الزيارة العلنية الأولى لأنصار الله الحوثية إلى السعودية، هل من حل للقضايا العالقة؟
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
جاءت الزيارة العلنية الأولى لحركة أنصار الله الحوثية إلى السعودية بناء لدعوة من الرياض لاستكمال النقاشات واللقاءات، والتي تتوسط فيها مسقط، إذ كان آخر لقاء بين الأطراف المعنية في أبريل/نيسان في سلطنة عمان.
وتستحوذ هذه الزيارة على أهمية خاصة إذ أنها الأولى التي يقوم بها وفد من حركة أنصار الله إلى المملكة العربية السعودية منذ بدء الحرب في اليمن عام 2015.
وصل وفد من حركة أنصار الله برئاسة محمد عبد السلام إلى الرياض. عبد السلام وفي تصريح صحفي قبيل مغادرته صنعاء، أكد أن الوفد سيبحث الملفات الإنسانية وشؤونا اقتصادية أخرى مع الجانب السعودي وصولا إلى الحل السياسي الشامل.
وأشار عبد السلام إلى أن المفاوضات تتم مع دول “التحالف” والمجتمع الدولي والجانب السعودي.
وكان وفد عماني قد وصل إلى صنعاء حيث اجتمع مع الجانب اليمني قبل أن يصحبه على متن طائرة عمانية مساء الخميس باتجاه الرياض.
وبحسب نصر الدين عامر رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” القريبة من حركة أنصار الله، فقد أشار في مقابلة مع بي بي سي نيوز عربي، إلى أن زيارة الوفد ستستمر أياما عدة إذ من المنتظر أن يناقش المجتمعون أكثر من ملف، على رأسها رفع ما وصفه بالحصار عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء، وصرف رواتب موظفي حكومة حركة أنصار الله إضافة إلى ملفات الأسرى والمعتقلين وإعادة الإعمار.
وأضاف عامر أن الهدنة يمكن أن تتحقق في حال حصل تقدّم في الملف الإنساني، لافتا إلى أن ذلك يتطلب خطوات عملية وإلا فإن الأمور ستراوح مكانها، بحسب تقديره، لافتا إلى أن الشعب اليمني لن يظل مكتوف الأيدي، بل سيُضطر لاتخاذ خيارات أخرى قد يكون الحل العسكري واحدا منها.
وكانت الرياض قد أعلنت عن هذه الزيارة إلا أنها وضعتها في إطار المساعي للتوصل إلى وقف لإطلاق نار دائم وشامل والتوصل إلى حل سياسي مستدام ومقبول من الأطراف اليمنية كافة.
وكان ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان قد زار سلطنة عمان قبل أيام، وذلك بعد مشاركته في اجتماعات قمة مجموعة العشرين التي عقدت في الهند. وربط مراقبون هذه الزيارة التي وصفها الديوان الملكي السعودي بالـ “الخاصة” بالمشاورات المتعلقة بالأزمة اليمنية إذ أنها كانت إشارة سعودية على دعم الجهود العمانية في المسألة اليمنية.
المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية د. سالم اليامي أشار في مداخلة مع بي بي سي نيوز عربي إلى أن وفدا سعوديا رفيعا برئاسة وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان ومشاركة مسؤولين عسكريين انضموا من الرياض إلى ولي العهد في زيارته إلى مسقط، في إشارة واضحة إلى أن اللقاء مع سلطان عمان هيثم بن طارق تطرق إلى الملف اليمني، ذلك أن الأمير خالد هو المسؤول بشكل مباشر عن كل ما يتعلق بالمسألة اليمنية كونه وزيرا للدفاع.
واعتبر اليامي أن زيارة وفد أنصار الله إلى السعودية مرتبطة بحراك دولي وأممي، يتمثل بجولات مكوكية لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ والمبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ، إضافة إلى الرعاية العمانية. ولم يخف اليامي في حديثه إلى بي بي سي نيوز عربي أثر العقبات التي تقف حجر عثرة أمام عملية السلام الشامل وهي ملفات تتعلق بحرية التنقل بين المحافظات اليمنية، الميزانية العامة للدولة، حركة الموانئ والمرافق الحيوية وأمور أمنية أخرى لا تقل أهمية.
وعما إذا كانت هذه الزيارة ستؤتي ثمارها، قال اليامي: ” ثمة ارتياح يحوم حول هذه الزيارة بخلاف المرات السابقة”، رابطا ذلك بالتقدّم الكبير الذي طرأ على العلاقات السعودية الإيرانية وشارحا أن “المصالحة السعودية مع إيران كانت بمثابة البداية الحقيقية للتأثير على مواقف حركة أنصار الله”.
واعتبر المستشار السعودي السابق أن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى السعودية أظهرت أن طهران أصبحت أكثر مرونة في استخدام ما تملك من أوراق على الجانب اليمني، بحسب تعبيره، واصفا تلك الزيارة بالمهمة والمفصلية إذ حملت خطابا مختلفا عن الخطابات السابقة.
الحكومة اليمنية رحبت بجهود المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والمساعي الأممية والدولية الهادفة لدفع ما سمّتها بـ “المليشيات الحوثية” نحو التعاطي الجاد مع دعوات السلام، وجدّدت استمرار نهجها المنفتح على المبادرات كافة الرامية الى إحلال السلام العادل والشامل، “وفقا للمرجعيات الثلاث، وبما يضمن انهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، والامن والاستقرار والتنمية في اليمن”، بحسب بيان صادر عن الحكومة اليمنية.
بموازاة ذلك، رحّبت الولايات المتحدة الأميركية بوصول وفد من حركة أنصار الله الى الرياض إذ قال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان في بيان إن بلاده تفخر بتقديم دعمها الدبلوماسي لجهود السلام في اليمن بالتنسيق مع الأطراف اليمنية والأمم المتحدة، ودعا سوليفان جميع أطراف الصراع إلى وضع حد للحرب.
بي بي سي عربي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: إلى السعودیة هذه الزیارة بی بی سی إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير إسرائيلي: الانتصار في غزة مفتاح التطبيع مع السعودية
قال وزير الشؤون الاستراتيجية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، رون ديرمر، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يعتقد أن جميع الأسرى لدى حركة حماس قد قتلوا، وإنه قام بتصحيح له المعلومات.
جاء ذلك خلال مشاركته في المؤتمر السنوي لشبكة الأخبار اليهودية (JNS)، وفق ما نشرته صحيفة معاريف العبرية.
أوضح ديرمر أن حديثًا جرى مع عائلة أحد الأسرى، تضمن شائعة مفادها أنه هو من أخبر ترامب بأن الأسرى قتلوا، لكنه أكد أن العكس هو ما حدث، قائلاً: "ترامب اعتقد أنهم ماتوا، وأنا صححت له هذه المعلومة".
وفي سياق كلمته خلال المؤتمر، تطرق ديرمر إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، من أبرزها الوضع في سوريا ولبنان، واتفاقيات التطبيع مع دول الخليج، وكذلك مستقبل الحرب في غزة.
وقال ديرمر إن النظام السوري لم يكن يعلم أن نهايته قريبة، في إشارة إلى سقوط بشار الأسد مؤخرًا، معتبرًا أن أحد التحديات التي جرى التعامل معها فورًا بعد سقوطه هو مسار نقل السلاح من إيران إلى داخل سوريا.
أما بشأن الجبهة الشمالية، فأكد ديرمر أنه قدم مبادرة لوقف إطلاق النار في لبنان تضمن بقاء إسرائيل في موقع يمكنها من السيطرة ومنع حزب الله من تجديد القتال مستقبلاً، مشددًا على أن بلاده مصممة على فرض واقع استراتيجي جديد في المنطقة الشمالية.
وفيما يخص الحرب الجارية في قطاع غزة، توقع ديرمر أن تنتهي خلال العام المقبل بـ"انتصار إسرائيلي واضح"، وقال إن تحقيق النصر هو مفتاح لفتح أبواب السلام وتوسيع اتفاقيات إبراهيم مع دول عربية، لا سيما السعودية.
وأضاف: "في الشرق الأوسط، لا تأتي اتفاقيات السلام من الضعف، بل من النصر، الطريق إلى الرياض يمر عبر رفح"، في إشارة إلى أن السيطرة الإسرائيلية الكاملة على جنوب القطاع ستفتح المجال أمام تطبيع سعودي–إسرائيلي.
وتابع حديثه بالإشارة إلى التغيير الكبير الذي شهدته السعودية خلال السنوات الأخيرة، معتبرًا أن من يتحدثون عن إمكانية إحلال السلام عبر التنازلات فقط يتجاهلون الواقع، مشيرًا إلى أهمية قراءة المناهج الدراسية في الدول العربية لفهم توجهاتها الحقيقية.
وفي تطرقه للوضع الفلسطيني، قال ديرمر إن من نتائج غياب العدالة وحقوق الإنسان في المجتمعات المغلقة "كارثة 7 أكتوبر"، وأضاف: "يجب أن نعلّم أطفالنا أن السلام لا يُبنى على الكراهية، وأن حل الصراع مع الفلسطينيين لن يبدأ إلا حين تتوقف فتاة فلسطينية عن مغادرة مدرستها وهي تحمل كراهية في قلبها تجاه اليهود".
وأنهى ديرمر تصريحاته بالقول إن أي تغيير حقيقي في الشرق الأوسط يجب أن يأتي بعد "انتصار حاسم"، مشددًا على أن السلام يأتي بعد النصر وليس قبله، كما كان يقول المؤرخ الراحل برنارد لويس.