خوفاً من تجسسها.. قمة "للذكاء" في بريطانيا دون الصين
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
وسط القلق المتزايد بشأن التجسس واسع النطاق من قبل بكين على الحكومات الغربية، يعتزم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك منع المسؤولين الصينيين من حضور جزء من قمة لسلامة الذكاء الاصطناعي تعقد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
فقد دعت الحكومة البريطانية الصين بالفعل لحضور القمة التي من المقرر أن تعمل على تشكيل نهج المجتمع الدولي في التعامل مع الذكاء الاصطناعي لسنوات قادمة، بحسب صحيفة "غارديان" البريطانية.
وأثارت الدعوة بعض الانتقادات في أعقاب الكشف الأخير عن اعتقال باحث برلماني في وقت سابق من هذا العام للاشتباه في تجسسه لصالح الصين.
في حين قالت مصادر لصحيفة "الغارديان" إن المسؤولين الصينيين قد يُسمح لهم بحضور اليوم الأول من القمة التي تستمر يومين فقط، ويرجع ذلك جزئياً إلى القلق بشأن أنشطتهم التجسسية، ولكن ليس كنتيجة مباشرة للاعتقال.
وكانت الدعوة إلى بكين واحدة من أكثر العناصر حساسية في التخطيط للقمة، حيث تحدث سوناك عن أهمية التعامل مع بكين، والتقى مؤخراً برئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، على هامش مجموعة العشرين في دلهي، حيث ناقش الاثنان الذكاء الاصطناعي من بين قضايا أخرى.
دعوة ليوم واحد بدل يومينويبحث المسؤولون البريطانيون خيار دعوة الصين لحضور يوم واحد فقط من اليومين، حيث يكثف خبراء الاستخبارات تحذيراتهم من أن البلاد تقوم بعمليات تجسس واسعة النطاق في المملكة المتحدة وأماكن أخرى.
ففي نهاية الأسبوع الماضي، تبين أنه تم اعتقال باحث برلماني للاشتباه في تجسسه لصالح بكين على الرغم من أن المصادر قالت إن الجدل حول دعوة الصين ليوم واحد فقط من قمة الذكاء الاصطناعي لم يكن مرتبطاً بهذه التطورات.
يذكر أن الاستخبارات البريطانية كشفت العام الماضي عن قضية كريستين لين، وهي عملية للحكومة الصينية "شاركت في أنشطة تدخّل سياسي نيابة عن الحزب الشيوعي الصيني، من خلال محاورة أعضاء البرلمان" في لندن.
وأعلنت لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم البريطاني أنّ الصين كانت تستهدف المملكة المتحدة، في يوليو/تموز الماضي.
القبض على متهمين بالتجسسكذلك أكدت الشرطة البريطانية أن عناصر شرطة مكافحة الإرهاب المكلفة بالتحقيق في التهديدات على الدولة وقضايا التجسس أوقفت رجلَين في 13 مارس/آذار الماضي، للاشتباه في انتهاكهما للمادة الأولى من قانون الأسرار الرسمية لعام 1911.
وألقي القبض على الأول في منطقة أكسفورد، والآخر في أدنبره، وقالت شرطة لندن إنه تم إطلاق سراحهما بانتظار اتخاذ خطوة جديدة مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل، دون مزيد من التفاصيل.
في حين كان الرجل الثاني على اتصال بنواب من حزب المحافظين الحاكم أثناء عمله مساعداً في البرلمان، وكان من بين هؤلاء وزير الأمن السابق توم توغندات، ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس العموم أليشيا كيرنز، بحسب صحيفة "صنداي تايمز".
وأفادت الصحيفة بأن هذا الرجل بريطاني عمل في السياسة الدولية، بما في ذلك العلاقات مع بكين، وسبق أن عمل في الصين.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News سوناك الصينيينالمصدر: العربية
كلمات دلالية: سوناك الصينيين الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
تقرير أممي يحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي على الوظائف
توقعت وكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) أن يشهد سوق الذكاء الاصطناعي نموًا كبيرًا ليصل حجمه إلى 4.8 تريليون دولار بحلول عام 2033، وهو رقم يقترب من حجم الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا، إحدى أكبر اقتصادات العالم. التحذير جاء ضمن تقرير حديث صدر عن الوكالة، وأشار إلى أن هذه الطفرة التقنية قد يكون لها تأثير مباشر على نحو نصف الوظائف حول العالم.
وبينما يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه محرك لتحول اقتصادي كبير، نبه التقرير إلى مخاطره المحتملة، خصوصًا ما يتعلق بتوسيع الفجوات بين الدول والفئات، ما قد يؤدي إلى تعميق أوجه عدم المساواة، رغم الفرص الواسعة التي يخلقها.
وبحسب التقرير، فإن الذكاء الاصطناعي قد يطال تأثيره نحو 40% من الوظائف عالميًا، معززًا الكفاءة والإنتاج، لكنه يثير القلق من تزايد الاعتماد على التكنولوجيا وإمكانية إحلال الآلة مكان الإنسان في عدد كبير من الوظائف.
وعلى عكس موجات التقدم التكنولوجي السابقة التي أثرت بالأساس على الوظائف اليدوية، يُتوقع أن تتركز تأثيرات الذكاء الاصطناعي على المهن المعرفية والمكتبية، ما يجعل الاقتصادات المتقدمة أكثر عرضة للخطر، رغم أنها في موقع أفضل لاستثمار هذه التكنولوجيا مقارنة بالدول النامية.
كما أوضح التقرير أن العوائد الاقتصادية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي عادةً ما تصب في مصلحة أصحاب رؤوس الأموال، وليس العمال، وهو ما قد يُضعف من الميزة النسبية للعمالة الرخيصة في البلدان الفقيرة ويزيد من فجوة التفاوت.