طبيعة العلاقة الجنسية قد تكون السبب وراء الانتشار السريع لسرطان شائع!
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
الولايات المتحدة – حدثت زيادة سريعة في معدلات الإصابة بسرطان الحنجرة في الغرب على مدى العقدين الماضيين، لدرجة أن البعض وصفه بالوباء.
ويرجع ذلك إلى الارتفاع الكبير في الإصابة بنوع معين من سرطان الحنجرة يسمى السرطان الفموي البلعومي (منطقة اللوزتين والجزء الخلفي من الحلق).
وكشف الخبراء أن السبب الرئيسي لهذا السرطان هو فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، والذي يعد أيضا السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم.
والآن، أصبح السرطان الفموي البلعومي أكثر شيوعا من سرطان عنق الرحم في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. حيث ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق الاتصال الجنسي. وبالنسبة للسرطان الفموي البلعومي، فإن عامل الخطر الرئيسي هو عدد الشركاء الجنسيين بالدرجة الأولى، وممارسة الجنس عن طريق الفم.
وفي دراسة أجراها هشام مهنا، الأستاذ في معهد علوم السرطان والجينوم، جامعة برمنغهام، شملت نحو 1000 شخص خضعوا لعملية استئصال اللوزتين لأسباب غير متعلقة بالسرطان في المملكة المتحدة، أفاد 80% من البالغين أنهم مارسوا الجنس الفموي في مرحلة ما من حياتهم.
ومع ذلك، يصاب عدد قليل فقط من هؤلاء الأشخاص بالسرطان الفموي البلعومي.
وتقول النظرية السائدة، إن معظمنا قد يصاب بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري ويكون قادرا على التخلص منها تماما. ومع ذلك، عدد قليل فقط من الأشخاص يستطيع التخلص من العدوى، ربما بسبب خلل في جهاز المناعة، حيث يكون الفيروس قادرا على التكاثر بشكل مستمر، وبمرور الوقت يندمج في مواقع عشوائية في الحمض النووي للمضيف، وبعضها يمكن أن يتسبب في أن تصبح الخلايا المضيفة سرطانية.
ودفع هذا العديد من البلدان، بما في ذلك المملكة المتحدة وأستراليا والولايات المتحدة، إلى توسيع نطاق توصياتها الوطنية بشأن التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري لتشمل الأولاد الصغار، فيما يسمى سياسة التطعيم المحايدة جنسياً.
لكن وجود سياسة تطعيم شاملة لا يضمن استهداف الجميع. فهناك نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يعارضون التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري بسبب مخاوف بشأن السلامة أو الضرورة.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فیروس الورم الحلیمی البشری
إقرأ أيضاً:
ما السر وراء تكثيف الولايات المتحدة ضرباتها على جزيرة كمران اليمنية؟
شنت القوات الأمريكية قصفا مكثفا على جزيرة كمران التي تتبع إداريا محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، على مدار أكثر من 10 أيام على الأقل، وهو ما يُثير تساؤلات عدة عن أهمية هذه الجزيرة.
وبالنظر إلى كثافة الغارات الأمريكية على جزيرة كمران، فهل تعد مؤشرا على نوايا الولايات المتحدة السيطرة على هذه الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي على البحر الأحمر؟
الأهمية الإستراتيجية للجزيرة
تعد جزيرة كمران، كبرى الجزر اليمنية في البحر الأحمر وواحدة من ما يزيد عن 40 جزيرة تنتشر قُبالة سواحل الحديدة.
وتقع جزيرة كمران المأهولة بالسكان قبالة ميناء الصليف بمسافة 6 كلم، وتبلغ مساحتها حوالي 100كم2، إذ تشكل حزام أمنيا على الميناء الذي كان يصدر الملح سابقا. فيما تبرز أهميتها الاستراتيجية من كونها تشرف على خطوط الملاحة الدولية المارة من جهتها الغربية في البحر الأحمر.
كما يقع في الطرف الجنوبي من الجزيرة فنار ذو منار دائرية، تم إقامته لتسهيل رؤية السفن العابرة عبر البحر الأحمر.
وحظيت جزيرة كمران بأهمية عبر التاريخ، حيث يوجد فيها الكثير من المعالم الأثرية التي تعكس هذه الأهمية، ولعل أبرزها "قلعة كمران" التي تعد أحد أقدم المعالم الأثرية في الجزيرة، والتي يعود تاريخها إلى فترة الاحتلال الفارسي في العام 620م، والتي مرت بعدد من مراحل الترميم حيث تم تجديدها في العام 1517م أثناء الحملة البرتغالية.
"رصد حركة الملاحة ومركز متقدم"
وتعليقا على هذا الأمر، يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبدالعزيز المجيدي، أنه من خلال موقع الجزيرة، باعتبارها تمثل حزاما أمنيا وعسكريا لميناء الصليف ولسواحل الحديدة، يبدو أنها "تمثل أهمية كبيرة للحوثيين لرصد حركة الملاحة في البحر الأحمر ".
وقال المجيدي في حديث خاص لـ"عربي21"، "بالتأكيد فإن الجزيرة يستخدمها الحوثيون لأغراض عسكرية وكانت فيها حامية عسكرية حكومية قبل الانقلاب ( انقلاب الجماعة على السلطة الشرعية في صنعاء خريف 2014).
وأضاف أنه "ومع حالة العسكرة التي قامت بها المليشيات لمختلف المناطق اليمنية يبدو أن المليشيا كثفت أنشطتها هناك، رغم أن الجزيرة مصنفة كمحمية طبيعية قبل الانقلاب… وقد تكون مركز عمليات متقدم في إطار استهداف الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر، لذلك يكثف الأمريكيون الغارات على الجزيرة".
وتابع الكاتب اليمني بأنه "من المهم الإشارة إلى أن الجزيرة مأهولة وهناك أكثر من عشرة آلاف نسمة، لكن المليشيات الحوثية تحيط هذه الجزيرة وحتى الغارات بالتكتم وليس هناك معلومات ترد عن طبيعة بنك الأهداف الأمريكية في الجزيرة ولا الأضرار الناجمة عن الغارات".
وأشار إلى تركيز الولايات المتحدة على الجزيرة بهذه الكثافة من الغارات، يحتمل عديد تصورات منها أن "تكون الولايات المتحدة رصدت أهداف وأنشطة عسكرية مكثفة للحوثي في الجزيرة" وبالتالي تحاول ضرب تلك الأهداف "بصورة مركزة حتى تتخلص من مركز مهم ربما كان لوجستيا مؤثرا في عمليات الحوثيين البحرية ضد الملاحة".
وأورد الكاتب والسياسي اليمني احتمال أخر، قائلا إنه "من المرجح أن يكون في الجزيرة أهداف ثمينة كخبراء إيرانيين مثلا، أو مركز عمليات إيراني يساعد الحوثيين في توفير المعلومات لشن حربهم على الملاحة".
وأردف: "وبالتالي تكثيف الضربات قد يعني فرض ما يشبه الحصار على حركة الدخول والخروج للجزيرة وتقويض أي قدرة عسكرية للحوثيين فيها كمقدمة لعمل عسكري قد يشمل الإنزال".
وشدد السياسي المجيدي، على عدم إغفال البعد التاريخي، إذ يجب الأخذ في الاعتبار المعلومة التاريخية التي تتحدث عن الفرس باعتبارهم أول من احتل جزيرة كمران في القرن السابع الميلادي وهم الذين بنوا القلعة الأهم في الجزيرة.
وقال أيضا "تاريخيا كل الإمبراطوريات التي مرت من البحر الأحمر كانت تأخذ الجزيرة في طريقها من البرتغاليين إلى المماليك في القرن السادس عشر، إلى الإنجليز والعثمانيين في القرن التاسع عشر ثم الإنجليز مرة أخرى، حيث استخدمتها بريطانيا كقاعدة لمهاجمة الإيطاليين في الصومال وإرتيريا أثناء الحرب العالمية الأولى حتى جلاء الإنجليز عن القسم الجنوبي من اليمن عام 1967".
ومع كثافة هذه الضربات الأمريكية، يتوقع الكاتب اليمني أن الولايات المتحدة تمهد لأحد سيناريوهين الأول يكمن في "تقويض قدرات الحوثيين اللوجستية لتنفيذ ضربات ضد الملاحة في منطقة البحر الأحمر" أو "التمهيد للسيطرة المباشرة على الجزيرة بإحدى الطريقتين: عبر وضع اليد بصورة مباشرة كما فعلت إمبراطوريات أخرى وتحويل الجزيرة إلى قاعدة عسكرية بذريعة حماية الملاحة البحرية وشل قدرة الحوثيين في منطقة سواحل الحديدة بصورة عامة، بسبب قرب الجزيرة من المحافظة، عن الاستمرار في شن الهجمات على السفن"، وهذه الطريقة الأولى.
أما الطريقة الثانية، فأوضح أنه قد تتحقق من خلال "التمهيد لطرف محلي بالسيطرة على الجزيرة".
ومضى قائلا "وهذا إن حدث، فإن الطرف المحلي سيكون محسوبا على الإمارات ما يمكنها من الحصول على نفوذ إضافي في منطقة البحر الأحمر، سواء على المستوى العسكري أو القوى الناعمة من خلال السيطرة على الجزيرة الأكثر إدهاشا على مستوى الطبيعة… ويمكنها أن تكون قبلة عالمية للسياحة وهي الصنعة التي تجيدها أبوظبي".
ولفت الكاتب والسياسي المجيدي، إلى أنه إذا حدث السيناريو الأخير فهو يعني أن "التنسيق بين الأطراف الإقليمية الفاعلة في الملف اليمني وأمريكا يمشي على قدم وساق لطرد الحديدة من الحوثيين".
وفي تشرين الثاني /نوفمبر عام 2016، أكد رئيس هيئة الأركان العامة بالقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، في تصريح له على "حاجة إيران"، مستقبلا، إلى إنشاء قواعد بحرية قبالة السواحل اليمنية، لتصبح ضمن أسطولها البحري، الذي قال: إنه سيستقر في بحر عُمان والمحيط الهندي.