اتهامات متبادلة.. لماذا أصبحت حرب التجسس بين الصين وبريطانيا معلنة؟
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
لندن- تنشغل أروقة مجلس العموم البريطاني بحالة من الاستنفار الأمني بعد اعتقال شخصين بتهمة التجسس لصالح الصين، أحدهما باحث في البرلمان البريطاني ويتعامل مع اثنين من كبار المسؤولين في حزب المحافظين.
وتمت عملية الاعتقال في مارس/آذار الماضي، قبل أن يتم إطلاق سراح المتهمَين على أن يعاد التحقيق معهما في أكتوبر/تشرين الأول القادم.
ولعل أكثر ما أثار المخاوف لدى الطبقة السياسية هو قدرة الباحث المشتبه فيه، على دخول البرلمان وربط علاقات مع وزير الأمن في الحكومة البريطانية توم توكيندهات، ورئيسة لجنة العلاقات الدولية في البرلمان أليسيا كيرنز.
ورغم نفي الصين اتهامات التجسس، ووصفها بأنها "لا أساس لها من الصحة"، وخروج الباحث المتهم بالتجسس على البرلمان ببيان ينفي ما وجّه له ويؤكد أنه أمضى حياته العلمية "ينبه من خطورة سياسات الحزب الشيوعي الصيني"؛ فإن هذه الواقعة ألقت بالضوء من جديد على حرب التجسس بين بريطانيا والصين، والتي تحولت لملف يشغل الأجهزة الأمنية البريطانية وأصبحت نقطة أساسية في أي لقاء يجمع المسؤولين من لندن وبكين.
نددت الصين بما جاء في تقارير تتحدث عن توقيف شخصين في بريطانيا بتهمة التجسس لصالحها، واعتبرت الأمر مجرد افتراء ومهزلة سياسية، بينما أعرب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن استيائه من تدخل بكين في شؤون بلاده.
التفاصيل: https://t.co/mq6E95SG2J pic.twitter.com/YfC2HGlbOa
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) September 12, 2023
حرب المخابراتلم يكن خبر اعتقال شخصين بتهم التجسس لصالح الصين، مفاجئا لمتابعي الشأن الأمني البريطاني، بعد التحذيرات العلنية التي أطلقها العام الماضي ماكالوم، مدير مكتب المخابرات البريطانية "إم آي 5" (MI5)، والذي قال في خطاب حول التحديات التي تواجه الأمن البريطاني إن الصين "تلعب معنا لعبة طويلة المدى".
وشددت تحذيرات المسؤول المخابراتي الأول في البلاد على سعي "الصين ليس فقط للتأثير على البرلمانيين من مختلف التوجهات السياسية"، بل أيضا "لتجنيد شباب في بداية مشوارهم المهني والعلمي ويحتاجون للتمويل من أجل سداد قروض دراستهم".
وحذّر رئيس المخابرات من السيناريو الذي تم الكشف عنه هذا العام، علما أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تحذير السياسيين من التجسس الصيني، حيث كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية عن تحذير أطلقته المخابرات البريطانية لحزب المحافظين لعدم ترشيح اثنين من أعضائه للانتخابات البرلمانية بسبب الاشتباه في علاقتهما مع بكين.
ولم يتوقف تحذيره عند هذا الحد، حيث كشف الحزب عن طرده عشرات الطلاب الصينيين المتهمين بمحاولة التجسس على المختبرات العلمية البريطانية، وشدد على ضرورة وضع معايير صارمة للطلاب القادمين من الصين وخصوصا الراغبين في الالتحاق بالمختبرات العلمية المتطورة.
وكشف رئيس الوزراء البريطاني أنه أيضا تلقى تقريرا من مخابراته حول شركة صينية تستثمر في مصنع بريطاني لم يكشف عن هويته، ما دفعه لاتخاذ قرار وقف استثمار هذه الشركة.
المخابرات البريطانية نصحت حزب المحافظين بعدم ترشيح اثنين من أعضائه للبرلمان بسبب الاشتباه بعلاقتهما ببكين (رويترز) هل هو استهداف للسياسيين؟وحذر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، مما سماه محاولات الصين "التدخل للتأثير في الديمقراطية البريطانية"، ويقصد بذلك محاولات التأثير على السياسيين.
وهذه ليست المرة التي يكون فيها البرلمان مسرحا لحرب التجسس التي باتت معلنة بين بكين ولندن، فخلال العام الماضي أصدرت المخابرات البريطانية تحذيرا للسياسيين لعدم التعامل مع محامية من أصول صينية، نجحت في إقامة علاقات مع قادة الصف الأول في حزبي المحافظين والعمال.
ويتعلق الأمر بكرستين لي، التي اتهمتها المخابرات البريطانية بربط علاقات مع الحكومة الصينية ومحاولات التأثير على القرار السياسي البريطاني من خلال تقديم منح سخية لتمويل عدد من المرشحين البريطانيين خلال حملاتهم الانتخابية.
وكشفت شبكة "بي بي سي" أن المخابرات أرسلت تحذيرا لكل المسؤولين الحكوميين والعاملين في مكاتبهم بالحذر عند الحديث عن العمل في المقاهي والحانات المحيطة بمقر البرلمان، "حيث يكثر عملاء دول أجنبية يبحثون عن تجميع المعلومات والمعطيات".
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يحذر من تأثير الصين على السياسيين (رويترز) تحدٍ أم تهديد؟ويواجه رئيس الوزراء البريطاني سوناك معضلة حقيقية وضغوطا متزايدة، من أجل تغيير وضع الصين من وصفها دولة تمثل تحديا لبلاده إلى دولة تشكل تهديدا على أمن بريطانيا، ما قد يضعها في نفس المرتبة مع روسيا.
وبينما يؤيد عدد من قادة حزب المحافظين التشدد أكثر مع الصين ووصفها بأنها تهديد للبلاد، وفي مقدمتهم وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان، فإن هناك من يحذر من أن هذا التوصيف ستكون له أيضا تبعات اقتصادية وتجارية، وهو ما دفع وزيرة التجارة البريطاني كيمي بادنوش، للتحذير من الإقدام على هذه الخطوة لما لها من تأثير على العلاقات التجارية بين الطرفين.
في المقابل يدفع عدد من المسؤولين الأمنيين البريطانيين لتبني مقاربة أكثر براغماتية، وهي ما عبر عنها أليكس يونغر المدير السابق للمكتب السادس للمخابرات البريطانية، عندما اقترح وضع الصين في خانة "الدول المثيرة للقلق"، داعيا لوضع قواعد أكثر صرامة في التعامل مع المؤسسات الصينية الموجودة في بريطانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رئیس الوزراء البریطانی المخابرات البریطانیة
إقرأ أيضاً:
رئيس جمهورية الصومال يستقبل رئيس البرلمان العربي
استقبل الرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية معالي محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي في القاهرة، وذلك على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية إلى جمهورية مصر العربية.
وخلال اللقاء، أشاد رئيس البرلمان العربي بجهود الرئيس حسن شيخ محمود من أجل تحقيق التنمية الشاملة في جمهورية الصومال، مشيدًا في هذا السياق بمشروع "مقديشو الجديدة" الذي أطلقه الرئيس الصومالي في شهر ديسمبر الماضي 2024م، مؤكدًا أنه مشروعًا وطنيًا متكاملًا يهدف إلى تعزيز مكانة العاصمة كمركز تجاري إقليمي على الصعيدين العربي والإقليمي.
كما ثَّمن رئيس البرلمان العربي النجاحات الكبيرة التي حققتها جمهورية الصومال خلال الفترة الأخيرة في مجال مكافحة الإرهاب، مشددًا على دعم البرلمان العربي لجهود الدولة الصومالية في مكافحة هذه الظاهرة بكل أشكالها.
وأضاف "اليماحي" أن بدء عضوية جمهورية الصومال الفيدرالية، كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، في شهر يناير الجاري 2025م، ولمدة عامين، سيعزز من دورها في الدفاع عن القضايا العربية في منظمة الأمم المتحدة.
ومن جانبه، أشاد رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية بدور البرلمان العربي في الدفاع عن القضايا العربية، وجهوده في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك خاصة على المستوى البرلماني، مؤكدًا أن الدبلوماسية البرلمانية باتت أداة مهمة في الدفاع عن قضايا الأمة العربية وخدمة مصالح شعبها.
كما أشاد رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية بدور دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، في تعزيز العمل العربي المشترك، مشددًا على العلاقات التاريخية والقوية التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصومال، ومشيدًا في الوقت بدور دولة الإمارات في دعم المسيرة التنموية بجمهورية الصومال ودعمها المتواصل لبلاده.