شيماء البرديني: الحياة بالصعيد أصبحت تشجع المواطنين على الانتقال إليه
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
قالت شيماء البرديني، رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «الوطن»، إنَّ الصعيد شهد تطورات كبيرة ومتنوعة من مشروعات إسكان وجهود حماية اجتماعية فضلًا عن المشروعات التنموية والزراعة بعدما كان المواطنين يحاولون ترك أرضهم وأهلهم، والتغرب عن بلدهم بحثًا عن فرصة بالقاهرة الكبرى أو العاصمة، مشيرة إلى أنَّ الوضع الآن تحول تمامًا في الصعيد فأصبح المواطن بالصعيد ليس بحاجة للتغرب للمدن الرئيسية وذلك يراجع لتوافر الخدمات وكل احتياجاته اليومية.
وأضافت «شيماء البرديني»، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «هذا الصباح» مع الإعلامي هشام عبدالتواب عبر فضائية «إكسترا نيوز»، أنه تم الاهتمام بملف التعليم بمستوياته المختلفة في الصعيد، إذ تمّ إنشاء الجامعات بمستويات تكاد تتفوق عن نظيرتها المركزية فضلًا عن توافر فرص التوظيف، لافتة إلى أنَّ أماكن التوظيف الحكومية أصبحت تشترط أن يكون المتقدم من أبناء المحافظة.
وتابعت أنَّ مشروعات الإسكان أصبحت متوفرة في كل المحافظات وليس القاهرة والجيزة فقط، وهذا يشجع المواطنين في الصعيد على البقاء والاستثمار في أراضيهم فضلًا عن توفير جهد الغربة والبحث عن فرص توظيف بالخارج، يأتي ذلك علاوة على تشجيع القاطنين في القاهرة على التوجه لمحافظات الصعيد بعد توافر المشروعات الضخمة بالصعيد مثل محطة بنبان بأسوان التي جعلت المهندسين والعمال يتجهون إليها لبناء حياتهم.
وأكّدت رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «الوطن»: «الحياة بالصعيد أصبحت تشجع المواطنين على الانتقال إليها، وهناك نماذج كثيرة نفذت هذا بالفعل، ويظهر ذلك من خلال طرح وزارة الإسكان لوحدات إسكان اجتماعي أو فاخر بالمحافظات والمدن الجديدة فنجد الوحدات تنفذ من أهالي المحافظة وأيضًا سكان القاهرة والعاصمة».
الدولة توفر الدعم لمشروعات مجمع الصناعات ببني سويفوأشارت إلى أنَّ مشروعات مجمع الصناعات المتوسطة والصغيرة سيصنع الفارق في بني سويف، إذ سيضم طاقات أهالي المحافظة بمشروعاتهم وأفكارهم، موضحة أنَّ هذا المجمع أصبح في قلب المحافظة، والمواطن لا يحتاج سوى امتلاك الفكرة ومن ثم عرض مشروعه من أجل الحصول على التمويل والدعم، مؤكّدة أنَّه من الممكن أن يكون الدعم أهم من التمويل، فالدعم يوفر تدريب وسبل للتصنيع وتسهيلات للحصول على المادة الخام والتسويق، كما أنَّ جميع أنواع الدعم تقدمه الدولة بالمجان.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصعيد بني سويف مشروعات الإسكان وزارة الإسكان فی الصعید
إقرأ أيضاً:
صديقة للبيئة.. أفران الغاز تحدث نقلة نوعية في صناعة الفخار بالصعيد
بعد عقود بل قروناً طويلة وسط الأدخنة الضارة وألسنة النيران الحارقة، انتظاراً لخروج منتجات الفخار بأشكالها وأنواعها المختلفة من الأفران التقليدية، والتي كانت تترك آثارها البيئية والصحية السيئة على العاملين بصناعة الفخار والمحيطين بها، تشهد صناعة الفخار نقلة نوعية وتطوراً لم يحدث منذ عقود طويلة بإدخال فرن غاز طبيعى لحرق منتجات الفخار بمحافظة قنا لأول مرة في تاريخ هذه الصناعة العريقة.
صناعة الفخار التي كانت تلملم ما تبقى منها، وكادت أن تصبح ذكرى تاريخية كما الكثير من الصناعات والحرف التي كان تزخر بها مصر المحروسة من جنوبها لشمالها، ومن شرقها لغربها، آن لها أن تستعيد بريقها وتعود لسابق عهدها بقوة، بفكر وأدوات جديدة وغير تقليدية تحافظ على بقاء هذه الصناعة العتيقة، وفى مقدمتها صحة العاملين بها والسكان المحيطين بورش وأماكن صناعتها، والمتضررين بشدة من أدخنتها الملوثة.
لأول مرة في مصرفرن الغاز الجديدة التي بدأ العمل فيها كتجربة جديدة لأول مرة في صعيد مصر" معقل صناعة الفخار"، تعتمد على غرفة معدنية مصممة خصيصاً لحرق منتجات الفخار والخزف، بمساحة لا تتجاوز 4 أمتار مربعة، ودرجة حرارة تصل إلى 750 درجة مئوية، دون أن يكون لها أدخنة تضر البيئة المحيطة كما يحدث في الأفران التقليدية، فضلاً عن عدم وجود ألسنة نيران حارقة تعرض حياة العاملين بها للمخاطر.
وقال ناصر أبو اليزيد " صاحب ورشة لصناعة الفخار"، الفخار صناعة تاريخية توارثناها عن أجدادنا ولم يحدث لها أي تطوير أو تحديث يذكر، ما جعل الكثير من صناعها يتركونها للعمل بمجالات وحرف أخرى، نتيجة مخاطرها وأضرارها البيئية والصحية على العاملين والمحيطين بها، لكن يبدوا أننا مع مرحلة وعهد جديد لهذه الصناعة الهامة، فدخول فرن الغاز الطبيعى في هذه الصناعة سوف يعيد لها بريقها، نتيجة الفوائد العظيمة التى سوف تتحقق وعلى رأسها الحد من المخاطر التي يتعرض لها العاملين أمام ألسنة النيران، والقضاء تماماً على الأدخنة التي كانت سبباً في نفور واستياء الجيران لما تسببه من أضرار بيئية.
وتابع أبواليزيد: شعورى لا يوصف وفرحة كبيرة وأنا أرى تشغيل هذه الفرن لأول مرة بحرفة الفخار، والتطوير الحقيقى لهذه الصناعة التي كنا نخشى من اندثارها، نتيجة متاعبها الصحية، وهو ما يعد إنجاز لم يحدث من قبل لهذه الصناعة، فالفرن الجديدة تعمل بالغاز الطبيعى على درجة حرارة مرتفعة وتخرج فخار نظيف وصحى، دون أي أضرار على العاملين بها مع توفير للوقت، حيث يتم وضع المنتجات داخل الفرن وغلقها وتركها مع نفسها، دون أن يعانى العامل من حرارة الفرن التقليدية، التي جعلت الكثير من العمال يهجرونها ومنهم أولادى خوفاً من مخاطرها وأضرارها الصحية عليهم.
ووجه أبواليزيد، الشكر لمركز تحديث الصناعة بوزارة الصناعة بالقاهرة، وللمسئولين بمحافظة قنا، على تبنى هذه الفكرة حتى خرجت للنور، والتي من شأنها إعادة الحياة لهذه الحرفة التاريخية، وأن تحقق استفادة حقيقية للعاملين بها وللاقتصاد الوطنى، نتيجة توفير فرص عمل وتصدير منتجات نظيفة للخارج، داعياً جميع صنايعية الفخار بالصعيد، بالعودة لحرفتهم والاستفادة من هذا التطور، والاشتراك مع بعضهم البعض في شراء فرن غاز، توفر وقتهم وجهدهم وتحافظ على صحتهم وعلى البيئة المحيطة.
وأضاف كمال أبواليزيد " صاحب ورشة لصناعة الفخار"، أعمل بحرفة الفخار منذ الصغر، فقد توارثتها عن آبائى وأجدادى، وأصنع منتجاتها بنفسى، وكنت مثل الكثير أستخدم الفرن التقليدية لحرق منتجات الفخار، المبنية بالطوب الأخضر، وكانت عندما تشتد فيها النيران تتمزق وتنهار بشكل مستمر، بعدها تطور الأمر لاستخدام مادة الأسمنت والحمرة في بناء الأفران، وكانت أفضل حالاً من الأولى، لكنها أيضاً لها مخاطر على العاملين بها ويحدث لها تشققات بشكل مستمر، نتيجة ألسنة النيران واللهب والأدخنة المباشرة التي كنا نتعرض لها بشكل مستمر.
وتابع : ومن خلال الوحدة المحلية ومحافظة قنا ومركز تحديث الصناعة تم دراسة تنفيذ فرن جديدة لحماية العاملين بهذه الصناعة من مخاطر الأفران والحفاظ على البيئة، وها نحن الآن نعيش فترة ومرحلة جديدة في صناعة الفخار، من خلال فرن الغاز التي يتم تنفذيها لأول مرة بصعيد مصر، والتي سوف تفتح لنا آفاقاً جديدة في هذه الصناعة، فالفرن الجديدة تساعدنا حالياً في حرق الخزف بجانب الفخار، بجانب فوائدها الصحية والبيئية لنا كعاملين وعلى المحيطين بنا.
وقال سالمان أحمد أبو اليزيد، رئيس الجمعية التعاونية الإنتاجية لصناعة وتسويق الفخار بقنا، إن الفرن الجديدة لحرق منتجات الفخار جاءت من خلال برنامج تنمية الصعيد الذى يسعى لتطوير الكثير من الحرف ومن ضمنها الفخار، من منطلق الحفاظ على البيئة والحفاظ على الحرفة من الإندثار، وهو ما يتحقق حالياً بشكل فعلى على أرض الواقع، فالفرن الجديدة تساهم في تخفيف معاناة العاملين بهذه الصناعة وتشجعهم على الاستمرار فيها بعدما كانت في طريقها للإندثار.
وأوضح أن حرفة الفخار تعتمد في الحرق على أفران تقليلدية تستخدم المخلفات وروث البهائم كوقود في عملية حرق المنتجات، ما يمثل ضرر للبيئة ولصحة العاملين بهذه الصناعة، لكن حالياً مع الفرن الجديدة، لا دخان، لا مخاطر ناتجة عن النيران التي كان يتواجد أمامها العامل بشكل مباشر، مع وقت أقل في عملية الحرق لا يتجاوز ساعتين، ونظافة فى التعامل مع الفرن الجديدة.