أحيت سفارة فلسطين بالقاهرة ذكرى مرور 41 عاما على مجزرة صبرا وشاتيلا، التي ارتكبتها المليشيات الموالية لإسرائيل في الفترة ما بين 16-18 سبتمبر 1982، وراح ضحيتها أربعة آلاف شهيد وشهيدة، وسط صمت عربي ودولي.

وقالت السفارة إن الباحثون وشهود العيان قد صنفوا جنسيات ضحايا مذبحة صبرا وشاتيلا: 75% فلسطينيون، 20% لبنانيون، 5% سوريون، وايرانيون، وبنغال، وأتراك، وأكراد، ومصريون، وجزائريون، وباكستانيون وآخرون لم تحدد جنسياتهم.

وعن بدايات المجزرة، سردت السفارة إن المؤامرة بدأت على فلسطيني وحيد وأعزل في لبنان، بعد خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية والفدائيين في عام 1982 إلى الأردن والعراق وتونس واليمن وسوريا والجزائر وقبرص واليونان، بانسحاب القوات متعددة الجنسيات قبل عدة أيام: الأمريكية في 10 سبتمبر 1982، والإيطالية في 11 سبتمبر، والفرنسية في 13 سبتمبر، انسحبوا قبل موعدهم الرسمي بعشرة أيام.

ورغم وجود ضمانات أمريكية واتفاق فيليب حبيب، بعدم دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي لبيروت الغربية، وضمانة حماية المدنيين الفلسطينيين وعوائل الفدائيين الذين خرجوا من بيروت، فقد دخلوا بزعم "تطهير المخيمات من الإرهابيين"، وبذريعة وجود ألفي فدائي فلسطيني، فيما لم يعثر على جثمان فلسطيني واحد مسلح.

وقالت السفارة إن المجزرة بدأت يوم الأربعاء 15 سبتمبر، حيث حاصرت قوات الاحتلال الاسرائيلي حي صبرا ومخيم شاتيلا، وراحت تراقب كل حركة في المنطقة من فوق عمارة احتلتها، وفجر الخميس 16 سبتمبر، أخذت القوات التي تمركزت في بناية على مدخل شاتيلا تراقب كل لحظة ومتحرك في المخيم وتعطي الأوامر بالقتل، بينما راحت طائراتها وجيشها يلقون القنابل الضوئية.

وصباح الجمعة 17 سبتمبر، بدأت معالم المجزرة تتضح لمعظم سكان المنطقة، بعد أن شاهدوا الجثث والجرافات وهي تهدم المنازل فوق رؤوس أصحابها، وتدفنهم أمواتا وأحياء، فبدأت حالات فرار فردية وجماعية توجه معظمها إلى مستشفيات عكا وغزة ومأوى العجزة، واستطاع عدد منهم الخروج إلى خارج المنطقة متسللا من حرش ثابت، فيما بقيت عائلات وبيوت لا تعرف ما الذي يجري، وكان مصير بعضها القتل وهي مجتمعة حول مائدة الطعام، ذلك أن القتل كان يتم بصمت وسرعة.

وأوضحت السفارة أنه في يوم الجمعة، بدأت حكايات حُفَر الموت، وازداد عدد المهاجمين، رغم أن الشهادات والوقائع تؤكد أن العدد الأكبر من الشهداء ارتقوا في الليلة الأولى للمجزرة، ليلة الخميس، لكن أساليب القتل تطورت وأضيف إليها القنابل الفوسفورية التي ألقيت في الملاجئ، كما اقتحموا مستشفى عكا وقتلوا ممرضين وأطباء فلسطينيين، واختطفوا مرضى ومصابين وهاربين من المجزرة من داخل المستشفى.

وأشارت السفارة إلى أن اليوم الثاني تميز بالقتل داخل البيوت بشكل أكبر، وفي بعض الأزقة وعلى مقربة من السفارة الكويتية والمدينة الرياضية، حيث كانت هناك حُفر جاهزة بفعل الصواريخ الإسرائيلية التي سقطت على المدينة الرياضية أثناء اجتياح بيروت في 1982، وبفعل وجود بعض الألغام وانفجارها تمكن بعض المخطوفين والمنساقين للموت من الهروب في ظل فوضى الأعداد الهائلة من المحتشدين وينتظرون دورهم في الإصابة بالرصاص أو حتى الدفن أحياء، من تمكن منهم من الهرب روى تفاصيل قاهرة لطريقة التعامل مع الأهالي وطرق القتل التي تفنن فيها القاتل.

وفي اليوم الثالث، السبت 18 سبتمبر، استمرت عمليات القتل والذبح والخطف، رغم أن التعليمات كما قالت مصادر اسرائيلية صدرت للمهاجمين بالانسحاب في العاشرة صباحا، لكن عشرات الشهادات للسكان أكدت استمرار المجزرة لحدود الساعة الواحد بعد الظهر، وتميزت بعمليات الموت الجماعية العلنية، وبدأ التحقيق مع أهالي المنطقة في المدينة الرياضية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والميليشيات الموالية لها، وجرى اعتقال واختطاف العشرات، معظمهم لم يعد ولم يُعرف مصيره.

وقالت السفارة إن الاحتلال لم يكتفِ بتغطية إبادة البشر، لينتقم، يوم الأحد 19 سبتمبر 1982، بسرقة وثائق مركز الأبحاث الفلسطيني وحمل الأرشيف في شاحنات.

وأشارت السفارة إلى تاريخ المخيمات في لبنان، فقالت في سنة 1982، وهي سنة الاجتياح الاسرائيلي والمجزرة، كان هناك 12 مخيما فلسطينيا على الأراضي اللبنانية هي: الرشيدية والبص وبرج الشمالي في منطقة صور، وعين الحلوة والمية مية في منطقة صيدا، ويفل في بعلبك، شاتيلا ومار الياس وبرج البراجنة وضبية في منطقة بيروت، ونهر البارد والبداوي في منطقة طرابلس، ويعتبر مخيما عين الحلوة ونهر البارد من أكبر المخيمات مساحة، أما مخيم شاتيلا فمن أصغرها.

إضافة إلى هذه المخيمات، كان هناك مخيم النبطية الذي دمر تدميرا كاملا بفعل القصف الاسرائيلي في 16 أبريل 1974، أما مخيمات صور وصيدا فقد دمرت تدميرا جزئيا عدة مرات، وبسبب الحروب الأهلية المتعددة على أرض لبنان دمر في سنة 1976 تدميرا كليا كل من مخيم جسر الباشا ومخيم تل الزعتر، وهو المخيم الذي عانى جراء حصار طويل، كما تم تدمير مخيم ضبية تدميرا جزئيا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السفارة إن فی منطقة

إقرأ أيضاً:

إزالة الحواجز الإسمنتية التي وضعها النظام البائد أمام مبنى أمن الدولة في حي المحافظة بمدينة حلب وفتح الطرقات المحيطة لتسهيل حركة مرور الآليات

2025-04-13Belalسابق خدمات اجتماعية وصحية في حمص للمحررين من سجون النظام البائدالتالي وزير الاقتصاد والصناعة و بحضور المحافظ يلتقي عدداً من التجار والصناعيين في غرفة صناعة حلب انظر ايضاً وزير الاقتصاد والصناعة و بحضور المحافظ يلتقي عدداً من التجار والصناعيين في غرفة صناعة حلب

حلب-سانا التقى وزير الاقتصاد والصناعة السيد محمد نضال الشعار عدداً من التجار والصناعيين في غرفة …

آخر الأخبار 2025-04-13وزير الاقتصاد والصناعة و بحضور المحافظ يلتقي عدداً من التجار والصناعيين في غرفة صناعة حلب 2025-04-13خدمات اجتماعية وصحية في حمص للمحررين من سجون النظام البائد 2025-04-13إصابة طفلين بجروح خطرة جراء انفجار لغم في ريف إدلب الشرقي 2025-04-13اتحاد الصحفيين يبحث تطوير عمله وتحسين واقع الإعلاميين في السويداء 2025-04-13الرئيس الشرع يصل والوفد المرافق إلى الإمارات العربية المتحدة 2025-04-13مجلس مدينة درعا يواصل حملة إزالة البسطات العشوائية 2025-04-13مدير مديرية أمن دمشق: داهمت وحداتنا موقعاً تتحصن فيه مجموعة خارجة عن القانون في منطقة مساكن برزة بدمشق وتم القبض على عدد من المطلوبين 2025-04-13وزير السياحة يبحث مع القائم بأعمال السفارة الإسبانية التعاون ‏السياحي بين البلدين 2025-04-13الوزير الشعار ومحافظ حلب يطلعان على واقع مدينة الشيخ نجار الصناعية 2025-04-13جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالسويداء تخدم 155 مريضاً خلال ثلاثة أشهر

صور من سورية منوعات أول سماعة طبية رقمية في اليابان تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل نبضات القلب 2025-04-10 أول دراسة سريرية بالعالم… زراعة الخلايا الجذعية تحسن الوظائف الحركية لمرضى الشلل 2025-03-26فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • بصور الزفاف وكروت المعايدة.. شمس البارودي تحيي ذكرى ميلاد حسن يوسف
  • مدينة هولندية تحيي ذكرى آلاف الأطفال الفلسطينيين الشهداء جراء الإبادة الإسرائيلية
  • جلسة صلح تنقلب إلى مجزرة: رصاص وفوضى في قلب بابل
  • إزالة الحواجز الإسمنتية التي وضعها النظام البائد أمام مبنى أمن الدولة في حي المحافظة بمدينة حلب وفتح الطرقات المحيطة لتسهيل حركة مرور الآليات
  • المجلس الوطني الفلسطيني: استهداف مستشفى المعمداني يشكل فصلا جديدا في سياسة القتل الممنهج التي تنتهجها إسرائيل
  • مريم محمود الجندي تحيي ذكرى وفاة والدها السادسة: قلبي لم يعتد غيابك
  • "سبت لعازر".. الكنيسة تحيي ذكرى المعجزة التي سبقت الصليب
  • اعرف طريقك.. انتظام حركة السيارات على أغلب الطرق والشوارع الرئيسية بالقاهرة والجيزة
  • دار الكتب تستعرض إنجازاتها بمناسبة مرور 155 عاما على إنشائها
  • رانيا فريد شوقي تحيي ذكرى محمود الجندي بكلمات مؤثرة