حوار الحزب والتيار… لا للتسوية!!!
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
يبدو أن الحوار بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" بدأ يخطو خطوات إيجابية وسط تسريبات عن تقدّم جدّي حصل حول بعض النّقاط الخلافية في مشروع قانون اللامركزية الإدارية والمالية التي طرحها رئيس "التيار" جبران باسيل كشرط لسيره بدعم مرشّح "الحزب" لرئاسة الجمهورية رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية.
ولعلّ توجّه "التيار" و"الحزب" إلى تفعيل هذا الحوار وتخطّي الصعوبات التي كانت قد واجهت اللجنة المختصّة بنقاش تفاصيل مشروع القانون يوحي بأن الطرفين غير راضيين عما يُحكى عن إبرام تسوية تشارك فيها الدّول الخمس المعنيّة بالملف اللبناني، خصوصاً أن هذا الأمر يحصل بعد انكفاء الفرنسيين تدريجياً عن الساحة اللبنانية وتسلّم القطريين الواجهة ممثّلين "الخماسية الدولية"، من هنا يمكن حسم أن "حزب الله" و"الوطني الحر" لن يكونا حتماً جزءاً من هذه التسوية، أي بمعنى آخر لم يوافقا على الخطوط العريضة التي من المُتوقّع أن تُطرح عليهما في المرحلة المُقبلة.
وترى مصادر سياسية متابعة أن هناك توجّها لدى القطريين بات شبه معروف يميل الى كفّة قائد الجيش جوزاف عون، الأمر الذي بلا شكّ يستفزّ رئيس "التيار الوطني الحُرّ" جبران باسيل،ذلك لأن الرجل يعارض بإصرار وصول عون بل ويفضّل عليه أي مرشّح آخر حتى وإن كان فرنجية نفسه، لذلك فهو بات أكثر جديّة في حواره مع "الحزب" علّ النقاش يصل الى نتائج مرضية.
في مقابل ذلك لا يبدو "حزب الله" مستعدّاً بعد لتقديم تنازل بحجم التنازل عن اسم مرشّحه سليمان فرنجية، لأن هذا النوع من التنازلات يعني تسليمه بعدم قدرته على إيصال مرشّحه للرئاسة ويعني أيضاً أن "الحزب" اليوم بات أضعف من العام 2016 داخل المؤسسات الدستورية مع الأخذ بعين الاعتبار أن عدد النواب لم يوصل الرئيس السابق ميشال عون الى بعبدا إنما قوة "الحزب" ونفوذه الداخلي والاقليمي آنذاك.
لذلك فإن الأجواء المُحيطة بالحوار الثنائي بين الطرفين تؤكّد بأنهما يرغبان بالوصول الى نتيجة مرجوّة في السياسة عموماً من جهة، وتحفظ ماء وجه "التيار" أمام بيئته وتعزّز قدرة "الحزب" أمام جمهوره من جهة اخرى. ولعلّ إبرام أي تسوية في المرحلة القليلة المُقبلة سيُحدث توازناً جدياً بين "قوى الثامن من آذار" و"الوطني الحر" وبين القوى الإقليمية التي تُعارض وصول مرشّح "حزب الله".
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
خيارات حزب الله جنوباً.. التصعيد ام مراكمة القوة
من الواضح ان اسرائيل لا ترغب بالانسحاب من جنوب لبنان في الوقت المحدد في اتفاق وقف اطلاق النار، اذ يبدو انها تريد البقاء في بعض النقاط في القطاع الشرقي لفترة غير معروفة ما يفتح الباب امام امكانية تدحرج الامور الى تطورات قد لا تكون عسكرية بالضرورة، لكن بقاء الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان تطور بالغ الاهمية وله تبعات سياسية واعلامية وربما عسكرية.بعيدا عن الصورة المباشرة لبقاء اسرائيل في لبنان والتي تعطيها نوعا من التفوق على "حزب الله" وتساهم في كسر اضافي في معادلات الردع، الا انها قد تكون عمليا خطوة تخدم الحزب اكثر مما تضره، فأولا على صعيد الرأي العام، سيتمكن الحزب من اثبات نظريته القائلة بأن اسرائيل لا تحترم القرارات الدولية وان المجتمع الدولي غير قادر وغير راغب على إرغام اسرائيل على عدم خرق السيادة اللبنانية او الاعتداء على لبنان.
كذلك سيكون امام الحزب قدرة واضحة على التملص من الاتفاق الذي وقعه، وقد تكون تجربة العام ٢٠٠٦ خير دليل، اذ ان الحزب الذي التزم نحو ٣ سنوات بالانسحاب شبه الكامل من جنوب الليطاني عاد وتمركز عند الحدود عند اول فرصة وكانت الخروقات الاسرائيلية الجوية والبحرية والبرية حجة كافية لتحركات الحزب، فكيف بإحتلال واضح لبعض القرى الحدودية؟
حتى ان خطاب الحزب مع بيئته سيكون مختلفا وسيعود بسهولة قادرا على استثمار كل ما حصل من اجل حشد الناس الى جانبه وجانب سلاحه، لكن بعيدا عن كل ذلك كيف سيتعامل الحزب مع بقاء الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان؟
عدة سيناريوهات ممكنة اولها ان يحافظ الحزب على الهدوء الذي بدأه ويكسب المزيد من الوقت من اجل ترميم قدراته وتعزيز واقعه التنظيمي، وهذا خيار وارد بشكل جدي.
السيناريو الثاني هو اعطاء الحزب للمواطنين من ابناء القرى اشارات موافقة على الدخول الى قراهم بالرغم من عدم سماح الجيش اللبناني معهم وهذا سيدخل لبنان في تحدي جدي فماذا لو ارتكبت اسرائيل مجزرة بحق المواطنين، هل نعود للحرب؟
السيناريو الثالث هو قيام الحزب بإنتظار وقت قصير قبل البدء بالعمليات العسكرية المشابهة لعمليات ما قبل الـ ٢٠٠٠ وعندها قد يتمكن الحزب من استعادة الردع بسرعة قياسية ويجبر اسرائيل على الانسحاب.
لا يبدو ان الولايات المتحدة الاميركية ستكون مرتاحة لبقاء اسرائيل فترة طويلة في القرى الامامية لان الامر سيضرب هيبة واشنطن اولا وترامب ثانيا الذي لا يرغب بأن يكون بايدن ثاني في العلاقة مع نتيناهو وعليه فإن احتمالات احتواء الازمة وحلها اكبر من احتمالات التصعيد.
المصدر: خاص لبنان24