فرضت القوى الغربية والولايات المتحدة المزيد من العقوبات على إيران، مما سلط الضوء على وحشية إيران في الذكرى السنوية الأولى لوفاة ماهسا أميني. 

كما أصدرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي سلسلة من البيانات أعربت فيها عن دعمها للشعب الإيراني والنساء الإيرانيين وأدانت الحكومة بسبب العنف ضد سكانها.

 

وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن في بيان: “أنا وجيل ننضم إلى الناس في جميع أنحاء العالم في تذكرها، وكل مواطن إيراني شجاع قُتل أو جُرح أو سجن على يد النظام الإيراني بسبب مطالبته السلمية بالديمقراطية وكرامته الإنسانية الأساسية”. 

وتم القبض على أميني، 22 عامًا، لأن شرطة الحجاب شعرت أن شعرها لم يكن مغطى بشكل صحيح. 

وقد أصيبت على رأسها أثناء احتجازها وتوفيت في المستشفى في 16 سبتمبر 2022. 

وخرج الناس إلى الشوارع في حالة من الغضب وعدم التصديق، أولًا في مدينة سقز، مسقط رأس ماهسا في إقليم كردستان، ثم في جميع أنحاء إيران. 

وقُتل أكثر من 500 شخص واعتقل عشرات الآلاف في الأسابيع التي تلت ذلك، مع توحيد قوات الشرطة المسلحة والبلطجية الموالين لإنقاذ النظام من أخطر تحد شعبي لسلطته منذ عام 1979.

في ذكرى ماهسا والاحتجاجات المناهضة للنظام التي استمرت لأشهر في إيران، أعلنت حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عن جولات جديدة من العقوبات التي ستستهدف بعض من أفظع منتهكي حقوق الإنسان في إيران، على حد تعبير الرئيس بايدن. 

ومن بين الأشخاص الذين فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليهم، أعضاء رفيعو المستوى في الحرس الثوري الإيراني، ورئيس منظمة السجون الإيرانية، ومسؤولون مرتبطون بحظر الإنترنت الذي تفرضه إيران. 

وكانت القناة الإنجليزية الحكومية، برس تي في، واثنتين من وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني (فارس وتسنيم) مدرجة في القائمة أيضًا. 

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إنها ستتخذ المزيد من “الإجراء الجماعي ضد أولئك الذين يقمعون ممارسة الإيرانيين لحقوقهم الإنسانية”. 

وفرضت بريطانيا عقوبات منفصلة على كبار المسؤولين فيما يتعلق بفرض الحجاب الإلزامي، بما في ذلك وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، الذي اتخذ إجراءات ضد الممثلات والشركات لتحدي الحجاب الإلزامي.

ويوجد أيضًا على قائمة المملكة المتحدة عمدة طهران، والمتحدث باسم الشرطة، الذي هدد بحجز المركبات التي يختار سائقها أو ركابها عدم تغطية شعرهم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: العقوبات إيران الولايات المتحدة

إقرأ أيضاً:

السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا

لا يُمكن فصل السّيَاسات الدولية اليوم تجاه فلسطين أو تجاه كافة دول العالم الإسلامي عن الموقف من الإسلام في حد ذاته. تحكم السياساتِ الدولية بشكل عامّ مصالح وصراعاتٌ اقتصادية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالعالم الإسلامي يُلاحَظ أن هناك عاملا خفيا يُغلِّف كل هذه السياسات له علاقة بكون هذه الدولة بها غالبية من المسلمين أم لا، بغضِّ النظر عن المذهب أو طبيعة نظام الحكم أو التاريخ أو الجغرافيا لتلك الدولة.

في آخر المطاف تجد اتفاقا بين الدول الغربية في أسلوب التعامل مع أي منها يقوم على فكرة مركزية مفادها ضرورة إذعان هذه الدولة للنظام العالمي الغربي والقَبول بهيمنة القواعد المتحكِّمة فيه وعدم الخروج عنها بأيِّ صفة كانت، وإلا فإنها ستُحارَب بكافة الوسائل والطرق. لا يهم إن كانت هذه الدولة فقيرة مثل الصومال أو غنيّة مثل السعودية أو تركيا أو إيران. جميعهم في نظر السياسات الغربية واحد، فقط هي أساليب التعامل مع كل منهم التي تختلف. بعضهم يحتاج إلى القوة وآخر إلى الحصار وثالث إلى التّهديد ورابع إلى تحريك الصراعات الداخلية إلى حد الاقتتال وسادس إلى إثارة خلافات حدودية مع جيرانه… الخ، أي أنها ينبغي جميعا أن تبقى في حالة توتر وخوف وقلق من المستقبل.

تكفي نظرة شاملة إلى المساحة الجغرافية التي ينتشر بها المسلمون عبر العالمتكفي نظرة شاملة إلى المساحة الجغرافية التي ينتشر بها المسلمون عبر العالم للتأكد من ذلك، فحيث لا يوجد إخضاع تام من خلال القواعد العسكرية المباشرة والقَبول كرها بخدمة المصالح الغربية، يوجد إخضاع غير مباشر من خلال الحروب الأهلية أو اصطناع الجماعات الإرهابية أو إثارة النّعرات القبلية والعرقية أو تحريك مشكلات الحدود الجغرافية.. نادرا ما تُترك فرصة لِدولة من دولنا لتتحرّك بعيدا عن هذه الضغوط. السيناريوهات فقط هي التي تتبدّل أما الغاية فباستمرار واحدة: ينبغي ألا تستقلّ دول العالم الإسلامي بقرارها، ومن الممنوعات الإستراتيجية أن تُعيد التفكير في مشروع وحدة على طريق جمال الدين الأفغاني في القرن التاسع عشر مثلا!

وهنا تبرز فلسطين كحلقة مركزية في هذا العالم الإسلامي، ويتحدد إقليم غزة بالتحديد كمكان يتكثف فيه الصراع.

ما يحدث في غزة اليوم ليس المستهدَف منه سكان فلسطين وحدهم، إنما كل كتلة العالم الإسلامي المفترض وجودها كذلك. أيّ إبادة لسكان هذا القطاع إنما تحمل في معناها العميق تهديد أي دولة من دول العالم الإسلامي تُريد الخروج عن هيمنة النظام العالمي الغربي المفروض  بالقوة اليوم على جميع الشعوب غير الغربية، وبالدرجة الأولى على الشعوب الإسلامية.. وكذلك الأمر بالنسبة للحصار والتجويع والقهر بجميع أنواعه. إنها ممارساتٌ تحمل رسائل مُوجَّهة لكافة المسلمين ولكافة دول الجنوب الفقير وليس فقط للفلسطينيين في قطاع غزة بمفردهم. محتوى هذه الرسائل واحد: الغرب بمختلف اتجاهاته يستخدم اليد الضاربة للصهيونية في قلب أمة الإسلام، ليس فقط لإخضاع غزة إنما إخضاع كل هذه المساحة الجيوستراتيجية الشاسعة لسيطرته الكاملة ثم إخضاع بقية العالم.
يُخطِئ من يحاول إقناع نفسه بأنه بمنأى عن هذا الخطر! أو أن الغرب هو ضد حماس فقط
وعليه، فإن السلوك المُشتَّت اليوم للمسلمين، وبقاء نظرتهم المُجزّأة للصراع، كل يسعى لإنقاذ نفسه، إنما هو في الواقع إنقاذٌ مؤقت إلى حين تتحول البوصلة نحو بلد آخر يُحاصَر أو يُقَسَّم أو تُثار به أنواع أخرى من الفتن… ويُخطِئ من يحاول إقناع نفسه بأنه بمنأى عن هذا الخطر! أو أن الغرب هو ضد حماس فقط أو ضد حركة الجهاد في فلسطين، ذلك أن كل الاتجاهات الإسلامية هي في نظر الاستراتيجي الغربي واحدة، تختلف فقط من حيث الشكل أو من حيث الحدة والأسلوب. لذلك فجميعها موضوعة على القائمة للتصفية يوما من الأيام، بما في ذلك تلك التي تعلن أنها مسلمة لائكية حداثية أو عصرية!.. لا خلاف سوى مرحليًّا بينها، لا فرق عند الغربيين بين المُعمَّم بالعمامة السوداء أو البيضاء أو صاحب ربطة العنق أو الدشداش أو الكوفية أو الشاش، ولا فرق عندهم بين جميع أشكال الحجاب أو الخمار أو ألوانها في كل بقعة من العالم الإسلامي، جميعها تدل على الأمر ذاته.

وفي هذه المسألة بالذات هم متّحدون، وإن أبدوا بعض الليونة المؤقتة تجاه هذا أو ذاك إلى حين.
فهل تصل الشعوب والحكومات في البلدان الإسلامية إلى مثل هذه القناعة وتتحرّك ككتلة واحدة تجاه الآخرين كما يفعل الغرب الذي يتصرّف بشكل موحد تجاه المسلمين وإنْ تنافس على النيل منهم؟

ذلك هو السؤال الذي تحكم طبيعة الإجابة عنه مصير غزة وفلسطين.. ومادام الغرب يعرف الإجابة اليوم، فإنه سيستمرّ في سياسته إلى حين يقضي الله تعالى أمرا كان مفعولا وتتبدَّل الموازين.

(نقلا عن صحيفة الشروق الجزائرية)

مقالات مشابهة

  • السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
  • ارتفاع عدد قتلى العاصفة القوية التي ضربت الولايات المتحدة إلى 28
  • قائد الحرس الثوري الإيراني يعلق على قضية المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • أهالي حمص في ذكرى الثورة.. الشعب السوري واحد
  • لجنة تقصي الحقائق في أحداث الساحل تجتمع بمحافظ اللاذقية
  • الصين : تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني تعطل بسبب انسحاب الولايات المتحدة منه
  • وزراء خارجية مجموعة السبع يشيدون بالاجتماع الذي عُقد بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في المملكة
  • تقرير: إيران توظف المراقبة الإلكترونية للإبلاغ عن رافضات الحجاب
  • شرخ في جدار الغرب.. الطلاق بين الولايات المتحدة وأوروبا
  • أميركا تفرض عقوبات على وزير النفط الإيراني