ميسي ونيمار ومبابي.. «نقطة ضعف»!
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
أنور إبراهيم (القاهرة)
نزل النجم الفرنسي المخضرم تيري هنري، «أسطورة» أرسنال الإنجليزي، ومنتخب «الديوك»، ضيفاً «استثنائياً» على برنامج «روتين يشتعل»، في شبكة «مونت كارلو سبورت»، بمناسبة توليه مهمة تدريب المنتخب الأولمبي الفرنسي، المشارك في دورة الألعاب الأوليمبية «باريس 2024»، وتحدث عن مهمته الجديدة، والمنتخب الأول، وكيليان مبابي، وأرسنال الذي صنع «أسطورته» ومنتخب بلجيكا الذي سبق أن عمل مدرباً مساعداً لمديره الفني الإسباني السابق روبرتو مارتينيز، كما تطرق إلى الحديث عن المدربين الذين تأثر بهم، وفي مقدمتهم أرسين فينجر وبيب جوارديولا، والنجوم الذين يجمعون بين القدرة على تسجيل الأهداف وصناعتها، وأشاد بمواطنه أنطوان جريزمان في هذا الصدد، وأشياء أخرى في «الحديث الشامل».
في البداية، اعترف هنري بأنه وافق على تدريب «الأوليمبي»، لأنه منتخب الوطن، ويرتدي «القميص الأزرق» المميز لـ «الديوك»، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن يتأخر عن تلبية نداء الوطن. أخبار ذات صلة
وعندما سأله «روتين» عما إذا كان لم يهتم بما يتقاضاه مقابل تدريب «الأولمبي»، قال: بصراحة لا، بل تحدثت في الأمر، وهذه أشياء عادية، ولكن لا ينبغي أن يُفهم ذلك بأنه عادتي في العمل.
وشدد هنري على حقيقة أن العمل مع المنتخب خلال دورة أوليمبية لا يتكرر كثيراً، وربما مرة كل 100 عام، وقلت لنفسي أقبل المهمة بلا قيد أو شرط، فأنا أحب العمل مع الشباب، ولأنني أرغب في العودة إلى «دكة المدربين»، وفرصة لكي أثبت ما يمكنني القيام به معهم. وقال هنري: هدفنا الميدالية الذهبية، وهو أيضاً هدف كل المنتخبات الكبرى مثل البرازيل، وعلينا أن نعد العدة جيداً لهذا الهدف.
وعندما سُئل، هل ما زلت نفس الشخص الذي كان عندما كان لاعباً؟، قال أحاول أن أكون كذلك دائماً، وفاجأه «روتين» بسؤال: هل سيكون كيليان مبابي موجوداً في دورة باريس؟، قال هنري بحسم: عليك أن تطرح عليه هذا السؤال، ولكن هو يأمل في ذلك، ولكن الأمر يرتبط بموافقة ناديه أولاً، ولا أعرف أين سيكون وقتها في سان جيرمان أو ريال مدريد كما يتردد، وأيضاً يتطلب الأمر موافقة ديدييه ديشامب المدير الفني للمنتخب الأول.
وبشأن أسلوبه في التدريب، ولاسيما أن أمامه مدربين كبار مثل أرسين فينجر، وبيب جوارديولا، وريمون دومينيك، وإيميه جاكيه، وأنشيلوتي، وغيرهم، قال هنري: تعلمت الكثير من كل هؤلاء، واستفدت من دومينيك، عندما كنت لاعباً، وأيضاً من فينجر، كما تعلمت أشياء أخرى من جوارديولا وكارلو أنشيلوتي وإيميه جاكيه الذي قادنا إلى الفوز بكأس العالم 1998.
واعترف هنري بأن تأثير جوارديولا عليه، وعلى أسلوبه كبير جداً، وهذا شيء مؤكد، وكذلك روبرتو مارتينيز المدير الفني السابق لمنتخب بلجيكا الذي عمل معه مساعداً، وأبدى إعجابه بطريقة الأخير عندما كان يطلب من اللاعبين التمركز بشكل معين داخل الملعب، وقال هنري: أحترم ديشامب جداً، والمنتخب معه فائز دائماً أينما ذهب، ويجيد إدارة اللاعبين ويعرف جيداً ما يريده، وكيف يتحدث معهم.
وبشأن ما إذا كان من بين المدربين الذين دخلوا في مفاوضات مع سان جيرمان هذا الصيف، قال هنري: لا «كررها ثلاث مرات».
وعندما سئل: هل شعرت بخيبة أمل للموسمين اللذين قضاهما ميسي في سان جيرمان؟، قال هنري لا، ولكني أقول لك صراحة، كنت أتساءل كيف يلعب الباريسي بهذا الثلاثي معاً في نفس الوقت «ميسي ونيمار ومبابي»، وكنت أرى أن تلك نقطة ضعف، لأن كل من هؤلاء قائد، والوضع مختلف مع ميسي في الأرجنتين، فهو القائد الوحيد لـ «التانجو»، بينما لم يكن الأمر كذلك في باريس، وهذا فارق مهم جداً.
وعن تدريبه لموناكو خلال فترة قصيرة، وما إذا كان أضره، قال: أشكر موناكو، لأنه أتاح لي الفرصة، ولكن العيب الوحيد، إن بعض الناس قالوا وقتها، إنني لا أصبر على اللاعبين الشباب، وتلك «كذبة كبرى»، وهناك أكاذيب أخرى كثيرة.
وتحدث هنري عن أرسنال النادي الذي صنع مجده الكروي، قائلاً: نعم «المدفعجية» يأتي قبل أي شيء آخر، وأصبحت مشجعاً له، ولن أتغير عن كوني ما زلت مشجعاً لهذا الفريق. وقاطعه المحاور قائلاً: من حسن حظك، إنك وقعت مع قائد أوركسترا «يقصد أرسين فينجر»، قال هنري: فينجر كانت لديه أفكار متنوعة وأفادني كثيراً، ولكن جوارديولا فتح عيناي على أمور جديدة، وعما إذا كان يحلم بتدريب أرسنال ذات يوم، قال: ولم لا، أكيد أحب ذلك.
وخص هنري مواطنه جريزمان بالذكر عندما، قال عنه إنه لاعب متكامل، لأنه يجيد تسجيل الأهداف وصناعتها، مشيراً إلى أنه يحترم كل النجوم الذين يجيدون التسجيل والصناعة «التمريرات الحاسمة»، وأشار إلى أنه عندما كان معلقاً في شبكة «سكاي سبورتس» طالب بمنح جائزة خاصة لأفضل «ممرر».
واعترف هنري في ختام حديثه، بأنه بكى كثيراً عندما غادر أرسنال إلى برشلونة، ولكنه لم يذكر أسباب ذلك، إلا إذا كان ذلك بسبب «لوعة الفراق».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تيري هنري فرنسا أرسنال برشلونة كيليان مبابي ليونيل ميسي نيمار
إقرأ أيضاً:
قوى السودان الناعمة والشعب المُعَلِم
لفتة بارعة من قيادة منطقة الكدرو العسكرية، ومحلية بحري، وولاية الخرطوم، بترتيبهم الاحتفاء الشعبي والرسمي، بقامات الفن الوطني، وأساطين الموسيقى والشعر. وعلى رأس هؤلاء الأساتذة النور الجيلاني، وعبد القادر سالم، ورفاقهم من عباقرة الثقافة والتراث الوطني، ورسل السِلم المدني، وسفراء النغم الحادي، وينابيع قوى السودان الناعمة وبلا حدود.
فما يميز السودانيين، دون غيرهم من أهل الأرض، هو أنهم شعب أُطلق عليهم باكرا وحصريا لقب: “معلم الشعوب” و “مفجّر الثورات”، وباذل المهج رخيصة في سبيل عزته وسيادته، ومهلك الطغاة، ومدمر عتاة الغزاة، من لدن أبطاله الأفذاذ النابغين، كالفارس الكردفاني المغوار، إبراهيم وِدِّير، الذي كسر بسيفه مدفع جيش الغزو الخديوي في معركة بارا عام 1821م. وهو صاحب المنظومة الحماسية، والملحمة الوطنية، المتدفقة عزة وشرفا وإباء، والتي تظل وساما تاريخيا خالدا يرتسم على صدر كل سوداني:
” المدفع إن سِلِمتْ قَسمي..
وإن قُتلت وَسمي”..
فارتقى شهيداً في عليين، في ظلال وعيون، وجنات ومقام كريم. وبقي مدفع “ود ودِّير” بوسمه الموثوق رابضاً في متحف القوات المسلحة، رمزاً وأثراً يحكي أسطورة الأمة التي لا تقهر، والشعب الذي لا ينحني أمام الجوائح، ولا ينكسر أمام جيشان مراجل الأضغان، والأحقاد الفاشية، وتآمر الباطل المسنود بذل الإرتزاق، وسوءات الغدر، وخذلان اللئام ومنكري مناقب الإحسان.
وتستمر بطولات أهل السودان وجساراتهم، واحتقارهم للموت، عندما تمتحن عزتهم، ويلتمس الأوباش المأجورين من فجاج الأرض، النيل من شرفهم الباذخ. وعندها يكون ردهم جاهرا بالحسم القاهر، والإنتقام الجاسر، بالضرب على هامات عتاة الغزو المنتفشين بالحقد والصلف، لاستعباد الشعوب وقهرها ونهب مواردها.
فسطرت صفحات تاريخ الغزو الأجنبي مصارع البغاة العتاة على أرض السودان، وتظل دوما صفحات مفتوحة تضمّنت أسماء محتلين وغزاة بغاة صُرعوا فمرغت أنوفهم، وقُطعت رؤوسهم، من أمثال إسماعيل باشا وهكس وغردون واستيوارت، والعديد من أذيالهم التابعين.
فمن نوابغ أبطال أهل السودان، وشيوخهم الأباة النابغين، إبان الحقبة الاستعمارية، الشيخ ود جاد الله الكاهلي، الملقب بـ” كسار قلم ميكميك” لأنه كسر قلم المفتش الاستعماري بمكتبه، عندما توعده بصلف طاغ بشطب إسمه من سجل مشيخة القبيلة، التي ورثها من أجداده كابرا عن كابر، فأبى وأنكر قوله، ورفض قراره، فكسر قلمه، ولسان حاله : اقضِ ما أنت قاض، فلن نُذل لأحد، ولن نُهان، ولن نركع لقلم غازٍ جبان.
هذا هو عين ما يضيفه اليوم أبناء السودان الأشاوس المعاصرون في سجل الأجداد والآباء الأماجد اليوم في معركة الكرامة والشرف والتحرير.
ومن تلقاء ذلكم فيتعين أن يُصحَح تاريخ السودان في مناهج كافة المراحل الدراسية، من لدن مرحلة الروضة وحتى الشهادة الجامعية، ومن يرسب في مادة تاريخ السودان، فليس جديرا ولا مؤهلا للحصول على الشهادة السودانية.
فالشعوب تبني تاريخها بمجاهداتها وملاحمها، وتختار دساتيرها وأنظمة حكمها من قيّمها الراسخة، وتراثها الجمعي، وتؤكد على ممسكات وحدتها وتعض عليها بالنواجذ.
هذا ما حدث بعد الثورة الفرنسية عام 1789م، وما حدث بعد الحرب الأهلية الأمريكية عام 1862م وما حدث في جنوب أفريقيا بعد انهيار نظام الفصل العنصري (الأبارثيد) عام 1994م.
وها قد آن أن تتشكل الإرادة الوطنية الجامعة لأهل السودان، بتعديل دستوره الحالي، ليستوعب طبيعة وشكل الدولة المعاصرة، وطراز الحكومة التي يريدون، وتحديد أنموذج إدارتها، بما يخاطب أشواق وآمال شعب السودان الجمعية، ويستوعب شراكتهم الشمولية القاعدية في إدارة بلادهم، وعلى كافة مستويات السلطة، وبعدالة اقتسام الثروة، وتوازن التنمية، وبسط الحكم الراشد والفيدرالية الديمقراطية.
د. حسن عيسى الطالب
إنضم لقناة النيلين على واتساب