قرية مصرية تنعى أبناءها.. فيضانات ليبيا تدمر عائلات بأكملها
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
كان المزارع المصري أشرف سعداوي عبد الفتاح يسقي محاصيله بجوار نهر النيل جنوبي العاصمة، القاهرة، ويتصفح هاتفه المحمول عندما علم بوفاة اثنين من أبنائه في الفيضانات التي اجتاحت ليبيا.
واطلع عبد الفتاح على قائمة أرسلت على وسائل التواصل الاجتماعي بأسماء المصريين الذين قتلوا في الفيضانات المروعة التي اجتاحت مدينة درنة في ليبيا، مساء الأحد، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".
وكان اسما ابنيه محمد، 23 عاما، وعبد الرحمن، 19 عاما، على القائمة، إلى جانب ستة أقارب، وعشرات الرجال الآخرين من قريتهم.
وقال عبد الفتاح لأسوشيتد برس، الخميس، خارج منزله في قرية نزلة الشريف بمحافظة بني سويف: "إنها ليست صدمة كبيرة للعائلة فقط، بل للقرية بأكملها".
توفي ما لا يقل عن 74 رجلا من القرية جراء الفيضانات، بعضهم لا يتجاوز عمره 17 عاما، عندما تسبب الإعصار دانييل في هطول أمطار غزيرة على درنة، مساء الأحد. وانفجر سدان قرب المدينة، ما أدى إلى تدفق جدار من المياه بارتفاع طابقين أحدث دمارا وجرف أحياء بأكملها إلى البحر.
وأدى الطوفان إلى مقتل الآلاف في ثوان معدودة، حيث اقتلعت المباني السكنية وجرفت الطرق والجسور.
وتم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 11300 شخص، وفقا للهلال الأحمر الليبي، منهم عشرات المصريين الذين عاشوا وعملوا في درنة لسنوات.
ويجري الحفر وسط الطين وتحت المباني المنهارة في درنة بحثا عن 10 آلاف مفقود يخشى أن يكونوا قد لقوا حتفهم.
وقال رشاد عزت عبد الحميد، وهو مصري يبلغ من العمر 45 عاما نجا من الكارثة: "كان الأمر أشبه بالجحيم"، وأضاف أنه وسبعة مصريين آخرين هرعوا إلى سطح مبنى مكون من ثلاثة طوابق عندما اجتاح جدار المياه شارعهم بوسط المدينة.
وذكر أن عددا لا يحصى من الأشخاص جرفتهم المياه، وعندما هبط من سطح المبنى بعد أن هدأت العاصفة قليلا، كان المشهد مروعا.
وتناثرت الجثث والملابس والسيارات المحطمة والأثاث في الشوارع، وقد غطاها الطين والحطام، وانهارت المباني أو دمرت جزئيا. ووجد الناس حوله ينتحبون وهم يبحثون عن أحبائهم ويحاولون انتشال العالقين تحت الأنقاض.
وقال عبد الحميد، الذي عاد إلى مصر، الخميس، إن آخرين جرفتهم الأمواج إلى البحر، مضيفا "غرقت عائلات بأكملها داخل منازلها.. لم يبق شيء سوى الأنقاض".
وفي تصريحات لقناة العربية قال عمدة درنة، عبد المنعم الغيثي، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إن عدد القتلى قد يرتفع إلى 20 ألفا، بالنظر إلى عدد الأحياء التي أغرقتها المياه.
وقال الناجي عبد الحميد إن آلاف المصريين يعيشون في درنة، معظمهم يعملون في مشروعات بناء في المدينة والمناطق المحيطة.
وكان قد وصل إلى هناك قبل ستة أشهر فقط.
وتقول السلطات الليبية إنه عثر حتى الآن على جثث 145 مصريا في درنة. وأعلنت الخارجية المصرية أن عشرات المصريين دفنوا في ليبيا، بينما جرى نقل 84 إلى مدينة طبرق القريبة، ومنها جوا إلى مصر.
وفي نزلة الشريف، على بعد 167 كلم من القاهرة، تم دفن 74 من رجال القرية في جنازة جماعية، الأربعاء، حضرها مسؤولون محليون ومئات القرويين.
وقال مصطفى عويس مصطفى، وهو موظف حكومي متقاعد: "فقدت بعض العائلات ابنا واحدا، وبعضها اثنين، وفقد آخرون ثلاثة.. ذهب هؤلاء الشباب إلى هناك لمساعدة أسرهم".
وسافر محمد، نجل عبد الفتاح، إلى ليبيا قبل ثلاث سنوات لتحسين مستوى معيشتهم، حيث عمل كعامل يومية في درنة، وكان يرسل كل ما يمكنه توفيره من مال إلى والده من أجل نفقات الأسرة.
وفي وقت سابق من العام الجاري، انضم عبد الرحمن إلى شقيقه في درنة بعد عامين من البحث عن عمل في مصر دون جدوى، على حد قول والدهما.
ويضيف "آخر مرة تحدثت إليهما كانت يوم 8 سبتمبر، عبر مكالمة مصورة لمدة نصف ساعة مع بقية أفراد الأسرة. وتحدث محمد مع والدته عن خططه للزواج واستمع سعيدا إلى أخبار مسكنه الجديد الذي كان يعده للزواج فيه، والذي كان والده يشيده له، بإضافة طابق ثالث فوق منزل العائلة.
كما توفي أبناء شقيق عبد الفتاح الثلاثة في درنة. وقال إن والدتهم في حالة صدمة، ولم تعد قادرة على الحديث.
وتابع دامعا "لقد دمرت الأسرة بأكملها".
لا يجد عبد الفتاح سوى القليل من العزاء في حقيقة أنه تمكن من دفن أبنائه، فقلبه مع القرويين الآخرين الذين دفن أبناؤهم على بعد مئات الكيلومترات في مقابر جماعية في ليبيا.
ويواصل عبد الفتاح النظر إلى صور أبنائه على هاتفه، وتخنقه الدموع، فيقول: "أرادوا أن نعيش حياة أفضل... إنها كارثة.. كارثة للقرية بأكملها".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: عبد الفتاح عبد الحمید فی درنة
إقرأ أيضاً:
جريمة صادمة.. أم مصرية تنهي حياة أطفالها ثم تُعد السحور لزوجها
استيقظ سكَان عزبة منطاوي بمحافظة القليوبية في مصر على وقع جريمة مروعة، إذ أقدمت أم على قتل أطفالها الثلاثة خنقاً أثناء نومهم داخل منزلها، ثم أعدت السحور لزوجها كأن شيئاً لم يكن، دون أن تخبره عما فعلته بصغارها.
وفي التفاصيل، فقد تلقت مديرية أمن القليوبية بلاغاً من الأهالي يفيد بالعثور على جثث ثلاثة أطفال داخل منزلهم، ليتبين لاحقاً أن والدتهم البالغة من العمر 35 عاماً هي من أقدمت على إنهاء حياتهم خنقاً بعد تناولهم وجبة السحور، مستغلة نومهم لتنفيذ جريمتها دون مقاومة.
وبحسب التحريات الأولية، فإن أعمار الأطفال الضحايا 12 و6 و4 سنوات، ويبدو أن الأم كانت تمر بظروف نفسية صعبة، لكنها لم تتلقَ علاجاً مناسباً لحالتها، ما دفعها إلى ارتكاب جريمتها المفجعة دون أن تدرك فداحة فعلتها.
الغريب أنه بعد تنفيذ جريمتها، لم تظهر الأم أي علامات اضطراب، بل أكملت يومها بشكل طبيعي، وأعدت السحور لزوجها بمفرده دون أن تبوح بما اقترفته، إلا أنها لم تستطع الاحتفاظ بالسر طويلًا، فذهبت إلى زوجة شقيق زوجها واعترفت قائلة: "أنا خنقت العيال".
فما كان منها إلى أن اتصلت بوالد الأطفال، الذي ركض مسرعاً للتأكد من الأمر، فوجد أطفاله الثلاثة جثثاً هامدة في أماكن نومهم.
ووسط صراخ الأب وذهول الجيران، تم إبلاغ الشرطة على الفور، حيث وصلت قوات الأمن والطب الشرعي إلى مسرح الجريمة، وتم القبض على الأم، التي لم تحاول حتى الفرار أو إنكار جريمتها، بينما تم نقل جثث الأطفال الثلاثة إلى المشرحة لإجراء الفحوصات اللازمة.
من جانبها، أمرت النيابة العامة بحبس الأم المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيق، كما تم التحفظ على الزوج لسماع أقواله في الحادث، فيما تقرر تشريح جثامين الأطفال، لبيان سبب الوفاة بدقة، قبل التصريح بدفنهم.