(CNN)-- كانت خديجة آيت سي علي قد بدأت للتو في إعادة بناء حياتها عندما وقع الزلزال. تُوفي زوجها في حادث سير قبل سبعة أشهر. لقد مضى على زواجهما أقل من عام، وكانت حاملا في شهرها الخامس.

وقالت لشبكة CNN، وهي تقف وسط أنقاض قرية تنزرت الصغيرة في جبال الأطلس التي دمرها زلزال، الجمعة الماضي: "كنت أخطط لبدء البحث عن عمل خلال شهرين أو ثلاثة أشهر".

وأضافت: "اعتقدت أن هذا هو كل ما أحتاجه. ولكن الآن أنا بحاجة إلى منزل. لأننا لا نملك منزلاً".

ولا تملك آيت علي وطفلها البالغ من العمر 3 أشهر، سوى خيارات قليلة للمساعدة، فالجميع هنا يتعاملون أيضا مع ظروفهم الخاصة.

وأردفت السيدة البالغة من العمر 26 عاما: "لقد فقدت والدتي منزلها. لقد فقد جميع أفراد عائلتي منازلهم، ولقد كاد منزل عائلة زوجي أن يختفي".

إنها قصة شائعة في هذه المنطقة النائية والوعرة من المغرب. يعيش معظم الناس هنا حيث وُلدوا، حيث عاش أسلافهم لعدة قرون. العائلة ليست بعيدة جدا. عندما ضرب الزلزال المدمر المنطقة، انهارت شبكات الدعم الحيوية للناس مع كل شيء آخر.

والعدد الهائل من الأشخاص الذين فقدوا منازلهم يعني أنه، حتى بعد أسبوع كامل من الكارثة، لا يزال الكثير منهم بلا مأوى، ويعيشون في العراء تحت خيام مؤقتة مصنوعة من بطانيات أو القماش.

ومع اقتراب فصل الشتاء من هذه القرى الجبلية قريبا، يجب بدء إعادة البناء على الفور.

وتدير أمل زنيبر جمعية Amis Des Écoles الخيرية التعليمية المغربية، وقضت الأسبوع الماضي، في توزيع المساعدات في جميع أنحاء المنطقة. وقالت إنه بسبب كرم الناس من جميع أنحاء البلاد، يوجد الآن ما يكفي من الطعام والماء، لكن النفايات أصبحت مشكلة.

وأضافت زنيبر لشبكة CNN: "نحن بحاجة إلى إيجاد طرق للتخلص من النفايات ومعرفة أفضل الطرق لتزويد المطابخ والمراحيض والحمامات وترتيبات النوم التي تتوافق مع الثقافة والعادات المحلية".

وفي قرية تازغت، على بعد حوالي ساعة ونصف جنوب غرب مراكش، قال عبده إبراهيم لشبكة CNN إن عائلته لا تزال تحاول إيجاد طرق للبقاء دافئة وجافة.

وأضاف: "نحتاج إلى خيمة وشيء لطهي الطعام. الندى يبلل كل شيء في الصباح. أحتاج إلى خيمة لأطفالي وأبي، فهو كبير في السن".

وأمضى عبده إبراهيم وزوجته حنان آيت إبراهيم الأيام القليلة الماضية في غربلة كومة الأنقاض التي كانت منزلهما.

وقُتلت ابنتهما البالغة من العمر 7 سنوات في الزلزال، إلى جانب عمتها وعمها وابن عمها الذين كانوا يعيشون في المنزل المجاور.

وحاول الزوجان إنقاذ أي شيء من تحت الأنقاض، وفرز ممتلكاتهما المتضررة إلى أكوام، تشمل الملابس والأحذية، عناصر المطبخ، البطانيات والمراتب.

وتم دفن الأشخاص الـ51 الذين قُتلوا جراء الزلزال في تلك القرية التي يبلغ عدد سكانها 500 شخص، على حافة القرية. وقبورهم هي أحد الأسباب التي جعلت عبده إبراهيم يقول إنه لا يستطيع أن يتخيل مغادرة تازغت، رغم الدمار.

وأعلنت الحكومة المغربية، الخميس، أن الأشخاص الذين دُمرت منازلهم بالكامل سيمكنهم الحصول على مساعدة بقيمة 140 ألف درهم مغربي (14 ألف دولار). وسيكون الأشخاص الذين تضررت منازلهم جزئيا مؤهلين للحصول على 80 ألف درهم (7.800 دولار)، وسيحصل كل من تأثر بالزلزال على 30 ألف درهم (2.930 دولار).

وقد دُمر منزل عبد الكريم آيت أمخين في بلدة ويركان القريبة في الزلزال، وأمضى الأيام القليلة الماضية نائماً في خيمة. وقال لشبكة CNN إن المساعدة المالية ستكون بمثابة دعم كبير للأشخاص الذين يعيشون في الجبال.

وأضاف: "140 ألف درهم مبلغ معقول لتتمكن من إعادة بناء منزل، هذا هو الحد الأدنى المطلوب لبناء منزل متواضع"، مؤكدا أن منزله تعرض لأضرار بالغة لدرجة أنه سيتعين هدمه وإزالته قبل البدء في أي بناء جديد.

وليس الضرر الجسدي الهائل فقط هو الذي يؤذي الناس هنا.

وقالت خديجة آيت سي علي إنها لا تزال تسمع صوت الزلزال الرهيب، وأوضحت: "لا يمكنك أن تتخيل مدى قوته.. ضوضاء مروعة، مثل شيء ما كان ينفجر، لكنني لم أكن أعرف ماذا يحدث. كما لو كانت هناك حرب، لكنها لم تكن حربا. صدقني، اعتقدت أنها نهاية العالم".

وأردفت: "في النهار نحن بخير، ولكن في الليل، هذا مخيف للغاية لأن تلك الليلة، كان كل شيء على ما يرام وفجأة حدث الزلزال وأخشى أن يحدث مرة أخرى. وحتى عندما أكون متعبة جدًا، لا أستطيع النوم، أستمر في الاستيقاظ، في انتظار حدوث ذلك".

ولاحظ الدكتور عادل أكنور ذلك، لدى الكثير من مرضاه في الأيام القليلة الماضية. وأكنور طبيب نفسي تم إرساله إلى مستشفى ميداني في أسني، وهي بلدة تقع في جبال الأطلس، جنبًا إلى جنب مع المعالجين والأخصائيين الاجتماعيين.

وأُصيبت مريم مروي، المرأة التي تبلغ من العمر 22 عاما، بجروح بالغة في الزلزال، وتم انتشالها من تحت الأنقاض، ولا تتذكر شيئا من ليلة الكارثة، وكلما حاولت التحدث بدأت بالبكاء.

وكان آخرون غاضبين من الوضع. وفي مولاي إبراهيم، وهي قرية ليست بعيدة عن أسني، تصاعدت حدة التوتر، الأحد، حيث ظل الناس ينتظرون وصول المساعدة الرسمية. وفي لحظة ما، تطايرت الحجارة في الهواء، عندما تحولت مشاجرة بين مجموعتين من سكان القرية إلى نقطة الغليان.

وبالعودة إلى تنزرت، قالت خديجة آيت سي علي، إنها في الوقت الحالي تحاول فقط التركيز على طفلها وتجاوز كل يوم.

المغربالحكومة المغربيةكوارث طبيعيةمراكشنشر السبت، 16 سبتمبر / ايلول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الحكومة المغربية كوارث طبيعية مراكش من العمر ألف درهم

إقرأ أيضاً:

اتفاقية بين المغرب والاتحاد الأوروبي بقيمة 190 مليون أورو لإعادة بناء المناطق المتضررة من زلزال الحوز

وقع المغرب والاتحاد الأوروبي، الاثنين بالرباط، اتفاقية بقيمة 190 مليون أورو (ما يناهز 2 مليار درهم) تهم البرنامج المندمج لإعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز (2024 ـ 2028).

ووقع اتفاقية التمويل هذه الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، والمفوض الأوروبي المكلف بالجوار والتوسع، أوليفر فارهيلي.

ويهدف هذا البرنامج، الذي يمتد على مدى سنتين (2024-2025)، إلى دعم الأسر المتضررة وتمكينها من تأهيل أو إعادة بناء مساكنها، والمساهمة في استئناف الخدمات العامة (الصحة والتعليم)، وإعادة تنشيط الاقتصاد وتعزيز التماسك الترابي في المناطق المتضررة من الزلزال.

وفي كلمته بالمناسبة، أكد لقجع أن البرنامج المندمج لإعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، يعكس التزام الحكومة بالاستجابة للحاجيات الأساسية للساكنة المتضررة جراء الزلزال، مشيرا إلى أن “أزيد من 63 ألفا و800 أسرة متضررة قد تلقت مساعدة عاجلة”.

كما أبرز الوزير أهمية إعادة استئناف الخدمات العمومية الأساسية، لاسيما في مجالي الصحة والتعليم، مع ضمان إنعاش الاقتصاد بالمناطق المتضررة. وسلط الضوء، أيضا، على التضامن النموذجي للمجتمع المدني المغربي والجهود المتضافرة لمختلف الفاعلين من أجل ضمان إعادة بناء مستدامة وتعزيز صمود المناطق المعنية.

من جهته، أورد فارهيلي أن هذه المساهمة لا تروم فقط إعادة إطلاق المرافق العمومية الحيوية، بل إعادة إنعاش الاقتصاد المحلي. وأشاد،في هذا الصدد،بانخراط البنك الأوروبي للاستثمار، وهو شريك رئيسي، بعد موافقته على تعبئة استثمارات ضخمة، مما يعكس دعم الاتحاد الأوروبي للمغرب ولساكنته التي تضررت من هذه الكارثة الطبيعية.

وتتمم هذه الاتفاقية الدفعة الأولى من المساعدات المقدرة بـ 380 مليون درهم (35,6 مليون أورو) التي تم صرفها في دجنبر 2023، مما يرفع مجموع مساعدات الاتحاد الأوروبي إلى ما يفوق 2,4 مليار درهم (225 مليون أورو).

وفي هذا السياق، تم توجيه طلب تقديم مقترحات لمنظمات المجتمع المدني بقيمة تفوق 60 مليون درهم (5,7 مليون أورو) للحفاظ على التراث المحلي وتثمينه وتعزيز المشاركة الجماعية في جهود إعادة البناء. وموازاة مع ذلك، وقع البنك الأوروبي للاستثمار في أكتوبر 2024 اتفاقا بغلاف مالي قدره 5،4 مليار درهم (500 مليون أورو)، أي الشطر الأول من قرض إجمالي يبلغ 10,7 مليار درهم ( 1 مليار أورو) بضمانة من الاتحاد الأوروبي، من أجل المساهمة في جهود إعادة البناء لمرحلة ما بعد الزلزال.

مقالات مشابهة

  • زلزال بقوة 4.8 ريختر يضرب جزر فيجي
  • اتفاقية بين المغرب والاتحاد الأوروبي بقيمة 190 مليون أورو لإعادة بناء المناطق المتضررة من زلزال الحوز
  • زلزال ملاطية يُثير القلق.. خبير جيولوجي: الوضع مقلق ويستوجب التحرك فورًا
  • تصريح عاجل من وزير الداخلية التركي حول زلزال ملاطية
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم تقديم 200 مليون يورو للمغرب
  • الإتحاد الأوربي يمنح المغرب تمويلاً بـ190 مليون يورو لتأهيل و إعادة إعمار مناطق الكوارث
  • بعد 21 سنة من الزلزال..ترحيل قاطني الشاليهات في بومرداس
  • زلزال عنيف بقوة 4.5 درجة يضرب جزر إيزو اليابانية
  • زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب جزر إيزو اليابانية
  • زلزال بقوة 4.9 درجات يضرب تيمور الشرقية