أسرار الحب والفراق والألم في ذكرى وفاة الفنان فؤاد المهندس
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
يوم 6 سبتمبر 1924 دوت صرخة عالية تنذر بقدوم طفلًا صغيرًا للحياة.. وفي نفس الشهر يوم 16 انطلقت صرخة أخرى عام 2006 تعلن رحيل هذا الصغير بعد أن تحوّل إلى رجل وشيخ كبير عن الدنيا للأبد بعد 82 عامًا عاشها على وجه الأرض، وبعد أن أصبح اسم فؤاد المهندس، الذي تمر ذكرى وفاته اليوم، واحدًا من رموز الفن الجميل، بأمر جمهوره وعشاقه حمل لقب أستاذ الكوميديا.
في ذكرى وفاة فؤاد المهندس، نرصد حياة طويلة عاشها جمعت بين الحب والفن والألم والفراق.. فيما يخص الحب جمعه القدر بزوجته الأولى وأم ولديه، حتى تسلل العشق إلى قلبه وخطفت نبضاته الفنانة شويكار منذ أول عمل جمعهما سويًا في مسرحية «السكرتير الفني»، ومع تيقنه من أنه أصبح عاشقًا ولهانًا طلب منها صراحة في مسرحية «أنا وهو وهي» الزواج، وتوافق بدورها وتستمر الزيجة لنحو 20 عامًا شكلا خلال هذه الفترة أقوى ثنائيات الزواج في الوسط الفني، ليقع بعدها الانفصال ولكن تستمر صداقتهما حتى النفس الأخير من حياته.
وفاة فؤاد المهندس منذ 17 عاماوفيما يخص الفن.. خرج فؤاد المهندس من عباءة أستاذه نجيب الريحاني الذي عشق المسرح من خلاله ودائمًا ما كان يتبعه أينما حّل، وكانت نصيحته له «اوعى تقلدني» وهو ما انتبه إليه «المهندس» الذي سار على قواعد «الريحاني» دون تقليده، وانطلق بمسيرته الفنية ما بين السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون، ويؤسس لنفسه مدرسته الخاصة التي تحمل إبداعه المميز واسمًا أصبح «براند» في عالم الكوميديا.
أما عن الألم الذي عاشه فؤاد المهندس.. كان قبل وفاته بفترة قليلة، حيث ذاق القلب الباحث عن الحب دومًا مرارة الوجع، وتزيّن الوجه الذي طالما أضحكنا بقسماته وحركاته بالحزن والانكسار، حيث التهمت النيران كل محتويات غرفته داخل شقته الفاخرة في حي الزمالك، الشاهدة على تاريخه الفني الذي مّر عليه نحو 50 عامًا، وحسب ما حكاه نجله محمد المهندس في تصريحات لـ«الوطن» أن النيران اندلعت بسبب ماس كهربائي، واحترقت غرفة الأستاذ التي كانت بمثابة «المعبد» الخاص به.
أحزان فؤاد المهندس تجمعّت في 2006كانت النيران تلتهم جميع المقتنيات من الصور والجوائز ودروع التكريم والأوراق النادرة والسيناريوهات القديمة، بينما كان يجلس أستاذ الكوميديا على فراشه وسط النيران، ينظر إليها باستسلام وبحسرة لا يصدق أن تاريخه الفني يحترق أمام عينيه، حاول المتواجدون معه بالمنزل إخراجه من الغرفة رغمًا عنه، وامتثل لهم بصعوبة، الأمر الذي أثّر سلبًا عليه، وكما يقول نجله «محمد» أن الأيام الأخيرة في حياة فؤاد المهندس كانت قاسية، حيث شعر قبل وفاته بحزن شديد بسبب وفاة سناء يونس التي كانت في مقام ابنته وتلميذته في شهر مايو 2006، وبعدها وفاة صديق عمره عبدالمنعم مدبولي في شهر يوليو من نفس العام.
«خبينا عليه خبر وفاة هؤلاء المقربين لقلبه»، ويشير نجل فؤاد المهندس، إلى أن والده دخل في نوبة حزن شديدة بسبب رحيل أصدقاءه «تعب جدًا» بمجرد أن وصلت إليه المعلومة، وبعدها بأيام احترقت غرفته الخاصة التي كانت تضم كل ذكرياته وقصاصات أوراق لكثير من الأعمال وملابس وأحذية «الحريق التهم كل شئ موجود في الغرفة بأقل من 5 دقائق.. لم يتبق إلا نظارة مكسورة، ولم يستطع أحد أن يخبره بشأنها».
ماس كهربائي ووفاة أقرب الأصدقاءلحظات الفراق عاشها فؤاد المهندس، شعر بقرب نهايته وأن وجوده في الحياة أصبح مسألة وقت، ويضيف نجله «محمد»: تأثر والدي نفسيًا بكل ماحدث، وزهد في الحياة بعد ما أدى رسالته، «كان يمتلك الحاسة السادسة، هذا الأمر جعل أي كلمة تقال يتم مراعتها وطريقة نطقها، ولا نحاول إثارة غضبه، الحقيقة والدي، كان يطلع في النرفزة سريعًا وينزل فورًا، ولا نأخذ وقتًا طويلًا لإرضائه وتهدئته بعد حالة الغضب التي تنتابه لأي سبب».
وأشار نجل فؤاد المهندس، إلى أن والده كان منظما جدًا في حياته وللأشياء التي يمتلكها، ولا يسمح بعدم النظام، أو نقل أي شئ من مكانه دون إذن مسبق منه «يقولي مثلًا افتح الدولاب يا محمد وهات الجاكتة التالتة على الشمال وهات كذا الموجود على اليمين، عارف كل حاجة موجودة فين، ويقولي إعمل كذا وكذا، ويزعل جدًا لو في تغيير حصل بدون إذنه».
وأكد أن والده فؤاد المهندس كان يعتز جدًا بالمنزل الذي عاش فيه منذ عام 1969 بمنطقة الزمالك مع الفنانة شويكار وحتى وفاته عام 2006، «البيت ده عملوا فيه حفلات حضرها كل نجوم مصر، واحنا أطفال نقعد على سلم الدور التاني في البيت ونتفرج مش مسموح ننزل تحت، المنزل لم يكن مكانًا للعمل، وجميع بروفات المسرحيات تكون في المسرح، وفي المنزل يجلس الأستاذ في غرفته لقراءة أي سيناريو يعرض عليه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فؤاد المهندس ذكرى فؤاد المهندس ذكرى ميلاد فؤاد المهندس فؤاد المهندس
إقرأ أيضاً:
بهذه الكلمات.. سماء إبراهيم تحيي ذكرى وفاة والدها
حرصت الفنانة سماء إبراهيم على إحياء الذكرى الـ 34 على وفاة والدها، من خلال منشور لها عبر صفحتها الشخصية على موقع تبادل الصور والفيديوهات "إنستجرام".
ونشرت سماء إبراهيم مقطع فيديو مجمع صور لوالدها: وعلقت عليه: قائلة:" رحمة الله على ابي الغالي
34 عاما على رحيل ابي الغالي ومازال في قلبي لا يفارقني دعواتكم له ولامي واخي بالرحمة والمغفرة ولكل من رحلوا عنا تاركين محبتهم في قلوبنا وادعو الله ان اكون له الابنه الصالحة كما علمني هو وأمي رحمهما الله".
منشور سماء ابراهيم
آخر أعمال سماء إبراهيم
وكان آخر أعمال سماء إبراهيم هو مسلسل "مذكرات زوج" بطولة طارق لطفي، عائشة بن أحمد، خالد الصاوي، سما إبراهيم، إدوارد، عمر الشناوي وسارة الشامي، علي الطيب، جيهان الشماشرجي، حازم إيهاب، فدوى عابد، هناء الشوربجي، الطفل آدم وهدان، الطفلة حبيبة، الطفلة ريتال ظاظا، "بابا المجال" مع مصطفى شعبان، باسم سمرة، نسرين أمين، سوسن بدر، رياض الخولي، سماء إبراهيم، محمود حافظ، أحمد كشك، محمد رضوان، عارفة عبد الرسول، هبه حسن، فرح يوسف، تأليف وإخراج أحمد خالد موسى، وإنتاج شركة الباتروس للإنتاج الفني والتوزيع.
فيلم “مقسوم”
وأيضا فيلم "مقسوم" من بطولة ليلى علوي، شيرين رضا، سماء إبراهيم، سارة عبد الرحمن، عمرو وهبة، ومن تأليف هيثم دبور، وإخراج كوثر يونس، يظهر في الفيلم عدد من ضيوف الشرف منهم سيد رجب وتامر حبيب ومحمد ممدوح والمخرج هاني خليفة وثراء جبيل والمخرج معتز التوني، تدور أحداث الفيلم حول 3 صديقات كان لديهن فرقة موسيقية في التسعينيات تدعى "أميتشي" وهي كلمة إيطالية تعني أصدقاء، لكنهن افترقن لمدة 30 عاما، وبسبب شاب وفتاة قررا في الاحتفال بفندق في أسوان أن يعيدا هذه الفرقة للأضواء من جديد