تواصل فرق الإنقاذ المحلية والأجنبية في مدينة درنة (شرقي ليبيا) وباقي المناطق المتضررة من الإعصار والفيضانات جهودها في البحث عن مفقودين، وإخراج أحياء من بين الركام رغم صعوبة التحرك في شوارع المدينة، وسط تحذيرات من كارثة صحية وبيئية في المناطق المنكوبة.

وجرفت الفيضانات أحياء بأكملها في مدينة درنة الليبية، وقد مات الآلاف، بينما لا يزال آلاف آخرون في عداد المفقودين، وتجري الجهود للعثور عليهم، لكن المهمة شاقة.

وجرفت الفيضانات آلاف الجثث إلى البحر، وجلبت موجات المد والجزر بعضها إلى الشاطئ على بعد أكثر من 100 كيلومتر من مكانها الأصلي.

وبدأت الجرافات في تطهير الشوارع في درنة، لكن العمليات تجري ببطء، ولا تزال أنقاض المباني المدمرة تخفي العديد من الضحايا الذين كانوا محاصرين بالداخل، عندما ضربت الفيضانات المدينة.

ويؤدي تهالك البنية التحتية إلى إبطاء عمل فرق الإغاثة، إذ أن الطرق المؤدية إلى درنة مغلقة ولا تتمكن الفرق الموجودة على الأرض من الحصول على الطاقة والمياه والوقود.

وهناك دعوات لإنشاء ممر بحري كوسيلة للوصول السريع للمنكوبين.

It is hard to hold back tears when you see the extent of the devastation in Derna. pic.twitter.com/0mCecgkuD6

— Claudia Gazzini (@ClaudiaGazzini) September 15, 2023

اقرأ أيضاً

كيف تجاهل الليبيون التحذيرات وتسببوا في غرق درنة؟

وتداوال ناشطون مشاهد تظهر انتشال جثث لضحايا الفيضانات جرفتها المياه صوب شواطئ مدينة درنة.

وتظهر المشاهد جثثا أعادها البحر إلى شاطئ المدينة بعد وفاة أصحابها جراء الكارثة.

وقال عضو بالهيئة الليبية للإغاثة في درنة، إن العمل جار للتعرف على هويات الجثث التي انتهى بها المطاف على الشاطئ.

ووصفت الأمم المتحدة آثار الفيضانات المدمرة في ليبيا بأنها "كارثة صادمة للغاية ولا يمكن تصوّر عواقبها"، وتقول إن درنة بحاجة ماسة إلى المزيد من المساعدات، وإن تغير المناخ لعب دورا في الكارثة.

وأطلقت الأمم المتحدة الآن نداء عاجلا لجمع ما يزيد قليلا علي 71 مليون دولار، للاستجابة لاحتياجات المتضررين من الفيضانات.

فيما حثت منظمة الصحة العالمية ووكالات إغاثة أخرى السلطات الليبية، على التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية.

وحسب تقرير للأمم المتحدة، فقد تم دفن أكثر من 1000 شخص حتى الآن في مقابر جماعية.

عندما تشاهد حجم المياه في هذا الفيديو تفهم حجم الكارثة التي حلت بمدينة درنة الليبية pic.twitter.com/9FyXwvRXXo

— محمد لمين بليلي (@bellmolamine) September 14, 2023

اقرأ أيضاً

جثث تحت الوحل وأخرى تتقاذفها الأمواج.. رائحة الموت تتصاعد في درنة الليبية

وحث البيان على ضرورة دفن الضحايا في قبور محددة وموثقة، لأن الدفن المتسرع يمكن أن يؤدي إلى ضائقة نفسية طويلة الأمد لأفراد العائلات المكلومين.

من جانبه، يقول وزير الصحة في الحكومة المكلفة من مجلس النواب عثمان عبدالجليل، أنه تم دفن 3166 متوفى في مدينة درنة حتى الجمعة، في حين تشير بعض التقديرات إلى وفاة وفقدان نحو 15 ألفا ونزوح نحو 30 ألفا من السكان الذين كان يقدر عددهم بنحو 100 ألف حتى حلول الإعصار الذي ضرب المنطقة الشرقية الأحد الماضي.

ومع تصاعد أعداد القتلى والمفقودين، ارتفعت وتيرة المناشدات من داخل درنة والمناطق الأخرى طلبا لمزيد من الآليات والمعدات وفرق الإنقاذ والخدمات.

ويواجه السكان وفرق الإغاثة صعوبة كبيرة في التعامل مع آلاف الجثث التي أعادتها الأمواج لليابسة أو تتحلل تحت الأنقاض، بعد أن دمرت الفيضانات المباني وألقت بالكثيرين في البحر.

وقد تواصلت جهود انتشال الجثث المتناثرة في الشوارع وفي البيوت المتأثرة بالفيضانات، وهي الجهود التي تقوم بها فرق ليبية وأجنبية أملا في العثور على جثث ضحايا قذفت بهم السيول إلى البحر قبالة شواطئ مدينة درنة.

وتوقع نائب رئيس المجلس المحلي في مدينة درنة أحمد مدورَد، إمكانية إخلاء المدينة بشكل كلي أو جزئي، تحسبا لانتشار الأوبئة، بسبب الجثث التي بدأت في التحلل تحت الأنقاض.

فرق الانقاذ يعثرون على مئات الجثث في احد الاودية المجاورة لمدينة #درنه

" إنا لله و إنا اليه راجعون " pic.twitter.com/fPfGDNHGpm

— محمد بوشقمة (@boshgma) September 15, 2023

اقرأ أيضاً

كارثة ليبيا.. الهلال الأحمر يعلن: 11 ألف قتيل في درنة والأمم المتحدة تنتقد الفوضى

كما لفت مدورد إلى إمكانية إخلاء حي الجبيلة وحي المغار وما تبقى من سكان وسط المدنية التي تعرضت لدمار واسع جراء السيول التي تسبب فيها انهيار سدين، وقال إن هناك دراسة تجري لتقييم الوضع.

وأكد المسؤول الليبي نزوح أعداد كبيرة من سكان الأحياء المنكوبة إلى مناطق باب طبرق وباب شيحا ومنطقة الفتائح والساحل الشرقي ومدن ومناطق أخرى.

وذكر نائب رئيس المجلس المحلي في درنة، أن الكهرباء عادت إلى أغلب أحياء المدينة عدا منطقة وادي الناقة وحي مارينا، لافتا إلى تسجيل نقص في المواد الغذائية رغم المساعدات التي تصل تباعا إلى درنة.

وتتصاعد تحذيرات من حدوث كارثة صحية وبيئية في المناطق المنكوبة جراء الإعصار وعلى وجه الخصوص مدينة درنة، إذ يحذر خبراء البيئة من انتشار الأمراض المعدية والأوبئة نتيجة تلوث مياه الشرب في المدينة.

وقال وزير البيئة في حكومة الوحدة الوطنية الليبية إبراهيم العربي منير، إن الفرق التابعة لوزارته تحلل المياه الجوفية في مدينة درنة للتأكد مما إذا كانت ملوثة أم لا، ونصح السكان بعدم شرب أو استخدام المياه الجوفية في المدينة.

ولفت إلى أن الحكومة ليس لديها "خطط للتعامل مع كارثة كبرى بمثل هذا الحجم الذي وقعت به كارثة الإعصار بمدينة درنة".

#درنة الضاحكة على النكبات

لا تتوقف هذه المدينة وأهلها على إدهاشنا؛ ما أجملها من مدينة، ما أعظمها من نفوس!

ابتسامة من قلب #درنة تجعل الحياة تصغر تصغر حتى تتلاشى كل آلامها أمام صبر هذا الرجل وسماحة نفسه وقوة عزيمته!

لم يشغله نفض الركام من بقايا منزله عن الترحيب بالمارة.. ويبتسم! pic.twitter.com/hvJ8DYyoq8

— زايــBinــد ‏ⴱⵏ ⵣⴰⵉⴷ (@bin_zayed01) September 15, 2023

اقرأ أيضاً

رغم الكارثة.. ليبيا تعلن إمكانية توجه السفن إلى درنة

وأضاف أن "جزءًا كبيرًا من مدينة درنة كان في قلب مجرى السيل ما فاقم الكارثة، وأن ربع المدينة اختفى بالكامل في أقل من نصف ساعة".

في الأثناء، قال وزير الشباب في حكومة الوحدة الوطنية الليبية ونائب رئيس الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة فتح الله الزُّنّي، إن هناك تقدما ملحوظا في مجال الإغاثة والرعاية الصحية وانتشال الجثث في درنة.

وأضاف، أن هناك تكاتفا وتوحيدا للجهود وتنسيقا ميدانيا بالمناطق المتضررة من الفيضانات بغض النظر عن الانقسام السياسي في ليبيا بين الشرق والغرب، على حد قوله.

وأثار انهيار سدود درنة الكثير من الجدل وعلامات الاستفهام عن السبب وراء هذا الانهيار، وما إذا كان ممكنًا تجنيب المدينة هذا الدمار غير المسبوق الذي خلّف آلاف الضحايا.

وأعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، الخميس، أنه "كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا"، جراء الفيضانات المدمرة.

وقال الأمين العام للمنظمة، بيتيري تالاس، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إنه "لو كان بالإمكان إصدار إنذارات، لكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكنت من إجلاء السكان، ولكنا تفادينا معظم الخسائر البشرية".

???? Watch this video of the devastation in #Derna due to the floods. ???? #Floods #PrayersForDerna ????

#ليبيا #درنة_تستغيث #درنه_المنكوبه #اعصار_ليبيا #زلزال_الحوز #Libya pic.twitter.com/6paF9smSCg

— DailyDose (@DDose27191) September 16, 2023

اقرأ أيضاً

كارثة ليبيا.. مسؤول يتوقع 20 ألف قتيل و10 آلاف مفقودين وصور جوية صادمة لدرنة

من جانبه، قال النائب العام الليبي الصِديق الصور، إن مكتبه باشر في استدعاء إدارة السدود ووزارة الموارد المائية، وإن التحقيقات الجارية حاليا بشأن الفيضانات في شرقي البلاد تركز على أسباب انهيار السدين والأموال التي تم دفعها لصيانة سدي وادي درنة وكيفية صرفها.

وأكد الصور، في مؤتمر صحفي من مدينة درنة، أن التحقيقات ستشمل السلطات المحلية والحكومات المتعاقبة بشأن أي تقصير أو إهمال، والكشف والمعاينة وتحديد الضحايا وسبب الوفاة.

وفي ردود الفعل الدولية، وصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس الفيضانات التي اجتاحت شرقي ليبيا بـ"الأزمة الإنسانية غير المسبوقة".

واعتبرت هاريس، أن الأمر الملح حاليا في المناطق المتضررة هو "تمكين الناجين من الوصول إلى مصادرِ مياهٍ نظيفة وصالحةٍ للشرب".

بدوره، قال مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن جريفيث، إن "ليبيا بحاجة إلى معدات للعثور على الأشخاص المحاصرين في الوحل والمباني المتضررة في درنة".

وشدد غريفيث، على حاجة المدينة إلى رعاية صحية عاجلة لمنع تفشي الكوليرا بين الناجين.

"The children of Libya are facing yet again another tragedy after over a decade of conflict.”@UnicefLibya's @ServadeiMichele sounds the alarm in the aftermath of #StormDaniel, which has impacted hundreds of thousands of children.https://t.co/gnwdHKwhbf

— UNICEF (@UNICEF) September 14, 2023

اقرأ أيضاً

رئيس بلدية درنة: عدد قتلى الفيضانات بالمدينة قد يصل لـ20 ألفا

ومن جهته، قال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن المنظمة الدولية لديها فريق تقييم في درنة يعمل على تحديد الاحتياجات الإنسانية المطلوبة وعدد المحتاجين إليها.

وأكد أن الأمم المتحدة بحاجة إلى معلومات محدثة لتتمكن من تلبية الاحتياجات الملحة.

فيما أفادت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، الجمعة، بأن أكثر من 38 ألفاً و640 شخصاً نزحوا من المناطق الأكثر نكبة في شمال شرق ليبيا بسبب الفيضانات.

وأوضحت، أن ترميم بعض الطرق التي أغلقت بسبب الإعصار "دانيال" سمح لبعض المتضررين من الفيضانات بمغادرة المناطق المنكوبة، فيما تواصل فرق الإنقاذ بحثها عن ناجين.

فيما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إن نحو 300 ألف طفل تأثروا بتداعيات الإعصار.

وأوضحت أن المنظمة تحتاج إلى 6.5 مليون دولار بشكل عاجل لتقديم الدعم للأطفال ومساعدة الأسر بالمناطق المنكوبة بشرق ليبيا.

وتابع البيان: "كما أن الأطفال الذين يفقدون والديهم أو ينفصلوا عن عائلاتهم يصبحون أكثر عرضة لأخطار منها العنف والاستغلال".

???? IOM Libya reports on the latest humanitarian and displacement situation in areas affected by Storm Daniel. Over 38,640 individuals were displaced in most affected areas of northeastern Libya. Read the latest DTM Flash Update: https://t.co/qA050TmLiw pic.twitter.com/cnMSVusKi5

— IOM Libya (@IOM_Libya) September 15, 2023

اقرأ أيضاً

إعصار دنيال.. لماذا كانت درنة أكثر المناطق الليبية تضررا؟

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: درنة ليبيا كارثة صحية كارثة بيئية انتشال جثث إعصار ليبيا دانيال المناطق المنکوبة الأمم المتحدة فی مدینة درنة اقرأ أیضا pic twitter com فی درنة

إقرأ أيضاً:

ترقية أبناء حفتر.. هل يُمهد المشير للتوريث في ليبيا؟

يثير صعود ثلاثة من أبناء المشير خليفة حفتر (81 عاما) الستة إلى مناصب قيادية بشرق ليبيا، تكهنات بشأن الخطط المستقبلية للمشير القوي، فبينما يرى مراقبون أن توسع نفوذ أبنائه يعكس رغبته في تأسيس حكم وراثي، يؤكد آخرون أنه يُجهز نفسه للتقاعد.

ففي الآونة الأخيرة، شهدت البلاد ترقيات عسكرية لافتة لأبناء حفتر، إذ تم تعيين ابنه الأصغر، صدام، رئيساً لقواته البرية المسيطرة على الشرق والجنوب، بينما منح نجله خالد، منصب رئاسة الوحدات الأمنية بصلاحيات واسعة داخل "الجيش الليبي". ويترأس ابنه الآخر، بلقاسم حفتر - المعين من قبل البرلمان في فبراير 2024 - صندوق إعادة إعمار ليبيا.

ويُفسر مراقبون ترقيات أبناء حفتر على أنها "خطوة مدروسة" من قبل المشير لتجهيزهم لخلافته، مُتوقعين حدوث سلسلة من إقالات تطال كبار قيادات الجيش التابع له، في حين يرى آخرون أن هذه الترقيات تُمثل "استمرارا لظاهرة توارث المناصب القيادية قبل التقاعد"، والتي تُلاحظ منذ تأسيس المملكة الليبية في الخمسينيات من القرن الماضي.

"توريث.. لا تقاعد"

وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي الليبي، إبراهيم بلقاسم، إن "برنامج توريث القيادة العسكرية في الشرق الليبي جارٍ منذ فترة، مع ترجيح استمرار الجنرال حفتر في منصبه على المدى القصير، فعلى الرغم من تدهور صحته فإنه لا توجد مؤشرات على نيته التقاعد من الحياة السياسية". 

واشنطن "تأخذ التهديد بجدية"... تفاصيل خطة حفتر وبوتين في شرق ليبيا نشرت وكالة بلومبرغ تفاصيل اتفاق دفاعي تتم صياغته بين روسيا والقائد العسكري الليبي، خليفة حفتر، يسمح بزيادة التواجد العسكري الروسي في ليبيا

ويُشدد المحلل الليبي، في اتصال مع "أصوات مغاربية"، على أن "مستقبل الشرق الليبي مرهون بمدى سلاسة عملية انتقال القيادة العسكرية، ففي حال عدم حدوث عملية انتقال سلسة للسلطة، تلوح في الأفق مخاطر نشوب صراعات على السلطة".

وأردف: "لهذا يبرز اسم صدام حفتر، نجل القائد خليفة حفتر، كأقرب المرشحين لتولي القيادة العامة للجيش في المستقبل القريب". 

وأشار المتحدث إلى أن عملية توريث القيادة العسكرية "تتضمن ترتيبات واسعة خلف الستار، بما في ذلك حملة واسعة لإحالة كبار الضباط للتقاعد، ومن بين هؤلاء، الأمين العام للقيادة، ورئيس الأركان، ورئيس الأركان البرية، والمفتش العام للجيش".

وأعرب المحلل الليبي عن اعتقاده بأن "صدام حفتر يرغب في تعيين قادة شباب أصغر سنا في المناصب العليا، خصوصا أن معظم القيادات الحالية وصلت إلى سن التقاعد القانوني". 

وتابع بلقاسم: "برنامج توريث القيادة في شرق ليبيا لن يواجه أية معارضة عسكرية أو اجتماعية، وذلك لعدة أسباب، أبرزها أن خليفة حفتر يحكم بقبضة قوية، إذ نجح في إزاحة العديد من معارضيه، مما أدى إلى إضعاف أية مقاومة محتملة لبرنامج التوريث".

حقيقة فيديو "عملية عسكرية لقوات حفتر" في جنوب ليبيا خلال الأيام الماضية تزامنا مع إعلان قوات المشير خليفة حفتر الأسبوع الماضي عن عملية "عسكرية وأمنية" واسعة النطاق في جنوب ليبيا لطرد مجموعات مسلحة تشادية معارضة، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالت إنه يوثق هذه العملية. لكن الادعاء خطأ، والفيديو منشور قبل خمس سنوات.

وأضاف أن "الرجل يمتلك أيضا نفوذا كبيرا بين القبائل، مما يمنحه ميزة كبيرة في فرض إرادته، كما أن عملية التخلص من الخصوم متواصلة، إذ لا يتردد في استخدام القوة لإزالة أية معارضة لمشروعه، وهذا يخلق جوا من الخوف يثني الكثيرين عن التعبير عن معارضتهم".

"ترتيبات مفهومة"

من جهة أخرى، اعتبر الإعلامي والمتخصص في الشؤون الليبية، إسماعيل السنوسي، أن "ليبيا في الوضع الحالي تواجه مشاكل أعمق من مجرد توريث المناصب، التي تعد ظاهرة معقدة ذات أبعاد تاريخية وسياسية واجتماعية، لكنها أيضا مفهومة في السياق الحالي".

وأضاف السنوسي، في حديث مع "أصوات مغاربية"، أن "مشاركة أبناء المسؤولين السياسيين والعسكريين في المؤسسات التي يديرها آباؤهم، أو في الحياة العامة الليبية، هو جزء لا يتجزأ من الواقع الليبي منذ تأسيس المملكة، ولا يبدو أن هناك إمكانية لتغيير هذا الواقع المتجذر".

واستطرد قائلاً: "لكن في ظل الوضع الخاص الذي تمر به ليبيا حالياً، وما تواجهه من تحديات أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية خطيرة تهدد وجود الدولة الليبية نفسها، يمكن تفهم جميع هذه الترتيبات التي يلاحظها المتابعون للشؤون العامة في ليبيا، مثل الترقيات الاستثنائية للضباط ذوي النفوذ أو المقربين من صناع القرار في الشرق والغرب". 

ورأى السنوسي أن التحليلات "ينبغي أن تركز على النتائج العملية لهذه الإجراءات ومدى إسهامها في الحفاظ على مستوى معقول من الاستقرار، بحيث يمكن تنفيذ عملية سياسية توحد مؤسسات الدولة الليبية تحت حكومة واحدة، تكون مهمتها الأساسية إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المنشودة وفقاً للقوانين الانتخابية والتشريعات النافذة". 

وبرزت مسألة توريث الحكم في ليبيا خلال عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حيث تناقلت تقارير غربية عام 2006 أنباء عن قيامه بإعداد أبنائه الثلاثة، سيف الإسلام ومعتصم وخميس، لتولي زمام الأمور في البلاد من بعده. 

ولم تكن هذه الظاهرة حصرية بنظام القذافي، بل سبق وأن شهدت المملكة الليبية نقاشات مماثلة حول توريث العرش خلال الخمسينيات، أي قبل انقلاب القذافي على الملكية عام 1969.

مقالات مشابهة

  • تحذيرات من كارثة إنسانية في اليمن: تقرير دولي يُنذر بعواقب وخيمة للصراع والانقسام المالي
  • مصرع 3 أشخاص من الفيوم في حريق بدولة ليبيا
  • وصول الدفعة الثانية من حجاج بيت الله الحرام المتضررين في مدينة درنة
  • ترقية أبناء حفتر.. هل يُمهد المشير للتوريث في ليبيا؟
  • محلل إيطالي: ليبيا تواجه خطر الانزلاق نحو العنف مع تفاقم الانقسام الداخلي
  • المهندس “بالقاسم خليفة” يستقبل حجاج بيت الله الحرام في درنة
  • هل الأمهات الحوامل المصابات بالسرطان ينقلن المرض لأطفالهن؟ تحذير من كارثة صحية
  • “بالقاسم حفتر” يجتمع بالشركات العاملة بمشاريع درنة للاطلاع على نسب الإنجاز
  • واشنطن: ندعم الحلول التي يقودها الليبيون لتوحيد الجيش وضمان السيادة الليبية
  • الصين: لا تقارير عن تفشي أمراضٍ معدية أو طوارئ صحية عامة في مناطق الفيضانات