تركيا تعيد مفاوضات مركز الغاز مع روسيا وتعتزم توسيع بنيتها التحتية
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
تعتزم تركيا، توسيع بنيتها التحتية للغاز الطبيعي، في الوقت الذي أعلنت أنقرة استئناف المحادثات مع موسكو، بشأن إنشاء مركز إقليمي للغاز الطبيعي، مع ظهور إشكالية بمكان تداول الوقود كنقطة شائكة محتملة.
واقترحت روسيا إنشاء مركز للغاز في تركيا العام الماضي، لتعويض المبيعات إلى أوروبا التي خسرتها، مما يحقق رغبة طويلة الأمد لأنقرة في أن تكون مركزاً لتبادل الطاقة بين الدول التي تفتقر إليها.
ولم تحرز المناقشات تقدماً كبيراً، إذ تعرضت تركيا لزلازل مدمرة في فبراير/شباط الماضي، وركزت على الانتخابات التي جرت في مايو/أيار.
ونقلت وكالة "رويترز"، عن مصدرين مطلعين على المشروع، إن الخلافات حول الجانب الذي يجب أن يتولى المسؤولية عن المركز تسببت في تأخير المفاوضات أيضاً.
وتعتزم تركيا توسيع البنية التحتية للغاز في منطقة تراقيا في الشمال الغربي، وربط محطات للغاز الطبيعي المسال، ومنشأة تخزين مطورة في سيليفري.
اقرأ أيضاً
حال تصديره لأوروبا.. إيران: الغاز سيمر عبر تركيا
وقال بيرقدار، في مؤتمر صحفي الخميس، وأُذيع صباح الجمعة، إن الغاز المقبل من أذربيجان وإيران وروسيا عبر خطوط الأنابيب يمكن أن يغذي هذا المركز ويتم تسعيره في بورصة الغاز المحلية.
فيما قال خبراء روس إن مركز الغاز الطبيعي المخطط إنشاؤه في تركيا، مشروع مهم وواقعي، ومن شأنه تقديم طريق بديلة لشحن الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا.
وتمتلك تركيا بنية تحتية متينة في الغاز الطبيعي عبر خطوط أنابيب السيل الأزرق (عبر البحر الأسود) والسيل التركي وتاناب (نقل الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا عبر الأناضول).
كما تتمتع البلاد بموقع استراتيجي "جيو اقتصادي" يسمح للاعبين الإقليميين الآخرين، مثل إسرائيل وإيران والعراق، بشحن الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
ويتكون مشروع "السيل التركي" من خطين لأنابيب نقل الغاز، سيُخصص أحدها لنقل الغاز الطبيعي إلى تركيا لتلبية احتياجاتها، والثاني لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.
ويعتبر توقف خطوط أنابيب "السيل الشمالي 1 و2" و"يامال– أوروبا"، عاملاً يعزز موقف تركيا فيما يخص رغبة روسيا بزيادة شحناتها إلى أوروبا مرة أخرى.
اقرأ أيضاً
تركيا تبدأ ضخ الغاز من البحر الأسود إلى البر.. وأردوغان: فخر عائد لأمتنا
ومن جهة أخرى، قال بيرقدار إن خط أنابيب تصدير النفط من شمال العراق عبر تركيا سيكون جاهزاً لاستئناف العمليات قريباً بعد إجراء فحوص لصيانة الخط وإصلاح الأضرار الناجمة عن الفيضانات.
وذكر بيرقدار أن فحص خط أنابيب النفط قد اكتمل وسيكون جاهزاً "من الناحية الفنية" للتشغيل قريباً.
وأوقفت تركيا التدفقات عبر خط الأنابيب الواقع في شمال العراق في 25 مارس/آذار الماضي، بعد أن أمر حكم في قضية تحكيم صادر عن غرفة التجارة الدولية أنقرة بدفع تعويضات لبغداد عن الصادرات غير المصرح بها من قبل حكومة إقليم كردستان العراق بين عامي 2014 و2018.
وبدأت تركيا بعد ذلك أعمال الصيانة في خط الأنابيب الذي يمر عبر منطقة نشطة زلزالياً، والذي تقول إنه تضرر بسبب فيضانات.
وقال بيرقدار في إفادة صحافية: "اعتباراً من اليوم، أكملت شركة مسح مستقلة أعمالها، وهم الآن يعدون التقرير".
اقرأ أيضاً
بانتظار موافقة أردوغان.. البرلمان التركي ينهي تشريع محور الغاز مع روسيا
ولم يذكر موعداً لاستئناف تدفقات النفط.
وكان العراق وتركيا اتفقا في السابق على الانتظار حتى اكتمال أعمال الصيانة قبل استئناف التصدير عبر خط الأنابيب الذي يسهم بنحو 0.5% من إمدادات النفط العالمية.
وقالت مصادر إنه من غير المتوقع أن تبدأ تدفقات النفط قبل أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وخسرت حكومة كردستان العراق نحو 4 مليارات دولار منذ توقف تدفقات النفط إلى ميناء جيهان التركي عبر خط أنابيب.
وقال بيرقدار: "باعتبارنا دولتين متجاورتين، نحتاج إلى إيجاد حل ودي.. ولكن من منظور الشرعية، يجب علينا رعاية مصالحنا".
وأضاف: "لكن خط الأنابيب سيكون جاهزاً للعمل من الناحية الفنية... نحن جاهزون إلى حد ما، وسنبدأ العملية قريباً".
اقرأ أيضاً
مركز الغاز الروسي التركي يقلق الولايات المتحدة.. لماذا؟
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا الغاز الغاز الطبيعي روسيا بنية تحتية العراق الغاز الطبیعی خط الأنابیب إلى أوروبا اقرأ أیضا عبر خط
إقرأ أيضاً:
من الجمود إلى القصف.. كيف تعيد روسيا صياغة استراتيجيتها في أوكرانيا؟
بعد أسابيع من تعثر الهجوم البري الروسي في أوكرانيا، عادت موسكو لتكثيف قصفها الجوي والصاروخي، مستهدفة البنية التحتية والمدن الأوكرانية. هذا التحول يثير تساؤلات حول ما إذا كان تصعيداً تكتيكياً لتعويض الجمود العسكري، أم مؤشراً على تغيير في الاستراتيجية الروسية باتجاه حرب استنزاف طويلة الأمد.
وقال ستافروس أتلاماز أوغلو، الصحفي العسكري المتمرس المتخصص في العمليات الخاصة، والمحارب القديم بالجيش اليوناني والحاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية المتقدمة من جامعة جونز هوبكنز، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إنه خلال الأسبوع الماضي، شن الجيش الروسي أكبر هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد أوكرانيا في عام 2025. حيث أطلقت القوات الروسية وابلاً من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة الانتحارية، مستهدفة مواقع في أوكرانيا.
Even though the Russian forces lack the necessary sophistication to be considered a true near-peer adversary for the U.S. military and NATO, their “antiquated” attritional strategy gets the work done. https://t.co/EnWk05bl7W
— National Interest (@TheNatlInterest) March 14, 2025وجاء هذا الهجوم غير المبرر في وقت تمتلك فيه روسيا اليد العليا في الحرب، سواء عسكرياً أو دبلوماسياً.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، استعادة السيطرة على سودجا، أكبر مدينة في مقاطعة كورسك التي اجتاحتها القوات الأوكرانية، منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته عبر الحدود في أغسطس (آب) 2024.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تقترب فيه القوات الروسية، من طرد القوات الأوكرانية من آخر معاقلها في منطقة كورسك.
وزار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مقر القيادة العسكرية في المنطقة، أول أمس الأربعاء، حيث تحدث إلى القادة العسكريين. ووفقا لتقييم استخباراتي حديث لوزارة الدفاع البريطانية، فقد "أطلقت روسيا ما يصل إلى 35 صاروخ كروز جوي من طراز (إيه إس - 23 إيه كودياك)، بالإضافة إلى صواريخ كروز تطلق من سفن أسطول البحر الأسود، وصواريخ باليستية قصيرة المدى، وأكثر من 100 طائرة مسيرة هجومية انتحارية، مما يزيد من تعقيد جهود الدفاع الجوي الأوكراني ويعمل على إنهاكه".
ويستخدم الجيش الروسي مجموعة متنوعة من المنصات لدعم عمليات القصف بعيد المدى ضد أوكرانيا، بما في ذلك القاذفات الاستراتيجية والمقاتلات والغواصات.
وأضافت وزارة الدفاع البريطانية: "تواصل روسيا استهداف مجموعة من المواقع، بما في ذلك قطاع الطاقة الأوكراني، وخصوصاً البنية التحتية للغاز، في محاولة لاستغلال فصل الشتاء لإحباط معنويات السكان المدنيين وإضعاف الاقتصاد الأوكراني".
ويقول أتلاماز إنه "على مدار أكثر من 3 سنوات من القتال، جعلت روسيا من الضربات بعيدة المدى سلاحاً رئيسياً في حربها، حيث أطلقت آلاف الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز على المدن الأوكرانية والمرافق الحيوية وقطاع الطاقة".
وأشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى أن "صاروخ كودياك لا يزال العنصر الأساسي في الهجمات الروسية واسعة النطاق، حيث سمحت سلسلة من الضربات الأقل كثافة هذا العام لروسيا، بأن تقوم ببطء بإعادة ملء مخزونها من الأسلحة الدقيقة المتطورة".
ومنذ فترة، كانت موسكو تحتفظ بالضربات بعيدة المدى ضد جارتها كإجراء انتقامي من نجاحات أوكرانيا، مثل إغراق السفن الحربية الروسية، وتدمير أهداف عسكرية مهمة، وتنفيذ عمليات تخريبية. ومع ذلك، قد يكون شن أكبر هجوم صاروخي ومسير منذ فترة طويلة في هذا التوقيت له تأثير عكسي بالنسبة لروسيا.
فالطرفان كانا قد التقيا مؤخراً في السعودية، لإجراء محادثات تهدف إلى إنهاء الصراع، ويبدو أن هذا الهجوم الأخير، الذي جاء دون أي استفزاز من أوكرانيا، قد يكلف موسكو أي مكاسب دبلوماسية حققتها مؤخراً، خاصة مع إدارة دونالد ترامب في الولايات المتحدة.
ويرى أتلاماز أن هذا لا يعني أن كييف عاجزة عن التصدي للهجمات الروسية الأخيرة. فقد استلم سلاح الجو الأوكراني مؤخراً الدفعة الأولى من مقاتلات "داسو ميراج" الفرنسية، والتي أثبتت فعاليتها بالفعل في ساحة المعركة.
وخلال الهجوم الروسي الأخير بالصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية، تمكنت مقاتلات "داسو ميراج 2000 - 5 إف" الأوكرانية من إسقاط عدة صواريخ كروز روسية من طراز "كي إتش - 101".
واللافت أيضاً هو سرعة تنفيذ عملية النقل. فقد أعلنت الحكومة الفرنسية عن تزويد أوكرانيا بعدة مقاتلات "داسو ميراج 2000" قبل نحو عام فقط. وخلال أقل من عام، خضع الطيارون والفنيون الأوكرانيون لتدريب على نوع جديد تماماً من الطائرات، وتسلموا المقاتلات، وبدأوا فوراً في إسقاط الأنظمة المعادية.
ويختم أتلاماز تقريره بالقول إنه "عادة ما تستغرق هذه العملية سنوات، لكن متطلبات الحرب واسعة النطاق، أظهرت أنه يمكن تحقيق الكفاءة عندما تكون هناك حاجة ماسة لذلك".