لبنان ٢٤:
2024-11-26@23:12:53 GMT

مكانس القشّ... حرفة أبو حسين الغالية

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

مكانس القشّ... حرفة أبو حسين الغالية

كتب رمال جوني في "نداء الوطن": لم يتخلّ علي موسى دياب (أبو حسين) عن حرفة صناعة «مكانس القشّ» رغم تخطيه الـ70 من عمره. لا يزال مواظباً على تشذيب «القشّ» وخياطته بطريقةٍ احترافية. في ساحة بلدة حولا الجنوبية، وتحديداً تحت سنديانتها العتيقة، يجلس «أبو حسين»، «يُهندس» شتول القَشّ ليحوّلها مكانس، إذ يُحافظ عدد من المزارعين في حولا على زراعة نبتة الذرة الحمراء ذات الأغصان المنسّقة والفروع المتعدّدة.

في تموز، يقطفونها وينقّونها من البذور، ثم يأخذونها إلى «أبو حسين»، آخر حرفيي المكانس أو كما يعرف في البلدة بـ»المشابط»، حيث يجمعها لتتّخذ الشكل المتعارف عليه.

يجلس لساعات يجمع «القشّ شمايل» (أي رُزماً)، ويخيطه، ثم يكبسه ليصبح مكنسة، مستخدماً أدوات بسيطة كالمطرقة أو ما يعرف بالبلدي «شاكوش خشب»، و»مسلّة»(إبرة كبيرة) و»خيطان»، و»قالب» وكلها أدوات بدائية، وينتج في اليوم بين 20 و30 مكنسة تباع الواحدة بـ150 ألف ليرة.

قديماً، زمن «البابور» و»السراج» و»اللوكس» كانت «مكنسة القشّ» في كلّ منزل، وتعرف بمتانتها وجودتها، عكس اليوم إذ تحتلّ «مكانس البلاستيك» السوق، رغم ذلك بقي الحنين قويّاً إلى هذه المكنسة «القروية» المصنوعة بحبّ وعرق، فيها رائحة الأرض والطبيعة، ممهورة بختم الأجداد والذكريات والزمن الجميل ببساطته.

أما في حاضرنا، فلم يتعلّم أحد من جيل اليوم هذه الحرفة، بقيت في خانة التراث البلدي، وفق «الحاج علي». وعن السبب يقول «ما حدا بالو بالقديم. شباب اليوم يهوون التطوّر ويرون المهن العتيقة مجرّد ذاكرة على حائط الماضي».

رغم مرور السنين، بقي «أبو حسين» أميناً ووفيّاً لحرفته. ينتظر موسم القشّ ليبدأ نشاطه، أما في باقي الأيام فيواصل عمله في الزراعة وحرث الأرض بواسطة حصانه الذي يرافقه على الدوام. في الماضي كان الموسم يعجّ بحرفيي المكانس، كانت حركتهم لا تهدأ، في كل بلدة كان يوجد ثلاثة وأربعة منهم. اليوم انحسرت أعدادهم حتى باتت هذه المهنة مهدّدة بالانقراض. لم يتلقّ «أبو حسين» أي دعمٍ، أقلّه معنوياً لتشجيعه على الصمود، إذ لا توجد سوق للحرفيين في المنطقة.

وساهم تراجع الطلب على مكانس القشّ في تقلّص المساحة المزروعة بالذّرة الحمراء، ومع ذلك يشير إلى «أنّ بعض السيدات يفضّلن استخدام هذه المكانس، لأنها أفضل وأقوى من المكانس الصناعية»، ويرى «ضرورة الحفاظ عليها لأنها جزء من هويتنا الوطنية».

إلى اليوم، لا يزال «أبو حسين» يكسب لقمة عيشه ورزقه من حرفته، فهي «الأحبّ لقلبه»، يصنعها في غاية الدقّة والإتقان. تركها يعني التخلّي عن ذاته ووجدانه، ويؤكّد أنه «طالما يوجد طلب على المكانس، لن أتوقّف عن العمل». ويشير إلى أن عمله يجذب انتباه المارة، بعضهم يقف لالتقاط صورة أو للتعرف الى طريقة عمله. بكلمة واحدة يختم: «من يهجر حرفته يهجر هويّته» في تشديد على أهمية هذه الصنعة التي ضاعت في غياهب الإهمال والنسيان.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أبو حسین

إقرأ أيضاً:

المؤبد للإرهابي علي حسين مهدي بقضية "خلية السلام"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عاقبت اليوم الأحد، محكمه الجنايات المنعقده بمجمع محاكم بدر، برئاسة المستشار وجدي عبد المنعم وعضوية المستشارين عبد الجليل مفتاح وضياء عامر، وسكرتارية محمد هلال، المتهم علي حسين مهدي بالسجن المؤبد، وذلك علي خلفيه اتهامه بنشر أخبار كاذبة، في قضيه “خليه السلام الإرهابية”.


وجهت النيابه للمتهم تهم إثارة الفتن وبث الشائعات، حيث قام المتهم مع آخرين بتصوير المقطع المتداول، وقد تم ضبط الهاتف المستخدم في التصوير، وتم نشر الفيديو بغرض إحداث زعزعة وإثارة الفتن.

مقالات مشابهة

  • زوج يلاحق زوجته بدعوي النشوز ويتهمها بالتشهير به في عمله..التفاصيل
  • نقيب الأطباء: لا يجب حبس مقدمي الخدمة الطبية احتياطيًا بسبب عمله
  • محافظ الخرج يستقبل المهندس الزيد إثر انتهاء فترة عمله رئيسًا لبلدية المحافظة
  • تفاصيل اجتماع حسين الشيخ مع رئيس الوزراء القطري
  • طُرد من عمله فأصبح ثرياً.. قصة صيني غفا بمكتبه
  • الغلملاس يباشر عمله محافظًا للمزاحمية
  • مصرع مشرف مقاولات سقط من الطابق الثالث أثناء عمله بالعجوزة
  • المؤبد للإرهابي علي حسين مهدي بقضية "خلية السلام"
  • تعديل أوقات عمل جــسر الملك حسين – تفاصيل
  • حسين العزي لأمريكا وبريطانيا : لا تطرقوا باب الجحيم