزلها. لقد فقد جميع أفراد عائلتي منازلهم، ولقد كاد منزل عائلة زوجي أن يختفي".
إنها قصة شائعة في هذه المنطقة النائية والوعرة من المغرب. يعيش معظم الناس هنا حيث وُلدوا، حيث عاش أسلافهم لعدة قرون. العائلة ليست بعيدة جدا. عندما ضرب الزلزال المدمر المنطقة، انهارت شبكات الدعم الحيوية للناس مع كل شيء آخر.
والعدد الهائل من الأشخاص الذين فقدوا منازلهم يعني أنه، حتى بعد أسبوع كامل من الكارثة، لا يزال الكثير منهم بلا مأوى، ويعيشون في العراء تحت خيام مؤقتة مصنوعة من بطانيات أو القماش.
ومع اقتراب فصل الشتاء من هذه القرى الجبلية قريبا، يجب بدء إعادة البناء على الفور.
وتدير أمل زنيبر جمعية Amis Des Écoles الخيرية التعليمية المغربية، وقضت الأسبوع الماضي، في توزيع المساعدات في جميع أنحاء المنطقة. وقالت إنه بسبب كرم الناس من جميع أنحاء البلاد، يوجد الآن ما يكفي من الطعام والماء، لكن النفايات أصبحت مشكلة.
وأضافت زنيبر لشبكة CNN: "نحن بحاجة إلى إيجاد طرق للتخلص من النفايات ومعرفة أفضل الطرق لتزويد المطابخ والمراحيض والحمامات وترتيبات النوم التي تتوافق مع الثقافة والعادات المحلية".
وفي قرية تازغت، على بعد حوالي ساعة ونصف جنوب غرب مراكش، قال عبده إبراهيم لشبكة CNN إن عائلته لا تزال تحاول إيجاد طرق للبقاء دافئة وجافة.
وأضاف: "نحتاج إلى خيمة وشيء لطهي الطعام. الندى يبلل كل شيء في الصباح. أحتاج إلى خيمة لأطفالي وأبي، فهو كبير في السن".
وأمضى عبده إبراهيم وزوجته حنان آيت إبراهيم الأيام القليلة الماضية في غربلة كومة الأنقاض التي كانت منزلهما.
وقُتلت ابنتهما البالغة من العمر 7 سنوات في الزلزال، إلى جانب عمتها وعمها وابن عمها الذين كانوا يعيشون في المنزل المجاور.
وحاول الزوجان إنقاذ أي شيء من تحت الأنقاض، وفرز ممتلكاتهما المتضررة إلى أكوام، تشمل الملابس والأحذية، عناصر المطبخ، البطانيات والمراتب.
وتم دفن الأشخاص الـ51 الذين قُتلوا جراء الزلزال في تلك القرية التي يبلغ عدد سكانها 500 شخص، على حافة القرية. وقبورهم هي أحد الأسباب التي جعلت عبده إبراهيم يقول إنه لا يستطيع أن يتخيل مغادرة تازغت، رغم الدمار.
وأعلنت الحكومة المغربية، الخميس، أن الأشخاص الذين دُمرت منازلهم بالكامل سيمكنهم الحصول على مساعدة بقيمة 140 ألف درهم مغربي (14 ألف دولار). وسيكون الأشخاص الذين تضررت منازلهم جزئيا مؤهلين للحصول على 80 ألف درهم (7.800 دولار)، وسيحصل كل من تأثر بالزلزال على 30 ألف درهم (2.930 دولار).
وقد دُمر منزل عبد الكريم آيت أمخين في بلدة ويركان القريبة في الزلزال، وأمضى الأيام القليلة الماضية نائماً في خيمة. وقال لشبكة CNN إن المساعدة المالية ستكون بمثابة دعم كبير للأشخاص الذين يعيشون في الجبال.
وأضاف: "140 ألف درهم مبلغ معقول لتتمكن من إعادة بناء منزل، هذا هو الحد الأدنى المطلوب لبناء منزل متواضع"، مؤكدا أن منزله تعرض لأضرار بالغة لدرجة أنه سيتعين هدمه وإزالته قبل البدء في أي بناء جديد.
وليس الضرر الجسدي الهائل فقط هو الذي يؤذي الناس هنا.
وقالت خديجة آيت سي علي إنها لا تزال تسمع صوت الزلزال الرهيب، وأوضحت: "لا يمكنك أن تتخيل مدى قوته.. ضوضاء مروعة، مثل شيء ما كان ينفجر، لكنني لم أكن أعرف ماذا يحدث. كما لو كانت هناك حرب، لكنها لم تكن حربا. صدقني، اعتقدت أنها نهاية العالم".
وأردفت: "في النهار نحن بخير، ولكن في الليل، هذا مخيف للغاية لأن تلك الليلة، كان كل شيء على ما يرام وفجأة حدث الزلزال وأخشى أن يحدث مرة أخرى. وحتى عندما أكون متعبة جدًا، لا أستطيع النوم، أستمر في الاستيقاظ، في انتظار حدوث ذلك".
ولاحظ الدكتور عادل أكنور ذلك، لدى الكثير من مرضاه في الأيام القليلة الماضية. وأكنور طبيب نفسي تم إرساله إلى مستشفى ميداني في أسني، وهي بلدة تقع في جبال الأطلس، جنبًا إلى جنب مع المعالجين والأخصائيين الاجتماعيين.
وأُصيبت مريم مروي، المرأة التي تبلغ من العمر 22 عاما، بجروح بالغة في الزلزال، وتم انتشالها من تحت الأنقاض، ولا تتذكر شيئا من ليلة الكارثة، وكلما حاولت التحدث بدأت بالبكاء.
وكان آخرون غاضبين من الوضع. وفي مولاي إبراهيم، وهي قرية ليست بعيدة عن أسني، تصاعدت حدة التوتر، الأحد، حيث ظل الناس ينتظرون وصول المساعدة الرسمية. وفي لحظة ما، تطايرت الحجارة في الهواء، عندما تحولت مشاجرة بين مجموعتين من سكان القرية إلى نقطة الغليان.
وبالعودة إلى تنزرت، قالت خديجة آيت سي علي، إنها في الوقت الحالي تحاول فقط التركيز على طفلها وتجاوز كل يوم.
المغربالحكومة المغربيةكوارث طبيعيةمراكشنشر السبت، 16 سبتمبر / ايلول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الحكومة المغربية كوارث طبيعية مراكش من العمر ألف درهم
إقرأ أيضاً:
ترامب: لا يوجد ناجون من حادث اصطدام الطائرتين في واشنطن
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه لا يوجد ناجون من حادث اصطدام الطائرتين في واشنطن، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
ترامب: سأكلف لجنة جديدة لإدارة وكالة الطيران الفيدرالية ترامب: لا نعرف حتى الآن سبب اصطدام الطائرتين
سأكلف لجنة جديدة لإدارة وكالة الطيران الفيدرالية
وفي وقت سابق، قال دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، مساء اليوم الخميس، بأنه سيُكلف لجنة جديدة لإدارة وكالة الطيران الفيدرالية بسبب اصطدام الطائرتين الذي حدث صباح اليوم، مشيرًا إلى أنه تم بصورة مباشرة وأسفر عن مأساة، وفقًا لخبر عاجل لقناة العربية.
فيما أعلنت السلطات الأمريكية انتشال جثامين 37 من قتلى حادث اصطدام مروحة عسكرية بطائرة ركاب في واشنطن.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأنه من غير المعروف حتى الآن سبب وجود المروحية العسكرية في مسار طائرة الركاب في واشنطن.
وأكدت مصادر أمريكية أنه لا ناجين من الحادث الذي يُضاف لسلسلة حوادث الطائرات في أمريكا.
اصطدمت طائرة تحمل 60 راكبًا وأربعة من أفراد الطاقم بمروحية عسكرية، مساء الأربعاء، أثناء اقترابها من مطار رونالد ريغان.
وقالت الخطوط الجوية الأمريكية، في بيان منشور صباح اليوم، إن الرحلة كانت في طريقها من ويتشيتا بولاية كانساس إلى واشنطن العاصمة.
وقالت شركة الطيران: إن قلقنا منصب على الركاب وأفراد الطاقم على متن الطائرة. ونحن على اتصال بالسلطات ونقدم المساعدة في جهود الاستجابة للطوارئ.
وأوضحت إدارة الطيران الفيدرالية، في بيان، لصحيفة ذا هيل، إن الطائرة اصطدمت في الجو بالمروحية أثناء اقترابها من المدرج 33 في المطار حوالي الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي.
وأشارت إدارة الطيران الفيدرالية إلى أنها ستحقق في الحادث بالتعاون مع مجلس سلامة النقل الوطني.
شهدت الولايات المتحدة العديد من حوادث الطائرات على مر السنين، مما أثار تساؤلات بشأن سلامة النقل الجوي. تعتبر حادثة طائرة "تيتانيك" الجوية، والمعروفة باسم "حادثة 11 سبتمبر 2001"، واحدة من أكبر المآسي التي شهدتها البلاد، حيث استخدم الإرهابيون أربع طائرات مدنية للاعتداء على أمريكا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وأدى إلى تغييرات جذرية في السياسات الأمنية داخل المطارات والطائرات. بعد ذلك، زادت الإجراءات الأمنية بشكل ملحوظ، بما في ذلك تفتيش الركاب والأمتعة بشكل أكثر دقة.