لأول مرة.. روسيا توجه ناقلات النفط ذات الهيكل الرقيق عبر القطب الشمالي
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
سمحت روسيا لناقلات النفط غير المعززة بالإبحار عبر طريق بحر الشمال الجليدي للمرة الأولى، مما أثار مخاوف بشأن وقوع تسرب كارثي في القطب الشمالي، وفق تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز".
وفي أغسطس، حصلت ناقلتان على الإذن بالقيام برحلة بطول 3500 ميل على طول الساحل الشمالي لروسيا، على الرغم من أنهما لا يطلق عليهما اسم ناقلات "الطبقة الجليدية" المعززة لتحمل الظروف الجليدية.
وفي أوائل سبتمبر، أبحرت السفن ذات الهياكل الرقيقة إلى الصين، حيث تحركت واحدة منها عبر أخطر الممرات الجليدية على كوكب الأرض لأول مرة.
وقال تشارلي كرونيك، من منظمة السلام الأخضر في المملكة المتحدة: "لا يمكن التنبؤ بالجليد البحري، ومن الصعب للغاية صيانة الطرق".
وأشار إلى أن "استخدام ناقلات النفط من النوع غير الجليدي يجعل احتمال وقوع حادث أسوأ بكثير".
لماذا تستخدم روسيا طريق بحر الشمال؟في السنوات الأخيرة، أشادت موسكو بطريق بحر الشمال، الذي يقع بالكامل داخل مياه القطب الشمالي، باعتباره يوفر طريق شحن أقصر إلى الصين.
وتأتي هذه الخطوة للسماح للناقلات غير الجليدية بالسير على هذا الطريق في الوقت الذي أضرت فيه العقوبات الغربية المتعلقة بغزو روسيا لأوكرانيا بقدرة موسكو على جلب نفطها إلى السوق.
وعلى طريق بحر الشمال، ترغب روسيا في نهاية المطاف في الاستحواذ على جزء من التجارة الدولية في مياهها، وخصوصا الحاويات الصينية، ولكن البنية التحتية في المنطقة ما زالت بحاجة إلى مزيد من التطوير، ناهيك عن أن موسكو تواجه في هذه المنطقة القطبية أطماع قوى أخرى، وفق وكالة "فرانس برس".
وقد بدأت روسيا بالفعل في استخدام طريق بحر الشمال بشكل متكرر لتقليص الوقت اللازم للإبحار إلى الأسواق الآسيوية. حسبما تشير "فايننشال تايمز".
وتستغرق الرحلة النموذجية من ميناء بريمورسك شمال روسيا إلى الصين عبر قناة السويس 45 يوما، وباستخدام الطريق البحري الشمالي تتقصل هذه المدة بمقدار 10 أيام.
وقال فيكتور كاتونا، كبير محللي النفط الخام في شركة كبلر، إن روسيا يمكن أن توفر ما يقدر بنحو نصف مليون دولار لكل رحلة.
وفي عام 2022، قامت ناقلة واحدة فقط، وهي "فاسيلي دينكوف" بنقل النفط الخام الروسي عبر هذا الطريق إلى الصين.
ومع ذلك، في عام 2023، توجهت 10 ناقلات إلى الصين، وفقا لبيانات تتبع السفن من شركة "كبلر".
والجمعة، أعلنت شركة غازبروم الروسية العملاقة، أنها سلمت الغاز الطبيعي المسال إلى الصين لأول مرة عبر طريق بحر الشمال في القطب الشمالي، والذي صارت الملاحة فيه أسهل بسبب ذوبان الجليد الناجم عن الاحتباس الحراري، حسبما ذكرت "فرانس برس".
وقد سمحت "روساتوك"، وهي الوكالة الروسية التي تنظم طريق بحر الشمال، للسفن غير الجليدية بالإبحار على الطريق في فصلي الصيف والخريف، وذلك في الفترة من يوليو إلى منتصف نوفمبر.
وقالت روساتوم إن "ظروف الملاحة المحسنة في أشهر الصيف والخريف تسمح للسفن غير الجليدية بالعمل بأمان"، مضيفة أن جميع السفن تخضع لعمليات تفتيش صارمة.
وأكدت أن الاعتبارات البيئية "كانت وستظل على رأس أولويات روساتوم"، حسب صحيفة "فايننشال تايمز".
مخاطر ومخاوفقال خبراء الشحن إن الناقلات "غير المعززة" يمكنها نظريا الإبحار عبر طريق بحر الشمال خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، عندما تكون الكتلة الجليدية في أضعف حالاتها بعد أشهر الصيف الدافئة.
ولكن لا تزال هناك مخاطر كبيرة لأن الجليد الطافي يمكن أن يحاصر السفن ويحتمل أن يسحق الهياكل غير المعززة.
وقال سيجورد إنج، كبير مستشاري الشحن وقضايا القطب الشمالي في مجموعة بيلونا البيئية، إن الخطر "شديد للغاية".
وحتى الآن، روسيا هي المصنعة والمشغلة الوحيدة لكاسحات الجليد النووية في العالم، لكن الصين أبدت رغبتها في بناء أسطولها منها.
وعززت روسيا وجودها العسكري في القطب الشمالي قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
وقامت بإعادة تأهيل قواعد الحقبة السوفياتية ونشرت أسلحة وأنظمة مضادة للطائرات من طراز S-400 في المنطقة التي تضم احتياطيات هائلة من الهيدروكربونات ويمكن أن تشكل طريقا بحريا رئيسيا بين أوروبا وآسيا بسبب الاحتباس الحراري وذوبان الأنهر الجليدية، حسب "فرانس برس".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: طریق بحر الشمال القطب الشمالی إلى الصین
إقرأ أيضاً:
الصين لم تعد المحرك للطلب العالمي على النفط
واشنطن, "د .ب .أ": يرى المحلل الاقتصادي جريج بريدى أنه على مدار سنوات كثيرة ،اعتمدت التوقعات الخاصة بسوق النفط بدرجة كبيرة على الصين ،لانها كانت إلى حد كبير المحرك الأكبر لنمو الطلب في هذا القرن. ولكن الآ ن ، بعد مرور عشرين عاما على مفاجأة عام 2004التاريخية عندما وصل الطلب الصيني إلى أكثر من ثلاثة ملايين برميل في اليوم على أساس سنوي ، ما أدى إلى تأجيج المخاوف من حدوث ندرة ورفع الأسعار ، هناك إجماع متزايد في الرأي بأن طلب الصين على النفط سوف يبلغ الذروة قريبا.
وقال بريدي، وهو زميل بارز في مركز ناشونال انتريست لأمريكي ويقوم بأعمال استشارية تتعلق بالمخاطر السياسية لقطاع الطاقة والعملاء الماليين. وفي السابق، كان مديرا للنفط العالمي في مجموعة أوراسيا وعمل في وزارة الطاقة الأمريكية، إن ذلك لا يعنى بالضرورة أن الطلب العالمي سوف يبلغ ذروته بعد ذلك بفترة قصيرة ، لأنه يعكس سمات السياق السياسي في الصين . وأضاف بريدي ، في تقرير لمجلة ناشونال انترست الأمريكية ، أن هذا لا يزال يجعل من الصعب للغاية تصور فترة من تشديد السوق المستدام في المستقبل، الذي توقع الكثير من المستثمرين في قطاع النفط ومنتجي أوبك بلس (منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفاؤها) أنه سوف يحدث في منتصف إلى أواخر عشرينيات القرن الحالي .
وأصدرت أكبر شركتين للنفط تملكهما الدولة في الصين،وهما شركتا البترول الوطنية الصينية والصين للبتروكيماويات ،دراسات في شهر ديسمبر أظهرتا أن الطلب على البضائع التي يتم شحنها من خلال قطاع النقل قد بلغ ذروته ،ومن المقرر أن يصل إجمال الطلب إلى الذروة قريبا.
وتتوقع كلتا الشركتين أن تظهر البيانات الكاملة لعام 2024 عند إصدارها، انخفاضات في استخدام الجازولين والديزل ، والتي أدت إلى تسريع وتيرتها الزيادة الأسرع من المتوقع سابقا في مبيعات السيارات الكهربائية والاستخدام المتزايد للغاز الطبيعي كوقود بديل للشاحنات الثقيلة. ويعد وقود الطائرات والكيروسين وقود النقل الوحيد المستخرج من النفط الذي مازال يحقق نموا . وتتوقع شركة الصين للكيماويات أنخفاض استخدام الديزل بنسبة 5ر5% في عام 2025 عن مستويات عام 2024 ، وانخفاض استخدام الكيروسين بنسبة 4ر2%.واستخدم 22% من الشاحنات الثقيلة الجديدة التي تم بيعها في الأرباع الثلاثة الأولى من عام2024، الغاز الطبيعي كوقود ومن المتوقع أن تخفض السيارات الكهربائية استهلاك الكيروسين بنسبة 15% في عام .2025 ويتم تعويض التراجع في استخدام النفط كوقود للنقل بشكل أكبر على المدى القصير من خلال الزيادات في الطلب للاستهلاك الصناعي الذي تشير شركة الصين للكيماويات إلى أنه يزيد بنسبة 55% من عام 2023إلى عام .2035 ومازال إجمالي الطلب في توقعاتهما يصل إلى إعلى مستوى له في عام 2027ويبدأ في تراجع تدريجي في الوقت الذي تزداد فيه وتيرة سرعة الانخفاض في الطلب على النقل .
ولدى شركة البترول الوطنية الصينية توقعات أكثر تفاؤلا قليلا ولكن لا تزال تشير إلى أنه سوف يتم الوصول إلى ذروة إجمالي الطلب في عام .2060 وتباعدت توقعات الوكالة الدولية للطاقة وأوبك بشكل كبير بشأن الطلب العالمي على النفط في السنوات الأخيرة، مدفوعة جزئيا بشكل كبير بالتوقعات المتباينة فيما يتعلق بحجم التغيير في السياسات الحكومية استجابة للرغبة في التخفيف من تأثيرات تغير المناخ. وتم اتهام الوكالة الدولية للطاقة واوبك بأنهما متأثرتين بالسياسات والتمنيات ، ويتصور السيناريو الأساسي للوكالة الدولية للطاقة تبني سريع لإجراءات التخفيف وتتوقع أوبك عالما يكون فيه نمو الطلب مناسبا لإبقاء معظم المشاركين في أوبك بلس في وضع مريح من الناحية المالية.
ويتصور الخط الأساسي للوكالة الدولية للطاقة أن يصل الطلب العالمي للذروة في عام 2030، بينما يشير سيناريو السياسات المعلن الأقل واقعية للغاية والذي تحقق فيه كل الدول اهدافها المعلنة الخاصة بتخفيف أثار تغير المناخ ، إلى الوصول لذروة الطلب في عام .2025 وتشير منظمة أوبك إلى نمو بطئ بعد عام 2035ولكن بدون ذروة .
و تعد توقعات أوبك الأقل مصداقية من الاثنين. وربما لايزال الخط الأساسي للوكالة الدولية للطاقة أكثر تفاؤلا (من وجهة نظرهم ) بشأن تأثير إجراءات التخفيف على الطلب .ومع ذلك ، فإن تأثير السياسات الصينية على الطلب ليس موضع خلاف الآن .
وتابع بريدي أنه ما يزال من المرجح رؤية كم هائل من النتائج المتعلقة بالطلب ، التي سوف ترى الطلب يواصل النمو في مكان أخر بعدما تصل طلبات الصين إلى الذروة . وفي الولايات المتحدة ،من المقرر أن تلغي إدارة الرئيس المنتخب القادم دونالد ترامب، الكثير من السياسات التي طبقها الرئيس جو بايدن.
وربما يشمل ذلك إنهاء الإعفاء الضريبي بقيمة 7500دولار لدعم شراء السيارات الكهربائية وإلغاء معاير بايدن الخاصة بانبعاثات السيارات التي كانت ستؤدي بالفعل إلى أن تخفض السيارات الكهربائية مبيعات سيارات الركوب الأمريكية بمعدل النصف بحلول منتصف حقبة ثلاثينيات القرن الحالي. وفي الوقت الذي تحل فيه الهند محل الصين كأكبر مصدر لنمو الطلب ، لا تزال سياسة الحكومة تركز على توجه حمائي يقوم على أساس "صنع في الهند" مع عدم وجود حوافز للتخلص من الكربون في قطاع النقل.
ومع ذلك ،تحاول نيودلهي جذب شركة تسلا للسيارات الكهربائية للاستثمار في البلاد مستهدفة شريحة المنتجات عالية الجودة مع رسوم جمركية أدنى على السيارات باهظة الثمن.
والسؤال الكبير في الوقت الحال هو الكيفية التي سوف يتعامل بها بقية العالم مع السيارات الكهربائية الصينية منخفضة الأسعار ، مع مراعاة أنهم استطاعوا انتاج بعض الطرازات بأسعار منخفضة بلغت 12ألف دولار. وإذا لم يرفع الآخرون الحواجز الحمائية أمام السيارات الكهربائية الصينية ، فإنهم قد يبدأون في استبدال سيارات الجازولين والشاحنات الخفيفة اليابانية والكورية الرخيصة التي سيطر ت على معظم اسواق السيارات النامية ، وهذه خطوة قد تجعل وصول الطلب العالمي للذروة أقرب .
وربما لا يزال من الواقعي أن أمام طلب قطاع الطيران و صناعة البتروكيماويات على النفط في العالم النامي مساحة كبيرة للنمو ، وهو الأمر الذي من المحتمل أن يجعل ذروة الطلب العالمي تتجاوز عام 2030، ولو فقط لسنوات قليلة. غير أنه من الصعب جدا تصور فترة مستقبلية من تجدد القلق بشأن ندرة النفط بدون نمو متواصل للطلب من جانب الصين.
واختتم بريدي تقريره بالقول إن من المحتمل أن تشعر دول خططت لأن تكون قادرة على إعادة ملء خزائنها من خلال فترة ندرة أخيرة وأسعار عالية، بخيبة أمل .