تعتزم تركيا، توسيع بنيتها التحتية للغاز الطبيعي، في الوقت الذي أعلنت أنقرة استئناف المحادثات مع موسكو، بشأن إنشاء مركز إقليمي للغاز الطبيعي، مع ظهور إشكالية بمكان تداول الوقود كنقطة شائكة محتملة.

واقترحت روسيا إنشاء مركز للغاز في تركيا العام الماضي، لتعويض المبيعات إلى أوروبا التي خسرتها، مما يحقق رغبة طويلة الأمد لأنقرة في أن تكون مركزاً لتبادل الطاقة بين الدول التي تفتقر إليها.

ولم تحرز المناقشات تقدماً كبيراً، إذ تعرضت تركيا لزلازل مدمرة في فبراير/شباط الماضي، وركزت على الانتخابات التي جرت في مايو/أيار.

ونقلت وكالة "رويترز"، عن مصدرين مطلعين على المشروع، إن الخلافات حول الجانب الذي يجب أن يتولى المسؤولية عن المركز تسببت في تأخير المفاوضات أيضاً.

وتعتزم تركيا توسيع البنية التحتية للغاز في منطقة تراقيا في الشمال الغربي، وربط محطات للغاز الطبيعي المسال، ومنشأة تخزين مطورة في سيليفري.

اقرأ أيضاً

حال تصديره لأوروبا.. إيران: الغاز سيمر عبر تركيا

وقال بيرقدار، في مؤتمر صحفي الخميس، وأُذيع صباح الجمعة، إن الغاز المقبل من أذربيجان وإيران وروسيا عبر خطوط الأنابيب يمكن أن يغذي هذا المركز ويتم تسعيره في بورصة الغاز المحلية.

فيما قال خبراء روس إن مركز الغاز الطبيعي المخطط إنشاؤه في تركيا، مشروع مهم وواقعي، ومن شأنه تقديم طريق بديلة لشحن الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا.

وتمتلك تركيا بنية تحتية متينة في الغاز الطبيعي عبر خطوط أنابيب السيل الأزرق (عبر البحر الأسود) والسيل التركي وتاناب (نقل الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا عبر الأناضول).

كما تتمتع البلاد بموقع استراتيجي "جيو اقتصادي" يسمح للاعبين الإقليميين الآخرين، مثل إسرائيل وإيران والعراق، بشحن الغاز الطبيعي إلى أوروبا.

ويتكون مشروع "السيل التركي" من خطين لأنابيب نقل الغاز، سيُخصص أحدها لنقل الغاز الطبيعي إلى تركيا لتلبية احتياجاتها، والثاني لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

ويعتبر توقف خطوط أنابيب "السيل الشمالي 1 و2" و"يامال– أوروبا"، عاملاً يعزز موقف تركيا فيما يخص رغبة روسيا بزيادة شحناتها إلى أوروبا مرة أخرى.

اقرأ أيضاً

تركيا تبدأ ضخ الغاز من البحر الأسود إلى البر.. وأردوغان: فخر عائد لأمتنا

ومن جهة أخرى، قال بيرقدار إن خط أنابيب تصدير النفط من شمال العراق عبر تركيا سيكون جاهزاً لاستئناف العمليات قريباً بعد إجراء فحوص لصيانة الخط وإصلاح الأضرار الناجمة عن الفيضانات.

وذكر بيرقدار أن فحص خط أنابيب النفط قد اكتمل وسيكون جاهزاً "من الناحية الفنية" للتشغيل قريباً.

وأوقفت تركيا التدفقات عبر خط الأنابيب الواقع في شمال العراق في 25 مارس/آذار الماضي، بعد أن أمر حكم في قضية تحكيم صادر عن غرفة التجارة الدولية أنقرة بدفع تعويضات لبغداد عن الصادرات غير المصرح بها من قبل حكومة إقليم كردستان العراق بين عامي 2014 و2018.

وبدأت تركيا بعد ذلك أعمال الصيانة في خط الأنابيب الذي يمر عبر منطقة نشطة زلزالياً، والذي تقول إنه تضرر بسبب فيضانات.

وقال بيرقدار في إفادة صحافية: "اعتباراً من اليوم، أكملت شركة مسح مستقلة أعمالها، وهم الآن يعدون التقرير".

اقرأ أيضاً

بانتظار موافقة أردوغان.. البرلمان التركي ينهي تشريع محور الغاز مع روسيا

ولم يذكر موعداً لاستئناف تدفقات النفط.

وكان العراق وتركيا اتفقا في السابق على الانتظار حتى اكتمال أعمال الصيانة قبل استئناف التصدير عبر خط الأنابيب الذي يسهم بنحو 0.5% من إمدادات النفط العالمية.

وقالت مصادر إنه من غير المتوقع أن تبدأ تدفقات النفط قبل أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وخسرت حكومة كردستان العراق نحو 4 مليارات دولار منذ توقف تدفقات النفط إلى ميناء جيهان التركي عبر خط أنابيب.

وقال بيرقدار: "باعتبارنا دولتين متجاورتين، نحتاج إلى إيجاد حل ودي.. ولكن من منظور الشرعية، يجب علينا رعاية مصالحنا".

وأضاف: "لكن خط الأنابيب سيكون جاهزاً للعمل من الناحية الفنية... نحن جاهزون إلى حد ما، وسنبدأ العملية قريباً".

اقرأ أيضاً

مركز الغاز الروسي التركي يقلق الولايات المتحدة.. لماذا؟

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تركيا الغاز الغاز الطبيعي روسيا بنية تحتية العراق الغاز الطبیعی خط الأنابیب إلى أوروبا اقرأ أیضا عبر خط

إقرأ أيضاً:

السوداني: قطاع الطاقة يمثل مكانة محورية في خطط الحكومة

بغداد اليوم -  بغداد

أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء (28 كانون الثاني 2025)، أن قطاع الطاقة يمثل مكانة محورية في خطط الحكومة.

وقال رئيس الوزراء في كلمة خلال حضوره مؤتمر العراق للطاقة وتابعته "بغداد اليوم" أن "المؤتمر فرصة للاطلاع على سياسات وبرامج الدولة في قطاع الطاقة الذي يحتّل مكانة محورية في كلِّ خطط الحكومة التنموية والتزامها بتحديثه وتطويره، بالتوازي مع هدف تنويع الاقتصاد، بشكل ينعكسُ إيجابًا على القطاعاتِ الأخرى".

واضاف ان "تحقيق منجز رقميٍّ ملموس منذ تولي الحكومة مسؤوليتها، عبر جملة من الالتزامات أبرزها وقف حرق الغاز بنسبة 70%، والاستفادة من الثروة النفطية، واستثمار الغاز الطبيعي، وتوسعة إنتاج المشتقات النفطيةِ"، مؤكداً ان "الاقتراب من الاكتفاء الكامل من المحروقات والانتقال نحو تصدير زيت الغاز، ضمن رؤية تستهدف تحويل 40% من الناتج النفطيِّ إلى صناعات تحويلية بحلول عام 2030".

وتابع السوداني أنّ "الحكومة طرحت مشاريع الطاقة المُتكاملة لتوسعة الاستفادة من الإنتاج النفطيِّ في الموقع الواحد، وأهمها حقلُ أرطاوي في محافظة البصرة، وما يرافقُه من مشروع لتحلية ماء البحر، وتوليد الطاقةِ الشمسية، فضلًا عن استثمار الغاز"، مبيناً أن "تعظيم الاقتصاد غيرِ النفطيِّ يترافق مع تعظيم العوائد من الثروة النفطية، عبر توسعة عمليات التكرير والصناعات البتروكيماوية".

وبين ان "الحكومة اتجهت إلى تنوع مصادر الدخل أفقياً لحل مشاكل البطالة والاقتصاد الأحادي، نحو خلق فرص العمل الحقيقية، والشراكة مع القطاع الخاص كانت النافذة الأولى للتنمية، وفرصة العمل الواحدة معه تؤدي إلى إيجاد فرص عديدة أخرى"، مؤكدا ان "الحكومة ارتكزت على مشاريع إستراتيجية رافعة لكل قطاعات التنمية والاقتصاد وأهمها (طريق التنمية)".

واوضح رئيس الوزراء: "وضعنا في تصميم مسار طريق التنمية خطوطاً لنقل النفط والغاز، إضافة إلى الاتصالات لتحقيق الربط بين آسيا وأوروبا، وإتاحة الفرصِ الاستثمارية"، مؤكدا اننا "وضعنا خطة للاستثمار في رأس المال البشري وتطوير القدرات والمهارات لمواكبة التكنولوجيا والتقنيات، خاصة مع اتساع تطبيقات الذكاء الصناعي".

واكد ان "قطاع الطاقة الكهربائية بات العصب التنموي والاقتصادي المهم، ويمكن تحويله إلى بوابة أساسية من بوابات التنمية في العراق، لان تطوير شبكة نقل وتوزيع الطاقة، واعتماد التقنيات الحديثة والذكية، سيقلل الضائعات، ويخفض الانبعاثات الضارة، ويعزز التنمية المستدامة"، مبينا ان "وزارة الكهرباء أعلنت عن الموديل الاقتصادي الجديد للمحطات الحرارية التي تستهدف إنتاج 15 ألف ميغاواط إضافية".

واشار الى انه "سيتم الإعلان عن الحزمة الكبيرة والمهمة من مشاريع إنتاج الطاقة للمحطات الغازية وفق الموديل الجديد"، معتبرا ان "الشراكة مع القطاع الخاص مهمة لاختصار الوقت والجهد في مواجهة التغيرات المناخية ومعالجة شحّ المياه في العراق".

واوضح اننا "سعينا إلى إدخال عناصر الطاقة المتجددة والنظيفة والبديلة، وبدأنا التنفيذ الفعلي في مجال الطاقة الشمسية"، مبينا ان "لدينا مشاريع للطاقة المتجددة والنظيفة ستصل سعات إنتاجها عند الاكتمال إلى 4875 ميغاواط".

واشار الى اننا "نمضي بالربط الكهربائي مع دول الخليج وتركيا وصولاً إلى شبكة الكهرباء في الاتحاد الأوروبي، لتحقيق التنوع والتكامل في مجال الطاقة"، مشيرا الى ان "مكانة العراق العالمية باتت تكتسب صورة أكثر إشراقاً في النمو الاقتصادي والإصلاحات وزيادة مستويات التعاون في جميع منتديات الطاقة".

وختم السوداني قائلا إن "العراق أصبح ركناً أساسياً في استقرار سوق النفط العالمية، وهو على طريق التحول إلى مركز إقليمي لصناعات الطاقة، وان العراق يسهم في استقرار سوق النفط العالمية من خلال ارتكازه على اقتصاد قوي ومتين".

 

مقالات مشابهة

  • تراجع إنتاج روسيا من النفط 2.8% وارتفاع إنتاج الغاز 7.6%
  • روسيا تعلن تفوق غازها في أوروبا.. وهنغاريا ترفض المساس بقطاع الطاقة
  • من سوريا إلى العراق: تركيا تعيد إنتاج سيناريو التمدد والنفوذ
  • ألمانيا لا تزال مركزا لواردات الغاز الطبيعي المسال من روسيا
  • وزارة النفط: تجهيز المحطات الكهربائية بـ(10) آلاف م3 من زيت الغاز يومياً
  • روسيا مهتمة باستئناف نقل الغاز عبر أوكرانيا لأوروبا
  • الكرملين: روسيا مهتمة باستئناف نقل الغاز عبر أوكرانيا
  • المشاط: مصر تُولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير بنيتها التحتية الرقمية
  • المغرب يبدء في الإنتاج التجاري للغاز الطبيعي
  • السوداني: قطاع الطاقة يمثل مكانة محورية في خطط الحكومة