موقع 24:
2025-04-26@23:59:32 GMT

العقد الجماعي

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

العقد الجماعي

"الازدهار" الذي تعرفه منظمة المرتزقة الروسية "فاغنر"، والأمريكية "بلاك ووتر"، يقلب النظريات العسكرية رأساً على عقب.. إياكم والمرتزقة، كرر ثعلب السياسات الشهير السنيور ميكافيللي.. فالجندي المرتزق لن يقاتل بقابلية، لأن الوطن ليس وطنه.. وفوق ذلك فهو قادم من خلفية مشبوهة، إما مجرم أُعفي من السجن، أو "رقيق" حُرر، أو فقير معدم.

. لذلك فإن الجندي المأجور لن يتعلم المهارات العسكرية.. ولن يلتزم القواعد والعادات الوطنية.

جيوش المرتزقة غالباً ما تخسر الحروب وجنودها أول من يفر من المعارك

غاب مؤسس فاغنر وشريكه ولكن بقيت الشركة القابضة

كل الذي قرأناه في الماضي، كان يدور حول هذه القناعة والبراهين عليها، جيوش المرتزقة غالباً ما تخسر الحروب، وجنودها أول من يفر من المعارك، وعندما يتوقف أسيادهم عن الدفع، ينصرف العسكر الفار إلى السرقات والأعمال الساقطة.

أحد الحلول كان في فرض الجندية الإجبارية، لكن الممارسة أثبتت أن لها معايب كثيرة، وفي النهاية اضطرت دول مثل فرنسا، إلى استبدال بعامين من الجندية، أسبوع واحد من دروس "التربية الوطنية"، وعمدت دول أخرى إلى إعفاء شبابها من خدمة العلَم مقابل بدل مالي.

إلى أن ظهر "فاغنر"، أو يفغيني بريغوجين، سجين سابق وطباخ ماهر وله في الارتزاق مفهوم بلا حدود، رأى يفغيني الجيش السوفياتي يهان في أفغانستان، فخطرت له خاطرة وطنية: لماذا لا توكل الحروب إلى من يتحمل أوزارها، في الربح وفي الخسارة؟ وبدأ في البحث عن مقاتلي "فاغنر" بين السجناء والمحكومين والفارين من رفاقه السابقين.. هؤلاء سيقاتلون بلا رحمة وبلا قوانين وبلا أخلاقيات، وتبقى للجيش الروسي نفسه، سمعته ومكانته.

وداعاً للسنيور ميكافيللي ونظريات عصر النهضة. عرض بريغوجين الفكرة على سيده وراعيه في الكرملين، راقت له الفكرة وراقت له نتائجها.. "فاغنر" تربح الحروب في كل مكان وتمد نفوذها في القارات، لكن النقطة القاتلة كانت تنتظر بريغوجين كما انتظرت غيره من قبل، نقطة الغرور.. النقطة الساذجة، إذ يخيّل للعريف أنه مساوٍ للعقيد، وليس مأموراً في بطانته.

الباقي معروف: بريغوجين يتمرد، بريغوجين يعتذر، بريغوجين واحد من عشرة على طائرة من طائراته سيئة الحظ.. طائرة "إمبراير" برازيلية الصنع، تعمل في أدغال البرازيل وغابات الأمازون ولم يُعرف عنها أي سوء حظ من قبل.

الآن سوء حظ.. لكنه حصر بريغوجين ورفاقه في فاغنر، ومضيفة جميلة تعمل في الشركة منذ أكثر من عشر سنوات، وقد كانت من الشجاعة بحيث التقطت صور اللحظات الأخيرة وأرسلتها إلى والديها.

غاب مؤسس فاغنر وشريكه، ولكن بقيت "الشركة القابضة"، تجاربها ناجحة كلها.. المرتزقة مثل القاتل الفرد المأجور، ينفذون عقد القتل بكل أمانة.. هكذا درّبهم يفغيني صاحب أكبر، والآن أشهر، شركة قتل "تجاري" في العالم.. صحيح أن "الجريمة لا تفيد"، ولكن إلا إذا كانت عبر الأمم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

أبو عبيدة: مجاهدونا في العقد القتالية والكمائن الدفاعية جاهزون للمواجهة وقد تبايعوا على الثبات

قال الناطق العسكري باسم كتائب "القسام" أبو عبيدة اليوم الجمعة، إن "المجاهدين في العقد القتالية والكمائن الدفاعية جاهزون للمواجهة وقد تبايعوا على الثبات حتى النصر أو الشهادة".

أبو عبيدة: "لا زال مجاهدونا يخوضون معارك بطولية وينفذون كمائن محكمة ويتربصون بقوات العدو لإيقاعها في مقتلة محققة في المكان والتوقيت والطريقة التي يختارونها".

أبو عبيدة: "بطولات مجاهدينا في الميدان من بيت حانون إلى رفح هي مفخرة ومعجزة عسكرية وحجة على كل شباب الأمة وقواها".

أبو عبيدة: "مجاهدونا في العقد القتالية والكمائن الدفاعية جاهزون للمواجهة وقد تبايعوا على الثبات حتى النصر أو الشهادة".

مقالات مشابهة

  • فشل المرتزقة الاقتصادي يسلب المواطنين قوت يومهم ويعرض حياة الملايين للموت
  • مع كيكل في ثورته ولكن جبريل مع مشروع الجزيرة (١)
  • عاجل | رئيس الحكومة الباكستانية: السلام مقصدنا ولكن يجب ألا يعتبر هذا ضعفا
  • غزة على شفا «الموت الجماعي» بسبب الجوع
  • أبو عبيدة: مجاهدونا في العقد القتالية والكمائن الدفاعية جاهزون للمواجهة وقد تبايعوا على الثبات
  • مورينيو يقترب من الظهور في مونديال 2026.. ولكن ليس مع البرازيل!
  • حرب السودان .. المرتزقة يقاتلون مع المليشيا
  • المرتزقة وتحالف العدوان دمروا كل شيء في اليمن، حفاظا عليه من الحوثيين
  • صعود الإمبراطورية الروسية في أفريقيا
  • اكتشاف عشرات الجثث بالقرب من معسكر كوالا غربي مالي