• كثير من السياسيين والمحللين بمنطقة القرن الإفريقي ، خاصةً السودانيون يقعون في فخ “ثبات النظريات رغم التحولات والمتغيرات الإستراتيجية”.، وأعتقد أن ذلك بسبب تغليب الإنتماء السياسي على الوطني ، وعدم الحياد والمهنية التحليلية الميالة نحو العاطفة.

• مثلاً تجد السياسي والمحلل يتناول المتغيرات والتحولات وصراع النفوذ وبروز قوى أخرى ، وانتهاء القطبية الآحادية….

. الخ ،ثم يعود ليؤكد على نظرية “تقسيم السودان” ، من قبل تلك القوى المختلفة والمتصارعة والمتنافسة ؟!!

• ذات ثبات نظرية الفلول والنظام البائد وإسقاطها على واقع الفشل التخطيطي الإستراتيجي رغم المتغيرات والتحولات الداخلية والخارجية والقراءات المؤكدة على خطأ هذا الإسقاط.

السودان و ارتريا ، ظلا ضحية لهذه الفوضى السياسية والعاطفة التحليلية والقراءات الشاذة بحسب الهوى السياسى والميول التحليلى.

• نعم ، تردد كثيراً بأن ارتريا لديها أهداف ومطامع في شرق السودان ودلتا طوكر والقاش ، وأن السيد أفورقي “يحلم” بدولة ارتريا التي تضم شرق السُودان وغرب إثيوبيا او ما قيل عنه القرن الذهبي الإرتري ….. الخ.

• إستراتيجيات الأطماع والأحلام ” حق مشروع لكل الدول، شرعنته وأسست له “نظرية النظام العالمي الجديد” البالية ، رغم أن التحولات والمتغيرات الإستراتيجية الإقليمية والدولية ، ألقت بظلالها وأثرت هيمنة وسيطرة نظرية ذلك النظام الهالك والمتهالك و الاستراتيجيات والأطماع الخاصة به وبكل دولة .

• “الدول الناجية والذكية” من “مَهَلكة” النظام العالمي الجديد ، هي تلك التي تُحدث تعديل وتغيير في إستراتيجياتها بما يتماشى مع المتغيرات والتحولات الاقليمية والدولية التي غيرت من النمط والتصورات والعوامل التي بُنيت عليها “إستراتيجية الأطماع والأحلام” .

• الحالة الإرترية السودانية أكبر مثال للدول الناجية الذكية رغم البطء في الممارسة والذي سببه ترسبات الماضي وعدم اكتمال بناء الثقة.

• كانت اول مبادرات دول الجوار بعد التغيير في السودان في 19/5/2019م حين زار السودان وزير الخارجية الإرتري عثمان صالح في زيارة رسمية جاءت بعد قطيعة وتوتر في علاقات البلدين استمرت لنحو 18 شهراً.

• تلتها العديد من المبادرات الإرترية المقدمة للمجلس العسكري الإنتقالي ، ثم الحكومة الإنتقالية ، ثم مجلس السيادة ، ثم للأحزاب السياسية والإدارات الأهلية والحركات الموقعة على إتفاق جوبا ، والذي لعبت فيه إرتريا دوراً كبيراً ومؤثراً ،ولكن الشاهد أن الحكومة السودانية بمختلف مسمياتها كانت ترفض اي مبادرة إرترية من حيث المبدأ إعتماداً على وهم “نظرية المؤامرة” وهواجس الشكوك والظنون.

• الآن وبعد اربعة سنوات من اول مبادرة إرترية وما تلاها ، يتوجه السودان نحو “اسمرا” مستنداً على ذات المبادرات الإرترية السابقة وبعدد مقدر من المكونات السياسية الفاعلة والمؤثرة من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وإدارات أهلية وشخصيات سياسية واكاديمية والخروج “بإعلان أسمرا”، الأخير ، الذي أعاد ذكرى “اعلان اسمرا لسلام الشرق” ، و”اعلان اسمرا لتجمع المعارضة السودانية”.

• خلاصة القول ومنتهاه :

• ضروريات إدارة العلاقات السودانية الإرترية من منظور أمني إستخباري أحادي “عفى عنه الزمان وغبر”، بإعتبار أن مهددات ذاك الزمان قائمة على هواجس وظنون وشكل أوهام نظريات مؤامرة .

• بالضرورة بما كان ، تحكيم المنطق العلمي والأكاديمي ومراكز الدراسات الخبيرة والمتخصصة ، توازياً مع المنطق الإستخباري الأمني الصائب للخروج بالعلاقات الى بر الأمان وتحقق أهدافها ومصالحها المشتركة.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: السودان ثبات نظرية و ارتريا

إقرأ أيضاً:

غزة بين فكي المؤامرة الدولية

تتعرض غزة لمؤامرة كبيرة من قبل المجتمع الدولي، ومن قبل الصهيونية العالمية ومن قبل النظام العالمي، ولا أستبعد حركة الإخوان من الضلوع في تفاصيل المؤامرة بحكم التداخل في تنفيذ المهام التي كشفت عنها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في مذكراتها، ففكرة الربيع العربي التي حملها الإخوان مطلع العقد الثاني من الألفية الجديدة، كانت بالتواطؤ مع البيت الأبيض أملا في التفرد في حكم المنطقة العربية، ويبدو أن الغباء السياسي سمة لازمة للإخوان فقد انساقوا وراء المطامع دون إدراك لمكر الصهيونية العالمية إلى درجة تكرار التجربة في سوريا .

كتبت في مقالات سابقة عن طموح اليهود في إنشاء قناة بن غوريون وقلت أن ما يحدث في غزة اليوم لا يكاد ينفك عن هذا الطموح الذي تعثر تحقيقه منذ أكثر من نصف قرن من الزمان فقال المتحذلقون الذين خاضوا نقاشا جانبيا معي أنني أجانب الحقيقة وأحوم في عوالم التنظير، وها هي الأيام تقول لهم الحقيقة ناصعة البياض دون لبس أو غموض، فالرئيس الأمريكي ترامب يعلنها بدون زيف أو تضليل بضرورة توطين سكان غزة في مصر وفي الأردن .

فكرة توطين سكان قطاع غزة في سيناء وفي الضفة الغربية مشروع صهيوني معلن ضمن خطط واستراتيجيات صهيونية وأمريكية، وليس فكرة طارئة أملتها نتائج الحرب على قطاع غزة، ولذلك كانت إسرائيل تنتهج فكرة الأرض المحروقة، فقد دمرت كل شيء في غزة ولم تبق ولم تذر، حتى تصبح غزة مكانا غير قابل للعيش، لفناء مقومات الحياة فيها، من مساكن، وخدمات، وغيرها من مقومات الحياة، فقد أصبحت غزة أرضا صفصفا تنعق فيها الغربان، ومؤشرات الواقع السياسي تقول أن اليهود مستمرون في معركتهم حتى بلوغ الأهداف التي رسمتها الاستراتيجيات، ولم يكن ترامب سوى الصوت الذي يقفز إلى النتائج بدون مقدماتها المنطقية التي نقرأ بعض تفاصيلها في المواقف المتباينة من تصريحات ترامب .

مصر سوف تقبل فكرة التهجير تحت وطأة التحديات الاقتصادية، والأردن سوف تقبل توطين سكان غزة في الضفة تحت وطأة التحديات الاقتصادية، ذلك أن مصر والأردن خاضعتين لشروط المساعدات التي تقدمها أمريكا بشكل مستمر للدولتين، وثمة معطيات اقتصادية في واقع الدولتين ينذر بملامح أزمات اجتماعية واقتصادية في مصر والأردن، وستكون الأنظمة خاضعة ذليلة لمقتضيات الحاجة، كما أن فكرة إعمار غزة، وعودة الخدمات فيها لن يتحقق في القريب المنظور، كون الإعمار في غزة يرتبط بالأهداف الاستراتيجية الدولية خاصة مع بزوغ الصين وخوضها غمار المنافسة في محال الذكاء الصناعي وإطلاقها تطبيقا متطورا كبد الشركات الأمريكية خسائر فادحة لم تدر لها في خلد خلال سالف الأيام .

فكرة اتفاق الهدنة في غزة لن يكون سوى استراحة محارب، يتم خلاله تخفيف الضغط واستعادة الأسرى من يد المقاومة، والشروع في ترتيب المرحلة القادمة التي لن تقل عنفا وتوحشا عن المرحلة السابقة، بعد أن استطاعت إسرائيل تحييد الكثير من عوامل الضغط السياسي، والعسكري المقاوم، التي تضمن لها حرية تنفيذ المهام المتبقية بشكل أفضل مما كان عليه الحال قبل الهدنة، حيث تآزرت القوى السياسية والعسكرية وعملت على الحد منها، بعد انطلاق الطوفان وخلاله، ويبدو أن مسرح الأحداث أصبح اليوم أكثر استجابة لمطامع الصهيونية في تحقيق فكرة قناة بن غوريون التي سنرى خلال قابل الأيام الحديث عنها بشكل أكثر وضوحا وبيانا من ذي قبل، فالحلم القديم مازال يتجدد .

ومشروع ابراهام الذي بدأه ترامب عام 2020م وتوقف في زمن الرئيس بايدن سيعود للواجهة خلال قادم الأيام، وتسعى إسرائيل من خلاله “إلى ترتيب علاقتها بمنطقة الشرق الأوسط، بالعموم، والخليج العربي على وجه الخصوص، انطلاقا من مؤشرات عدة لإمكانية القبول بها على أرضية تحقيق سلام شامل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فقد شكلت مبادرة السلام العربية التي طرحها ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير عبد الله بن عبد العزيز، في القمة العربية في بيروت آذار/مارس2002، وأقرتها القمة في حينه، مرتكزًا أساسيًا نحو تطلعات الدول العربية في عمومها ودول الخليج العربي بشكل خاص لإمكانية انفتاح العلاقات مع إسرائيل، إذ جاء إعلان المبادرة في حينه ضمن الرؤية العربية القائمة على تحقيق السلام العادل والشامل كخيار استراتيجي للدول العربي  .

ففي كتاب بعنوان: “مخطط استراتيجي للساحة الإسرائيلية الفلسطينية” الصادر عن معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، يطرح المؤلفون، المرتكزات التي يقوم عليها مشروع الدولة اليهودية الذي تحاول إسرائيل تثبيته حتى في ظل غياب شريك فلسطيني أو تفاهم فلسطيني إسرائيلي على قضايا الحل النهائي، والمخطط الإسرائيلي، يقوم في بعده الاستراتيجي، على خلق حالة من الهدوء العام لفترة طويلة تصل فيما بعد لشكل من التفاهمات على مستوى دولي وإقليمي وعربي، خصوصا تلك الدول العربية التي يطلق عليها بـ”البراغماتية”. وهو ما قد يفسر شكل وطبيعة التحركات التي عملت عليها إسرائيل في السنوات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط ” . (من بحث لسليمان بشارات منشور في موقع مركز يبوس للدراسات ) .

ويبدو أن إسرائيل ماضية في تحقيق أهدافها، ومازال العرب في غفلة فكهين دون أن يكون لهم موقف مما يحدث في فلسطين وفي غزة إن لم نقل أن بعض الأنظمة البراغماتية تنساق في مشروع التآمر على فلسطين وعلى غزة التي أصبحت بين فكي التخاذل العربي والتآمر الدولي .

مقالات مشابهة

  • استعادة تمبول – القوات المسلحة وقوات درع السودان
  • أهالي حماة يحيون الذكرى السنوية الـ 43 لمجزرة حماة الكبرى التي ارتكبها النظام البائد عام 1982.
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
  • تداعيات الحرب السودانية تفاقم معاناة جبال النوبة
  • الإعيسر يبحث مع المشرفين على مشروع حماية التراث الحي في السودان سبل حماية الآثار السودانية
  • شبكة أطباء السودان: نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تشير إلى قيام الحكومة التشادية بترحيل لاجئين سودانيين
  • غزة بين فكي المؤامرة الدولية
  • نظرية المؤامرة
  • فعالية في حلب إحياءً للذكرى الثانية عشر لمجزرة نهر قويق التي ارتكبها النظام البائد
  • بالأسماء.. الفصائل المسلحة التي «حلّت نفسها» وشاركت بـ«مؤتمر النصر» في سوريا