عندما بكى فؤاد المهندس.. «مش لاقي حدي يدلعني وينتظرني على الغدا»
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
«يعني إيه فؤاد المهندس مفيش في حياته حد يدلعه؟».. هكذا تساءل المحاور مفيد فوزي معبرًا عن دهشته من الإحساس الذي عبّر عنه أستاذ الكوميديا، وتأكيده أنه يفتقد للحنان والدلع، ومن صدق كلماته لم يستطع من أضحكنا سنوات طويلة الحيلولة دون سقوط دموعه رغمًا عنه.
فؤاد المهندس الذي تمر اليوم ذكرى رحيله عام 2006، عاش محبًا للحياة، مخلصًا للفن، باحثًا عن الحب، يستمد طاقته من الحنان الذي يمنحه الآخرون له، قالها في لقاء تليفزيوني نادر مع مفيد فوزي «شوف أنا أدلّع وألاقي الحب والحنان والعواطف أكون وقتها في أوج طاقتي الفنية».
وفي وسط حديثه أشار فؤاد المهندس إلى أنه يقوم بتدليل نفسه لعدم وجود شريكة حياة تقوم بذلك، يقاطعه مفيد فوزي «مش متخيل أن هذه القمة بيدلع نفسه، يعني ايه مفيش في حياته حد يدلعه ويهننه ويطلع كل اللي في قلبه المخزون العظيم ده»، لم يتمالك أستاذ الكوميديا نفسه تاركًا لدموعه تنساب على وجنتيه ليقول بمرارة «أنا مش لاقي حد يدلعني.. مفيش حد ينتظرني على الغدا».
ويستطرد فؤاد المهندس بكلماته «كانت أمي الله يرحمها تدلعني وبابا يدلعني عارف فؤاد ينتج إزاي؟، صفية المهندس أختي ساعات تدلعني بس مش فاضية عندها بيتها وشغلها وجوزها، القريبين بيحاولوا يدلعوني، بس مفيش شريكة حياتي تكون جنبي».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فؤاد المهندس ذكرى فؤاد المهندس ذكرى ميلاد الفنان فؤاد المهندس فؤاد المهندس
إقرأ أيضاً:
الحب أخلاق قبل أن يكون مشاعر
محفوظ بن راشد الشبلي
mahfood97739677@gmail.com
كم من الحُب الذي يهديه المُحب لمن أحبه بصدق المشاعر التي تُساوي مقدارها كمية أحاسيسه الجيّاشة التي يكنّها له في قلبه وبين أضلعه والتي لا يُمكن قياسها بأي تعبير وشرح وتفصيل، بل بالفعل الصادق منه والمصحوب بكمية زخم الاندفاع تجاهه، التي لا يُمكن خلطها بازدواجية مع حُب آخر مهما كانت الأسباب المُبررات، لأن سيكولوجية الحُب بمفهومها المُطلق هي تبقى أخلاق وكرامة وعزّة نفس قبل أن تكون مشاعر نُعبّر بها ظاهريًا ونخفي خلفها وجه آخر غير الوجه الذي تُقابل به من أحببت.
وفي زماننا الحالي الذي اختلطت فيه المشاعر الزائفة بتلك الصادقة منها ظهرت فيه ما يُسمى بمفهوم الحب الاحتياطي الذي تُعزف فيه سيمفونية اللحن الظاهري المُزيّف عن اللحن الحقيقي لسيمفونية المشهد التمثيلي في الحب، والذي جعله مُمتهنوه للأسف لوقت الحاجة متى ما احتاج له مال به وضعه الهش الذي يعيشه إلى ذلك القلب وأفرغ فيه من الكلام المعسول والمغلّف بغلاف من البلاستيك أو القرطاس الهَش الذي تُغلّف به الهدايا لتُقدم في المناسبات، وهو ما يُسمى بالحب الفوضوي العاري من الأخلاق الحقيقية في عالم الحُب السطحي الغريب والعجيب في زمان الفوضى الحقيقية لمفهوم الحب المنزوع من صدق المشاعر والأحاسيس والأخلاق الكريمة فيه، وكأن ذلك الإنسان قد جعلوه محطة عبور وانتظار يمرون به في طريقهم وهم عابرون إلى حبهم الذي يعيشونه مع غيره للأسف ثم أُكررها للأسف.
إن الأخلاق في الحب لا يحملها الشخص العادي أو بالمفهوم الآخر العابث بالحب، لأن الأخلاق هي أخلاق والحُب يبقى حُباً لا تُدنّسه المشاعر الزائفة ولا يُمكن جعله بأي شكل من الأشكال أو بأي لون من الألوان ولا بأي لغة من اللغات بمعنى الحُب الزائف أو بالحب الفوضوي أو الاحتياطي، متى ما اختلفت به مع شخص اتجهت به لشخص آخر توهمه به وتجعله كالأهبل في حبه لك أو كالغبي أو كالأطرش في الزفّة بحبك الذي ادعيته له وأوهمته بأنك تُشاطره إياه وأنت في حقيقتك أوقعته في هشاشة حب تُبادله غيره وتعزف لحنه الهزيل معه وهو المسكين أفنى عمره في حبك، فأين هي أخلاقك في الحب أيها المدعي له.
في منظومة الحب ليكن في مفهومك لن يُطبّع معك ولن يقبل ولن يرضى منك صاحب الحب الحقيقي بأن يكون محطة انتظار أو عبور لك مهما لمّعت له زيف مشاعرك وأهديت حقيقتها لغيره، إن كانت هي أصلاً حقيقية معك ومع غيرك، إلا إذا كان هو كذلك يحمل لك في قلبه حُباً زائفاً خالياً من المشاعر والأحاسيس، أما الكريم في الحب فيبقى كريمًا عزيزًا وفيًا مُخلصًا.
الخلاصة.. إنَّ قلوب البشر ليست محطات عبور متى ما شاءت لها أقدار العابثين نزلوا فيها وغادروها متى ما شاءوا؛ بل هي مكنونة أخلاق ومنبع كرامة وموطن عِزة لمن يفهمها ويُقدّر حُبها، أما وإن تجعلوها محطات عبور وتسلية ومهزلة فالأحرى أن تحترم أشخاصها أولًا قبل أن تحترم حبهم الذي يحملونه لك في مُهجهم أيها العابثون بأخلاق الحُب ومفاهيمه ومعانيه الحميدة.