عربي21:
2025-05-01@03:22:34 GMT

دروس فاجعة درنة وأخواتها

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

لن أخوض في توصيف الكارثة التي حلت بمدن الشرق الليبي ولأن أبذل جهدا في تصوير ما وقع في درنة، فالمقاطع المصورة والصور الثابتة وشهادات الناجين أبلغ من أي وصف، كما إن الآثار المترتبة عن الفاجعة بات معلوما لدى سكانها قبل من بلغ بهم الأسى والحزن كل مبلغ من جيرانها الأقربين والأبعدين، ويكفي أن أنقل وصف أحد علماء مدينة درنة، وقد كان شاهد عيان على الفاجعة، أن ما وقع صبيحة الإثنين الماضي فاق في مساحته وامتداده كارثة هيروشيما.



غير أننا نحتاج إلى وقفات جادة وصادقة مع المأساة من جهة الأسباب التي أسهمت في وقوعها، ونهج التعامل مع نتائجها، ومن الضروري أن نسلط بعض الضوء على علاقة الفاجعة بالتدافع السياسي وأثر الأخير في خيارات مواجهة تداعيات الفاجعة.

لا شك أنها إرادة الله، ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، لكن ذلك لا يعني عدم الخوص في عالم الأسباب التي أسهمت في وقوع كارثة غير مسبوقة في التاريخ الليبي المعاصر، ومع قبول الافتراض القائل بأن ترميم السدود المتهالكة أصلا ما كان يسعف في منع وقوع الكارثة، ذلك أن كمية الأمطار الكبيرة وما ترتب عنها من تدفقات هائلة في الممرات المائية التي تقود إلى وادي درنة أكبر وأقوى من أن يتحكم فيها سد المدينة، فإن ذلك لا يعني عدم وجود إجراءات وقائية تقلل من حجم الخسائر في الأرواح بل ربما تجعلها في الحدود الدنيا جدا.

معلومات أولية متاحة أشارت إلى هطول أمطار بكميات غير مسبوقة، وكان هناك توقعات بعاصفة لم تعرفها البلاد من قبل، ودق خبراء ونشطاء ناقوس الخطر في حال وقوع سيول كبيرة لن يصمد أمامها سد درنة الكبير وبالتالي ستقع كارثة محققة، غير أن السلطات المحلية والمركزية في الشرق وفي الغرب لم تلق بالا للمعلومات كما لم تتعاط مع التحذيرات، فقرار إخلاء المناطق المحاذية للسد هو إجراء طبيعي كان ينبغي اتخاذه من السلطات المعنية، وهذا لم يقع.

المشهد اليوم يؤكد مجددا أن الليبيين مأهلون للتصافي والتقارب برغم ما وقع من شقاق وقطيعة وحروب، وأن العقبة الكؤود هم الساسة والنخبة التي تؤيدهم فهم المسؤولون عن الحالة التي تعانيها البلاد ويذوق مُرها الليبيون.برغم تراكم الأزمات وتكرارها في ليبيا خاصة منذ العام 2011م، إلا أن إدارتها ما تزال متواضعة جدا. صحيح أن الانقسام السياسي والمؤسساتي يجعل من التحكم في الأزمة أمرا صعبا، فوزير الحكم المحلي بحكومة الوحدة قابع تحت الإقامة الجبرية لدى الجيش التابع للبرلمان لأنه قدم إلى مطار الأبرق في الشرق بنية المشاركة في إدارة الأزمة، والصراع على أشده للتحكم في الأموال الواجب تخصيصها لمجابهة نتائج إعصار دانيال، لكن الارتباك الشديد في مواجهة النزوح والنقص الحاد في الغذاء والماء والدواء، والفوضى التي تصاحب عمليات الإغاثة يؤكد أن مسائل أساسية في إدارة الكوارث والأزمات ما تزال غائبة عن أصحاب القرار وجهات الاختصاص.

الانقسام الذي بهت أثره على المستوى الشعبي مع الهبة العفوية لجموع الليبيين في الغرب والجنوب لتخفيف معاناة إخوانهم في الشرق، سيكشر عن أنيابه في قابل الأيام والأسابيع والسبب هو صلاحية إدارة الأزمة في شقها المالي، فقد أعلنت حكومة الوحدة الوطنية عن تخصيص ملياري دينار لمجابهة آثار فاجعة درنة وأخواتها من مدن الشرق، وقالت حكومة الاستقرار أو الحكومة الليبية في الشرق أن عشرة مليارات دينار ستوجه لترميم ما خلفه إعصار دانيال من خراب ودمار، وكان مجلس النواب قد أقر ميزانية طوارئ كبيرة يشرف على إنفاقها فريق يضم مجلس النواب والقيادة العسكرية في الرجمة ومصرف ليبيا المركزي.

المشهد اليوم يؤكد مجددا أن الليبيين مأهلون للتصافي والتقارب برغم ما وقع من شقاق وقطيعة وحروب، وأن العقبة الكؤود هم الساسة والنخبة التي تؤيدهم فهم المسؤولون عن الحالة التي تعانيها البلاد ويذوق مُرها الليبيون.

وقد يشكر الليبيون يوما الشدائد برغم قسوتها فهي التي تعيد الميزان إلى التوازن والوضع إلى الاستقرار، وتعري العابثين بحاضر ومستقبل الوطن والمواطن فيصار إلى غيرهم من أهل الحكمة والنزاهة والحزم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا نتائج ليبيا فيضانات رأي نتائج مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الشرق ما وقع

إقرأ أيضاً:

ديرمر : الحرب ستنتهي خلال 12 شهرا من الآن

قال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، الاثنين 28 أبريل 2025 ، إن الحرب ستنتهي خلال اثني عشر شهرًا بـ"انتصار إسرائيلي"، على حد تعبيره، معربًا عن توقعه بأن تبرم إسرائيل اتفاقيات سلام جديدة مع دول أخرى.

وأضاف ديرمر خلال مشاركته في مؤتمر نظمته وكالة "JNS"،إن "المفتاح لكل ذلك هو الانتصار. هكذا تسير الأمور في الشرق الأوسط".

إقرأ/ي أيضا: المؤسسة الأمنية في إسرائيل تبحث توسيع العملية البرية بغـزة

وأعلن ديرمر أن الحكومة الإسرائيلية ستكمل الحرب ضد حركة حماس وستعيد الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة .

وأضاف "أعتقد أن علينا أن نعمل على تحقيق هذه الأهداف، وقد قطعنا شوطا طويلا، وما سيحدث في "اليوم التالي" في غزة هو موضوع نقاش - الكثير من المناقشات التي أجريناها خلف الكواليس".

وقال إنه بعد 12 شهرًا من الآن، فإن الحرب ذات الجبهات السبع في الشرق الأوسط سوف "تنتهي"، مضيفًا أن "إسرائيل ستكون قد انتصرت".

إقرأ/ي أيضا: رئيس المخابرات المصرية يلتقي وفدا إسرائيليا في القاهرة

وتوقع ديرمر "أنكم ستشهدون العديد من اتفاقيات السلام التي تم التوصل إليها أو سيتم التوصل إليها في السنوات المقبلة من رئاسة الرئيس ترامب".

"لكن مفتاح ذلك، وهذا أمرٌ مهمٌّ يجب تذكُّره، هو النصر، في الشرق الأوسط، عندما تنتصر، عندما تكون قويًا، فهذا ما يجذب الآخرين، كما قال ديرمر.

وأكد ديرمر أن الجيش الإسرائيلي سيعمل على تفكيك القدرات العسكرية لحركة حماس وإنهاء حكمها في قطاع غزة .

وقال :" سنضمن ألا تُشكّل غزة تهديدًا مجددًا لدولة إسرائيل، ونحن ملتزمون بإعادة جميع رهائننا إلى ديارهم، هذه هي الأهداف التي حددناها، ونعتزم تحقيقها بكل عزم".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية بن غفير يقرر إغلاق مكاتب صندوق ووقفية القدس رئيس الشاباك يحدد موعد استقالته رسميا المؤسسة الأمنية في إسرائيل تبحث توسيع العملية البرية بغزة الأكثر قراءة مجندات ينظمن وقفة للمطالبة بإطلاق سراح الجندي إنغرست طقس فلسطين : أجواء خماسينية شديدة الحرارة يديعوت : رصف نصف محور موراج وهدف الجيش تدمير ما تبقى من رفح شاهد: شهداء وإصابات في ليلة صعبة على غزة - استهداف متعمد للآليات الثقيلة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • البحث الجنائي يُحبط إحدى أكبر عمليات تهريب المخدرات في درنة
  • العراق بالمقدمة.. ترجيحات متفائلة بزيادة إنتاج الشرق الأوسط من النفط
  • ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء يدفع الليبيين للدواجن.. والمزوغي: لا نملك أدوات ضبط الأسعار
  • ترامب يتغيّر بعد 100 يوم… فما نصيب الشرق الأوسط من ذلك؟
  • لماذا نرغب في تناول الحلويات رغم الشعور بالشبع؟.. خبراء يوضحون الأسباب
  • الشيباني: تسليم الليبيين أو اغتيالهم بناء على أوامر أجنبية جريمة لا تسقط بالتقادم
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة بشأن القضية الفلسطينية
  • ديرمر : الحرب ستنتهي خلال 12 شهرا من الآن
  • لماذا افكر ..؟ سؤال وجيه ووجه ذو وجوه !
  • الغويل: أغلب الليبيين مشاركون في الظلم والفساد