الجزيرة:
2025-01-10@23:25:50 GMT

هل يقود قيس سعيد تونس نحو عزلة دبلوماسية مع أوروبا؟

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

هل يقود قيس سعيد تونس نحو عزلة دبلوماسية مع أوروبا؟

تونس- يخشى مراقبون في تونس من دخول البلاد مرحلة عزلة دبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي (الشريك الاقتصادي الأول لها) بعد منع وفد من البرلمان الأوروبي من دخول أراضيها لأسباب سياسية، فيما يرى آخرون أن تونس لم ترتكب خطأ في ممارسة سيادتها على أرضها ورفضها التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية.

وفي سابقة تاريخية منعت السلطات التونسية أول أمس الخميس وفدا من خمسة برلمانيين من لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي من دخول البلاد، كان من المقرر أن تمتد زيارتهم من 14 إلى 16 سبتمبر/أيلول الحالي، للاطلاع على الوضع السياسي الراهن والاتصال بمكونات من المعارضة والمجتمع المدني.

وأحدث هذا المنع غضبا داخل البرلمان الأوروبي الذي سارع لاستنكار ما وصفه بـ"سلوك غير مقبول من قبل النظام التونسي"، وطالب في بيان بتقديم شرح مفصل عن سبب هذا المنع.

في المقابل، لم تقدم السلطات التونسية أي معلومات عن مبررات هذا المنع.

وأوضح البرلمان الأوروبي أن زيارة الوفد كانت متابعة لبعثة تقصي الحقائق التي أرسلتها لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان إلى تونس في أبريل/نيسان 2022، عندما أبدى قلقه إزاء ما اعتبره تراجعا سياسيا في ما يتعلق بمعايير الديمقراطية وحقوق الإنسان جراء التدابير الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو/تموز 2021.

وذكّر البرلمان الأوروبي في بيانه بأن الاتحاد الأوروبي يشدد -منذ إعلان سعيد عن تدابيره الاستثنائية- على أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية في تونس تتطلب بشكل عاجل إجراء حوار وطني شامل لا يمكن من دونه تحقيق آفاق تنمية سياسية واقتصادية مستقرة، حسب البيان.

خطأ دبلوماسي

وفي هذا السياق، قال القيادي بحزب التيار الديمقراطي المعارض هشام العجبوني إن المنع خطأ دبلوماسي فادح لم يحصل حتى زمن دكتاتورية الرئيس زين العابدين بن علي، معتبرا أن سياسة الرئيس قيس سعيد ستضع البلاد في عزلة دبلوماسية.

وفي حديثه للجزيرة نت أضاف العجبوني "يبدو أن قيس سعيد نسي أن أكثر من 70% من المبادلات التجارية لتونس تتم مع الاتحاد الأوروبي الشريك الاقتصادي الأول لها"، مبينا أن قرار المنع هو علامة من علامات الانغلاق الذي يتبعه الرئيس قيس سعيد، مما ستكون له انعكاسات سيئة على البلاد.

وأشار العجبوني إلى حالة الغضب المتصاعدة داخل الاتحاد الأوروبي، سواء من برلمانيين أو أحزاب سياسية، بعضها نعت النظام التونسي بالدكتاتوري والمستبد، في إشارة إلى تصاعد التضييق على المعارضة التونسية والزج بأغلب قياداتها من الصف الأول في السجون بتهمة التآمر على أمن الدولة دون أدلة.

ومنذ 11 فبراير/شباط الماضي نفذت السلطات التونسية حملة توقيفات شملت قادة وناشطين في المعارضة التي تعتبر الإجراءات الاستثنائية التي فرضها الرئيس "انقلابا على دستور الثورة (دستور 2014) وتكريسا لحكم فردي مطلق"، فيما يراها فريق آخر "تصحيحا لمسار ثورة 2011".

تضييق الخناق

من جهته، قال الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي إن من حق تونس أن تمارس سيادتها الوطنية على أراضيها "لكن ليس بهذه الطريقة"، لافتا إلى حق هؤلاء البرلمانيين الأوروبيين دخول تونس -بقطع النظر عن صفاتهم- على اعتبار أن تونس لا تفرض عليهم شروط التأشيرة.

وفي حديثه للجزيرة نت يرى العبيدي أن وزارة الخارجية التونسية لم تقم بدورها الحقيقي لتطويق المشاكل الدبلوماسية وتغليب الحوار ومد جسور التواصل على التشنج في تعاطي الدولة مع الأطراف الخارجية والداخلية، مقدرا أن تتجه تونس نحو عزلة دبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي إذا استمر النظام التونسي بهذه القطيعة.

ولم يستبعد العبيدي حدوث تداعيات سلبية على تونس التي تمر بأزمة مالية خانقة بسبب مصاعب الاقتراض من الخارج، وتعطل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، خاصة أن الاتحاد الأوروبي يعتبر الشريك الاقتصادي الأول لتونس وتربطه بها اتفاقيات عدة تمنح حوافز لتصدير المنتجات الصناعية والفلاحية، ومنها زيت الزيتون.

وحذر العبيدي من إمكانية تضييق الخناق على التحويلات المالية بالعملة الصعبة للتونسيين المقيمين بأوروبا والذين يمثلون 80% من المغتربين التونسيين، مشيرا إلى تعالي بعض الأصوات المطالبة داخل الاتحاد الأوروبي بإلغاء بعض الاتفاقيات مع تونس.


استبداد أم سيادة وطنية؟

بدورها، انتقدت جبهة الخلاص الوطني المعارضة قرار المنع، معتبرة أن تلك الخطوة مسيئة للعلاقة بين تونس والاتحاد الأوروبي، ولا يبررها سوى توجس السلطة من القلق المتزايد في الأوساط الأوروبية إزاء تدهور حالة الحريات في تونس، خاصة أن الوفد البرلماني قد أدرج في جدول زيارته الالتقاء بممثلين عن عائلات المساجين السياسيين وجمعيات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة.

كما عبر رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسام الطريفي عن رفضه قرار المنع، وقال في تصريح إعلامي إن تونس دخلت مرحلة الاستبداد وإن العمل السياسي فيها انتهى.

في المقابل، قال الناشط السياسي أحمد الكحلاوي إن النظام التونسي لم يرتكب أي خطأ بممارسة السيادة الوطنية على أراضي الدولة التونسية ومنع أطراف أجنبية من التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، مشيرا إلى أن الوفد الأوروبي سعى إلى لقاء "أطراف في المعارضة لفظها الشعب التونسي"، بحسب وصفه.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف الكحلاوي متسائلا "إلى متى سنستمر في السماح للوفود الأجنبية بالتدخل في شأننا الداخلي تحت غطاء الدفاع عن حقوق الإنسان؟ هل كان التدخل العسكري بليبيا وسوريا والعراق من أجل حقوق الإنسان؟"، مشيرا إلى أن هناك تحاملا على الرئيس قيس سعيد من الخارج لأنه يسعى إلى بناء السيادة الوطنية.

واعتبر الكحلاوي أن دعوة الاتحاد الأوروبي للحوار الوطني "لا معنى لها لأن هناك جبهتين متناقضتين، واحدة مكونة من أحزاب حكمت طوال السنوات العشر الماضية وخربت البلاد، وبين جبهة يقودها الرئيس قيس سعيد ويساندها الشعب لبناء مشروع سيادي وطني مصمم على التعويل على الذات وليس على الخارج".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البرلمان الأوروبی الاتحاد الأوروبی الرئیس قیس سعید

إقرأ أيضاً:

هل تستطيع أوروبا مواجهة تحديات الغاز مع حلول فصل الشتاء وبعد توقف الإمدادات الروسية؟

بعد توقف تدفق الغاز الروسي عبر أوكرانيا في بداية العام الجديد، بدأت المخاوف تتصاعد بشأن استقرار إمدادات الغاز في أوروبا. ورغم انخفاض مستويات التخزين بشكل كبير، أكدت الجهات التنفيذية في الاتحاد الأوروبي أن التدابير التي اتخذت منذ ثلاث سنوات لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي ساهمت في تفادي أزمة وشيكة.

اعلان

وجاء توقف الإمدادات نتيجة انتهاء اتفاقية نقل الغاز الممتدة لخمسة أعوام بين شركتي "غازبروم" الروسية و"نافتوجاز" الأوكرانية. لكن الاتحاد الأوروبي، بمساعدة حكوماته الوطنية، بذل جهودًا حثيثة خلال السنوات الأخيرة لتأمين مصادر وطرق بديلة للإمداد، مما خفف من حدة التأثير.

الاتحاد الأوروبي يستورد بالفعل كميات قياسية من النفط الخام والمنتجات البترولية المكررة الأمريكية، حيث تشكل أكثر من 20٪ من إجمالي صادرات النفط الأمريكية حتى الآن هذا العام. ترامب هدد الاتحاد الأوروبي بفرض تعريفات جمركية ما لم يشترِ المزيد من النفط الأمريكي.

وأظهرت البيانات الأخيرة انخفاض مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي من حوالي 95 مليار متر مكعب في بداية نوفمبر إلى 75 مليار متر مكعب فقط، وهو ما يعادل ربع الاستهلاك السنوي في المنطقة. ورغم ذلك، صرحت آنا-كايسا إيتكونن، المتحدثة باسم السلطة التنفيذية للطاقة في الاتحاد الأوروبي، أن مستويات التخزين الحالية لا تزال عند 70%، ما يجعلها أعلى من المتوسط المسجل قبل الحرب.

Relatedاستعدوا لشتاء قارس وأسعار خيالية على وقود التدفئة والسبب.. نقص إمدادات الغاز والتوتر السياسيزيارة مثيرة لمسؤول أوروبي إلى موسكو.. فيتسو يناقش مع بوتين إمداد الغاز الروسي وأزمة أوكرانيا وسط تضارب في الأرقام.. مولدوفا تحت تهديد وقف إمدادات الغاز الروسي وموسكو تتذرع بوجود ديون لم تُسدّد

في المقابل، انتقدت سلوفاكيا بشدة رفض أوكرانيا تجديد عقد النقل، إذ لا تزال تعتمد، إلى جانب دول مثل المجر والنمسا، على الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب. وأكد رئيس الوزراء روبرت فيكو أن هذا القرار قد يضر بمصالح الاتحاد الأوروبي أكثر من الكرملين، مشيرًا إلى أن القضية ستُناقش في بروكسل خلال الأيام المقبلة.

ومن جانبها، نفت السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي للطاقة وجود أي مشاكل في الإمدادات، مشددةً على أن المحادثات مع الأطراف المتضررة تهدف إلى تعزيز التنسيق وضمان استقرار الإمدادات. وأضافت أن المفوضية تعمل على خارطة طريق تهدف للتخلص التام من الوقود الأحفوري الروسي.

قرار غازبروم بوقف إمدادات الغاز إلى مولدوفا يهدف إلى تقويض الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد. وفي بيان مشترك، تعهدت دول شمال أوروبا بالتعاون مع المفوضية الأوروبية وشركاء آخرين لتعزيز المساعدة الدولية لمولدوفا.

وفي سياق موازٍ، أوقفت روسيا إمدادات الغاز إلى مولدوفا، وهي خطوة وصفها رئيس الوزراء دورين ريسيان بأنها محاولة لزعزعة استقرار بلاده، التي تسعى، مثل أوكرانيا، للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وتواصل المفوضية الأوروبية جهودها لضمان استقرار إمدادات الطاقة عبر خطط استراتيجية تركز على تنويع المصادر وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، ما يجعل الاتحاد الأوروبي أقرب إلى هدفه بتحقيق استقلالية تامة عن الطاقة الروسية.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أسعار الغاز الأوروبي تقفز بعد توقف إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا سلوفاكيا تهدد بقطع الكهرباء عن أوكرانيا ووقف مساعدة لاجئيها بسبب توقف الغاز الروسي توقف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بعد انتهاء اتفاقية النقل السياسة الأوروبيةالاتحاد الأوروبيالحرب في أوكرانيا غاز طبيعياعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب في يومها الـ460: قتلى وجرحى في غزة وإسرائيل تتوغل جنوب لبنان وغارات عنيفة على اليمن يعرض الآن Next قطر تمد "أياديها البيضاء" لتحقيق وعود حكومة محمد البشير بزيادة الأجور يعرض الآن Next إصابات وذعر وآلاف المنازل المدمرة.. الحرائق تخرج عن السيطرة داخل وخارج لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا يعرض الآن Next تحطم طائرة غرب أستراليا يودي بحياة سائح سويسري وآخر دنماركي والطيار يعرض الآن Next كوبا: فقدان 13 جنديًا بعد انفجارات في مقاطعة هولغوين الشرقية اعلانالاكثر قراءة واشنطن تتهم موسكو باللعب على الحبلين في حرب السودان لاستثماراتها في تجارة الذهب ترامب يتوعد بجحيم في الشرق الأوسط ويعلن عن خطط لضم غرينلاند وتغيير اسم خليج المكسيك لـ "خليج أمريكا" سمكة بـ 1.25 مليون يورو: مزاد تاريخي في سوق طوكيو للأسماك الصين: مئات القتلى والجرحى إثر زلزال مدمر في التبت معلومة "ذهبية" وصلت من أحد المقربين.. تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال ند إسرائيل الأول حسن نصر الله اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومضحاياسورياعيد الميلادإسرائيلروسياالحرب في أوكرانيا دونالد ترامبتحطم طائرةأمازون (شركة)طوارئبشار الأسدجو بايدنالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • أوروبا تقدم 3 مليار يورو لأوكرانيا من أصول روسية مجمدة
  • قيس سعيد: ضرورة رد اعتبار شهداء تونس
  • أوروبا تردّ على رغبة ترامب في ضم غرينلاند
  • الاتحاد الأوروبي يشتري كميات قياسية من الغاز الروسي في 2024
  • خبير: الرئيس السيسي بنى سياسة خارجية ترتكز على التعاون مع أوروبا
  • الرئيس السيسي: قبرص واليونان كانتا منبر مصر في الاتحاد الأوروبي
  • هل تستطيع أوروبا مواجهة تحديات الغاز مع حلول فصل الشتاء وبعد توقف الإمدادات الروسية؟
  • أسطورة هولندا يقود عملاق آسيوي لمونديال كأس العالم القادم
  • مدرب جديد يقود منتخب نيجريا
  • من الفراغ إلى المنع.. ما الذي تغير على الحدود السورية اللبنانية؟