زيارة البرهان لتركيا.. ما لم يقله بيان مجلس السيادة الانقلابي
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
قال مجلس السيادة الانقلابي في السودان، إن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بحث في زيارته لتركيا، مسار “العلاقات الثنائية، التعاون الاقتصادي، المساعدات الإنسانية”، فهل هذه فعلاً كل أجندات الزيارة؟.
الخرطوم: التغيير
اختتم قائد الانقلاب في السودان، الجنرال عبد الفتاح البرهان، نهايات الأسبوع الماضي، زيارة قصيرة إلى تركيا، أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبعد أشهر من حصار قوات الدعم السريع، أفلح البرهان الشهر المنصرم، من الخروج من مقر القيادة العامة للجيش، ليبدأ جدول زيارات خارجية شملت (مصر وجنوب السودان وإريتريا ويوغندا) لحشد الدعم والتأييد لوجهة النظر الحكومية (وجهة نظر الجيش) في الحرب التي أكملت شهرها الخامس، وتفسر ما جرى في 15 أبريل بأنه تمرد عسكري يجب التعامل معه بحسم.
وناقشت قمة (البرهان – أردوغان)، طبقاً لوزير الخارجية المكلف، علي الصادق، ملفات (العلاقة التاريخية الوثيقة بين البلدين، وتعزيز التعاون الاقتصادي، وزيادة العون الإنساني).
وأبان الوزير أن البرهان حصل على تأكيدات من تركيا بالمشاركة الفاعلة في إعمار ما دمرته الحرب، والعمل على إنجاح الموسم الزراعي الحالي.
وأودت حرب العسكر في السودان بحياة الآلاف، وشردت ما يزيد عن 5 ملايين شخص من منازلهم، ودمرت البني التحتية في أهم حواضر البلاد (العاصمة الخرطوم)، وعطلت عجلة الاقتصاد في أهم الولايات المنتجة (دارفور وكردفان)، وصولاً إلى إمكانية انزلاق البلاد في حرب أهلية شاملة، لا تبقي ولا تذر.
الزيارة
يقول المحلل الاقتصادي، محمد سر الختم، إن زيارة البرهان إلى تركيا، ذات طابع اقتصادي بحت، ويمكن قراءة ذلك في ملخص الزيارة.
وقال إن السودان في حاجة ماسة إلى العون الاقتصادي، بعد تطاول آجال الحرب، وخسران الخزينة العامة لمعظم إيراداتها، مع عجزها عن الإيفاء بمطلوبات السودانيين المنكوبين، بما في ذلك الأجور والمرتبات.
ولفت إلى أن تحركات البرهان الخارجية، قد تفلح في فك الضوائق الماثلة –ولو جزئياً- من خلال زيادة المساعدات للأسر النازحة التي فقدت معظم مواردها، فيما تعد نقطة دعم الموسم الزراعي مفصلية –على حد قوله- باعتبارها تساعد قطاع كبير من المزارعين في مواصلة أنشطتهم، وتسهم كذلك في توفير ولو نسبة ضئيلة من محاصيل الأمن الغذائي، لا سيما في ظل عجز البنوك عن تمويل الأنشطة الزراعية والاقتصادية بعد النكبة التي تعرضت إليها من جراء الحرب.
وشهدت المناطق المنكوبة بالحرب، خاصة الخرطوم، عمليات نهب واسعة للبنوك والمصارف، ما يهدد كثير منها بالإفلاس، وفقدان العملاء لمدخراتهم، خاصة بعد تدمير معظم أنظمتها الإلكترونية.
أبعاد سياسية
يطالب الباحث السياسي في الشؤون الدولية، عبد العال كمال الدين، بترك البيانات الرسمية الخاصة بزيارة البرهان إلى تركيا، والتحول إلى ما لم تقله الزيارة.
وقال إن الزيارة في أحد أهم أبعادها، تعكس اتجاه حكومي للتجهيز لمركز جديد للمفاوضات، خاصة في ظل الزيارات الوثيقة التي تربط أردوغان بطرفيِّ النزاع في السودان.
ونوه إلى أن تلك الفرضية يسندها بقوة، حالة التعثر التي تصاحب العملية التفاوضية في منبر جدة، وبروز عدة أطروحات إقليمية، وهو ما يمهد بدخول تركيا كطرف في هذه المعادلة.
جدير بالذكر إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يمتلك علاقات وثيقة بتنظيم الأخوان المسلمين، ولا تزال أنقرة تحتضن عدداً كبيراً من قادة نظام المخلوع البشير الملاحقين في قضايا واتهامات تتصل بممارسة الفساد والانتهاكات، فما هو أثر ذلك على خططها للعب دور سياسي في السودان.
يجيب كمال بأن التجربة أثبتت بأن البرهان وأردوغان –على حدٍ سواء- يمتازان بالبراغماتية، وبالتالي إن اقتضت المصالح، فقد يتم إبعاد الإسلاميين عن الأراضي التركية أسوة بما جري لقادة التنظيم المصريين، وإن لم تمض الأمور كما يريد الجنرال، فحينها سيعمل على الاستفادة من رجالات المخلوع في بلاد خلافة العثمانيين.
أهداف عسكرية
هل يمكن أن تكون زيارة البرهان إلى تركيا انقضت دون مناقشة ملفات عسكرية؟ ويرد عبد العال كمال، إن الزيارة بلا شك قد ناقشت دعم الجيش السوداني.
وقال إن الدعم حتى وإن لم يكن مباشراً، فقد يكون من خلال مراقبة الحدود السودانية الليبية، وقطع خط الإمداد الخاص بقوات الدعم السريع عبر ليبيا، ويقوده أبرز خصوم أنقرة هناك، وحليف حميدتي: الجنرال خليفة حفتر.
يذكر أن تركيا سلمت الجيش السوداني، مسيرات من نوع بيرقدار، ويجري استخدامها في المعركة الحالية، إنفاذاً لاتفاق بين الطرفين سبق اندلاع العملية العسكرية.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: زیارة البرهان فی السودان إلى ترکیا
إقرأ أيضاً:
عشرات القتلى في ود عشيب السودانية.. واتهامات لـالدعم السريع بالوقوف وراءها
اتهمت تقارير سودانية، الأربعاء، قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة" بحق المواطنين في قرية "ود عشيب" بولاية الجزيرة وسط السودان، مما أسفر عن مقتل 42 شخصا وإصابة العشرات.
وقال بيان لـ"مؤتمر الجزيرة"، وهو كيان مدني تشكل بعد سيطرة قوات الدعم على ولاية الجزيرة في ديسمبر الماضي، إن الأخيرة ارتكبت "مجزرة مروعة بحق المواطنين"، الثلاثاء.
وأضاف البيان أن أهالي القرية يعانون من "حصار" قوات الدعم السريع ومن "تعدياتها المستمرة التي تسببت في كارثة إنسانية لا تقل أبداً عن تلك التي تسببت بها في مدينة الهلالية، وراح ضحيتها 26 مواطنا جراء الجوع والمرض".
وتواصلت "الحرة" مع متحدث باسم قوات الدعم السريع للحصول على تعليق، الذي لم يرد حتى موعد نشر الخبر.
اتهامات جديدة لـ"الدعم السريع" بقتل مدنيين في الجزيرة السودانية كشفت تقارير سودانية محلية، السبت، مقتل 23 مواطنا بإحدى قرى ولاية الجزيرة على يد قوات الدعم السريع، في استمرار للاتهامات التي تواجهها المجموعة التي دخلت في حرب مع الجيش منذ أبريل 2023.وطالما تنفي قوات الدعم السريع استهداف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، وتقول إنها تستهدف "مجموعات مسلحة موالية للجيش".
يذكر أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وافق، الإثنين، على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة، وذلك خلال لقاء جرى بينهما في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.
من جانبه، عبّر المبعوث الأميركي الخاص للسودان عن سعادته بزيارة السودان، مبيناً أنها (الزيارة) "تحمل رسالة واضحة من الولايات المتحدة بأنها تقف بجانب الشعب السوداني، مثلما كان يحدث دائماً خلال العقود الماضية".
البرهان يوافق على مقترحات المبعوث الأميركي لحل الأزمة السودانية وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة السودانية، خلال لقاء جرى بينهما، الإثنين في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.وأوضح أنه عقد اجتماعات "مثمرة" مع البرهان، وقادة المجتمع المدني وفريق الأمم المتحدة الإنساني.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد دان في الأول من نوفمبر الجاري، الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، داعيا إلى وقف إطلاق النار لحماية المدنيين.
وأصدر غوتيريش بيانا، أعرب فيه عن استيائه الشديد بشأن التقارير التي أفادت بأن "أعدادا كبيرة من المدنيين قُتلوا واحتجزوا وشُردوا، وبأن أعمال العنف الجنسي ارتكبت ضد النساء والفتيات، كما نُهبت المنازل والأسواق وأُحرقت المزارع".