حذرت الدراسة من مخاطر "الغسل الأخضر" (greenwashing) من جانب الشركات الراغبة في المجاهرة بخططها من أجل بلوغ "الحياد الكربوني" (صورة رمزية)

خلصت دراسة جديدة نُشرت نتائجها أمس الجمعة (15 أيلول/سبتمبر 2023) إلى أن مشاريع حماية الغابات من عمليات قطع الأشجار "ليست أدوات مناسبة" لتوليد أرصدة كربون من المفترض أن تسمح للشركات بتعويض انبعاثاتها من غازات الدفيئة.

 منذ أشهر، يسلط باحثون ووسائل إعلامية الضوء على قطاع ائتمان الكربون، الذي تعرّض لانتقادات بسبب أساليبه المشكوك فيها التي تزيد من مخاطر "الغسل الأخضر" (greenwashing) من جانب الشركات الراغبة في المجاهرة بخططها من أجل بلوغ "الحياد الكربوني".

مختارات هل يمكن أن تقدم الفطريات حلًا "مدهشا" لتغير المناخ؟ اتفاقية أوروبية لحظر الواردات المساهمة في إزالة الغابات ضريبة الكربون .. هل سيدفع أثرياء العالم ثمن إضرارهم بالبيئة؟ دراسة: تراجع قدرة النباتات على امتصاص الغازات السامة

تناول عشرات الباحثين، معظمهم من جامعة بيركلي في كاليفورنيا، المنهجيات الأربع التي تعتمدها "فيرا" Verra، وهي أكبر هيئة لشهادات ائتمان الكربون في العالم، في إصدار هذه الشهادات. يمثل الرصيد الواحد طناً واحداً من ثاني أكسيد الكربون، إما تمت إزالته من الغلاف الجوي من خلال زرع الأشجار أو مُنع من الدخول إلى هذا الغلاف من خلال تجنب إزالة الغابات.

وقد أتت استنتاجات الدراسة الممولة من منظمة "كاربون ماركت ووتش" ("مراقبة سوق الكربون") غير الحكومية، واضحة، إذ بيّنت أن "مشاريع خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها في البلدان النامية (REDD+) ليست مناسبة لتوليد أرصدة الكربون". وأشارت الدراسة إلى أن "التكوين الحالي لسوق ائتمان الكربون ليس فعالاً في الحد من إزالة الغابات وحماية السكان المحليين". بالتفصيل، طبّق الباحثون منهجيات "فيرا" الأربعة على مشاريع عدة لحماية الغابات من خلال معايير مختلفة.

وخلص الباحثون إلى أنه على الرغم من المتطلبات المحددة للحصول على الشهادة، فإن "المرونة التي خصصتها فيرا للأشخاص الذين يطورون هذه المشاريع" تسمح لهم باختيار الفرضيات الأكثر فائدة من أجل المبالغة في عدد أرصدة الكربون المرتبطة بها.

في الواقع، تعتمد هذه المنهجيات على معايير يصعب تقويمها، تشمل إزالة الغابات التي كان من الممكن أن تحدث لو لم يتم تنفيذ المشروع، أو القدرة الحقيقية للأشجار على امتصاص الانبعاثات أو حتى المخاطر التي تتكبدها الغابة (الحرائق المحتملة أو الجفاف المرتبط بالاحترار). وبذلك، لاحظ الباحثون وجود فروق ذات دلالة إحصائية في عدد الاعتمادات المخصصة تبعاً للمنهجية المستخدمة والفرضيات المعتمدة لاحقاً.

والأسوأ من ذلك أن "المدققين" الذين من المفترض أن يتحققوا من امتثال المشاريع لمعايير فيرا "يعتقدون أن دورهم يتمثل في التأكد من أن طريقة حساب الانبعاثات" تحترم الإطار الذي فرضته الهيئة وليس التحقق مما إذا كانت النتيجة "دقيقة"، أو إذا كانت التقديرات "حذرة" بما فيه الكفاية.

وأقر معدّو الدراسة بأن هيئة "فيرا" حدّثت منهجياتها في آب/أغسطس عبر إضافة "تحسينات كبيرة" لم تؤخذ في الاعتبار في دراستهم، لكنهم قالوا إن "تغييرات إضافية جوهرية لا تزال ضرورية لتجنب المبالغة في إصدار أرصدة الكربون". وبعد تحقيق بشأن "فيرا" نشرته صحيفة "ذي غارديان" البريطانية في كانون الثاني/يناير، استقال المدير الإداري للهيئة ديفيد أنتونيولي في أيار/مايو.

ز.أ.ب/خ.س (أ ف ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الحياد الكربوني حماية البيئة إزالة الغابات الاحتباس الحراري ثاني أكسيد الكربون التغيرات المناخية دراسة علمية التغير المناخي حرائق فيضانات أعاصير الاحترار ارتفاع درجة حرارة الأرض الحياد الكربوني حماية البيئة إزالة الغابات الاحتباس الحراري ثاني أكسيد الكربون التغيرات المناخية دراسة علمية التغير المناخي حرائق فيضانات أعاصير الاحترار ارتفاع درجة حرارة الأرض إزالة الغابات أرصدة الکربون

إقرأ أيضاً:

دراسة حديثة تسلط الضوء على فوائد تطعيم الأطفال والمراهقين ضد كوفيد

خلُصت دراسة حديثة نشرتها "مجلة ذا لانسيت لصحة الأطفال والمراهقين"، اليوم الأربعاء، إلى أن تطعيم الأطفال والمراهقين ضد كوفيد يعد مؤشرا جيدا للصحة العامة، حيث وجدت أن المرضى الشباب أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية بعد الإصابة الفعلية بالفيروس من التعرض لآثار جانبية بعد التطعيم.


ونقل موقع "زون بورس" الإخباري الفرنسي عن الدراسة المنشورة أن الإصابة الأولى بكوفيد لدى من تقل أعمارهم عن 18 عاما ترتبط بمخاطر صحية نادرة لكنها خطيرة تستمر لعدة أشهر، وذلك استنادا إلى بيانات سابقة من ملايين المرضى البريطانيين الشباب خلال الفترة بين عامي 2020 و2022.


وفي المقابل، تقول الدراسة: "تقتصر المخاطر التي تتم ملاحظتها بعد التطعيم الأول على الفترة التي تلي التطعيم مباشرة، وهي أقل بكثير من تلك التي تتم ملاحظتها بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد (سارس كوف -2)، مشيرة إلى لقاح فايزر.
وتقدم هذه الدراسة بعض الإجابات على سؤال حساس للغاية منذ بداية جائحة كوفيد في 2020 "هل ينبغي تطعيم الشباب، بالنظر إلى أن المخاطر المرتبطة بعدوى فيروس كورونا المستجد (سارس -كوف2) تبدو أقل بكثير من مخاطر كبار السن؟"…..


وتجيب الدراسة أنه يمكن للقاحات فايزر وموديرنا - الذي غاب إلى حد كبير عن حملات التطعيم - أن تسبب، في حالات نادرة، مشكلات في القلب؛ ومع ذلك، فإن مخاطر الإصابة بأمراض القلب الناجمة عن الاصابة بعدوى كوفيد أعلى بكثير، حتى لدى الشباب، من تلك المرتبطة بلقاح فايزر. وأدرج مؤلفو الدراسة "الانسدا الخثاري، وقلة الصفيحات الدموية، والتهاب عضلة القلب، والتهاب التامور" بين هذه المضاعفات.


وخلصوا إلى أن هذه النتائج "تدعم فكرة أن الاستمرار في تطعيم الأطفال والشباب إجراء فعال للصحة العامة".


ومع ذلك، بينما تمكن الباحثون من تقييم عواقب العدوى لدى جميع من تقل أعمارهم عن 18 عاما، إلا أنهم قاموا بذلك فقط بالنسبة للتطعيم لمن تتراوح أعمارهم بين 5 و18 عاما، نظرا لندرة إعطاء اللقاح للأطفال الاقل من 5 اعوام.


بدوره، أوضح طبيب الأطفال آدم فين - الذي كان مستقلا عن الدراسة - من خلال رد لمركز الإعلام العلمي في المملكة المتحدة :"إن الأهم من ذلك هو أن هذه النتائج تتعلق بسلالات كوفيد التي كانت منتشرة آنذاك، وليست بالسلالات الأقل خطورة المنتشرة في الوقت الحالي". 


ففي فرنسا، على سبيل المثال، يُسمَح بتطعيم الأطفال والمراهقين ضد كوفيد ويُعفَى من تكاليفه، لكن لا تشجعه السلطات الصحية تحديدا، فهي تستهدف في المقام الأول الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طباعة شارك دراسة حديثة صحة الأطفال تطعيم الأطفال والمراهقين ضد كوفيد إعطاء اللقاح للأطفال

مقالات مشابهة

  • كوب 30: هل يساعد صندوق البرازيل الجديد الغابات الاستوائية للأبد للحد من إزالة الغابات؟
  • دراسة تهز علم الفلك الحديث .. هل بدأ الكون في التباطؤ؟
  • دراسة تحذر: تلف القلب في منتصف العمر قد يزيد مخاطر الخرف لاحقا
  • دراسة تكشف عيبين في نظام الصيام المتقطع
  • دراسة: ارتفاع مقلق في صعوبات الذاكرة والتركيز بين البالغين
  • لماذا نصدق الأكاذيب؟ دراسة تكشف أسرار الخداع في الدماغ البشري
  • دراسة تؤكد منافع تطعيم الأطفال والمراهقين ضد كوفيد-19
  • دراسة حديثة تسلط الضوء على فوائد تطعيم الأطفال والمراهقين ضد كوفيد
  • دراسة: مضاد حيوي شائع قد يقلل مخاطر الفصام
  • دراسة:أكثر من 3 ملايين سنة من عمر البشر اختفت في الحرب الإسرائيلية على غزة