اعتداءات بروكسل.. القضاء يصدر عقوبات تصل إلى السجن مدى الحياة بحق المدانين
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
أصدرت محكمة بلجيكية الجمعة عقوبات تصل إلى السجن لمدى الحياة بحق ثمانية رجال أدينوا بالتورط في التفجيرات الجهادية الانتحارية التي وقعت في بروكسل في 2016، لتنتهي بذلك أكبر محاكمة جنائية في تاريخ البلاد.
والتفجيرات التي وقعت في 22 مارس 2016 في المطار الرئيسي في بروكسل وفي مترو المدينة، أوقعت 35 قتيلا وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي.
وأبرز مدانين في هذه القضية هما الفرنسي صلاح عبد السلام والبلجيكي- المغربي محمد عبريني ، وكلاهما محكوم عليه في فرنسا بالسجن مدى الحياة لدورهما في الاعتداءات التي أدمت باريس ليل 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 وخلفت 130 قتيلا.
وكانت المحكمة دانت هؤلاء الرجال الثمانية في يوليو بالتهم الموجهة إليهم، لتصدر الجمعة العقوبات بحقهم.
وحكمت المحكمة بالسجن لمدة 30 عاما على عبريني الذي كان أحد الانتحاريين، المفترض أن يفجروا أنفسهم، خلال تلك الهجمات لكنه قرر في اللحظة الأخيرة البقاء على قيد الحياة.
أما صديقه منذ أيام الطفولة صلاح عبد السلام الذي يتحدر من أصول مغربية، فاكتفت المحكمة بالعقوبة الصادرة بحقه في بلجيكا في 2018 وهي السجن 20 عاما بتهمة ارتكاب هجوم مسلح.
والتفجيرات التي وقعت قرب مقري حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، اندرجت في إطار موجة اعتداءات أدمت أوروبا وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها.
وأوقعت التفجيرات 32 قتيلا ومئات الجرحى، لكن محكمة الجنايات، قالت إن حصيلة القتلى هي 35، معتبرة أن ثلاث وفيات سجلت لاحقا لها صلة مباشرة بالتفجيرات.
ومحمد عبريني الذي رافق الانتحاريين إلى مطار زافينتيم في بروكسل عشية 13 نوفمبر، هو "الرجل صاحب القبعة" الذي صورته كاميرات المراقبة في المطار في 22 مارس 2016.
أما عبد السلام فهو الناجي الوحيد من بين جميع منفذي اعتداءات باريس وقد فر إثر تلك المذبحة من العاصمة الفرنسية إلى بروكسل، حيث اختبأ طوال أربعة أشهر في شقة مع أعضاء الخلية الجهادية التي نفذت لاحقا الاعتداءات في العاصمة البلجيكية.
وألقت السلطات القبض عليه قبل أيام من تنفيذ الخلية هجماتها وقد دفع تاليا ببراءته من الاتهامات الموجهة إليه في هذه القضية على أساس أنه كان موقوفا حين وقعت الهجمات، لكن المحكمة خلصت إلى أنه كان أحد مدبري الاعتداء.
لا تجريد من الجنسيةورفضت محكمة بلجيكية طلبا قدمه عبد السلام للبقاء في بلجيكا لتنفيذ عقوبته في هذا البلد، ما يعني أنه سيتعين عليه العودة إلى سجنه في فرنسا.
وخلافا لعبد السلام، فقد أقر عبريني بضلوعه في الاعتداءات، مشيرا إلى أنه كان أحد أفراد مجموعة الانتحاريين الذين تعين عليهم أن يفجروا أنفسهم في المطار، لكنه قرر في اللحظة الأخيرة عدم تفجير نفسه وكذلك فعل رفيقه السويدي من أصل سوري، أسامة كريم.
وحكمت المحكمة على كريم بالسجن المؤبد، وهي نفس العقوبة التي أنزلتها بكل من بلال المخوخي وأسامة عطار.
والعطار قيادي كبير في تنظيم الدولة الإسلامية تولى قيادة هذه الخلية الجهادية، وقد حوكم غيابيا لأن السلطات البلجيكية تعتقد أنه قضى في سوريا في 2017.
وحكمت المحكمة على، إيرفي باينغانا موهيروا، بالسجن لمدة عشر سنوات بتهمة "المشاركة في أنشطة مجموعة إرهابية".
أما التونسي سفيان العياري، الذي أدين بنفس هذه التهمة، فلم تصدر المحكمة بحقه عقوبة إضافية، مكتفية بالعقوبات الصادرة بحقه في أحكام سابقة.
وقضت المحكمة بعدم تجريد أي من المدانين البلجيكيين من جنسيتهم، رافضة بذلك طلبا بهذا الشأن قدمته النيابة العامة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: عبد السلام
إقرأ أيضاً:
بروكسل تنتقد فرض واشنطن رسوما جمركية وتتعهد الرد في حال استهدافها
انتقد الاتحاد الأوروبي الأحد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على الواردات من كندا والمكسيك والصين، واصفا الخطوة بأنها "تضر بجميع الأطراف".
وحذّرت المفوضية الأوروبية من أن "الاتحاد الأوروبي يعتقد اعتقادا راسخا أن التعريفات الجمركية المنخفضة تعزز النمو والاستقرار الاقتصادي"، لكنه "سيرد بحزم" إذا تم استهدافه بتعريفات "غير منصفة".
ونفّذ الرئيس الأمريكي، السبت، تهديده بمهاجمة الشركاء التجاريين الرئيسيين الثلاثة للولايات المتحدة، الذين يمثلون معا أكثر من 40% من واردات بلاده، بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات التي مصدرها كندا والمكسيك، ورسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على المنتجات المستوردة من الصين.
ونبّهت المفوضية الأوروبية إلى أن "الرسوم الجمركية تحدث اضطرابات اقتصادية غير ضرورية وتزيد من التضخم. وهي ضارة بجميع الأطراف"، كما اعتبرت أن "فتح الأسواق واحترام قواعد التجارة الدولية أمران ضروريان لتحقيق نمو اقتصادي قوي ومستدام".
وفي حين أبدى دونالد ترامب مرارا رغبته في فرض تعريفات جمركية على المنتجات الأوروبية أيضا، نفت المفوضية الأوروبية علمها بأي رسوم جديدة "في الوقت الحاضر".
وقالت المفوضية إن "علاقاتنا التجارية والاستثمارية مع الولايات المتحدة هي الأهم في العالم. المخاطر عالية. يجب أن نسعى معا إلى تعزيز هذه العلاقة".
من جهة أخرى قال ترامب، الأحد، إن مواطنيه قد يشعرون "بألم" اقتصادي بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها على شركائه التجاريين الرئيسيين، لكنه اعتبر أن تأمين المصالح الأمريكية "يستحق هذا الثمن".
ودفعت الخطوة الدول المعنية للتعهد بالرد بينما حذّر محللون من أن اندلاع حرب تجارية سيؤدي على الأرجح إلى تراجع النمو في الولايات المتحدة ورفع أسعار السلع الاستهلاكية على الأمد القصير.
وكتب ترامب على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال": "هل سيكون هناك بعض الألم؟ نعم، ربما (وربما لا)". وأضاف: "لكننا سنجعل أمريكا عظيمة مجددا، ويستحق هذا الثمن الذي يجب دفعه".
وندد مجلس إدارة صحيفة "وول ستريت جورنال" اليميني، الجمعة، بالرسوم في مقال تحت عنوان "الحرب التجارية الأغبى في التاريخ".
ورد ترامب، الأحد، بالقول إن "لوبي الرسوم الجمركية بزعامة وول ستريت جورنال المدافعة عن العولمة والمخطئة على الدوام، يعمل جاهدا لتبرير.. عقود من الاحتيال على أمريكا في ما يتعلق بالتجارة والجريمة والمخدرات السامة".
ولطالما اشتكى ترامب من العجز التجاري الأمريكي باعتباره مؤشرا إلى استغلال بلدان أخرى للأمريكيين.
وقال: "ولّت تلك الأيام!".