كتب محمد علوش في "الديار": في اللقاء الايراني السعودي الأخير فُتح الملف اللبناني وكان النقاش إيجابياً، والانعكاس الأول لهذه الإيجابية كان بالاجتماعات التي عقدها مسؤولون سعوديون في باريس قبل زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت، أما الانعكاس الثاني فكان في اللقاء الذي نظمه السفير السعودي في بيروت للنواب السنة بحضور لودريان.


لقاء اليرزة يكرس حضور المملكة مباشرة في الملف الرئاسي اللبناني، عبر توجيهها مجموعة من الرسائل المباشرة، عنوانها الأساسي، بحسب ما هو معلن، الذهاب إلى مرشح تسوية من خلال التفاهم على مرشح جامع، وهو ما كان قد تم الإتفاق عليه قبل حضور الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، عبر اللقاء الذي جمع الأخير مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا.
من العلامات الفارقة على هذا الصعيد، هو أن هذا اللقاء يأتي بعد أن وصلت المبادرة الفرنسية إلى حائط مسدود، لكن الأهم هو أنه يأتي على وقع الحديث عن دخول قطري على الخط، بالتنسيق مع الجانبين السعودي والأميركي، ما يدفع إلى السؤال عما إذا كانت الرياض أرادت من خلاله أن تحدد مسبقاً شروطها أو سقفها، عبر التشديد على أنها تراجعت عن سياسة الإبتعاد عن الملف اللبناني.
في المضمون، الحضور السعودي في الملف اللبناني يعني إقتراب موعد التسوية، نظراً إلى أن الرياض، في حال كانت الأمور معقدة، كان من الممكن أن تستمر في سياساتها السابقة القائمة على عدم التعاطي المباشر مع الأزمة اللبنانية سوى من باب النصح، لكن دخولها على الخط بهذا الشكل، يعني أن هناك أمراً جدياً يحصل، وبالتالي من الممكن الحديث عن نقطة تحول، إلا أن الأمر سيكون مرهوناً بالقدرة على الإستمرار في هذا المسار، الذي يتطلب قبل أي أمر آخر مبادرة الفريق الآخر إلى ملاقاة الخطوة التي قامت بها الرياض.
لني يأتي بعد تقدم إيجابي نسبي بالعلاقات بين المملكة والجمهورية الإسلامية في إيران، مشيرة الى أنه يمكن القول هذه المرة أن لقاء اليرزة، بعيداً عن الشكل حيث كان لكل نائب موقفه السابق المعروف الذي تكرر خلال اللقاء، يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في الملف الرئاسي، يُفترض بحال لم تحصل مفاجآت سلبية أن تكون المرحلة الأخيرة التي ينتهي الفراغ مع نهايتها، علماً أن احتمال العرقلة لم ولن ينتهي طالما أن المنطقة تمر بما تمر به من أحدا

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

لقاء عين التينة: لا مكان للاصطفاف السياسي أو لجبهة إسلامية

كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": يخطئ من يعتبر سياسياً بأن اللقاء الثلاثي الذي عُقد في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وضم رئيسَي المجلس النيابي نبيه بري، وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، يأتي في سياق قيام جبهة ثلاثية من لون طائفي واحد أو إرساء حالة من الاصطفاف السياسي، مع أن المداولات التي سادته بقيت تحت سقف تقويم ردود الفعل على المبادرة التي أطلقها بري، وتولى ميقاتي بالإنابة عنه الكشف عن خطوطها العريضة، وأبرزها وقف النار في الجنوب، ودعوة المجتمع الدولي للتدخل لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، ونشر الجيش في جنوب الليطاني وانتخاب رئيس توافقي لا يشكل تحدياً لأي فريق. ويُنقل عن مصدر نيابي قوله، إنه لا مكان للاصطفاف السياسي في اللقاء الثلاثي أو التأسيس لقيام جبهة إسلامية، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن العناوين التي طرحها بري في مبادرته لوقف العدوان وإخراج لبنان من التأزّم، لا تخص طائفة دون أخرى بمقدار ما هي تجديد الدعوة للتلاقي.
ويسأل المصدر: أين المشكلة؟ وهل تتعارض مع تطلعات الشريك المسيحي لإنقاذ بلدنا؟ ويقول إن تكليف ميقاتي تلاوة البيان محاطاً ببري وجنبلاط ينمّ عن توفير كل أشكال الدعم للحكومة لاستيعاب أزمة النزوح، وتحصين الساحة للحفاظ على الاستقرار وإبقاء الوضع تحت السيطرة، ومخاطبة المجتمع الدولي لوقف تمادي إسرائيل في عدوانها الذي يكاد لا يترك منطقة آمنة. كما يسأل المصدر نفسه: هل من ريبة وتوجس من اللقاء ما دام أن الجميع يبدون تأييدهم لخريطة الطريق التي رسمها بري لإنقاذ لبنان؟ وهل من مانع لتلاقيهم وعلى جدول أعمالهم، كما الشريك الآخر، المطالبة بوقف النار الذي يحظى بتأييد الجميع، وسبق لبري أن كشف عن أنه توافق عليه مع أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله قبل اغتياله؟
ويلفت المصدر، إلى أنه من غير الجائز المبالغة في التعامل مع ما صدر عن اللقاء الثلاثي، أو تحميله أثقالاً سياسية لا مبرر لها... ويقول إنه رسم خريطة طريق للخروج من المأزق على قاعدة تأمين الحشد الوطني لتوفير الشروط المطلوبة لوقف العدوان، بالانفتاح على الشريك المسيحي وعدم التفرد بأي موقف لا يخدم المصلحة الوطنية، أو الاستقواء بالخارج. ويدعو المصدر النيابي، إلى التعاطي بواقعية وإيجابية مع اللقاء الثلاثي بدلاً من الالتفاف عليه، ما دام أركانه يجمعون على انتخاب رئيس توافقي، وما دام أن بري لم يعد يشترط التشاور أو الحوار المسبق لانتخاب رئيس للجمهورية كما رفضه الحوار بمن حضر؛ لأنه ليس في وارد عزل هذا الفريق أو ذاك، في إشارة إلى عدم استبعاده حزب «القوات اللبنانية». ويكشف المصدر، عن أن الإدارة الأميركية تدير ظهرها لدعوات وقف النار، وتكاد تغيب عن السمع ولا تود، تحت ضغط اللبنانيين ومعهم المجتمع الدولي، أن تصغي للدعوات المتلاحقة لوضع حد للعدوان الإسرائيلي، وكأنها ما زالت تطلق الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام باجتياح محدود للبلدات الحدودية بذريعة أنه يتيح لها تفكيك البنية التحتية لـ«حزب الله» والتخلص من مخزونه الصاروخي، وتحديداً الدقيق منها. ويؤكد المصدر نفسه، أن أهمية الموقف الذي يتمسك به اللقاء الثلاثي، تكمن في إسقاط التذرع الأميركي بأن الحزب هو من يصادر القرار اللبناني وأن الحكومة تفاوض بالإنابة عنه، ويقول إن لا صحة لمثل هذا الادعاء ما دام أن بري يحمل تفويضاً من أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله قبل اغتياله بكل ما يتعلق بتهدئة الوضع في الجنوب، والدخول في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لتطبيق القرار 1701، وتم التأكيد عليه بتواصل بري مع قيادة الحزب، بخلاف ما أخذ يشيعه البعض من أن عدم الاتفاق داخل «الثنائي الشيعي» هو ما يعيق التوصل لوقف النار. ويرى المصدر، أن لا مبرر للتوجُّس من تلاقي بري - ميقاتي - جنبلاط ما دام أن التواصل بينهم وبين القيادات المسيحية لم ينقطع. ويؤكد، أن ميقاتي على تواصل مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، وأن رئيس «التقدمي» أوفد النائب وائل أبو فاعور للقاء رئيسَي حزبَي «الكتائب» سامي الجميل و«القوات اللبنانية» سمير جعجع لطمأنتهما وتبديد ما لديهما من هواجس إذا كانت موجودة، في حين يواصل بري لقاءاته بالكتل النيابية، ما عدا كتلة «القوات»، ويبدي كل دعم للتحضيرات الجارية لعقد قمة روحية يستضيفها الراعي، وهذا ما أكده لنائب رئيس «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» الشيخ علي الخطيب. كما أن بري هو من أطلق الدعوة للتوافق على رئيس، رافضاً المجيء برئيس يفرضه «الثنائي الشيعي» أو المعارضة، مشدداً على مشاركة ما يزيد على ثلثي أعضاء البرلمان في الجلسة، وألا يقتصر على نصف العدد زائداً واحداً، لقطع الطريق على انتخاب رئيس يشكل تحدياً بدلاً من أن يكون جامعاً للبنانيين، ولديه القدرة للتواصل مع الجميع... فهناك ضرورة لتلاقي النواب في منتصف الطريق، لانتخاب رئيس توافقي، وهذا ما يدعو له بري؛ لأن التوافق، كما يُنقل عنه، يسمح بحصول الانتخاب.
لكن يبقى السؤال: هل يمكن الفصل بين الحرب المشتعلة في الجنوب وبين انتخاب الرئيس  

مقالات مشابهة

  • ريال مدريد مُتهم بـ «طردين» في لقاء ليس طرفاً فيه!
  • السعودية واميركا تناقشان الملف اللبناني: للسماح بعودة المدنيين على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية
  • لقاء عام لشباب إيبارشية أبو قرقاص
  • تحسين تجربة الحج والعمرة.. تفاصيل لقاء وزير السياحة نظيره السعودي
  • بري وجنبلاط: مع فتح الباب لانتخاب الرئيس
  • هل يلزم حضور الزوجين أمام مكتب التسوية قبل إجراءات الطلاق؟
  • ميقاتي في بكركي على وقع الحديث عن تحريك الملف الرئاسي: البطريرك مع لقاء جامع
  • الانتخابات الرئاسيّة مقابل العودة الى الـ1701 ...
  • لقاء عين التينة: لا مكان للاصطفاف السياسي أو لجبهة إسلامية
  • طارق حامد يفتح الباب أمام العودة إلى الزمالك