لبنان ٢٤:
2025-01-28@23:15:35 GMT

مكانس القشّ... حرفة أبو حسين الغالية

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

مكانس القشّ... حرفة أبو حسين الغالية

كتب رمال جوني في "نداء الوطن": لم يتخلّ علي موسى دياب (أبو حسين) عن حرفة صناعة «مكانس القشّ» رغم تخطيه الـ70 من عمره. لا يزال مواظباً على تشذيب «القشّ» وخياطته بطريقةٍ احترافية. في ساحة بلدة حولا الجنوبية، وتحديداً تحت سنديانتها العتيقة، يجلس «أبو حسين»، «يُهندس» شتول القَشّ ليحوّلها مكانس، إذ يُحافظ عدد من المزارعين في حولا على زراعة نبتة الذرة الحمراء ذات الأغصان المنسّقة والفروع المتعدّدة.

في تموز، يقطفونها وينقّونها من البذور، ثم يأخذونها إلى «أبو حسين»، آخر حرفيي المكانس أو كما يعرف في البلدة بـ»المشابط»، حيث يجمعها لتتّخذ الشكل المتعارف عليه.

يجلس لساعات يجمع «القشّ شمايل» (أي رُزماً)، ويخيطه، ثم يكبسه ليصبح مكنسة، مستخدماً أدوات بسيطة كالمطرقة أو ما يعرف بالبلدي «شاكوش خشب»، و»مسلّة»(إبرة كبيرة) و»خيطان»، و»قالب» وكلها أدوات بدائية، وينتج في اليوم بين 20 و30 مكنسة تباع الواحدة بـ150 ألف ليرة.

قديماً، زمن «البابور» و»السراج» و»اللوكس» كانت «مكنسة القشّ» في كلّ منزل، وتعرف بمتانتها وجودتها، عكس اليوم إذ تحتلّ «مكانس البلاستيك» السوق، رغم ذلك بقي الحنين قويّاً إلى هذه المكنسة «القروية» المصنوعة بحبّ وعرق، فيها رائحة الأرض والطبيعة، ممهورة بختم الأجداد والذكريات والزمن الجميل ببساطته.

أما في حاضرنا، فلم يتعلّم أحد من جيل اليوم هذه الحرفة، بقيت في خانة التراث البلدي، وفق «الحاج علي». وعن السبب يقول «ما حدا بالو بالقديم. شباب اليوم يهوون التطوّر ويرون المهن العتيقة مجرّد ذاكرة على حائط الماضي».

رغم مرور السنين، بقي «أبو حسين» أميناً ووفيّاً لحرفته. ينتظر موسم القشّ ليبدأ نشاطه، أما في باقي الأيام فيواصل عمله في الزراعة وحرث الأرض بواسطة حصانه الذي يرافقه على الدوام. في الماضي كان الموسم يعجّ بحرفيي المكانس، كانت حركتهم لا تهدأ، في كل بلدة كان يوجد ثلاثة وأربعة منهم. اليوم انحسرت أعدادهم حتى باتت هذه المهنة مهدّدة بالانقراض. لم يتلقّ «أبو حسين» أي دعمٍ، أقلّه معنوياً لتشجيعه على الصمود، إذ لا توجد سوق للحرفيين في المنطقة.

وساهم تراجع الطلب على مكانس القشّ في تقلّص المساحة المزروعة بالذّرة الحمراء، ومع ذلك يشير إلى «أنّ بعض السيدات يفضّلن استخدام هذه المكانس، لأنها أفضل وأقوى من المكانس الصناعية»، ويرى «ضرورة الحفاظ عليها لأنها جزء من هويتنا الوطنية».

إلى اليوم، لا يزال «أبو حسين» يكسب لقمة عيشه ورزقه من حرفته، فهي «الأحبّ لقلبه»، يصنعها في غاية الدقّة والإتقان. تركها يعني التخلّي عن ذاته ووجدانه، ويؤكّد أنه «طالما يوجد طلب على المكانس، لن أتوقّف عن العمل». ويشير إلى أن عمله يجذب انتباه المارة، بعضهم يقف لالتقاط صورة أو للتعرف الى طريقة عمله. بكلمة واحدة يختم: «من يهجر حرفته يهجر هويّته» في تشديد على أهمية هذه الصنعة التي ضاعت في غياهب الإهمال والنسيان.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أبو حسین

إقرأ أيضاً:

محمد حامد: ثبوت صحة أن الجيش السوداني يدير عمله على وضعية (باص وخانة)

#التفتيش
السؤال الان وبعد إكتمال العبور من أمدرمان الى بحري ثم الخرطوم والوصول بنقلة واحدة من الجيش للإشارة والقيادة العامة .وبالتزامن المصفاة وقبلها ولاية سنار وأجزاء واسعة من الجزيرة بما فيها المدينة العاصمة (مدني) وربطا مع نظافة سنار حتى النيل الأزرق . مع دخول بابنوسة مظلة الأمان الكامل .وبالضرورة إستقرار (الأبيض) وفي أفق الرصد (أم روابة) يمكن القول جملة أن المسرح العسكري في الخرطوم يمضي لخلو بحري بالكامل والتوسع بأمدرمان والانفتاح من جنوب الخرطوم للجنوب والشرق وربما محاذاة النيل الابيض من الضفة الشرقية للجنوب وهي تطورات متوقع أن تمضي للأفضل بأفضلية تميز الجيش حاليا بخطوط إمداد بالرجال والسلاح والدفع المعنوي المتعاظم لصالحه والذي ضاعفت منه انتهاكات الطرف المتراجع . والانهيار الواضح وثبوت إنعدام وجود قيادة مركزية عليا أو وسيطة للسيطرة والتشتت العشوائي ( بعض الجيوب لا تعلم أن مجموعات ببعض المحاور قد إنسحبت مثل الحمقى الذين صوروا مقاطع بجهة قالوا إنها جنوب القيادة أو غربها لأنهم الان عمليا في مرمى اكتساح الجيش بشكل قطعي)
2
شعبيا ومع توسع رقعة الامان والسيطرة للجيش هو يكسب وضعية إستئناف الحياة الطبيعية للمواطنين بالمدن والأحياء المطهرة وهذا يكسب الدولة نقاط إضافية في الأبعاد السياسية والإجتماعية وتأهيل الخدمات وتمدد كتلة صلبة موالية سيكون لها سهمها في المجهود الحربي والعمل المعنوي المساند لبقية العمليات لحين اكتمال المهام بالعاصمة والولايات .وهذا سيفكك دوائر الكتلة الخارجية المعادية التي ستضطر لحساب انصبة مصالحها مع الطرف الصاعد نحو البطولة كما أنه وضع سيمكن الحكومة من الاتجاه لتكوين جسم مدني تنفيذي تقابل به مطلوبات إستيفاء البراءة الخارجية المؤهلة للتعايش مع المجتمع الدولي والإقليمي .وهذا يعني بالضرورة تأثيرات على شكل ملامح العملية السياسية لما بعد الحرب .إذ ستكون يد الجيش مشدودة على أذرع الرأي العام الشعبي الذي سيؤسس قطعا مواقفه بناء على محصلته معاناة وعذاباته في الحرب وليس سابق الشعارات والمشروعات التي كانت تطرح
3
هذه الإفتراضات تبدو أقرب للتحقق قد تتأخر لظروف التجهيزات النهائية للمرحلة المقبلة .إذ مرجح أن الجيش سيأخذ أنفاسه تحضيرا وفق خططه ووثباته القادمه مع التعديلات المناسبة للمرحلة خاصة بعد ثبوت صحة أنه يدير عمله على وضعية (باص وخانة) والكسب بمحصلة النقاط وفق رؤية كلية لا تتقيد بالجزئيات التي مثل الوجبات السريعة وهي نظرة كلية واضح أن قاعدتها سودان كامل تحت السيطرة
4
عموما الأمور طيبة والكأس بره . وقصبتنا متر

محمد حامد جمعة نوار

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • يشتري منزلًا من تنظيف القبور
  • اليوم.. أين السيدُ حسين وأين أعداؤه؟
  • القاهرة الإخبارية: وزير الدفاع الأمريكي الجديد بيت هيجسيث يتسلم مهام عمله
  • مراسل "القاهرة الإخبارية": "سنعود لغزة وسنعمر بيوتنا من جديد"
  • محمد حامد: ثبوت صحة أن الجيش السوداني يدير عمله على وضعية (باص وخانة)
  • المنفي يلتقي السفير الجزائري بمناسبة انتهاء فترة عمله في ليبيا
  • «المنفي» يستقبل سفير الجزائر بمناسبة انتهاء فترة عمله
  • شاهد.. القائد الميداني للدعم السريع “ياجوج وماجوج” يعترف بانهيارهم ويهاجم حمدوك وسلك: (الأول زاغ ورقد القش والثاني لابس بدلة وكرفتة في الفاضي وبعد كدة نظامي مع القحاتة بس)
  • النصر وظفار يعدان العدة لإياب ربع نهائي الكأس الغالية
  • إغلاق جسر الملك حسين أمام المسافرين اليوم