حذرت أجهزة أمن الدولة الفرنسية، في مذكرة سرية تم تسريبها، من حملة تشهير وتحريض ضد فرنسا عبر حسابات على منصات التواصل الاجتماعي تقودها تيارات إخوانية من داخل وخارج البلاد، مشيرة إلى سيل من الهجمات ضد سياسيين فرنسيين في ظاهرة واسعة النطاق يُشرف عليها أيديولوجيون معتمدون للإسلام السياسي، وباتباع خطة تم التدرب عليها بشكل مثالي.

ونسبت الاستخبارات الفرنسية غالبية الهجمات التحريضية التي تتعرض لها الدولة إلى منظمات دينية خارج فرنسا، منها الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام التي تتبع للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بإشراف تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، والذي يعمل وفق خطة ممنهجة على تشويه سمعة فرنسا من خلال حملة تشهير باللغة العربية، انتقلت إلى بعض القنوات التلفزيونية المحسوبة على جماعة الإخوان خارج المنطقة العربية، وذلك بالإضافة إلى معادوة منظمات تتخذ من موضوع محاربة الإسلاموفوبيا منهجاً لها، شن حملة مماثلة.

وكشفت المذكرة التي سلطت "لو باريزيان" الضوء على مخاطر مضمونها، أن دوائر الدولة قامت بتحليل ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي بعد حظر العباءة كرمز ديني في المدارس الفرنسية من قبل وزير التربية الوطنية غابرييل أتال بدءاً من سبتمبر (أيلول) الجاري، حيث تم ملاحظة وجود مرحلة أولى غير معهودة من ضبط النفس لدرجة الصمت من قبل بعض الشخصيات الدينية، أعقبها بشكل مفاجئ وغريب قبل أيام طوفان من الرسائل والتعليقات عبر الإنترنت.

بالمقابل، حذرت صحيفة "لا كروا" الفرنسية ذات التوجه المحافظ من أن الجدل الدائر حول العباءة يغذيه عدم فهم بأن الهدف هو تعزيز العلمانية في المدرسة، وتفسير خاطئ خطير مفاده أن هذه العباءة هي فقط موضوع ترويج من قبل الجماعات الإسلاموية، داعية في تحقيق لها إلى ضرورة التمييز بدقة بين أولئك الذين يرتدون العباءة كمجرد زي، وبين الإسلام السياسي المتشدد البعيد عن الإسلام الحقيقي.

وأشارت إلى أنه وعلى الرغم من كون غاية القانون الفرنسي الأخير هو التأكيد على حظر أي إشارة واضحة في المدرسة تعكس الانتماء لأي دين مهما كان، إلا أن البعض يرى في ذلك، بوعي أو بغيره، على أنه استفزاز آخر، ويحاول بالتالي زعزعة الاستقرار والعمل على تقويض التعايش في المدرسة.

الزي الموحد والعلمانية

ووسط الجدل المستمر بشأن منع ارتداء العباءة في المدارس الحكومية، أعلنت وزارة التعليم الفرنسية عن وجود دراسة تقترح تجربة ملابس موحدة في مدارس الدولة بدءاً من العام الدراسي 2024-2025، ما قد يسد الطريق على استمرارية اتخاذ العباءة وسيلة إخوانية لمزيد من التحريض والتطرف، باعتبار أن الزي الموحد يشكل آلية لمواجهة كافة المشاكل المدرسية والفروق الاجتماعية ويعمل على تعزيز علمانية البلاد.

تعريف شامل للإسلاموية

ودعت "لا كروا" إلى تبني تعريف شامل للإسلاموية، ينطلق بشكل أساس من أنها فكر وسلوك معادٍ للمجتمع، والذي من شأنه أن يسيطر على الأفراد من خلال نهج جماعي منظم، ذو دوافع دينية وسياسية في ذات الوقت، ويقوده نشطاء ينسقون فيما بينهم، ومع قاعدة اجتماعية كبيرة.

وحذرت الصحيفة الفرنسية في هذا الصدد من محاولات تسييس للعباءة بقيادة أو تنسيق من قبل الإسلامويين، واستغلالهم للخلافات السياسية الداخلية المعلنة والتدخلات المتناقضة لعدد كبير من الجهات الفاعلة في فرنسا، بدءاً من الأحزاب المنقسمة ما بين التأييد أو الرفض، والسياسيين سواء كانوا مع الحظر أم لا.

يذكر أن الحكومة الفرنسية سحبت مطلع العام اعترافها الرسمي بشرعية المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي يسيطر عليه بشكل رئيس تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي وغيره من جماعات الإسلام السياسي، إلا أن المجلس يعمل على إعادة انطلاق جديدة وينتظر فرصة مناسبة لاستعادة دوره الذي بدأ يضعف في السنوات الأخيرة، وهو يجد بالتالي في موضوع العباءة الوسيلة الأفضل لذلك.

وكانت وزارة الداخلية الفرنسية، وبطلب من الرئيس إيمانويل ماكرون، أعلنت إنهاء مهام المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي تأسس منذ 20 عاماً كمحاور وحيد للدولة حول الإسلام، واستبدلته بتأسيس "منتدى الإسلام في فرنسا" كمحاور جديد للحكومة، باعتباره مؤسسة رسمية معترف بها كممثل حقيقي ووحيد للمسلمين في البلادد، ويعمل على منع أي تدخل أو تأثير مالي أو أيديولوجي خارجي على مسلمي وأئمة البلاد، ويؤكد على قضية الحق في الدين والمعتقد بعيداً عن إقحامهما في السياسة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني من قبل

إقرأ أيضاً:

إزالة 7 مزارع سمكية مخالفة على مساحة 56 فدانًا في حملة مكبرة ببورسعيد

نفذت الأجهزة التنفيذية بالمحافظة حملة مكبرة لإزالة التعديات على أملاك الدولة، وذلك ضمن فعاليات الموجة رقم 25 لإزالة التعديات، وذلك في إطار جهود محافظة بورسعيد لاسترداد أراضي الدولة وإنفاذ القانون.

أسفرت الحملة، التي قادها أحمد زغلف، رئيس حي الجنوب، وبمشاركة فعالة من إدارة حماية الأراضي بمديرية الزراعة وقوات الأمن، عن إزالة سبع مزارع سمكية مخالفة أقيمت في حرم الطريق بمنطقة جمعية "الاتحاد الزراعية" الواقعة جنوب بورسعيد، والتابعة للمراقبة العامة بقطاع الاستصلاح. وقد بلغت المساحة الإجمالية للمزارع التي تمت إزالتها نحو 56 فدانًا.

وأكدت الجهات المعنية في المحافظة أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتورطين في هذه المخالفات، مع التشديد على أن حملات الإزالة ستتواصل بشكل دوري ومستمر لمنع ظهور أي تعديات مستقبلية على أراضي الدولة، وذلك حرصًا على صون حقوق الدولة وضمان الاستغلال الأمثل للأراضي المستصلحة.

تأتي هذه الحملة في سياق الجهود الوطنية التي تبذلها الدولة لاسترداد أراضيها والحفاظ على الرقعة الزراعية من التعديات غير القانونية، وتطبيقًا لتوجيهات كل من وزير الزراعة واستصلاح الأراضي واللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، في هذا الشأن.

مقالات مشابهة

  • إزالة 7 مزارع سمكية مخالفة على مساحة 56 فدانًا في حملة مكبرة ببورسعيد
  • ضمان تطلق أول حملة لتعزيز الوعي بالتأمين الصحي على مستوى الدولة
  • السجن 15 عامًا لخلية إخوانية داعشية استخدمت سيدة للتخفي وخططت لتفجيرات بالأعياد
  • الخطاب الجديد للقحاتة: تحريض العالم ضد السودان
  • حملة صينية واسعة تكشف الفجوة بين تكلفة التصنيع وأسعار العلامات التجارية|فيديو
  • الدولة الجذام. شركات الطيران الفرنسية تتجنب التحليق فوق الأجواء الجزائرية
  • أزمة دبلوماسية جديدة| الجزائر تطرد 12 موظفًا من السفارة الفرنسية .. وباريس تتوعد بالرد
  • عاجل | الرئاسة الفرنسية: قرار بطرد 12 من موظفي الشبكة القنصلية والدبلوماسية الجزائرية في فرنسا
  • المخابرات الأردنية تعلن إحباط مخطط تخريبي بعد حملة اعتقالات واسعة
  • باريس تدعو الجزائر إلى العدول عن قرار طرد موظفين في السفارة الفرنسية