حوار بمن حضر.. هل أصبح هذا السيناريو تحصيلاً حاصلاً؟!
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
مبدئيًا، لم تفرز زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الثالثة إلى بيروت أيّ تغيير في المواقف التي كانت مُعلَنة سلفًا، خصوصًا في ما يتعلق بمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية، التي تبيّن أنّها جاءت "متناغمة ومتكاملة" مع الجهود الفرنسية، لا على "الطرف النقيض" منها، حيث لمس الرجل الانقسام الحاصل بين قوى مرحّبة بالمبادرة ومتحمّسة لها، وقوى أخرى متحفّظة عليها ورافضة لمنطقها.
ومع أنّ لودريان أعلن منذ اللحظة الأولى لوصوله دعمه لمبادرته الرئيس نبيه بري، بل "مباركته" لها، تحت شعار "الحوار ثم الحوار ثم الحوار"، ومع أنّه سعى أيضًا لإقناع مختلف الأطراف بالمشاركة، مع تقديمه "ضمانات شخصية" بأنّ الحوار سيعقبه جلسات انتخابية مفتوحة لا تنتهي إلا بانتخاب رئيس، إلا أن المعترضين بقوا على معارضتهم، رافعين شعار "لا للحوار قبل انتخاب رئيس".
إزاء هذا الانقسام، نُسِب للودريان قوله ردًا على سؤال لاحد النواب إنّه "يعتقد" أن الرئيس بري سيذهب في نهاية المطاف إلى "حوار بمن حضر"، وهو سيناريو يبدو مطروحًا في الساحة السياسية، ولو أنّ له "شروطه"، فهل أصبح فعلاً مثل هذا الحوار، الذي قد يعتبره البعض "منقوصًا"، الملاذ الأخير، وبالتالي "تحصيلاً حاصلاً"؟ وماذا لو لم يفرز هذا الحوار "المحدود" أيّ اتفاق أو تفاهم؟ هل يتحقّق عندها "وعد" الجلسات المفتوحة؟
الخيار غير محسوم
صحيح أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري ماضٍ كما يقول المطّلعون على الكواليس، بمبادرته الحوارية، على الرغم من الأصداء "السلبية" التي أحاطت بها في بعض الأوساط، ولا سيما لدى قوى المعارضة المسيحية، وفي مقدّمها حزبا "القوات" و"الكتائب"، وصحيح أنّه مبادرته "انتعشت" بعدما تظلّلت بالرعاية الفرنسية الواضحة، خلافًا لكلّ الإشاعات التي حاول البعض بثّها للترويج لوجود "تصادم" بينه وبين الفرنسيّين.
وصحيح أيضًا أنّ الفرنسيين أوحوا بأنّ دعمهم لهذه المبادرة ليس "أحاديًا"، بل إنّه يعبّر عن موقف المجموعة الخماسية بشأن لبنان بأسرها، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية وقطر التي يُنتظَر وصول موفد منها إلى بيروت الأسبوع المقبل، لكنّ الصحيح أيضًا أنّ خيار الذهاب بـ"حوار بمن حضر" إذا ما بقيت القوى المعترضة على موقفها، ليس محسومًا بعد، ولو أنّه مطروح بجدية في الأوساط السياسية كما يقول العارفون.
يوضح هؤلاء أنّ الرئيس نبيه بري يدرس خياراته في هذا السياق، وهو لن يقدم على أيّ خطوة ما لم تكن محسوبة جيّدًا، علمًا أنّ موقف "التيار الوطني الحر" يبقى حاسمًا في هذا الإطار، وهو الموقف الذي لا يطمئنّ له بري كثيرًا، ولو أنّ الوزير السابق جبران باسيل أكّد للودريان ترحيبه بأيّ حوار واستعداده للمشاركة فيه، علمًا أنّه قبل أيام قليلة "شكّك" بفحوى مبادرة بري، وطالب بـ"ضمانات" قبل حسم إمكانية التجاوب معها من عدمه.
سيناريوهات "ما بعد" الحوار
لكنّ الذهاب إلى "حوار بمن حضر"، ولو حضر "التيار الوطني الحر"، يطرح بدوره العديد من علامات الاستفهام، في حال بقيت أحزاب المعارضة على موقفها الرافض، ولو "خرقه" بعض المستقلّين في صفوفها، كما "الحزب التقدمي الاشتراكي"، فهل يكفي فعلاً مثل هذا الحوار للوصول إلى مَخرَج للأزمة؟ وهل يكفي التفاهم بينهم، إذا تمّ، من أجل انتخاب رئيس، رغم أنّ بعضهم يرفع منذ اليوم الأول شعار رفض "فرض" أي فريق للرئيس على الآخرين؟!
ثمّة من يردّ على هذه الأسئلة بطريقة "معاكسة"، عبر التذكير بأنّ قوى المعارضة هي التي "استثنت" نفسها من الحوار والتوافق، وبالتالي فإنّ حُجّة "الفرض" ساقطة هنا، طالما أنّها "أقصت نفسها"، ولم "يقصِها" أحد، لكن في المقابل ثمّة من يسأل عن مدى القدرة على "ترجمة" التفاهم في حال عدم "تصديق" القوى المقاطعة له، ولا سيما إذا ما استخدمت "سلاح" النصاب الذي تقول إنّها قادرة على "التحكّم به"، شأنها شأن الفريق الآخر.
وعلى الطرف "النقيض" من هذه التساؤلات، ثمّة من يسأل عمّا إذا كانت الجلسات المفتوحة "المضمونة" ستتحقّق إن فشل الحوار في الوصول إلى تفاهم، ولا سيّما أنّ هذا المطلب هو مطلب المعارضة في الأساس، فهل سيقدّمه له "الثنائي الشيعي" على طبق من فضّة إذا ما قاطع الحوار، بل إنّ هناك من يعتقد أنّ الحوار بمن حضر قد "يسقط" بسبب هذا الاعتبار، فـ"الثنائي" سيتمسّك بمشاركة الجميع كـ"ثمن مقابل" للجلسات المفتوحة، إن حصلت.
لا تبدو فكرة "الحوار بمن حضر" للكثيرين الحلّ المثالي للأزمة المستفحلة، باعتبار أنّ من شأنه "تعقيد" الأزمة، لا "تسهيلها"، سواء أفرز تفاهمًا ما في صفوف المشاركين فيه، أم انتهى إلى "لا اتفاق". بالنسبة إلى هؤلاء، لا حلّ إلا بحوار جامِع وشامِل، يضع حدًا لـ"عنتريات" البعض وشروطهم، وكأنّ المطلوب "تسخين" الوضع، بما يسمح برفع الأسقف التفاوضية قبل الجلوس على الطاولة، وهو ما يخشاه الكثيرون عمليًا!
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: نبیه بری
إقرأ أيضاً:
النيل للإعلام بالفيوم يختتم حملة "حوار مع الشباب" بلقاء مع طلاب الخدمة الاجتماعية
اختتم مركز النيل للإعلام بالفيوم التابع لقطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للإستعلامات فعاليات الحملة التى أطلقها قطاع الإعلام الداخلى برئاسة الدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع وذلك لتعزيز الحوار مع الشباب لشرح القضايا الوطنية وترسيخ روح الانتماء والولاء للوطن والعمل على التصدى للتحديات التى تواجه الأمن القومى المصرى حيث اختتمت الحملة بتنفيذ لقاء حوارى اليوم مع طلاب كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الفيوم تحت عنوان " بناء الوعى ومواجهة الشائعات، بحضور الدكتور أحمد حسنى عميد الكلية، الدكتورة نادية عبد العزيز حجازى وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع، محمد هاشم مدير مركز النيل، حنان حمدى مدير برامج مركز النيل، شيماء الجاحد مسئول المتابعة بالمركز.
بدأ اللقاء بمقدمة حول الموضوع بكلمة حنان حمدى والتى أكدت فيها على أهمية المرحلة الراهنة وما تشهده المنطقة والعالم من تطورات وصراعات متلاحقة وعلى الجانب الآخر ما تقوم به الدولة والقيادة السياسية من إنجازات ومشروعات قومية فى كافة المجالات لدفع عجلة التنمية وهو ما يتطلب تعزيز الحوار والتواصل مع الشباب للتعريف بمنجزات الوطن وترسيخ روح الانتماء وتعزيز التماسك المجتمعى والتأكيد على أهمية بناء وعى الشباب لمواجهة التحديات والتصدى الشائعات .
وأوضح محمد هاشم أن هذا اللقاء يأتي فى ختام الحملة التى أطلقها قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للإستعلامات لتعزيز الحوار والتواصل مع الشباب لدعم القيم الوطنية وترسيخ روح الانتماء والولاء للوطن والتعريف بالإنجازات القومية والعمل على تشجيع المشاركة الإيجابية والتفاعل المجتمعي المتواصل الذي يؤدي إلى مزيد من التماسك الوطني، وهو أمر ضروري فى الفترة الراهنة والتأكيد على أهمية الحفاظ على الأمن القومى والتصدى الشائعات.
وتناول الدكتور أحمد حسنى التعريف بحجم التحديات التى تواجه الدولة فى المرحلة الراهنة ومحاولات التشكيك فى الانجازات القومية والتشكيك فى المؤسسات والرموز الوطنية من خلال بث الشائعات وطالب الشباب بضرورة الوعى الحقيقى للتصدى لتلك التحديات.
كما شدد على ضرورة البحث عن المعلومة من مصادرها الرسمية لافتا إلى أن هذه الفترة تحتاج إلى ترابط وتلاحم كل مؤسسات المجتمع وفئاته مشيرا إلى أن الدور الكبير للشباب باعتبارهم عنصر كبير فى معادلة الحفاظ على الوطن .
وأكد على أهمية الوعى والمعرفة فى تشكيل الوجدان والسلوك قائلا " أن المعرفة والعلم هم الفيصل فى بناء الأمم الواعدة والقادرة على مواجهة التحديات " .
وتابع أن هناك مخططات لضياع مصر والنيل منها باعتبارها قلب المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط وأوضح أن الهدف من ذلك إسقاط العرب جميعا عن طريق مصر المدافع الأول عن القضايا العربية.
كما استعرض أيضا دور الشعب المصرى على مدارتاريخه فى الوقوف خلف دولته ومواجهة الأزمات والتحديات ودائما ما يثبت هذا الشعب قوة الوحدة واللحمة الوطنية للدفاع عن الوطن ومقدراته .
وتناول التعريف بمفهوم الشائعات بأنها أخبار زائفة تنشر في المجتمع بشكل سريع وتتداول بين العامة ظنا منهم على صحتها، وتفتقر الشائعات عادة إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار، وتشكل خطرا كبيرا يهدد استقرار الدولة وأمن أجهزتها، وتخلق حالة من الفوضى والبلبلة في المجتمع، وهو ما يتطلب أهمية الوعى باعتباره خط الدفاع الأول لمواجهة الشائعات وحذر من خطورة الشائعات والتى تكمن فى خلق الخلل في المجتمع وبث عدم الثقة في الدولة ومؤسساتها ورموزها الوطنية فهى أحد أهم وسائل حروب الجيل الرابع والتى تتسم بالحروب الباردة التى تستهدف العقول وتفكيك المجتمعات من الداخل واكد على دور الأجهزة الرسمية وتوفير المعلومات الصحيحة من خلال وجود متحدث رسمى في كل الهيئات لدحض الشائعات بصورة سريعة قبل انتشارها مطالبا بضرورة أن يتم ذلك في إطار منظومة قانونية إعلامية.
وفى سياق متصل اكدت الدكتورة نادية حجازى على أهمية الحصول على المعلومة من مصادرها الرسمية وتحرى الدقة فى الحصول على المعلومة وأشارت إلى الدور الكبير للشباب فى النهوض بالمجتمع.
واشارت أيضا إلى أهمية الوعى والتفكير النقدى لدى الشباب للتفرقة بين ماهو حقيقى وما هو مزيف ومغلوط واكدت على أهمية التواصل الدائم وفتح قنوات الحوار مع الشباب لخلق جيل واعى قادر على بناء الوطن ومواجهة التحديات وثمنت الدور الكبير الذى يقوم به مركز النيل بالتعاون مع الجامعة لرفع وعى الطلاب وترسيخ قيم الولاء والانتماء وتعزيز مشاركة الشباب فى العمل العام بما يعود بالنفع على الشباب أنفسهم وعلى الوطن كله.
وفى ختام اللقاء قدمت شيماء الجاحد الشكر للطلاب وكلية الخدمة الاجتماعية على التنسيق الجيد لهذا اللقاء والتفاعل الجيد والتعاون المثمر بين مركز النيل للإعلام والكلية خاصة وجامعة الفيوم بصفة عامة لرفع الوعى لدى الطلاب وغرس القيم الوطنية وتعزيز المشاركة الإيجابية للشباب والتأكيد على أهمية بناء الوعى .
هذا وقد أوصى الطلاب بضرورة تأهيل الشباب للعمل السياسى من خلال التوسع فى برامج التدريب والتأهيل بكافة المحافظات كما تم التوصية بأهمية التوسع فى برامج ريادة الأعمال وتأهيل الشباب لسوق العمل كما أوصوا بضرورة الرقابة على بعض المنصات الإعلامية التى تروج للأفكار والمعلومات المغلوطة
النيل للإعلام بالفيوم يطلق حوارا مجتمعيا حول القضايا الوطنية مع طلاب السياحة الرياضية 4db1a25b-dc1c-4684-9fd4-6ac7729c0620 15f06a08-fcae-49fc-a6f9-c1e14a498bb7 79e2667b-b023-4a89-adeb-44b43532c2a1 743fa2dd-57fc-4e22-b37d-8107f84148a9 2279ea69-52b4-408f-9862-1c8ca70ae00a 5796d5c8-9498-4214-a61b-07a5e947cc13 c3047fdb-677e-46df-8147-3bc86de3d1e3 f6078144-37d5-4e82-b102-101fe353f8ad fc898dd2-d9d2-41d8-8128-f03073ec6210