أعلنت السلطات الأميركية أنّ المكسيك سلّمتها الجمعة أوفيديو غوزمان، أحد أبناء بارون المخدّرات المكسيكي خواكين «إل تشابو» غوزمان الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في الولايات المتّحدة، وذلك لمحاكمته بتهم تتعلّق بتجارة المخدّرات. وقالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية في بيان «اليوم، سلّمت وكالات إنفاذ القانون الأميركية والمكسيكية إلى وزارة العدل الأميركية أوفيديو غوزمان لوبيز، أحد أبناء +إل تشابو+ والمتّهم بتهريب مخدّرات وتبييض أموال وجرائم عنف أخرى».

وأضافت الوزارة أنّ «تسليم لوبيز يُظهر أهمية التعاون بين الحكومتين الأميركية والمكسيكية للحدّ من تهريب المخدرات»، معربة عن شكرها للمكسيك على تسليمها هذا المطلوب. وكانت السلطات المكسيكية أوقفت في 5 يناير أوفيديو غوزمان لوبيز، الملقّب بـ»إل راتون» أي «الفأر»، خلال عملية دامية قبل أيام قليلة من زيارة لجو بايدن. وقُتل عشرة جنود و19 مجرماً مفترضاً خلال تبادل مكثف لإطلاق النار بين قوات إنفاذ القانون ومسلحين في كولياكان، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 800 ألف نسمة وتقع في شمال غرب المكسيك. وعرضت السلطات الأميركية مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يساهم في العثور على «إل راتون» المتهم وشقيقه خواكين غوزمان لوبيز بإدارة مختبرات لإنتاج الميثامفيتامين في ولاية سينالوا. ويشير موقع الجمارك الأميركية إلى أن «تقارير أخرى تشير إلى أن أوفيديو غوزمان لوبيز أمر بقتل مخبرين ومهرب مخدرات ومغنية مكسيكية شعبية رفضت الغناء في حفلة زفافه». ويقضي والده «إل تشابو» غوزمان، مؤسس كارتل سينالوا، عقوبة بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة. وكان «إل تشابو» يُعتبر أقوى تاجر مخدّرات في العالم إلى أن أوقفته السلطات المكسيكية في 2016 وسلّمته عام 2017 إلى الولايات المتحدة حيث حُكم عليه في يوليو 2019 بالسجن مدى الحياة بعد محاكمة جرت في ظل إجراءات أمنية مشددة في نيويورك. ويمضي راهناً عقوبته في سجن يخضع لدرجة حراسة قصوى في كولورادو. وأوفيديو غوزمان (33 عاما) هو زعيم عصابة «مينوريس» التابعة لكارتل سينالوا، والأشهر بين الـ»تشابيتو»، وهو لقب يُطلق على أبناء «إل تشابو» الأربعة، وهم بالإضافة إلى أوفيديو، خواكين وإيفان أرتشيفالدو وخيسوس ألفريدو. وفي أغنية تمجّده صدرت عام 2021 بعنوان «سوي إل راتون» («أنا الفأر»)، يتم وصفه بأنه يتمتع بـ»قدرات عقلية كبيرة» وصاحب «دمٍ حامٍ» ومحب للسيارات الفاخرة. وكان أوفيديو حتى تسليمه، يقبع في سجن ألتيبلانو في ولاية مكسيكو، بتهم تتعلق بالإضرار بالصحة وحمل أسلحة نارية. ويخضع راهناً للتحقيق في المكسيك بتهم أخرى مرتبطة بالجريمة المنظمة. وفي أكتوبر 2019، ألقي القبض على «إل راتون» لفترة وجيزة، ثم أطلق سراحه بأمر من الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بعد تحركات عنيفة في كولياكان عقب توقيفه. وقد برر أوبرادور قراره الذي قوبل بانتقادات، بحجة أنه يجنّب وقوع عدد كبير من الضحايا. وتخوض وكالة مكافحة المخدرات الأميركية (DEA) معركة ضد كارتل سينالوا الذي تتهمه بأنه اللاعب الرئيسي في عمليات تهريب الفنتانيل. وهذه المادة الأفيونية الاصطناعية الأقوى بتأثيرها من الهيروين بخمسين مرة، تتسبب بوفاة عشرات الآلاف سنوياً في الولايات المتحدة.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الولایات المتحدة إل تشابو

إقرأ أيضاً:

تقرير: الصراع بين الولايات المتحدة والصين يضرّ العالم

لا تتوقف فصول الصراع بين الولايات المتحدة والصين على الزعامة العالمية في شتى المجالات، لكن على ما يبدو أن العالم كله يواجه خطر الخسارة بسبب التنافس بين واشنطن وبكين، وفق ما يذكره جدعون رحمان في مقال له في صحيفة "فايننشال تايمز".

ووفق الكاتب، في بعض الأحيان، تبدو السياسة الخارجية الأمريكية والصينية وكأنها صورتان متطابقتان، فالأمريكيون مهووسون باحتواء القوة الصينية، والصينيون مهووسون باحتواء القوة الأمريكية.

ولكن الانعكاس يتوقف عندما يتعلق الأمر بكيفية تنفيذ هذه السياسات، فواشنطن وبكين تستخدمان نقاط قوة مختلفة في معركتهما من أجل القوة والنفوذ؛ ونتيجة لهذا، فإنهما تتبنيان استراتيجيات مختلفة.

China, America and a global struggle for power and influence https://t.co/Kv6Mbn9Edy

— FT China (@ftchina) September 16, 2024 نقاط القوة

يرى رحمان أن القوة الوحيدة التي تتمتع بها أمريكا، تتمثل في قوتها العسكرية واستعدادها لتقديم ضمانات أمنية لحلفائها. فقد أبرمت الولايات المتحدة اتفاقيات دفاعية جماعية مع 56 دولة في مختلف أنحاء العالم، في أوروبا وآسيا والأمريكيتين.

كما تقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية حاسمة لدول أخرى، ليست حليفة رسمية لها مثل إسرائيل وأوكرانيا.

وعلى النقيض من ذلك، فإن الصين لديها معاهدة دفاع مشترك مع دولة واحدة فقط وهي كوريا الشمالية. وعلى النقيض من الولايات المتحدة، فإنها تخوض أيضاً نزاعات إقليمية مع العديد من جيرانها، وهو ما يميل إلى دفعهم في اتجاه أمريكا.

Chinese ambassador lays down ‘red lines’ in US-China relationship https://t.co/7qbZBDG4UX

— South China Morning Post (@SCMPNews) September 12, 2024 العلاقات الاقتصادية

وعندما يتعلق الأمر بالعلاقات الاقتصادية، فإن الصين تتمتع بميزات أكبر، بحسب الكاتب.

وتشير حسابات معهد لووي الأسترالي، إلى أن 128 دولة تتاجر الآن مع الصين أكثر من تجارتها مع الولايات المتحدة. وعلى مدى العقد الماضي، أنفقت الصين أكثر من تريليون دولار في أكثر من 140 دولة على الاستثمار في البنية الأساسية، لتصبح بذلك أكبر دائن في العالم وأكبر قوة تجارية في العالم.

وتتجلى النتائج في مختلف أنحاء العالم، سواء في السكك الحديدية عالية السرعة في إندونيسيا، أو الموانئ والجسور في أفريقيا، أو الطرق السريعة العابرة للقارات التي تعبر آسيا الوسطى.

الواقع أن الدول الغربية قادرة على الإشارة إلى العيوب في مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهي تفعل ذلك بالفعل، وخاصة الديون الضخمة المستحقة للمقرضين الصينيين والتي تثقل كاهل دول مثل باكستان وسريلانكا وزامبيا.

ولكن بالنسبة للدول النامية التي تسعى إلى تحقيق تقدم اقتصادي سريع، يظل العرض الصيني جذاباً. وكما قال دانييل روندي، المسؤول السابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، للكونغرس هذا العام: "من تحديد المشروع إلى التوقيع عليه، والبدء فيه وإكماله.. الصين أسرع وأرخص كثيراً من الولايات المتحدة في كل مرحلة تقريباً".

وتحاول الولايات المتحدة صد هذه المحاولات، ففي العام الماضي، وقع بنك التصدير والاستيراد الأمريكي اتفاقية لتمويل مشاريع نقل وطاقة في أنغولا تتجاوز قيمتها المليار دولار.

The US, EU, & China are pursuing policies to diversify their import sources with varying degrees of success: The US has made some progress, but the EU & China have become more reliant on each other for imports since 2018. #PIIECharts
Read more: https://t.co/OxaunDViDE pic.twitter.com/5nbOkEk2Be

— Peterson Institute (@PIIE) September 14, 2024 استراتيجيات واشنطن وبكين

ولكن في ظل العجز الهائل في الميزانية الأمريكية، وعدم وجود اتفاقيات تجارية جديدة على طاولة الكونغرس، فسوف يصبح من المستحيل تقريباً على أمريكا أن تنافس العرض الاقتصادي الصيني.

إلا أنه بدلاً من ذلك، يضاعف الأمريكيون جهودهم فيما يجيدونه، فمع سعي إدارة بايدن إلى احتواء القوة الصينية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، عززت الولايات المتحدة علاقاتها الأمنية الإقليمية و"وضعت الكثير من النقاط على السبورة"، على حد تعبير مسؤول كبير.

وخلال سنوات حكم جو بايدن، فإن الولايات المتحدة عملت على تشديد معاهدة الأمن بين الولايات المتحدة واليابان، وإطلاق اتفاقية أوكوس الأمنية مع أستراليا وبريطانيا، وتعزيز العلاقات الأمنية مع الفلبين والهند، والتقارب بين حليفين رئيسيين للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.

ولكن الاستراتيجية الأمنية التي تنتهجها أمريكا لبناء نفوذها ربما بلغت حدودها القصوى. فالصين تستعرض عضلاتها حالياً في بحر الصين الجنوبي. وتهدد الاشتباكات العنيفة بين السفن الصينية والفلبينية باختبار مدى التزام واشنطن بالأمن.

وفي محاولة لاحتواء النفوذ الصيني المتزايد في الشرق الأوسط وتأمين اتفاق سلام إقليمي، تدرس إدارة بايدن بجدية أيضاً تقديم ضمانات أمنية للمملكة العربية السعودية. ولكن هذا قد يزيد من الأعباء على القوات المسلحة الأمريكية، التي تعاني بالفعل من استنزاف التزاماتها في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ومع وصول الولايات المتحدة إلى حدود دبلوماسيتها القائمة على الأمن، فإن استراتيجية الصين القائمة على التجارة والاستثمار تواجه أيضاً مشاكل، خصوصاً وأن جهود الرئيس الصيني شي لإحياء الاقتصاد المحلي للصين، من خلال حملة تصدير متجددة تزعج العديد من البلدان النامية، التي تخشى تقويض صناعاتها المحلية.

وعلى سبيل المثال، رفعت إندونيسيا والمكسيك والبرازيل والهند وتشيلي مؤخراً التعريفات الجمركية على السلع الصينية، مما يسلط الضوء على ما أسماه المؤلف جيمس كرابتري "معضلة استراتيجية كبرى للصين، حيث تهدد السياسات المصممة لاستعادة اقتصادها المحلي بتقويض علاقاتها مع الجنوب العالمي".

صحيح أن الدعم الأمريكي لإسرائيل ألحق الضرر بالولايات المتحدة في الجنوب العالمي، وخاصة في البلدان الإسلامية، ولكن الصين دفعت ثمناً باهظاً لسمعتها في أوروبا بسبب دعمها لروسيا.

Amid the US's rising competition with the PRC, many developing nations believe that their interests better align with what Beijing is promising than with what DC is delivering.

John Lee explains how the US and allies should respond to this reality: https://t.co/1s9NOgqcTg pic.twitter.com/aaQlC90GrK

— Hudson Institute (@HudsonInstitute) September 10, 2024 نقاط إيجابية وأخرى سلبية

ويرى الكاتب، أن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين ليست كلها سيئة، وذلك فيما يتصل بالعديد من البلدان الثالثة. فدول مثل جنوب أفريقيا والفلبين والبرازيل تشعر بأنها تتمتع بقدر أكبر من الحرية لتحدي واشنطن أو بكين في ظل نظام ثنائي القطب.

ولكن حتى بالنسبة لدول عدم الانحياز، هناك سلبيات كبيرة للتنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين.

ويقول الكاتب إن "الحمائية وتقسيم الاقتصاد العالمي من شأنهما في نهاية المطاف أن يلحقا الضرر بالنمو الاقتصادي للجميع. والواقع أن سباق التسلح الجديد يشكل إهداراً للموارد ويزيد من خطر اندلاع حرب كارثية".

كما أن التنافس بين الصين والولايات المتحدة، يجعل من غير المرجح كثيراً أن تعمل الدولتان معاً على مواجهة التحديات العالمية التي تهدد الجميع، مثل الذكاء الاصطناعي غير المنظم والاحتباس الحراري العالمي غير المقيد.

مقالات مشابهة

  • ضبط أكثر من 13 ألف لتر من الخمور في مداهمة لمصنع غير قانوني
  • الولايات المتحدة تهنئ اليمن على الريادة في الشرق الأوسط
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة لم تشارك في الهجمات التي شهدها لبنان أمس واليوم
  • مجلس السيادة السوداني: نثمن دعم الولايات المتحدة للجهود الإنسانية في بلادنا
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لم تنسق مع إسرائيل لتنفيذ تفجيرات لبنان
  • هيمنة الدولار الأمريكي سبب ونتيجة لنفوذ الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تهنئ اليمنيين بإدخال تقنية اتصالات هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط
  • بلومبيرغ: الصين تواصل التقدم رغم القيود الأميركية
  • هل العنف السياسي غريب على الولايات المتحدة؟
  • تقرير: الصراع بين الولايات المتحدة والصين يضرّ العالم