يعيش الشعب الفلسطيني على مدار أكثر من سبعة عقود معاناة كبيرة بسبب الجرائم الإسرائيلية المتكررة، التي تطارده أينما رحل وفي أي وطن لجأ، وقبل أربعة عقود من اليوم ارتكبت آلة القتل الإسرائلية مذبحة مروعة في صابرا وشاتيلا بلبنان.

على مدار ثلاثة أيام بين 16 و 18 سبتمبر من عام 1982 ارتكبت الميليشيات الموالية لإسرائيل جريمة قتل بحق أربعة آلاف شهيد فلسطيني في مخيم صبرا وشاتيلا.

وترك اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، بدون أي حماية أمام آلة البطش الإسرائيلية، حيث خرجت قوات منظمة التحرير الفلسطينية أواخر شهر أغسطس 1982 إلى عدة دول عربية وأوروبية، إلى جانب انسحاب القوات المتعددة الجنسيات، وبدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصار المخيم الفلسطيني في 15 سبتمبر 1982 وبدأ الاقتحام في فجر اليوم التالي، وألقت الطائرات الإسرائيلية القنابل الضوئية، لينيروا عتمة المكان الآمن أمام أعين قتلة الأطفال والنساء والشيوخ.

وفي صباح الجمعة 17 سبتمبر 1982، بدأت معالم المجزرة تتضح لمعظم سكان المنطقة، بعد أن شاهدوا الجثث والجرافات وهي تهدم المنازل فوق رؤوس أصحابها، وتدفنهم أمواتا وأحياء، فبدأت حالات فرار فردية وجماعية توجه معظمها الى مستشفيات عكا وغزة ومأوى العجزة، فيما بقيت عائلات وبيوت لا تعرف ما الذي يجري، وكان مصير بعضها القتل وهي مجتمعة حول مائدة الطعام.

ولم تسلم المستشفيات من البطش الإسرائيلي، حيث اقتحموا مستشفى عكا وقتلوا ممرضين وأطباء فلسطينيين، واختطفوا مرضى ومصابين وهاربين من المجزرة من داخل المستشفى.

وفي اليوم الثاني كان القتل داخل البيوت بشكل أكبر، وفي بعض الأزقة وعلى مقربة من السفارة الكويتية والمدينة الرياضية، حيث كانت هناك حُفر جاهزة بفعل الصواريخ الإسرائيلية التي سقطت على المدينة الرياضية أثناء اجتياح بيروت في يونيو 1982.

واستمرت عمليات القتل حتى السبت 18 سبتمبر 1982 رغم ما قيل عن إصدار أوامر بالانسحاب لكن عشرات الشهادات للسكان أكدت استمرار المجزرة لحدود الساعة الواحد بعد الظهر، وتميز بعمليات الموت الجماعية العلنية، وبدأ التحقيق مع أهالي المنطقة في المدينة الرياضية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والميليشيات الموالية لها، وجرى اعتقال واختطاف العشرات، معظمهم لم يعد ولم يُعرف مصيره.

كانت بداية الأزمة في 6 يونيو 1982 حينما اجتاح جيش الاحتلال الإسرائي، لبنان، بزعم طرد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والقضاء على إمكانيات تنفيذها عمليات عسكرية ضدّ إسرائيل، وبعد خمسة أيام وصل مشارف العاصمة بيروت، وفرض حصاراً على سكانها، في ظل قصف عنيف استمر أكثر من 80 يوما.

وفي 20 أغسطس 1982، أعلنت الأطراف المعنية عن توصل المبعوث الأمريكي فيليب حبيب إلى اتفاق، يقضي بوقف إطلاق النار وخروج مقاتلي وقيادات الفصائل الفلسطينية من لبنان، وبعد ثلاثة أيام فقط انتخب بشير الجميل قائد ميليشيا "القوات اللبنانية" المتحالفة مع إسرائيل، رئيساً للجمهورية.

وقبل أيام قليلة من تولي "الجميل" رسميا الرئاسة في لبنان، اغتيل في 14 سبتمبر 1982 لتجتاح القوات الإسرائيلية بيروت في اليوم التالي، وفي 16 سبتمبر يبدأ تاريخ مجزرة جديدة بحق الفلسطينيين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني اللاجئين الفلسطينيين الجرائم الإسرائيلية منظمة التحرير الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

ماكرون: الهجمات الإسرائيلية على لبنان غير مقبولة

فرنسا – صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الهجمات الإسرائيلية على لبنان “غير مقبولة” وتشكل “انتهاكا لوقف إطلاق النار”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك الجمعة مع نظيره اللبناني جوزاف عون في باريس، بعد قصف إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت لأول مرة منذ سريان وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأعرب ماكرون عن تضامنه مع اللبنانيين وسكان بيروت الذين تعرضوا لهجمات إسرائيلية بخرق جديد لوقف إطلاق النار صباح امس الجمعة.

ووصف ماكرون الهجمات الإسرائيلية على لبنان بـ “غير المقبولة”.

وقال الرئيس الفرنسي “إن الهجمات الإسرائيلية هي أعمال أحادية تنتهك تعهدا معينا (وقف إطلاق النار) وتأتي لصالح حزب الله”.

ورداً على سؤال أحد الصحفيين حول الهجمات الإسرائيلية على لبنان، أجاب ماكرون بالقول إن المعطيات الحالية “تظهر أنه لا يوجد أي عمل لحزب الله يبرر الهجمات الإسرائيلية”.

وأردف ماكرون أنه سيبحث خلال الساعات المقبلة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجمات الإسرائيلية على بيروت.

وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بيروت للمرة الأولى اليوم الجمعة بعد وقف إطلاق النار مع لبنان الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024.

ودعا ماكرون مجددا الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب سريعا من النقاط الخمس التي يتواجد فيها في لبنان، مذكرا بأن فرنسا اقترحت سابقا إمكانية نشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في هذه النقاط.

وأكد ماكرون أن فرنسا ستواصل دعم الحوار والاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط.

وأشار ماكرون إلى أنه ناقش مع نظيره اللبناني الوضع في سوريا ، مضيفاًُ أنهم سيعملون على الاعتراف المتبادل بسيادة لبنان وسوريا وضمان أمن الحدود المشتركة.

وشدد ماكرون أن فرنسا تقف إلى جانب لبنان في مواجهة الصعوبات السياسية والاقتصادية والإقليمية.

ولفت إلى أن فرنسا ستواصل مساعدتها الاقتصادية لإعادة بناء المؤسسات اللبنانية وأنها ستعمل على تنشيط الاقتصاد الوطني في البلاد.

وأعلن ماكرون أن بلاده ستستضيف مؤتمراً دولياً جديداً من أجل لبنان في الأيام المقبلة.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • 14 الإسرائيلية: المستهدف بغارة بيروت كان يخطط لعملية ضد طائرة إسرائيلية في قبرص
  • القوات الإسرائيلية تواصل حملتها في طولكرم ومدن الضفة الغربية
  • كان يُمارس كرة القدم.. جاد ابن الـ 10 أعوام توفي بطريقة مروعة في الكورة
  • الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس اليوم الإثنين 31 مارس 2025 أول أيام عيد الفطر
  • كبلوا وأعدموا.. الكشف عن جريمة إسرائيلية مروعة بحق طواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر في غزة
  • تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية يفاقم معاناة الفلسطينيين في أول أيام عيد الفطر
  • قرار مفاجئ أشعل غضب الفلسطينيين .. السلطة في رام الله تتخلى عن المقاومة والأسرى وتصفهم بـ المسلحين- تفاصيل
  • تخصصات عديدة مطلوبة في وظائف جامعة القاهرة| تفاصيل كاملة
  • بشأن عودة اللاجئين السوريين.. وزير المهجرين يُعلن موقف لبنان الرسمي
  • ماكرون: الهجمات الإسرائيلية على لبنان غير مقبولة