QNB يتوقع استمرار الركود في أمريكا خلال النصف الثاني من 2024 نتيجة اختلالات الاقتصاد
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
توقع بنك قطر الوطني QNB أن يؤدي النشاط القوي في الولايات المتحدة الأمريكية، مقترنا بضيق أسواق العمل، وانخفاض الطاقة الفائضة، إلى موجة أخرى من ارتفاع التضخم، تجبر البنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأمريكي) على مزيد من جولات رفع أسعار الفائدة.
وقال QNB في تقريره الأسبوعي : إنه لا ينبغي تجاهل الإشارات التي يوفرها انعكاس منحنى العائد، حيث يوجد حاليا ما يكفي من اختلالات في الاقتصاد الأمريكي، والتي قد تحول دون حدوث هبوط ناعم، وأن تؤدي في نهاية الأمر إلى ركود خلال النصف الثاني من عام 2024.
وأشار التقرير إلى أن نمو الاقتصاد الأمريكي تجاوز التوقعات في الأشهر الأخيرة، ما دعم الطلب العالمي خلال فترة الضعف المرتبطة بالركود الصناعي، رغم تشديد السياسات النقدية، وتزايد عدم اليقين الجيوسياسي، مبينا أنه يمكن ملاحظة ذلك من خلال مؤشر "سيتي للمفاجآت الاقتصادية" بالولايات المتحدة، الذي يلخص كيف تجاوزت إصدارات البيانات الاقتصادية توقعات المحللين، أو خالفتها على مدى فترة من الزمن، وقد ظلت المفاجآت الإيجابية تهيمن على المفاجآت السلبية منذ أواخر 2022.
وأضاف، في الواقع، ليس صعبا العثور على مؤشرات اقتصادية كلية ومالية تدعم سيناريو صعود معدلات نمو الاقتصاد الأمريكي في الوقت الراهن، فقد انتعشت أسعار الأسهم بقوة واقتربت من أعلى مستوياتها على الإطلاق، وينمو الناتج المحلي الإجمالي حاليا بوتيرة تتجاوز الإمكانات، وتحوم معدلات البطالة حول أدنى مستوياتها منذ عدة عقود، ومع ذلك، ينبغي اتخاذ نهج أكثر دقة عند النظر في البيانات، حيث تميل بعض المؤشرات إلى إطلاق إشارات تحذير قبل حدوث أي مشكلة.
وأشار التقرير إلى أن سندات الخزانة الأمريكية التي تتأثر بتطورات الاقتصاد الكلي تشير إلى سياق أكثر تعقيدا، فقد انعكست مقاييس مختلفة في منحنى العائد الحكومي الأمريكي، الذي يمثل فرق العائد بين الأدوات المتشابهة التي لها آجال استحقاق مختلفة، فعلى سبيل المثال، تحول الفارق القياسي بين سندات الخزانة لأجل 10 سنوات وأسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى مستوى سلبي في ديسمبر 2022، قبل تراجعه أكثر في المنطقة السلبية في الأشهر الأخيرة، ويعد هذا الفارق القياسي مؤشرا رئيسيا للركود، حيث أن انخفاض العائدات طويلة الأجل يعني انخفاض توقعات النمو، وارتفاع العائدات قصيرة الأجل يعني تشديد السياسة النقدية، وقد ظهرت هذه الإشارة قبل فترات الركود السبعة الأخيرة التي حدثت في الولايات المتحدة منذ أوائل الستينيات، وهي بمثابة تحذير يسبق بدء الركود بعام أو عامين.
ويرى تقرير البنك أنه مع استقرار النمو واعتدال التضخم، يتجه المستثمرون ومحللون نحو موقف متفائل، ما يعني أن الولايات المتحدة يمكنها تجنب الركود، ويرجع ذلك إلى الاعتقاد بأن السلطات الأمريكية تقوم بعملية تشديد متقنة، حيث يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بموازنة السياسة لتحقيق السيناريو الأمثل للهبوط الناعم، أي مزيج من السياسات التي تعمل على اعتدال النمو بما يكفي لدفع التضخم مرة أخرى إلى مستوى 2 % ، المستهدف دون التسبب في أي ضغط كبير على الطلب.
وبحسب التقرير فإن هذا الموقف مفرط في التفاؤل، لاسيما وأنه تاريخيا، لم يتمكن الاحتياطي الفيدرالي من احتواء التضخم الجامح مع تحقيق هبوط ناعم، فخلال دورات التشديد السابقة، كانت إجراءات السياسية النقدية إما غير قوية بما فيه الكفاية، مما أدى إلى ارتفاع معدل التضخم بشكل مدمر، أو سرعان ما أصبحت متشددة للغاية، مما أدى إلى انكماش اقتصادي أكثر تجليا.
ونظرا لقوة أسس الاقتصاد الأمريكي وسلامة الأوضاع المالية للأسر في الولايات المتحدة، توقع التقرير تسارعا لنمو الاقتصاد الأمريكي خلال الأشهر القليلة المقبلة، ووفقا لنموذج الناتج المحلي الإجمالي (GDPNow) الخاص ببنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، والذي يقدر النمو في الوقت الحقيقي باستخدام بيانات عالية التردد، يبلغ النمو في الولايات المتحدة 4.1 % في الربع الثالث من عام 2023، أي أكثر من ضعف معظم تقديرات اتجاه النمو، فقد زادت تصاريح البناء، كما ارتفعت نوايا الإنفاق الرأسمالي، وتشير نسبة الطلبيات الجديدة إلى المخزون الخاصة بمؤشر مديري المشتريات إلى نقطة تحول في دورة التصنيع نحو وضع التوسع خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ويعتقد التقرير أن مشاركة العمال في سن مبكرة في القوى العاملة تجاوزت مستويات ما قبل الجائحة، ومن ثم، ما لم يتباطأ الطلب على العمالة، وعليه سترتفع الأجور الحقيقية، ولن يكون هناك مجال كبير لزيادة المعروض من العمالة، وبالمثل، فإن استخدام الطاقة الانتاجية يسير على قدم وساق، حيث يتجاوز متوسطه على المدى الطويل بأكثر من 2.5 % ، مما يشير إلى أن المساحة المتاحة على جانب العرض محدودة للغاية لاستيعاب الطلب المتزايد.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: بنك قطر الوطني الاحتیاطی الفیدرالی فی الولایات المتحدة الاقتصاد الأمریکی
إقرأ أيضاً:
8.5 مليار درهم قيمة مساهمة مجموعة «أدنيك» في الاقتصاد الوطني خلال 2024
أبوظبي (الاتحاد)
بلغ إجمالي مساهمة مجموعة أدنيك في الاقتصاد الوطني 8.5 مليار درهم خلال عام 2024، متجاوزةً الرقم المسجل في العام السابق والبالغ 7.4 مليار درهم.
يعكس هذا الإنجاز الدور المتنامي للمجموعة في دفع عجلة النمو الاقتصادي ودعم الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات لبناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة.
وقال حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك إن عام 2024 كان محطة بارزة في مسيرة مجموعة أدنيك شهدنا خلاله تحقيق إنجازات استثنائية عبر جميع قطاعات أعمالنا وهذه النجاحات هي ثمرة الدعم المستمر من قيادتنا الرشيدة التي تُمكّننا من مواصلة الإسهام في تعزيز النمو الاقتصادي لأبوظبي وترسيخ مكانتها العالمية.
وأضاف أن نتائج عام 2024 تعكس التزام مجموعة أدنيك الراسخ بتقديم قيمة كبيرة للمساهمين والشركاء في القطاعين الحكومي والخاص، إلى جانب تفاني فريق العمل في الابتكار والاستدامة والتميز وبينما نتطلع إلى المستقبل، نواصل تركيزنا على تحقيق تأثير إيجابي محلياً وعالمياً، بما ينسجم مع رؤية الإمارات للتنمية الاقتصادية المستدامة.
وشهد عام 2024 استحواذ مجموعة أدنيك بنجاح على «رويال كاتيرينج» ومركز التصميم للأعمال في لندن، مما وسّع محفظتها إلى أربعة مرافق عالمية، وعزز حضورها في الأسواق الدولية ويؤكد هذا الإنجاز التزام المجموعة بتطوير الكفاءات وتقديم أداء متميز عبر جميع قطاعات أعمالها.
وحافظت مجموعة أدنيك على تركيزها على الاستدامة عبر فوزها بجائزة الشيخ حمدان بن زايد البيئية وأصبح مركز أدنيك أبوظبي أول مركز فعاليات في الشرق الأوسط يعمل بالطاقة النظيفة مما يشكل معياراً جديداً للريادة البيئية في المنطقة.
وأطلقت المجموعة منتج «تيرا تايل»، وهو منتج مبتكر للأرضيات المستدامة المصنوعة من مخلفات المعارض، مما يعكس التزامها بتعزيز الاستدامة في صناعة الفعاليات.
واستضافت مرافق مجموعة أدنيك التي تشمل مركز أدنيك أبوظبي، مركز أدنيك العين، وإكسل لندن، أكثر من 1000 فعالية خلال عام 2024، مع حضور قياسي تجاوز 5.4 مليون زائر، وهو الرقم الأعلى في تاريخ المجموعة.
ومن بين الإنجازات البارزة في العالم الفائت، استكمال توسعة مركز إكسل لندن، ليرتفع إجمالي مساحته إلى 270,000 متر مربع.
واستضاف مركز أدنيك أبوظبي أكبر وأبرز نسخ الفعاليات الرئيسية مثل معرض أبوظبي الدولي للقوارب، وأسبوع الغذاء العالمي، ومعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية.
من جهتها واصلت «شركة كابيتال للفعاليات»، ذراع تنظيم الفعاليات لمجموعة أدنيك، تحقيق نتائج مميزة حيث تم إبرام صفقات بقيمة 10 مليارات درهم خلال المعارض التي تنظمها، مما يعزز ريادتها في قطاع إدارة الفعاليات.
واستقبلت فنادق مجموعة أدنيك رقماً قياسياً من النزلاء بلغ 1,531,000 نزيل، في حين قدمت كابيتال للضيافة 40 مليون وجبة في45 موقعاً، إلى جانب إدارة 2200 فعالية، من بينها أكبر إفطار جماعي استضافته المجموعة لـ 8000 ضيف.
وحققت «كابيتال 360 لتجارب الفعاليات» عاماً ناجحاً، مدفوعاً بالتوسع الإقليمي والفوز بمشاريع رئيسية، بما في ذلك مشاريع في المملكة العربية السعودية ودولة قطر.
وواصلت «شركة سياحة 365»، الذراع السياحية لمجموعة أدنيك أداءها القوي من خلال تقديم خدماتها لـ350,000 مسافر، وتوفير250,000 ليلة فندقية، مما يمثل أفضل أداء لها منذ تأسيسها.
وواصلت «تو فور 54»، إحدى شركات مجموعة أدنيك، توسيع خدماتها عبر إطلاق استوديوهين متطورين في «ياس كريتيف هب» إلى جانب دعم 34 إنتاجاً سينمائياً ضخماً في المنطقة والعالم عبر مبادرة «تواصل».
ونجحت المجموعة في الخروج الناجح من استثمار «زين إتش آر»، محققة عائدا استثماريا بنسبة 300%.
وتجسد إنجازات مجموعة أدنيك لعام 2024 أداءً استثنائياً في القطاعات السبعة الأساسية للمجموعة، التي تشمل المرافق والفعاليات والضيافة والأطعمة والمشروبات والخدمات والسياحة والإعلام، وتحقق هذا النجاح بفضل جهود المجموعة في الابتكار والتوسع والاستدامة.
ومع دخول عام 2025، تؤكد مجموعة أدنيك التزامها بمواصلة دعم رؤية أبوظبي للتنوع الاقتصادي والتنمية المستدامة، من خلال استكشاف فرص جديدة للنمو والتوسع عبر قطاعاتها الأساسية، مما يعزز مكانتها كإحدى أبرز المجموعات العالمية في قطاعات الفعاليات، الضيافة، والسياحة.